أصداء

الإختراق الإسرائيلي لأهل الصمود والتصدي؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تسرب الأنباء الأخيرة حول طبيعة عملية الإغتيال الإسرائيلية للقيادي في حزب الله اللبناني ( عماد مغنية ) في العام الماضي و التي حدثت في قلب العاصمة السورية دمشق بل وفي عمق محيطها الأمني و الإستخباري هي أكبر بكل تأكيد من مجرد كونها عملية تسلل لكوماندوس إرهابي إسرائيلي في عمق أراضي الخصم! بل أنها تعتبر إستمرارا لمسلسل الفضائح و الثقوب الأمنية الخطيرة و لتسربات النزيف الداخلي في أجهزة الأنظمة الأمنية الشمولية التي تبرع غاية البراعة في تقطيع أوصال الشعب الذي تتحكم بمقدراته و تفشل في مقاومة العدو الخارجي المتربص رغم كل الشعارات الزاعقة حول ما يسمى بالممانعة و الصمود و التصدي و التوازن الستراتيجي وغيرها من ألأقاويل و التسميات و العناوين المثيرة للسخرية و الغثيان، فمن الواضح بأن عملية الإغتيال لم تكن لتتم بتلك الحرفنة و المهارة و الإتقان و لو لم تكن هنالك عناصر متعاونة من الداخل سواءا من ناحية توفير المعلومات الأمنية الحساسة ورصد التحركات أو تلك التي تقدم المساعدة اللوجستية لفرقة الإغتيال لما تمت بكل هذه السلاسة الملفتة للنظر و التي تشكل ما هو أكبر من فضيحة لنظام يدعي دفاعه عن الأمة بأسرها بينما لا يستطيع حماية قاعدته الأساسية و مركز بيته؟

و تلك ممارسات وصيغ تم تجريبها سابقا في جميع الأنظمة الشمولية فهي أسد على أهلها و المبتلين بتسلطها و نعامة على الأعداء الخارجيين الذين لم يلمسوا حتى خربشة من براثنها المتآكلة ضد خصوم الخارج، لقد تسربت أنباء مؤكدة عن تورط ضابط كبير في جهاز المخابرات السورية بتقديم المعلومات الأمنية الحساسة عن تحركات عناصر حزب الله في دمشق لجهاز الموساد الإسرائيلي مقابل مبلغ رشوة مالية دسمة وصل ل 12 مليون يورو وضعت في حساب ذلك الضابط في أحد البنوك الخاصة في بلغاريا!!، و قد تمت العملية و التجنيد بعد تورط ذلك الضابط بعلاقة غرامية مع عشيقة أوزبكية الأصل تعمل مع ( الموساد )! وهي الوصفة التقليدية لتجنيد وجلب العملاء حيث الجنس أولا و المال ثانيا!! وهو ما برع به جهاز الموساد دون شك!!

ولكن تبقى القضية الأساس المتمثلة في أن بيت الدكتاتوريات العربية هو أوهى بكثير من بيت العنكبوت و إن ضرر تلك الأنظمة على الأمن الوطني و القومي لا حدود له، و لعل في التجربة العراقية المعاصرة خير دليل، فعنطزة و عنترية و إستهتار نظام صدام البعثي في العراق لم يؤد في المحصلة سوى لتمزيق و تشظية و إحتلال ذلك البلد!، وهي نفس الوصفات و التجارب التي عاشتها جميع الأنظمة الفاشية و الشمولية، كما أن في بقاء تلك الأنظمة الوصفة السحرية لإدامة عمليات الإرهاب الإسرائيلية و غيرها لأنها تكبل طاقات الجماهير و تجعل الوهن و اليأس و الإحباط و الفشل هو من أهم سمات الشعب المبتلي بتلك الأنظمة التي لن تحرر شبرا من الأرض المغتصبة بل تتمنى إستمرار سياسات الإحتلال و التوريط للعب على الوقت و الزمن و من أجل إدامة عملية السلطة و التسلط و التحكم و نهب الثروات الوطنية، عمليات الإختراق الأمني الإسرائيلي و غيرها لن تنتهي قطعا لأن في وجود تلك الأنظمة الضمان الأكيد لإستمراريتها، وبرغم أن تلك الأنظمة ترد على أي تحديات و إحتجاجات شعبية بحرق المدن على رؤوس أهلها!!

