أصداء

عراق وجنون ودين

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تبادل الأدباء والمثقفون العراقيون نكات عن بعضهم البعض، ولكن لمن يتذكر منهم أروي هذه الفضيحة أو النكتة، ففي شهر رمضان المبارك جرى أن تغلق البارات والحانات وتفتح مساءا ً، ولكن اثنان من المتمردين الأدباء السكارى قررا أن يجمعا من المارّة في رأس جسر الأحرار ببغداد مبلغا ً لشراء (بطلين) قنينتين من العرق الزحلاوي العراقي، وحال ما تجمع المبلغ هبا الأثنان وهما في شهر رمضان المبارك!!!، للبحث عن أقرب زاوية لبيع العرق سريا ً، وحصل أن لكل منهم قنينة (بطل )على أن يكون الشراب مشتركاً، فهب الأول منتفضا ً أنت تشرب نصف بطل وكأنك تشرب كأس ماء ـ، ، وقال الثاني أنا اشرب اكثر منك لأني أستاذك في الشعر و الأبوذية، وبين جدال ودال وجام وميم سقطت قنينة وفاض كحولها على جسر الأحرار، إنتفض الثاني قائلا ً: هذه قنينتك قد سقطت، قال الأول:ها قد سقطت قنينتك أنت. الدين والأحزاب الدينية جديدة على العراق، الحسين وعلائقه الخضر والسادة المتوزعون أمواتا ًواحياء، هذا ليس جديدا، ربما قد تأصلوا في الضمير والوجدان، أمي في شبابها لاتلبس السواد، لكنها حينما تخرج في أزقة سوق الشيوخ المدينة الجنوبية العراقية تغطي نفسها بعباءة كنت اتعثر بها، وحين كبرت الأمّ أزالت تلك العباءة ولدي لها صورة وهي سافرة تضحك ملأ الشدقين، وأخوال امي العشائر (أل عفريت)، صغيرا ً كنت أسبح في بركهم على الفرات، نسوانهم أساسيات في ديمومة الحياة في الصيد والزرع والبيع والشراء، وشراء التبغ والكحول والديرم والشبّ والبخور، إشتغلوا بمد سكك الحديد أولهم كان الخال (رديني) وآخرهم الخال (مدلول). كان العم هدوايّ الدلي ّ، رئيس البيطرة في سوق الشيوخ ، التي كانت تجاور مدرستي الأسماعيلية الأولى، كنت في الصف الخامس حين تعرفت على العم هداويّ من فوق سياج مدرسة الأسماعيلية المحرم على التلاميذ، كان هداويّ يشتمنا كلما نظرنا الى عمله الممتع والمثير بالنسبة لأطفال، فقد كان ُيثير ويهيج الثور الأسترالي الخاص بالبيطرة لكي يلقح بقرات الريفيين القادمين من أجل الإخصاب، وطالما شاهدت العم هداويّ الدلي ّ وهو غاضبا لأن (أير) ثوره الأسترالي لم يقم!، ويعكف لسانه، بسبب البقرات المسكينات. الشعوب المقموعة في نظرية الدين والقومية يصعب عليها التفكير، مثل إمرأة مغتصبة، مثل طفل ضائع، أو مثل بيت يسكنه الإنتقام والثأر، في نفس الطريقة تقوم قيامة المجلس الإسلامي الأعلى، الذي خسر المحراب وشهيده، ومن عادة العراقيين الأوائل أن يلقبوا العراق بالمحراب، والشهيد الذي يقول بالعراق والإنسانية والعالم، وليس بالطائفية والتمزيق وإسناد شعائر ينهى عنها العلم وتتنافى مع العصر وتريد أن تحكم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
وصف رائع يا واصف!!.
كركوك أوغلوا -

كلما قل ودل ؟؟!!..

