أصداء

نحو مرجعية إسلامية عربية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

ترتبط مسألة التشيع عند قطاع عريض من الشارع الشعبي العربي بجذور غير عربية و ينظر الکثير الى التشيع أساسا على أنه إبتداع من خارج الواقع العربي لأهداف و أغراض محددة وقد طرحنا في لقاءات صحفية و إذاعية و مقالات سابقة لنا مسألة أصالة الجذور العربية للتشيع و اوضحنا بأن التحويرات و التطويرات و الاضافات اللاحقة التي ألحقت بالتشيع کانت فرعية و جانبية و کانت مجرد تابع للأصل الرئيسي الذي ولد و برز و ترعرع عربيا.


والذي دفع الکثيرين للوصول الى هکذا قناعة هو الدور البارز الذي لعبه العديد من العلماء الشيعة المنحدرين من أصول فارسية عبر مراحل عديدة من التأريخ، لکن السعي لإستقراء واقعي و دقيق و بعيد عن کل أشکال العصبية و التعصب يدفعنا لتسليط الاضواء على المرحلة الصفوية و تلك المرام و الاهداف السياسية التي تغلب عليها ابعاد قومية محددة سيما وان الشاه اسماعيل الصفوي کان صاحب مشروع سياسي ـ فکري خاص به رکز فيه أيما ترکيز على ضرورة منح إيران دورا و حجما أکبر من الذي تملکه حيال الدولة العثمانية وسعى الشاه اسماعيل من خلال الضغوط التي مارسها على رجال الدين الشيعة الفرس لدفعهم بسياقات معينة تخدم طموحاته و تطلعاته لخلق إمبراطورية فارسية تعيد الامجاد الغابرة، ومما لاشك فيه أن الشاه اسماعيل قد تمکن و بشکل لا يقبل الجدل من أخضاع المرجعية لتطلعاته السياسية ذات الطابع القومي وهذا الامر قد إنسحب بصيغة أو أخرى على مراحل تأريخية أخرى متقادمة مما ولد غشاوة و ضبابا ساهم في الالتباس و الحيرة للاقرار بخصوص العديد من المسائل المهمة و الحساسة، ومثلما أن السلاطين العثمانيين قد عملوا کل مابجهدهم من أجل إبراز العنصر الترکي کمرجعية أساسية في عملية القيادة و عملوا على إضعاف أو تهميش الدور العربي لأخواننا من أهل السنة، فإن الامر ذاته قد حصل على الصعيد المقابل حيث جرت عملية سياسية ـ عقائدية خاصة کان الهدف الاهم فيها هو إضعاف الدور العربي على صعيد المرجعية و جعله مجرد تابعا أو ظل فرعي، وفي کلتي الحالتين فإن الخاسر الاکبر کان العرب حملة الرسالة الاساسيين و أصحاب القضية الاصليين، لکن إخضاع المسألة الدينية للطموحات القومية کما جرى مع الدولتين العثمانية و الصفوية قد ساهم و بشکل غير عادي في تحريف الکثير من المسلمات و البديهيات الاسلامية ـ العربية و تجسيدها في أشکال و أنماط و محتويات تقترب أحيانا من تشويه مقصود سيما وان في الحالتين(الفارسية و الترکية)قد تم الترکيز و بشکل إستثنائي على العديد من المسائل التي تبين قصور العرب و تخلفهم في عملية قيادة الامة الاسلامية وهو أمر أبعد ما يکون عن الحقيقة و محض إفتراء و تلاعب بالحقائق التأريخية الناصعة إذ أن المسلمين العرب الذين حملوا الرسالة المحمدية النبيلة الى أصقاع الارض المختلفة و هدوا الامم و الشعوب المختلفة الى نور التوحيد و کرموهم بهذا الدين الحنيف، لم يلعبوا دورا سلبيا في إخضاع تلك الاصقاع لمبادئهم السامية و إنما وجدت تلك الامم و الشعوب نفسها مبهورة و مأخوذة بهذه الافکار و الطروحات السامية التي تلبي الطموحات الانسانية ومما لاشك فيه أنها قد فوجئت بتلك المعاملة الانسانية التي لم يشهد التأريخ لها مثيلا وهو أمر ساهم في إهتداءها للإسلام.


