أصداء

مـتشابهون ولكن

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أنهم الصينيون ومثلهم بقية الشرقيين الذين تتسارع خطواتهم تقدماً وتطوراً ومنافسة.. وصف حياتهم أحد أصدقائي يوماً عندما عاد من رحلة عمل في الصين كان سيتبعها بالإقامة هناك لمدة سنتين لمتابعة أعمال خاصة قائلاً: في شوارع الصين ترى نفس الوجوه ونفس الأشخاص صباح مساء ذاهبين أو عائدين من
..مصانعهم و أعمالهم ومدارسهم الجميع متشابهون

مع كلام صديقي تبادر إلى ذهني ماكتبه المؤرخ والمؤلف البريطاني البارز بول جونسن عندما كان يتحدث عن أسباب نهوض الأمم و حضارتها هل تقوم على الفرد أم على الجماعة؟

فالصين البلد الأكثر كثافة عالمية أصبح في العقدين الأخيرين محط أنظار الجميع ليس إعجاباً بتاريخه العريق الذي يذكرنا به " سوره العظيم " ولا بسبب رواج رياضات الدفاع
..عن النفس التي يشتهر بها الصنيون

ولكن لأن عجلة التقدم الأقتصادي والتقني والصناعي هناك تُرفع لها قبعات العالم
..احتراماً من قبل حلفائها و قلقاً من قبل الأعداء والمنافسين

فمهما بلغ عدد الصينين أو البشر في أي قطر إلا أن أي تقدم أو تطور في العالم
..يقوم بداية على الفرد وليس الجماعة

فأبسط قطعة في مصنع صيني بسيط أو معقد يتم بناؤها وتركيبها وتصميمها من قبل أفراد أمضوا وقتاً ومجهوداً "شخصياً".. مبنى على حصيلة مجهود علمي " شخصي " وخبرة " شخصية " أيضاً

لا تبدو فكرة المسؤولية الفردية وقدرة الأنسان الواحد على التغيير غريبة علينا.. فديننا الحنيف يحاسبنا على ما اقترفته أيدينا لا أيدي الآخرين " ولاتزر وازرة وزر
..آخرى " وحتى الجزاء والحساب الدنيوي يقوم على نفس المبدأ

إذا لم عندما نتحدث عن " لا أريد أن أقول تراجعنا " ولكَن وضعنا الحالي بين أمم العالم فإننا غالباً ماننظر للصورة عن بعد لتغشى على أعيننا تأثيرات السياسات العامة و المؤسسسات الكبرى والوضع االإجتماعي

العريض..؟ نعم كل ذلك له تأثيره بلا شك، بل إنه يؤثر على الفرد شاء أم أبى..لكن طالما أننا لا نملك في أغلب الأحوال تغيير الواقع الإجمالي بشكل كامل على الأقل..
.."فنحن نملك وبنسبة 100% تغيير و تطوير وتفعيل وتشغيل " ذواتنا

ألا تتفقون معي أن أهم سؤال سؤال قد نسأله لأنفسنا دائماً : مالشئ الذي يتوجب علي " أنا " و أنا بالذات عمله الآن لأكون شخصاً فاعلاً وايجابياً لنفسي وبالتالي مجتمعي؟

ولذا كنت أتمنى من صديقي سالف الذكر عندما نظر إلى الشارع وهو يتأمل المتشابهين كم من الإختلاف يحملونه في أدوارهم الإجتماعية المتنوعة و موقعها
.من نهضة بلدهم.. لما قرر حينها الخروج بلا عودة إلى بلاد التنين


: فـــاصل

" لكي تنجح... من الضروري أن تقبل العالم كما هو وترتفع فوقه"

صالح الثبيتي

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف