نحو رؤية جديدة للملف الشيعي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ـ 1 ـ
مازال الملف الشيعي في المنطقة يحظى بأهمية خاصة ليس فقط من جانب الدول التي فيها کثافة شيعية وإنما حتى من جانب دول أخرى لا تتواجد فيها أية کثافة شيعية، وقد شرعت هذه الدول برمتها(حتى دول إقليمية غير عربية کترکيا مثلا) بدراسة الملف الشيعي من حيث کونه قد صار ظاهرة يشکل خطورة محتملة على الامن القومي لهذه الدول وليس من حيث أهميته الانثروبولوجية و عمق أصالته منذ فترات سحيقة من تأريخنا العربي ـ الاسلامي و جدلية علاقته بالمکونات الاجتماعية المختلفة في أرجاء هذه الدول.
وعندما يسعى البعض لتسيس و أدلجة الملف الشيعي وفق سياقات نشم منها رائحة طائفية بغضاء لاتخدم على مختلف المستويات و الاصعدة شيئا مثلما تخدم تذکية روح العداوة و البغضاء الطائفية المقيتة بين أبناء الجلدة الواحدة و تقديم خدمات مجانية لأعداء العروبة و المتربصين بها شرا سواءا على الصعيد الاقليمي أم الدولي، فإننا نقف و بکل قوتنا الفکرية و الثقافية بوجه هؤلاء و نحاول شرح الابعاد المستقبلية الخطيرة المتداعية من هکذا سياقات طائفية ضيقة و لانألوا جهدا في سبيل طرح الخيارات الإيجابية الاخرى المتواجدة على الساحة بوجه هکذا خيار عدائي لايفيد الامة العربية بشئ سوى إبقائها في مربع الصراعات الجانبية و الداخلية التي تأکل"أخضر"العرب قبل أن يحين أوان جنيه و قطافه وتقدم و على أطباق من ذهب طاقات عربية مهمة کان بالامکان توظيفها لصالح مستقبل أجيال الامة بدلا من أن تذهب هدرا في دروب ملتوية و معقدة لا تفيد الاسلام ذاته و لا الامة في نهاية المطاف. ان البعض من ذوي الافق الضيق من الذين يسعون للترکيز على التأريخ الشيعي القديم أو المعاصر و الحديث من زاوية شخصيات مثل أبن العلقمي أو أحزاب و منظمات شيعية تخدم أجندة و سياسات إقليمية محددة، فإننا نلفت أنظارهم الى أن التأريخ الشيعي يحفل أيضا بشخصيات عظيمة خدمت الاسلام و المسلمين مثل جمال الدين الافغاني الذي وقف بقوة ضد المسألة الطائفية وهو صاحب المقولة الشهيرة:(إنشغلنا بمسح القدم و غسل القدم حتى لم يبق لنا موطئ قدم.) کما أن ثورة العشرين المجيدة التي أندلعت بوجه المستعمر البريطاني بالعراق في عشرينيات القرن المنصرم قد کان ملهمها و قادتها الاساسيين من مراجع الشيعة في العراق وأن الاحرى بکل عربي غيور و حريص على مستقبل العرب و وحدتهم و تآزرهم أن يرکز على الجوانب الايجابية وليس يشغل نفسه بأمور قد تخدم أعدائه قبل أن تخدمه شخصيا. وبإعتقادنا أن الجنوح الشيعي الملفت صوب خارج الدائرة العربية قد يعود بالاساس الى تلك السياسات و الثقافات الطائفية و ذات الاتجاه الواحد التي کانت تنظر للشيعة العرب کسکينة في خاصرة الامة العربية وليس کجزء أساسي لايتجزأ منها أبدا وأن إستمرار التشکيك و الطعن بولاء و وفاء الشيعة العرب لوطنهم و أمتهم کانت و لاتزال سببا مهما لدفع العديد منهم بسياقات معادية و توفير کل الوسائل و السبل التي تتيح بقائهم على موقفهم الآنف، ونتصور لو أن الحکومات العربية و المثقفين و الکتاب العرب لو سلکوا السبل البديلة التي تتيح عدم توفير الارضية و المناخات الملائمة لإستعداء الشيعة فإن الامر لم يکن يصل أبدا الى الحال الذي هو عليه الان وبرأينا فإنه من الممکن جدا أن تتم حالة مراجعة للذات العربية بخصوص موقفها السياسي ـ الفکري من الشيعة و السعي للخروج برؤية جديدة للملف الشيعي تختلف کل الاختلاف مع الرؤيات السابقة لها و هو أمر مطلوب من الشيعة العرب أيضا بخصوص عموم رؤيتهم لأخوتهم في الطوائف السنية الاربعة و ضرورة أن يخرج الطرفان بمستوى عال من الاحساس بالمسؤولية و يدرکون الاخطار الکبيرة المحدقة بالامة العربية و مستقبل أجيالها و يعملون بسرعة أکبر في سبيل ضمان الامن القومي العربي الذي تقوم إحدى رکائزه الاساسية على وحدة البيت العربي ذاته. *الامين العام للمجلس العربي الاسلامي في لبنان.