كما حدث مع مدن عربية عديدة إلا أنها لن ترد و لو بكلمة عتاب على الإسرائيليين الذين لهم وحدهم حق إختيار الزمان و المكان لتوجيه أي ضربة لأي طرف وهم في حالة إطمئنان تام بعدم وجود رد رادع مماثل!! لأن ذلك فوق طاقات أهل الصمود و التصدي الذين يقولون مالا يفعلون! و الذين هم في اللغو سادرون، وفي القمع غارقون، وفي الإنبطاح و التردد و الخوف نائمون!!، فليأمن الإسرائيليون في ظل جبن أنظمة الصمود و التصدي، و ليبشرون بطول سلامة و بعمليات كوماندوز قادمة ضد أي هدف مطلوب... فما أسعد إسرائيل بأنظمة الصمود و التصدي..

داود البصري

dawoodalbasri@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
أهل الصمود والتصدي
Morocco -

أهل الصمود والتصدي ما هم في حقيقة الأمر إلا أهل الخنوع والتعدي. شجعان على أبناء بلدهم يقتلون ويدبحون ويقمعون. وفي نفس الوقت يدعون التحضر والديمقراطية مع العدو ولا يردون عليه ضربته وصفعته لهم حتى سلط الله عليهم من لا يخافه ولا يرحمهم .

أهل الصمود والتصدي
Morocco -

أهل الصمود والتصدي ما هم في حقيقة الأمر إلا أهل الخنوع والتعدي. شجعان على أبناء بلدهم يقتلون ويدبحون ويقمعون. وفي نفس الوقت يدعون التحضر والديمقراطية مع العدو ولا يردون عليه ضربته وصفعته لهم حتى سلط الله عليهم من لا يخافه ولا يرحمهم .

اقتراح
الصبر -

تسمية حقيقية لاهل الصمود والتصدي وهي الجمود المُصدي عندي امل بالتخلص في يوم من الايام من كل مظاهر النفاق والغلو والمزايدة والانجراف العاطفي التخريبي.الرجوع الي قيم العدل والاخلاق والمصلحة العامة.

اقتراح
الصبر -

تسمية حقيقية لاهل الصمود والتصدي وهي الجمود المُصدي عندي امل بالتخلص في يوم من الايام من كل مظاهر النفاق والغلو والمزايدة والانجراف العاطفي التخريبي.الرجوع الي قيم العدل والاخلاق والمصلحة العامة.

اعتدال شمولي
صلاح -

اولاارى ان فى سوريا من له نفس الافكار من الذين يهاجمون قوى الممانعة لذا امكن تجنيدهم فى خدمة الموساد الاسرائيلى 2/الكاتب اوحى فى مقالته ان النظام فى سوريا دكتاتوري لكنه لم يقل لنا عن دول(العتدال)فى اي خانة نضعها, ارى شخصياانها دول شمولية وساكون ممتنا لاي احد يعطيني اسما احسن من هذا

اعتدال شمولي
صلاح -

اولاارى ان فى سوريا من له نفس الافكار من الذين يهاجمون قوى الممانعة لذا امكن تجنيدهم فى خدمة الموساد الاسرائيلى 2/الكاتب اوحى فى مقالته ان النظام فى سوريا دكتاتوري لكنه لم يقل لنا عن دول(العتدال)فى اي خانة نضعها, ارى شخصياانها دول شمولية وساكون ممتنا لاي احد يعطيني اسما احسن من هذا

الفجيعة العربية
عربي غيور -

شيء يدمي القلوب فعلا... أسفا وحرقةعلى هذه الأمة التي لم تنفض عنها بعد غبار الديكتاتوريات والأنظمة الشمولية التي تتمنع وتستأسد على شعوبها التعسة فقط ، وهي أعجز عن مقارعة العدو المحتل للأرض لأنها أعجز من ذبابة ، انها حقائق مرة تجمع كل الحنجوريين وجميع المتبجحين بشعارات الممانعة والرفض وأشكال المقاومات عفوا المقاولات وزعماء العصابات والأنفاق الذين لم ينتصروا على ذبابة ، الشعوب هي التي تدفع الثمن دائما والامثلة المفجعة وافرة بدءا من الشعب السوري المغلوب على أمره مرورا بالشعب اللبناني الذي يئن تحت جزمات النصر الالهي وانتهاءا بشعب غزة المنكوب الضائع بين أيدي عبدة الكراسي والقياصرة القدماء الجدد

الاسود و الارانب
راجح الحكيم -

في حقبة الاحتلال السوري للبنان كان يتردد همسا بين الناس مثل شعبي يوصف الحالة التي كنا نعيشها(اسد في لبنان ,ارنب في الجولان)وفهمكم كفاية........

