أصداء

حذاء للرئيس الصيني فى بريطانيا

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
فى اليوم الثاني من شباط/فبراير الجاري، كان السيد وين جياباو رئيس وزراء الصين يتحدث فى مؤتمر صحفي فى جامعة كامبردج فى لندن حول الأوضاع الاقتصادية العالمية المتدهورة، عندما نهض شخص كان يجلس فى نهاية قاعة المؤتمر ورمى بحذائه المستهلك باتجاه الرئيس الصيني وهو يصرخ طالبا من الحضور أن يحتجوا على زيارته، وسقط الحذاء على مسافة متر واحد من الهدف، وألقت الشرطة البريطانية القبض على رامى الحذاء واقتيد مخفورا. وبعد دقائق بدأت الصحف الألكترونية العالمية بنشر هذا الخبر المثير، وكلها تشير الى ما قام به الصحفي العراقي الفاشل منتظر الزيدي عندما رمى بحذائه باتجاه الرئيس السابق جورج بوش فى المؤتمر الصحفى فى بغداد فى منتصف كانون الأول/ديسمبر الماضي، وصفق له من أمثاله فى العراق وغيره، والذين قاموا بتظاهرات رفعوا فيها الأحذية فوق رؤوسهم فى العراق وبلدان أخرى، وآخرون شيدوا صرحا ضخما (للحذاء الزيدي) من البرونز فى احدى الساحات العامة فى تكريت. وحيث أن تلك الساحة هى ملك للدولة ولا يجوز التصرف بها الا باذن خطي من الدولة، فقد أزالت الجهات المسؤوولة (الصرح) فى اليوم التالي لنصبه. العراق، بلاد ما بين النهرين مهد الحضارات ومهبط الرسالات، ومسلة حمورابى التى سطر عليها أقدم القوانين فى العالم، والذى اخترع أبناؤه الكتابة المسمارية والعجلة، وقامت فيه أول جامعة فى العالم، تعلم فيها فطاحل الطب والفلك والهندسة والرياضيات والأدباء المعروفة أسماؤهم فى كل أنحاء العالم اليوم. هذا العراق تخرج فيه رامي الأحذية الزيدى وطبقت شهرته الآفاق! وسار على خطاه الشخص الذى رمى اليوم الحذاء على الرئيس الصيني فى لندن. وقد تتكرر هذه الواقعة فى بلدان أخرى أيضا، ليعود اسم العراق تلهج به الألسن فى كل مكان وتذكر أنه أول بلد فى العالم يودع زائرا له بالأحذية!. جورج بوش رئيس الولايات المتحدة السابق، خلصنا من حزب البعث الفاشي ورئيسه صدام الذى جثم على صدورنا ما يقرب من أربعين عاما، حكم هو وعائلته والمقربون اليه العراق بالنار والحديد واستعبدوا أهله وسرقوا ثرواته، وأدخلوه فى حروب جنونية قضت على مئات الآلاف من الشبان المجندين، وأضعاف ذلك من المدنيين، وبعد كل هزيمة يحتفلون بانتصارهم ويقيمون الحفلات الصاخبة الساهرة غير آبهين بمن فقدوا أحبتهم من العراقيين فى تلك الحروب. لا يمكن أن ننسى تلك الحسنة لبوش ولكننا لا يمكن أن ننسى أيضا سياسته الحمقاء الخرقاء التى كلفت العراق الكثير من الدماء وتدمير البنية التحتية للبلد. ولكن فى كل الأحوال فان رمي الحذاء عليه وهو بيننا وفى بلدنا كان عملا منافيا للأخلاق، لا يجب أن يمر دون عقاب. ومن المضحك المبكي أن يطالب السيد محمد الدايني عضو مجلس النواب العراقي باطلاق سراح الزيدي قائلا بأن ثلث أعضاء مجلس النواب طالبوا الادعاء العام باطلاق سراحه. وبما أن نتائج انتخاب مجالس المحافظات الأولية تبشر بانحسار المد الديني الطائفي، فسوف لا يعود هذا(الثلث) الى مقاعدهم بعد الانتخابات القادمة، التى سيحتلها الكفوئين الذين يقدمون مصلحة العراق فوق كل شيء. وليس السيد محمد الدايني وحده فى الميدان، وانما يطالب باطلاق سراح الزيدي جميع البعثيين العراقيين، ومنهم صلاح المختار الساكن فى بريطانيا حبيب تلفزيون الجزيرة، وخليل الدليمي محامي صدام، ومشعان الجبوري الغني عن التعريف، وصلاح العرموطي رئيس نقابة المحامين الأردنيين، وهيئة العلماء المسلمين، وحازم الأعرجى والمئات من أتباع مقتدى الصدر فى مدينة بغداد والثورة، واتحاد الصحفيين العرب فى القاهرة، واتحاد الصحفيين فى سورية. ومنذ مدة طالب كل من الشيخ محمد الشامي خطيب صلاة الجمعة فى مرقد الامام الكاظم، والشيخ عثمان رحيم خطيب صلاة الجمعة فى جامع الامام أبو حنيفة. هؤلاء بمجموعهم يشكلون أقلية، ولا اخالهم يؤيدون فى سرائرهم ما فعله الزيدي، وانما أيدوه لمصالح سياسة ومصالح خاصة أو نكاية لحكومة المالكي وممن أصابهم الأذى على أيدي الجنود الأمريكيين، وقد يغير أكثرهم رأيه بعد ظهور النتائج الانتخابية النهائية. عاطف العزي

