أصداء

الصراحة في الخطاب الرئاسي(باراك أوباما انموذجاً )

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
اعتادت شعوب الشرق بشكل عام و دول الشرق الأوسط بشكل خاص على انجازات الزعيم الفائقة لكل التصورات، و تحويله الهزائم إلى انتصارات، و حمله بيده اليمنى للعصا السحرية التي يكمن فيها إمكانية العقد و الحل.
الزعيم في الشرق هو كائن مألّه لا ماضٍ له، يظهر فجأة في موقع الزعامة من دون سابق إنذارٍ عن طريق مهزلة يختلقها و يسميها فيما بعد بالانتخابات التي تزدهر فيما بعد فتسمى بالبيعة و التي يصنعها وفقاً لمقاييسه الخاصة.
وبعد أن يستولي على السلطة، ويؤدي القسم الرئاسي و من ثم يعمل على إلقاء خطبته الأولى في بداية عهده الرئاسي اللامتناهي، والتي تكون في أغلبها وعود مستقبلية سيعمل هو بنفسه على تحقيقها من خلال تحريكه لعصاه السحرية التي يلوح بها أثناء خطابه الرئاسي. ولكن الأمر الملفت للنظر في خطب أغلبية روؤساء دول الشرق هو عدم تطرقهم لماضيهم، وكأنه لا ماضي لهم، وكأنهم جميعاً ظهروا فجأة ليكونوا روؤساء بأمر ألهي (كن فيكون).
وعلى مايبدو بأن الفاصل بيننا و بين الولايات المتحدة الأمريكية هو ليس فقط الحدود الجغرافية، و التاريخ، و اللغة، و الثقافة. بل إن الخطاب الرئاسي الذي يلي قسم الرئيس هو من أهم معالم الفصل بين الولايات المتحدة و دول الشرق بشكل عام.
الرئيس الأمريكي الجديد (باراك حسين أوباما) الذي أدى القسم الدستوري في (20) كانون الثاني من عامنا الجديد، و من ثم تلى خطابه الرئاسي و الذي افتتح به بداية عهد رئاسي جديد و مرحلة تاريخية متميزة ليس على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية فحسب، بل على صعيد العالم أجمع، وليس لأنه سيكون أول رئيس أسود من اصول افريقية مسلمة يدخل البيت الأبيض ليحكم أمريكا من خلال منصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، بل لأنه أثار انتباه شعوب بقية دول العالم قبل أن يثير انتباه الشعب الأمريكي إلى نقطة في غاية الأهمية، ألا وهي ماضي الرئيس الجديد، حيث قال (باراك أوباما) في خطابه الذي تلا القسم الدستوري: (هذا هو معنى الحرية في أمريكا، لماذا الرجال و النساء و الأطفال من كافة الأعراق و الأديان يمكنهم المشاركة بالاحتفال في أرجاء هذا المكان الشاسع، و لماذا ابن رجل ربما رفضت خدمته في مطعم محلي قبل (60) عاماً، يقف الآن أمامكم ليؤدي أقدس الأقسام...). تطرق رئيس الولايات المتحدة الأمريكية (باراك أوباما) إلى ماضي والده و من دون أي خجل أو نفاق، بل ذكر وبكل شجاعة بأن والده الكيني الأصل لربما رفضت خدمته في مطعم محلي بأمريكا قبل (60) عاماً.
(باراك أوباما) الذي دفع ضريبة والده (حسين) بالحرمان من الاستقرار العائلي و عطف الأب، عندما طلق والده (حسين) الكيني الأصل والدته الأمريكية و كان عمره آنذاك لايتجاوز السنتين، مايزال يرى نفسه ابن ذلك الرجل ويذكره في خطابٍ سيحفظه له التاريخ، بعد أن أصبح أول رئيس أسود للولايات المتحدة.
ولا عجب بأن (نيلسون مانديلا) بطل الكفاح ضد الفصل العنصري و رئيس جنوب أفريقيا السابق والذي قاد كفاح جنوب افريقيا ضد حكم البيض الجائر آنذاك و قضى قرابة ثلاثة عقود في المعتقلات ليصبح فيما بعد رمزاً للحرية، يشيد بالرئيس الجديد للولايات المتحدة الأمريكية (باراك أوباما) ليقول له مهنئاً: (أنتم أيها السيد الرئيس جلبتم صوتاً جديداً للأمل في إمكانية معالجة المشاكل و القضايا العالقة، وإنه يمكننا في الواقع تغيير العالم و جعله مكاناً أفضل...).
كما و يصف (مانديلا) في تهنئته لأوباما قائلاً: (ستظل دوماً في وجداننا شاباً تجرأ على الحلم و على أن يحقق ذلك الحلم).

*طالب في جامعة السليمانية - إقليم كُردستان العراق.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
درجة الوعي والأدراك
الکوردستاني -

شکرا لکاتب المقال ونتمنی لك کل التوفيق مستقبلا .أن أنظمة الحکم في البلدان الغير الدستورية عبارة عن سطوة رجل واحد لزمام کل الأمور له ولسابع ظهر له، وقوة القائد عندها يکمن في إزالة کل عقبة تقف في طريق بقائه لقرون أو لربما أکثر، قوته في نهب قوت الأمة، سرقة خيرات البلد وکأنه المحيي المميت ،فلا صوت يحاسبه، فالکل خراف مطيعون ولا يعرفون غير السير بطاعة عمياء، ومتی ما حان وقت السلخ فلا من مقاومة بعد أن سلخت {کلنا سواء} من ذهنه وإلی الأبد، فلا يفقه من هو وماهي حقوقه وواجباته. أن الفضل لوصول أوباما الی قيادة أعظم دولة في العالم ،أنما يعود لوعي الشعب الأمريکي ووصوله الی مرحلة الرشد السياسي وأدراکه لحقوقه وواجباته، فالقيادة ليست حکرا لفرد، وأنما لمدة أقصاها دورتين أنتخابيتين أو لدورة واحدة فقط، ووجود دستور يحميه أبنائه من أيدي العابثين هي من أهم أسباب وصول أي مواطن ومن أي جنسية کانت لأن يتولی مهمة رئاسة أمريکا. متی ما وصل وعي المواطن العادي في بلداننا الی أن القانون هو سيد الحکم وحاميه من العبثاء ولا فضل لأحد علی أحد وأن الکل سواء ضمن حدود القانون، حينها ستدفن کل من له نزعات السلطنة والقائد الأوحد الأبدي وسيقبل الناس بعضهم البعض دون الحاجة الی إساءة بعضهم لبعض والدوران في الحلقة الفارغة. وحق الأختيار تعبير عن أرادة ترغب الحرية لا الأستبداد.

جميل جداً
محمد خير عرب -

رأي صائب و أسلوب سلس و جميل .. و الحقيقة التي ندركها دون أن نجرأ أو نفكر في كتابتها.. شكراً لك. بالتوفيق

رائع
الطير -

انت رائع وكلامك وطريقتك سلسه

للعلم
طارق -

والد الرئيس أوباما اسمه: باراك حسين أوباما! أى أن الأب و الابن يحملان نفس الاسم.