التعليقات
الهروب من غزة
احمد حسن -انتهت انتكاسه العرب في غزة وتريدون ان تغطون على المذله والغذلان وافلستم ورجعتم على سوالفكم القديمه وهي التفرقه بين المسلمين وماذا فعلوا السنه والشيعه للقضايه العربيه فقط القتل والتفخيخ
سقيفة اقصاء الشيعة
احمد عباس -لن ترحب المنطقةالعربية خاصة والعالم الاسلامي عامة باي تواجد لاتباع مدرسة اهل البيت (ع) ما دام جرح الانقلاب العسكري الغاشم على الشرعية الالهية في سقيفة بني ساعدة نازفا لانه منذ ذلك اليوم الاسود _ وان كنت من اشد معارضي الاستغراق في الخطاب الماضاوي - وسياسة اقصاء وتهميش الشيعة قائما ومما يساعد على نجاح هذا المشروع واستمراره المناخ السياسي لمن يحكم اليوم في العالم العربي والاسلامي القائم في اصله على الاستبداد وهو على خلاف مدرسة الشيعة الامامية جملة وتفصيلا ومن هنا فان ما نشهده اليوم من بدايات صعود نجم الشيعة انما يرجع في اصله الى نسائم الحرية التي بدات تداعب الوجوه الكالحة بسياط الحكام المستبدين وبدءا من معاوية الى صدام واليوم فان كل من يريد الوحدة بين المسلمين عليه ان يبدا اولا وهذا الاهم في اصلاح منظومة الحكم في العالم العربي والاسلامي وجعله متناغما على الاقل مع موجة الديمقراطية التي تهب على العالم هذه الايام اللهم اني قد بلغت اللهم فاشهد
اكثر الله من امثالك
عربية مسلمة مغتربة -ما اروع التحام الصف الاسلامي والعربي بشكل عام و خصوصا في هذا الوقت العصيب الذي تمر به الامة الاسلامية اولا ثم العربية ثانيا.والاجدر بنا نحن الشيعة ان نقتدي بأئمتنا العظام حيث انهم قدموا الغالي والنفيس في سبيل ابقاءعلم الاسلام مرفوعا مدى الحياة في حياتهم وبعد مماتهم وهم كلهم دروس في التضحية بالنفس في سبيل الاسلام.واليوم ما احوجنا الى اشخاص معتدلين مثل السيد الجليل محمد علي الحسيني وهذا ليس بغريب عليه فهو من سلالة آل المصطفى فسر يا سيد الى الامام ورعاك الله وسدد خطاك في مسعاك لارساء راية العرب والاسلام عالية لا غبار عليها ,مشرقة, مرفرفة يقتدى بها بين سائر الامم كما كانت في عهد رسولنا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم
الجزء الثاني ,
تكملة للدراسة -نحو رؤية جديدة للملف الشيعيـ 2 ـالسيد محمد علي الحسيني*حقيقة بدء التحرك السياسي العقائدي الشيعي(العربي)بعد إستتباب النظام السياسي الجديد في إيران و الذي أعقب سقوط الشاه محمد رضا بهلوي لم يأت صدفة و لا إعتباطا أو مجرد حاصل تحصيل عرضي للأحداث، وإنما جاء اساسا بسبب من ذلك الاحساس بالإغتراب و الاستلاب و الظلم من جانب النظم السياسية في بلدانهم والذي تحدثنا عنه سابقا. وهناك من يسعى للخروج بما هو أشبه بمعادلة عقائدية يربط خلالها الشيعة العرب بشکل عام بالشيعة الايرانيين مبررين ذلك بتقليد الکثير من الشيعة العرب لمرجعيات دينية إيرانية(ولانقول فارسية فقط لأن هنالك أعراق مختلفة في إيران و قد برزت في العديد منها مراجع تقليد کبار)، و يعتبرون تبعية بعض الاحزاب و المنظمات الشيعية العربية لنظام ولاية الفقيه على إنه نتيجة و تداع حتمي لمسألة تقليد مراجع إيرانية، رغم انه لا يمکن الربط بين المسألتين بهکذا إستدلال ضعيف لأن هنالك غالبية عربية تقلد مراجع إيرانية لکنها لاتؤيد الخط السياسي ـ العقائدي لنظام ولاية الفقيه بل وأن هنالك مراجع کبار في إيران نفسها لا تؤيد النظام السياسي الحاکم بسبب من خلافات فقهية تتعلق بنظرية ولاية الفقيه ذاتها والتي مازال الغموض و الابهام يحيط الکثير من مبانيها. وفي الواقع، هنالك نوع من التداخل في هذه المسألة حالها حال الکثير من حالات التداخل الاخرى التي تنشأ بين الشعوب و الاعراق و الطوائف لأسباب مختلفة تتعلق بالمصالح المشترکة و الموقع الجغرافي و التلاقحات الثقافية و الفکرية و ما اليها وهو امر نجده ينطبق على مختلف بقاع العالم و لايستفرد به الشيعة لوحدهم. ان النقطة المهمة و الجوهرية التي نود الوقوف عندها بتأن، هي ان التشيع لم تکن حالة إبتداع تفتقت عن العقلية الايرانية کما يروج البعض بخلاف الحقائق التأريخية الدامغة، فالتشيع قد نشأ عربيا في اساسه و ترعرع في آجم و مهد مجتمعات عربية ليس بالامکان التشکيك في الاساس العربي للمذهب من خلال حصول الزواج بنساء فارسيات إذ ان هکذا تفسير لا يمکن القبول به أبدا في ظل العديد من المعطيات المتباينة التي تتقدمها المعطيات الاسلامية. صحيح انه ليس بإمکاننا أبدا التقليل من أهمية الاضافات الکثيرة التي قدمتها العقلية الايرانية للفقه الشيعي، لکنه في نفس الوقت لم يکن بتلك الصورة التي يمکن إعتبارها بانها باتت عماد وأساس الفقه الشيعي ومن