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مستحيل
الاخرس -

أقولها من البداية .. إن العالم كله يعرف جيد بان ليس هناك فرق بين الساسة الأمريكان والإسرائيليين فيما يتعلق بمواقفهم من القضايا العربية وإنهم يتوافدون باستمرار على ارض العرب ليكونوا ضيوفا على حكامها وآخرها زيارة وزيرة الخارجية الإسرائيلية ( ليفنى ) لأرض الكنانة مصر.. والكل يرى ويسمع كيف يستقبلهم ويتملق لهم الساسة والصحفيين العرب .. الساسة بتصريحاتهم المعسولة والصحفيين بأسئلتهم المكررة التي تطلق لأغراض المجاملة والمعروفة أجوبتها لمن يرى دماء الشعب الفلسطيني وهى تسيل يوميا على ارض فلسطين وآخرها مجزرة غزه !!لنترك دماء الشعب الفلسطيني تسيل لأنها ستزيد هذا الشعب تشبثا بقضيته ونعود للعرب المبتهجين بثورة الحذاء في ارض الرافدين ضد واحد من هؤلاء الساسة وارفعهم مستوى الرئيس بوش !! لقد ابتهجوا لتصرف الصحفي العراقي منتظر إزاء بوش إثناء زيارته للعراق لتوقيع الاتفاقية الأمنية .. والسؤال الذي يطرح نفسه في بداية المقال .. لماذا تبتهج الجماهير العربية لهذا التصرف العراقي ولم نرى منهم ابسط أشكال الاحتجاج على الحفاوة والبهجة التي يستقبل بها ساستهم وصحفييهم الرئيس بوش والوفود الأميركية والإسرائيلية على أراضيهم ؟ ولنترك بوش واستمر في مقالي من آخر زائر إلى مصر وهى وزيرة الخارجية الإسرائيلية ( ليفنى ) ..وأسئلتي هنا .. هل يجهل الصحفيون العرب ما فعلته ليفنى من اغتيال بحق خيرة قادة الثورة الفلسطينية على مدى تاريخها الطويل وما تفعله بالشعب الفلسطيني عامة اليوم ؟ إذن .. لماذا لا يبادر أي صحفي عربي برمي ( ليفنى ) بالحذاء إثناء زيارتها المتكررة لبلدانهم ؟ لقد عانى العراقيون كثيرا من الحرب العراقية الإيرانية دفاعا عن البوابة الشرقية للامه العربية وكما هو واضح من خلال الدعم العربي لها وكان الجيش العراقي أول المشاركين في حرب أل 48 في فلسطين .. الخ .. والسؤال هنا ... هل يبقى العراقيون وحدهم يدفعون ضريبة الثوريات العربية الزائفة والدرع الواقي الوحيد لقضايا الأمة العربية الخاسرة ؟ إن اغلب الدول العربية تتوسل وتتسابق لعقد الاتفاقيات مع أميركا وإسرائيل ويحنى رؤسائها قاماتهم ابتهاجا بزيارة وفودهم لها وآخرها استقبال الرئيس المصري حسنى مبارك وحكومته إلى ( ليفنى ) ..والأسئلة المحيرة هنا.. ما سبب الضجة الإعلامية التي أحدثتها الصحافة العربية عندما صافح الرئيس الطلبانى الصهيوني شمعون بيريز في مؤتمر الاشتر