راخت ايام الخير
عراقي -

هذا هو حال الاسلام اليوم وليس في العراق فقط فيما العالم يتقدم والعالم يتطور الى الامام نجد ان الشعوب الاسلاميه تريد العوده الى زمن الجاهليه وكل يوم تجد مئات الفتاوي المضحكه المبكيه المملوؤه بالتخلف والضحك على ذفون الجهلاء من عامة الشعب فالاصوات التى حصلتها القائمه شهيد المحراب لم تأتي عبثا بل اكيد بعد فتاوي اخافت الكثيرين من الجهلاء والمتطرفين بعد ان هددتهم بأسم الدين بأن من لن ينتخب هذه القائمه فسوف يحاسبه الله يااخي طالما لدينا هذا الكم الهائل من المعممين فأقرأ على العراق السلام

صفة فريدة في العراق
رعد الحافظ -

مقالك رائع يا أخي وتشبيهاتك ووصفك جديدة أو متجددة ولا أقول غريبة عن المألوف ,لكني أستطيع أن أحلل لك سبب غضب المجلس الأعلى وأخواته من نتائج الأنتخابات البلدية العراقية الاخيرة, فهم مالبثوا أن وجدوا دربا سالكا للاسترزاق يمارسون فيه هوايتهم المفضلة في إعلان المباديء وبيعها على الناس البسطاء, وإعتقدوا واهمين أنهم سينجحوا الى أقصى حد وأنهم سيجمعوا المبالغ التي طالما حلموا بها ولم تكفي مراقد الائمة لرفدهم بها,لذلك هالتهم صحوة الجماهير العراقية , وكانت صحوة بغضب كمن يصحو من نومه بسبب رائحة كريهة في بيته أو حريق خطر وعليه الانتفاض لاطفائه, نعم ..كان العراقيون بصفتهم الفريدة بقلب الامور والموائد فجأة قد أزعجوا الحكيم وإبنه وحزبهم وصولاغهم مثلما فعلت الصحوات قبل سنة أو يزيد وكنست القاعدة الى المقابر والسجون أو الصحراء .للعراقيين سلبيات كثيرة فلماذا نستكثر عليهم هذه الايجابية الفريدة من نوعها ؟؟فربما ستتحول قريبا الى صفة رفض الفساد بقوة, من يعلم ؟ الله كريم

to the author
Dr. Maha/Canada -

Great great great article, god bless you

الدب الروسي
ابو حمزة البصري -

الدين عقيدة سماوية سمحاء كالدين الاسلامي وروح الامة والقومية هي هوية الامة والمحبة والرحمة عنوانا الاسلام والعروبة للوثوب للانسانية والتناغم معها..هذه معادلة جوهرية للعمل الوطني العراقي الذي يتفق ويلتقي مع من حوله ومع العالم..الا ان ذلك هو جوهرة الفكر الذي ينشد التغيير وبمسؤولية للعراق. أما أُسلوب الصدمة والترويع الفكري على الاقل الموجه ضد الدين والعروبة فهل يجد صداه شعبيا ..بالتأكيد لا وهل هو حقا يربو الى خلق المجتمع المتطور السليم..فالتطور المادي الاحادي الجانب له أيضا إخفاقاته الكثيرة ، وعلى حد علمي ان الكاتب يستقر في بلد غربي..ولاتعتريه رعشة الامراض النفسية والشخصية التي تشكل اكثر الامراض انتشارا في الغرب المتحضر والشيوعي المتخلف والاسباب معروفة..اما التهجم على المكون القومي لاي من الامم فلاوجود له إلا في العقل الشيوعي المتحجر..واتحدى الكاتب ان يأتيني باي مثال من اي منطقة في العالم بضمنها مولد الشيوعية روسيا..لابل حتى إنكفأت من السوفيتي الاتحادي الى الدب الروسي العنيد...فبأي آلاءِ ربكما تحدثان..ومتى تتعقلوا وتعقلون ..الله أكبر الناس من تكبر تعقل والشيوعيون إما يرتدون ويصبحوا عملاء مخلصين للامبريالية او ان يتكسبوا بالسقوط والتغني بالخمرة والحنين للابتذال والنضال في الحانات وارصفة الشوارع..