أصداء

صراع العشائر و التخلف العراقي المريع..؟

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
رغم أن النظام البعثي البائد و الذي حكم العراق أطول فترة في تاريخه المعاصر ( 1968 / 2003) كان يرفع شعاره الشهير: لا طائفية و لا عشائرية في عراق البعث!!، إلا أن نتائج الممارسة الميدانية و الحصيلة النهائية كانت مرعبة، فالنظام السابق البائد كان عشائريا حتى الثمالة! و نجح بإمتياز مدهش في تمزيق المجتمع العراقي و زرع بذور الشقاق و النفاق في مجتمع كان و لا زال يمتلك كل عوامل التمزق و ألإنقسام، و لم يرحل ذلك النظام تحت جنازير دبابات الإحتلال الأميركي إلا بعد أن نجح في تكريس التقسيم المجتمعي و في إطلاق نظريته الشهيرة بالعمل على تحويل العراق لبلد دون شعب و في إشاعة الإرهاب بعد أن تراجعت شعارات حزب البعث العلمانية لصالح مشروع الدروشة الدينية التي دخلها صدام في العقد الأخير من حكمه بعد الهزيمة المريعة في رمال الكويت ثم دخول العراق تحت طائلة أقسى عقوبات حصار دولية في تاريخ الشعوب المعاصر وهو ما هيأ التربة العراقية بشكل كامل لتكون مسرحا لحروب أهلية و عشائرية و طائفية لن تبقي أو تذر! وهو ما حدث فعلا بعد سقوط النظام و تحول المجاميع المخابراتية الرديفة لمجاميع دينية و طائفية من كلا الطائفتين الكبيرتين في العراق فظهرت التيارات التكفيرية السلفية المتوحشة كما ظهرت التيارات الشيعية المتطرفة ودخل العراق في حافة الحرب ألأهلية المروعة التي تسببت حتى اليوم بهجرة و تهجير الملايين ووضع البلد بأسره على كف عفريت و بشلالات لم تنقطع من الدماء المجانية تسفك يوميا كما كانت ظاهرة الإقتتال المتوحش ضمن إطار الطائفة الواحدة، فالشيعة مثلا رفعوا السلاح في وجوه بعضهم البعض وحدثت مجازر رهيبة بين التيارات الشيعية المتباينة كما حدث في مجازر الحروب بين الدولة و التيار الصدري في النجف و مدينة الثورة و البصرة و العمارة و الناصرية و الديوانية، أو كما حصل في المجزرة الغامضة ضد ما يسمى بجماعة ( جند السماء ) في منطقة الزركا على حدود النجف و التي إنتهت بقيام الأميركان بقتل أكثر من 650 إنسان قيل أنهم كانوا في طريقهم لقتل المراجع الكبار!! في واحد من أشد الملفات غموضا في تاريخ العراق المعاصر!، هذا غير حروب الإغتيالات التي تقوم بها المجاميع الإيرانية الخاصة المدعومة من فيلق القدس للحرس الثوري الإيراني و التي دعمت قوى إرهابية شيعية معروفة من أمثال (ثأر الله) و (بقية الله).. و غيرها من الجماعات الخرافية.. وهو ما ساهم فيما بعد في توعية الشارع الشعبي الشيعي بمخاطر الإفراط في التخندق الطائفي و بما أفرز روحا ليبرالية واضحة إمتدت لقيادة حزب الدعوة / تيار المالكي الذي يطرح اليوم شعارات و رؤى ليبرالية ووطنية بعيدة كل البعد عن شعارات التخندق الطائفي، و رغم أن غرب العراق كان قد تحول منذ سقوط النظام السابق لميدان حرب فعلي بعد إنتشار جماعة القاعدة و تحاف بقايا البعث مع الجماعات الدينية و التكفيرية المسلحة مما تسبب بكوارث و مجازر هائلة هناك خصوصا و أن تلك المنطقة كانت معروفة بكونها الخزان البشري للقيادات العسكرية للنظام السابق، كما أنها معروفة أيضا بنفوذ جماعة و تنظيم (الإخوان المسلمين) الذي لم يكن له أي نشاط حقيقي خلال نظام البعث السابق و لكنه نشط فجأة بعد السقوط ليظهر الحزب الإسلامي بقياداته التي كان معظمها يعمل ضمن صفوف حزب البعث البائد و بعد التخندق الطائفي تحول الولاء ليبرز الحزب الإسلامي و ليكون في مواجهة العشائر العربية في غرب العراق التي إنخرطت في مشروع الصحوات الموجه أساسا ضد تنظيم القاعدة وطرد الغرباء من المنطقة وهو ما حدث على أيدي رجال العشائر الذين كانوا يعملون في الجيش العراقي السابق و يمتلكون السلاح و الخبرة الميدانية و باتوا اليوم يتطلعون للمشاركة الفاعلة في السلطة الجديدة بإعتبارهم قوة ميدانية إستطاعت فرض الأمن و السلام في مناطقهم!، وكان الصراع الإنتخابي الأخير حول نتائج الإنتخابات المحلية و التنافس المحموم بينهم و بين الحزب الإسلامي ليوتر الموقف و بما يهدد بإشعال حروب ضد بينية مروعة قد تنتهي بمجازر رهيبة و بتصفية كارثية إذ يبدو أن الديمقراطية المسلوقة في مجتمعات الشرق المتخلفة لا تستطيع أبدا أن تغير في سنوات قليلة تراث تاريخي و إجتماعي طويل من التخلف و العنجهية و الإحتكام للغة القوة و العنف و تصفية الخصوم جسديا، فالإنتخابات لا تعني أن الديمقراطية قد فرضت رؤاها بقدر ما تعني أن التخلف قد طور نفسه و تكيف مع المستجدات و لبس لبوسا أخرى!!، و الطريق في العراق ما زال طويلا للغاية من أجل الوصول لحالة الأمان الطائفي و السلم الأهلي، فبعد حروب الطوائف و يا لثارات قريش تظل حروب العشائر و رايات البسوس و داحس و الغبراء تهيمن على الروح العشائرية في العراق لآماد ليست منظورة.. فالتخلف في العراق قد إكتسب الجنسية العراقية بإمتياز.. فأنتظروا مصارع الرجال..!!.

dawoodalbasri@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مايؤتى بالسيف يذهب
كركوك أوغلوا -

بالسيف !!..ما أنتشر بالغزوات سينتهي بالغزوات ؟؟!!..

ألعراق
sarab -

یاداوود ألعراق عرآق أنتهاک وسلب وقتل وغدر ونهب ،عراق نفاق هلاک ،عراق سبایا عرآق سوف تری مالکیه من مالکی مالم تراه أبدا ــسوف نترحم علی صدام ألف مرة سوف تعض أمریکا أصابعهاوتقول لیتها ما فعلت ـإنشری بربک إن کنتم تؤمنون إن هناک رب

العشائرية و المحاصصة
علي الغرباوي -

هناك ضرر كبير من خلال السنوات الماضية بتسييس الدين الاسلامي على العراق و العراقيين و على الدين نفسه و ايضا اثبتت هذه السنوات عدم صلاحية الاحزاب المسيسة للاسلام سواء كانت شيعية أو سنية , للحكم في العراق . كيف تتقدم أمة لا تزال تؤمن بالخرافات و الأساطير ؟ لولا المصلح الكبير مارتن لوثر , لكان اليوم رجال الدين في الكنيسة يبيعون صكوك الغفران !

ملاحظاتي..
رعد الحافظ -

تحية للكاتب على مقالته الرائعة وملاحظاتي هيأولا:لقد كان فعلا نظام صدام أبشع نظام عشائري مر في تأريخ البلد والسبب سايكولوجي إذ أن صدام نفسه كان منبوذا في صغره من زوج أمه وأقاربه ومكروها حتى من أخوته غير الأشقاء , لذلك عمد بقصد أو بدونه الى تكوين حلقة العائلة والعشيرة حوله كرد فعل على نقص الأصل يعني بالمختصر كان ناقص جاه.ثانيا:مايسمى بعقوبة الحصار الدولي على العراق بعد غزو الشقيقة الكويت كان بنظري كذبة كبرى ومن صنع صدام نفسه , حيث كانت الرقابة الدولية تنصب على الاسلحة وأخواتها , ولم تقترب من الغذاء والدواء والمواد الانسانية كما أشاع صدام والدليل هو قرار حصار الحصار الذي أصدره صدام بعد عام 1992 والذي منع فيه أكثر من 600 مادة غذائية وكمالية من الدخول للعراق بحجة الاقتصاد في الانفاق (وأغلقت كثير من المحلات التجارية وأنا منهم ) وقتها وأصيب الناس بضرر كبير وأرتفعت أسعار جميع المواد بل قفزت بطفرات عريضة.ثالثا:قام صدام بما أسماه الحملة الايمانية للتصدي للتجبر الامريكي على حد قوله فأتبع بذلك نفس خطاب خصمه اللدود الخميني بعد وفاته فكان عمليا يمارس مقولة الشيطان الأكبر ليبقى في السلطة أطول فترة ممكنة ويذل الشعب العراقي الى أبعد حد ممكن(رد فعل على عقد الماضي والانتفاضة الشعبانية).رابعا:تحول السيد المالكي حاليا بأتجاه السلوك الليبرالي والعلماني فرضته السلطة ومتطلباتها الوطنية وهذا هو بالضبط المطلوب من رجل في موقعه , وتبقى المهمة العسيرة هي كسر طوق الاحزاب الاسلامية وتجار السياسة والفاسدين وهي لعمري مهمة لو أنجزها هذا الرجل لأسميناه جميعانوري باشا المالكي !