بين حذائين
عبد البا سط البيك -

الأحذية ليست متشابهة في الشكل , و اسباب رميها ليس من الضروري أن تكون متشابهة . التشابه فقط هو في نوعية الشخص الذي تلاقه .و هو في كلا الحالتين من طائفة السياسيين . ثمة فوارق كبيرة بين حذاء السيذ الزيدي و قرينه الذي ألقى على رئيس الوزراء الصيني فردة واحدة فقط . الرئيس بوش الذي ألقي عليه فردني حذاء السيد منتظر الزيدي الصحفي الفاشل كما يطيب للسيد العزي أن يصفه كان بسبب المساهمة الكبيرة لشخص المضروب بتدمير بلد و تشريد الملايين من أهله و تمزيق النسيج الإجتماعي للمجتمع العراقي .أما الصيني المضروب فقد ساهم ببناء إقتصاد بلاده و عمل بجهد ملحوظ على تحسين القدرات الإقتصادية لأكبر بلد في العالم من حيث عدد السكان , و تمكن ضمن النظام السياسي الذي يعمل خلاله من تسجيل أعلى نسب التنمية في العالم المعاصر . و هذا الصيني جاء الى لندن ليس غازيا و لا مدمرا , بل ليساهم بإيجاد حلول لأزمة إقتصادية تهز بقوة نظام المال الذي يرأسه المضروب الأول ببغداد .التشابه الوحيد بين الضاربين أنهما أخفقا بإصابة الهدف , مع تميز حذاء السيد الزيدي بشهرة عالمية أكبر ترددت أصداؤه الآفاق . و أخيرا , متى سيأتي اليوم الذي سيضرب كل من أيد الإحتلال الأمريكي للبلد و تعامل معه مهللا لفعله الشنيع..؟ هل يستطيع السيد العزي أن يعلمنا عن عدد أزواج الأخذية اللازمة حتى تكون جاهزة عندما يحين الموعد ..؟

احسن
اْموية مسلمة -

بصرحة رئيس وزراء الصين لايستهل الضربة .لانهم ليسوا متل بوش وزمرتة الرديئة .

تحليل منطقي
محمود عبدالكريم -

مقال ممتاز ونادر في هذا الزمن العربي . أصبحنا في الحضيض وتقدمت علينا الكثير من الأمم التي كنا نسخر منها، واعتلى المنابر من يريدون أن يسيرواالشارع العربي بشعارات فارغة جوفاء.

شكرا للكاتب
رعد الحافظ -

إذا صح فعلا إزالة نصب الحذاء من مدينة تكريت فلن يمنع ذلك العراقيين من تسميتها بمدينة القندرة! لان مجرد التفكير بعمل النصب ألصق تلك التسمية بها الى أجل طويل.أما السيد محمد الدايني فلن أعلق بشيء على أقواله

الى رعد الحافظ
عراقي حقيقي -

صحيح والله احسنت وبارك الله بيك من الان وصاعدا ستصبح تسمية تكريت مدينة القندرة والدايني هذا غني عن التعريف فامثاله تلقوا من قنادر صدام حسين الكثير لذا اصبح لديهم ادمان عليها ويرغبون برؤيتها دائما

???
mohamed -

استاذنا الفاضل بوش اتى بصدام ويريد ان يسبدله بغيره ولكنه تمرد عليه - اريد ان اذكرك - بتنفيذ حكم الاعدام في صدام بيوم العيد - هل يروق لك ذلك انت وبوش وامثالك ؟ انا لست عرقيا ولكن يهمني العراق واهلها البسطاء ولكن ليس الذين مثلك - ان وقفة صدام اثبتت انه بطل رغم كل الذي فعله بوطنه وابناء وطنه واسمحلي ان اقول لك ولى عهد بوش فاي رئيس سوف يحتمي الاخرون به مجددا ؟؟؟

