حقوق الإنسان لم تعد شأنا داخليا بل شأن عالمي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الدنيا تتغير حولنا بسرعة مذهلة ومازال الفكر المصري والشرق الأوسطي جامد متحجر يأبي التغيير والتطور. لننظر علي الساحة السودانية ولنشاهد الجهود الروسية التي تبذل لعقد مؤتمر دولي حول دارفور، ثم الجهود القطرية التي تحاول الحكومة القطرية من خلالها الوصول لإتفاق بين الفصائل المتحاربة في الغرب السوداني والنظام السوداني، والجهود المصري والرحلات المكوكية التي يقوم بها وزير الخارجية ومعه مهندس حل الصراعات بين المليشيات اللواء عمر سليمان.
الجديد في المشهد السوداني الأن أن كل هذه الجهود الدولية ليس من اجل الغاء القرار الصادر من بحق البشير وخضوعه للمحكمة بشأن الجرائم التي التي أرتكبت في إقليم دارفور، لا فقد أصبح ذلك حلما صعب المنال، كل ما يصبوا إليه هؤلاء هو تأجيل محاكمة البشير لمدة سنة واحدة. هذا هو ما يريده البشير وما يحلم به الأن تأجيل المحاكمة لمدة عام عله يستطيع أن يفعل شئ في خلال هذة السنة فتشفع له أمام المحكمة.
ولابد من التوقف أمام هذا المشهد طويلا وبعيدا عن نظرية المؤامرة التي تسيطر علي العقلية الشرق أوسطية المشهد يدل علي أن هناك أشياء كثيرة تغيرت فأين نظرية السيادة المطلقة للدولة التي كانت تعتبر رئيس الدولة هو ممثل للدولة ويتمتع بما يتمتع بع الشخص الإعتباري (الدولة) من سيادة مطلقة علي كل الأراضي التابعه للدولة، أين الفكر القديم الذي كان يعتبر أي نزاع داخل أراضي دولة ما هو شأن داخلي يهم الدولة المعنية فقط وقيادتها السياسية وأي تدخل من أي دولة او منظمة او هيئة إقليمية أو دولية هو تدخل في الشأن الداخلي للدولة التي بها النزاع وهو إعتداء علي سلطة القيادة السياسية للدولة، صحيح أن نظرية السيادة المطلقة قد أنتهت نظريا بعد إنشاء منظمة الأمم المتحدة والمجالس التابعة لها ونخص هنا مجلس الأمن الدولي وأصبحت نظرية السيادة هي سيادة نسبية وليس مطلقة، ولكن طول فترة الحرب الباردة ظلت نظرية السيادة النسبية مجرد فكر سياسي ليس له وجود حقيقي علي أرض الواقع إلا فيما ندر. ولكن مع إنتهاء الحرب الباردة وتحول النظام العالمي لنظام القطب الواحد تحولت بالفعل نظرية السيادة المطلقة لسيادة نسبية وأصبحت السيادة المطلقة الحقيقية للمجتمع الدولي وليس لنظام أو عصابة تحكم أي إقليم من الأقاليم في العالم. والغريب أن ما يسمي بالعالم العربي والإسلامي وهو اول من هلل وصفق ورحب بحلول الفكرالسياسي الدولي الجديد محل الفكر العتيق لأ كان مسلمي البوسنة هو أول المستفيدين من ذلك وبالفعل دكت طائرات القوات الدولية الصرب من أجل مسلمي البوسنة وتم القبض علي القيادات السياسية والعسكرية بيوغسلافيا وتقديمهم للمحكمة الدولية. وبعيدا عن الفكر العربي والإسلامي الريديكالي ومن خلال متابعتنا للظروف والأحداث السياسية في العالم من حولنا نستطيع القول بأن الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديدا نعم لقد تغير الفكر السياسي العالمي ليس فقط في مسائل النزاع المسلح بل في مساءل حقوق الإنسان وأهمها حرية ممارسة العقيدة، صحيح وإلي الأن لم يستخدم المجتمع الدولي القوة في حالة إنتهاك حقوق الإنسان إلا في حالة الحق في الحياة أي حلات الإعتداءات بالقتل المقترن بالتطهير العرقي، ولكن أنا واثق أن مسألة حقوق الإنسان اصبحت الشغل الشاغل للمفكرين والسياسيين في العالم وكما كان محاكمة رئيس دولة كالبشير أمرا مستحيلا بالأمس واصبحت واقع الأن وأصبحت كل ما تصبوا إليه الدولة والدول الصديقة والشقيقة هو تاجيل المحاكمة لمدة عام فسيأتي اليوم الذي يحاكم فية رؤساء وملوك دول علي إنتهاك أبسط حق من حقوق الإنسان وسياتي اليوم الذي سيفرض علي كل الدول قوانين حقوق الإنسان فرضا. البعض يظن أن الأمر قد يحتاج لسنوات وسنوات ولكن لونظرنا للتغيرات التي حدثت من بداية التسعينات وحتي الأن لأدركنا ان الحلم قد أقترب، ونحن نطالب بحقوق الأقباط ونطالب بالمساواة والمواطنة الكاملة لهم نتمني من النظام المصري أن يعي الدرس ويعي حجم التغيرات الدولية ويسارع بحل مشاكل الاقباط بقرار وبأيدي مصرية وطنية قبل أن يفرض علي النظام الحل فحقوق الإنسان لم تصبح شأن داخلي بل أصبحت شأن دولي عالمي.
مدحت عويضة
التعليقات
بتحلم
عزت المصرى -ما تقولة مجرد حلم الحكام العرب لا يعنيهم حقوق (الانسان وهى كلمة غير متواجدة فى القاموس السياسى لهم وهم يعولون على عامل الوقت والظروف علها تتغير لصالحهم وتنتهى موضة حقوق الانسان هذة لذلك تجد انهم يلجاون الى سياسة التسويف لكسب الوقت ومثال لذلك البشير الذى يحاول تاجيل التوقيف عل الظروف تتعير (وتيجى بلوى تاخد امريكا)ليستمر فى منهجة الاستبدادى وقس على ذلك كافة حكام البلاد التى لا تحترم حقوق الانسان 0(
السهل الممتنع
د. رأفت جندى -مقالة رآئعة تستحق الأعجاب ينطبق عليها السهل الممتنع.