جندالسماءهم الصدريون
فاروق السماوي -

جند السماء والآخرة من صنائع جيش المهدي والصدريين الذين حصلوا بعد أستخدامهم العنف والقتل وأثبات الوجود والمقاومة ورفع السلاح وتکوين المليشيات وقطع الطرق عن الأبرياء وتخويف الناس العزل وسرقة أموالهم بعد عمليات الخطف وإبزاهم وعرض عضلات القوة ، حصلوا علی مقاعد في البرلمان العراقي وصارت لهم کتلة تمثلهم، بعد أن تعالت الأصوات بضرورة أشراکهم في العملية السياسية، مختصر القول أنهم شرذمة من السفلة من أيتام وبقايا جيش القدس وفرق الموت الصدامية. وهناك رؤوس کبيرة من الأحزاب الطائفية التي غيرت من جلدتها اليوم وحزب المالکي علی رأسهم کان من يدعمهم من وراء الکواليس تمهيدا لأشراکهم في العملية السياسية کما ذکرت.

البديل
عراقي حقيقي -

مشكلتنا نحن قراء داود البصري من العراقيين اننا لانفهم حقا مايريد فهو ضد البعث وضد الاسلاميين وضد العشائر وضد صدام وضد الحكومة الحالية وحتى هاجم العلمانيين فماذا تريد يا استاذ داود ؟ حرر موضع نزاعك وضع يدك على الاختلاف الذي تجادل فيه ثم قدم مقترحاتك وحججك على صحة هذه الاقتراحات والا فانك لم ولن توصل افكارك الى قرائك العراقيين ابدا ولا يلبثوا ان ينفضوا من حولك لكثرة انتقادك لكل شئ دون ايجاد البدائل

عمامك سبب الفتنه
الحجي -

لن ترق يوما لمصارحه نفسك وقول الحق لان فاقد الشئ لايعطيه لماذا لاتقول ان عمامك السنه هم سبب بلاء العراق من القديم والى الان وهاهم اليوم على شفا حرب ضاريه بينهم في الانبار لادخل لغير السنه فيها اللهم اشغل الظالمين بالظالمين امين

الى رعد الحافظ
عراقي علماني -

لا اتفق معك الى حد بعيد بخصوص ماذكرته عن الحصار الاقتصادي، الحصار الاقتصادي كان قاس الى حد بعيد ولا ادري ان كنت انت في العراق طيلة فترة الحصار ام لا لكي تعرف قصدي، المهم بموجب هذا القرار واللذي صدر عام 1990 لم يكن مسموح للعراق بتصدير النفط واستيراد البضائع بانواعها الغذائية والدوائية ، والنتيحة معروفة هي تدهور مستوى المعيشة في العراق بنسبة وصلت إلى 78 بالمئة وصعوبة الحصول على الاحتياجات والمستلزمات الضرورية للحياة، وكذلك تدهورت حالة المرافق ومؤسسات الخدمات الاجتماعية، خاصة في مجال الصحة والتعليم، وتدهور القطاع الزراعي والصناعي بسبب النقص الحاد لادوات الانتاج وقطع الغيار و....الخ، السبب لهذا التدهور واضح ومنطقي هو ان العراق بلد مستورد ويعتمد بشكل اساسي في دخله السنوي على واردات النفط, فحينما توقف تصدير النفط توقفت الحياة بالنسبة للعراق بل وبدأت بالرجوع الى الوراء، ومن اهم تبعاتها توقف رواتب الشريحة الكبرى من الشعب وهم الموظفين ومنتسبي الجيش والشرطة، وحتى جاء عام 1996 حين بدأ العمل بمذكرة التفاهم وهي النفط مقابل الغذاء والدواء، واللتي برأيي المتواضع جاءت من قبل الامريكان لتجنب حدوث مجاعة في العراق تسيء لسمعة امريكا ولابقاء العراق في حالة موت سريري بدل الموت التام. وانت تقول كذبة ابتدعها صدام وانا اسألك ما هو المغزى ياترى من هذه الكذبة؟ نعم صدام اكيد كان يكذب في كثير من الامور حاله حال اي رئيس، لكن ماهو المنطق من هذه الكذبة؟ بألتاكيد أنا لا ادافع هنا عن صدام اللذي تحملنا اخطائه الكارثية بل وكنت كل ليلة انام فيها وبطني خاوية وكل يوم اشاهد فيها (ابو خليل) مسكين بملابس ممزقة واحذية ممزقة وهو متغرب من محافظته، وراتبه لايكفبه مصرف يوم واحد في كراج العلاوي، اتمنى لو امسك صدام بيدي لاقطعه تقطيعا لانه لم يتحمل اخطاءه وجعلنا ندفع الثمن، ولانه حجة الامريكان لتدمير الانسان العراقي لغاية معينة في فترة زمنية معينة، اقتضتها مصلحة امريكا.