إذا ؟؟؟
دهشان الأكيد -

إذا لم تكن رواية الكاتب المميز داوود البصريفي منظور معلقي المخابرات السورية صحيحة في الوقت التي يصّر هذا النظام العفن ويؤكدها حسن نصر اللات بأن اسرائيل هي التي قتلت الأرهابي عماد مغنية فأرجو أن نقرأ تعليكات موطفي المخابرات السورية حول ذلك وهم مشكورون سلفاً إن استطاعوا تبرير ذلك بغير العبارات المعروفةمثل الصمود والتصدي والتحرير ووووووو

أكثر من ذلك
موافق -

نعم فشلت اسرائيل في حربها على حماس لأن الهدف كان عرقلة عملية السلام والمفاوضات عن طريق تركيا. وغدأ إذا نجح المتطرفون في الانتخابات سيفشلوا في عرقلة عملية السلام( ومتى كانت هناك حالة حرب منذ سقوط الجولان ؟؟ )

مؤسف حالكم
عماد -

عار عليك يا من تصف عماد مغنية بالارهابي و أنت ربما لا تكلف نفسك ان تنعت شارون او بيريز بالارهابي , اذا كان (ارهاب) عماد مغنية حرر ارضا و خلق مقاومة جعلت من لبنان عصيا على غطرسة و ارهاب (اسرائيل) التي أذلّت انظمتكم ,فاننا نفتخر ب(أرهاب) عماد مغنية ,و نترك لكم حضاريتكم و سلميّتكم مع المحتل و نبل مشاعركم و حسن ضيافتكم و في ثقافة ضيافة الشاي في ثكنة مرجعيون خير ما يمثلكم

صحيح
سوري -

للمعلق 3 صلاح: أوافق الكاتب وأوافقك. الأنظمة العربية متشابهة لدرجة التطابق، وإذا لم يأت الكاتب على الدول الأخرى (ضع التشكيل الذي يعجبك) فلأن البحث هنا عن الممانعين ولا يعطي صك غفران للبقية. أسلوب كل العرب حين تنتقد أحد أنظمتهم أن يقفزوا عليك بسؤال: ولماذا لا تذكر قذارة أميركا، أو أنظمة أخرى.... إلخ... ومثلهم الأنظمة التي تبحث عن الشماعة التاريخية. أنا شخصياً ضد كل الأنظمة العربية وكذلك الولايات المتحدة والغرب، لكن حين نتحدث عن أمر نظام فدعنا لا نشتت الموضوع لأطراف الكرة الأرضية. وأقول لننظر في الداخل لنصلحه قبل أن نرد برد فعل معاكس بتوجيه الإتهام لخارج النظام دائماً، مما يسعد النظام ويتعسنا

تجار شطار
س. خيرالله -

هل هناك بعد من يعتقد ان النظام اياه معاد لاسرائيل؟ على العكس هو متحالف سرا مع اسرائيل ويخدم كلاهما الاخر.اسرائيل تحتفظ بالارض اي الجولان ولها الامان والسلام والنظام يشدد قبضته على الشعب السوري.كلاهما رابح وهذه هي انجح الصفقات التي يعتبر طرفيها انهما رابحان وهذا هو الواقع.هم مستعدون لقتل كل من يعارض نظامهم او يعتقدون انه يهدد.الم يقتلوا غازي كنعان ومحمد سليمان ورفيق الحريري ورموز الاستقلال في لبنان؟وماذا اذا قدموا رأس مغنية هدية للاسرائيليين؟ الم يقدموا رأس عبدالله اوجلان للاتراك؟هذا هو تاريخهم.وغدا عندما تقتضي الحاجة يقدمون رؤوس بعض الفلسطينيين الموجدين عندهم. المهم النظام والمهم ان تبقى سلطتهم على الشعب السوري المسكين يسرقون قوت يومه ويضعونه في السجون باسم القضية التى يتاجرون بها