الى معلق 2 عبد الباس
عمار السالمي -

السيد عبد الباسط البيك يبرهن فى كل تعليقاته عن بعثيته الأصيلة ، والبعثيون هم من أنصار الأحذية ، فقد حملوها على رؤوسهم فى المظاهرات لتأييد الصحفي الصغير المجهول الزيد وأخوه المدافع عنه عدي الزيدي . يسأل عبد الباسط كاتب المقالة عن عدد الأحذية حتى تكون جاهزة عندما يحين الموعد ، ولم يذكر أي موعد ولكنه مؤكدا يقصد موعد البعثيين فى العودة الى الحكم ، فلو تفضل المعلق باخبارنا بعدد البعثيين حتى نهيء لهم العدد الكافى من الأحذية البالية والتى لا تصلح الا لرمي البعثيين .

الى الأخ محمد
من العراق -

صدام لم يكن بطلاً حتى في يوم القاء القبض عليه, صدام مجرد مجرم أستحوذ على السلطة لو كان فيه ذرة بطولة لأنتحر وفضها وبس. بوش لم يعدم صدام العراق وحكومته التي أعدمته وليكن في العيد, تعتقد ضحاية المقابر الجماعية أستثنوا من القتل ياغفور؟ بوش لم يهجر العراقيين القاعدة و العرب القادمين الذين أشعلوها المنبوش الأردني الزرقاوي قالها قبل أن تشتعل الحرب الطائفية في العراق بأنه كان غير سعيد لأن سنة العراق لم يستجيبوا لدعواته التي كانت تحفز العراقيين من السنة لقتل أخوتهم في العراق, فكان يضع العبوات في الجوامع الشيعية ولكن أهلنا من السنة لم يتبعوه وأخيرا نجح في ذلك بعد أن فجر المرقد في سامراء, أما الشيعة الذين أنخرطوا في المليشيات الطائفية فكانوا أما من هؤلاء الذين أتوا من أيران محملين بالأجندة الأيرانية وقسم كبير منهم من فدائيين صدام الذين أنخرطوا بجيش اللامهدي. نعم سياسة بوش كان فيها الكثير من الأخطاء ولكن بدون مقابر جماعية.

عجيب غريب؟
علوان -

الكاتب المتحضر جدا نسى أن سيء الصيت بوش دمر بلد بأكمله وأن كان لا يحس أو يعرف فليزور العراق المحرر و يشوف بعينه كيف حررنا بوش بأفعال أبو غريب الحضاريه جدا والأهانه لكل الشعب و غيرها. السياسيون الجدد في العراق؟ ضربوا بقنادر الأميركان في نقاط التفتيش ولم يعترض الكاتب عزاوي؟ بس و لا يهمك عزوز تره هذا الصحفي (الفاشل)الزيدي مقصر... لأن بوش وحاشيته يستاهلون ألف قندره لكل منهم.

...
حمورابي الزيدي -

.الصحفي والكاتب لديهم اقلامهم وعندما لم يكن هناك اقلام عمل حمورابي بازميله وقال ما قال وكتب ما كتب وعبر عن عبقريته.والمصور كان يرسم قبل ان يخلق الله له الكاميرا التي يعبر بها وكلكم يعرف قيمة المصورين المبدعين الذين تفوز لقطاتهم بصورة العام فهم يعيشون برفاهية وشهرة من صورة التقطوها لانهم مهنيين بارعين في التقاط الصور.وقبل هذا وذاك صوروا هؤلاء كما حمورابي بازاميلهم ونحتوا الصخر صورا وتمايل بديعة.اما الزيدي وامثالة وزبانيته ومؤيديه ومريديه يقذفون ما يملكون، يقذفون رأسمالهم وهو عبارة عن حذاء ليس صناعتهم بكل تأكيد لان خير امة اخرجت للناس هذه الامة ذات الرسالة الخالدة سوف تزداد خلودا بحذاء الزيدي وليس بازميل حمورابي!!!!!