إننا لسنا نشکك في أسلمة أخواننا من الفرس والترك لکننا نشير و بشکل واضح لا لبس فيه الى تلك المراحل التأريخية التي لعبت فيها بعض الشخصيات التأريخية دورا سلبيا تجاه الزعامة و الريادة العربية للمشروع الاسلامي والذي ولد و ترعرع و نشأ في بيئة و أجواء عربية تغلب عليها کل السمات و الطباع الانسانية، لکن الطموحات السياسية الضيقة لبعض من الشخصيات قد عملت على التشکيك في الشکل و المحتوى الايجابيين للدور العربي و سعت للصعود على حسابه و على حساب الحقائق التأريخية ومن هنا فإننا في المجلس الاسلامي العربي ندعو و بکل قوة الى إعادة التأکيد على الدور العربي على صعيد المرجعية الاسلامية وانهم الاجدر بقيادة الامة الاسلامية صوب شطئان الخير و النجاة. وان المزيد من اليقظة و الحذر فيما يتعلق بقضية التأکيد على مرجعية اسلامية عربية رشيدة سواء سنية کانت أم شيعية، تکاد تکون من الاولويات الملحة التي من المهم وضعها على رأس قائمة الاهتمامات العربية خصوصا وان الساحة الاسلامية تشهد إجتهادات في تأويل بعض القضايا المهمة و الحساسة رغم أنه من الممکن أن تکون بعضها أشبه بشطحات سطحية بعيدة أشد البعد عن روح و جوهر الاسلام وهي لاتخدم شأنا عربيا کما خدمت و تخدم شؤونا و أجندة إقليمية و حتى دولية ومن هنا فإن التأکيد على إبراز الدور العربي في المرجعية الاسلامية على مختلف الاصعدة أمرا حيويا في منتهى الاهمية وهو بمثابة صمام الامان للکثير من المسائل البالغة الاهمية و الخطورة کمسألة الامن القومي العربي.

محمد علي الحسيني
* الامين العام للمجلس الاسلامي العربي في لبنان.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
خارج السرب
مراقب ايلافي -

انت تغرد خارج السرب .... انظر الى التاريخ ماذا يسجل.

لكم البيعة
جعفر مرتضى -

سيدنا ومولانا وإمامنا محمد علي الحسيني أنتم للمرجعية العربية الاسلامية أهلا ,أنتم سيدنا القادة وانتم السادة ,أنتم من بكم نعتز ونفتخر,وأنتم القدوة ,سيدي الامام السيد محمد علي الحسيني أيها العربي الاصيل لكم البيعة والولاء من أرض جبل عامل الف تحية لعمامتك والف سلام.

المرجعية
ماجد -

ان التشيع هو مسألة عربية وليس شيء آخر لأنه بدأ من زمن الامام علي والامام علي كان عربي وليس فارسي ومعنى التشيع هو المتابعة وأول من تابع الرسول هو الامام علي عند كل المسلمين هذا كل شيء بالمختصر المفيد ولا أحد يزايد علينا بمسألة التشيع بارك الله فيك يا سيد الحسيني كنت وما زلت عربي لا تغير هويتك العربية مثل الآخرين

العرب هم الاسياد
عربية مسلمة مغتربة -

العرب هم الأسياد بلا منازع في الإسلام وهذا لا يعني ان الشعوب والامم الاخرى ليس لها دور ولكن هذا لا يلغي سيادة اصحاب الرسالة

امام الشيعة
خالد -

سيدي بوركت يا سيد العرب والتشيع العلامة محمد الحسيني وأرجو من الكاتب أن لا ينسى صفة العلامة قبل اسمك الشريف

نصرك الله
جدعان -

متى يعرف العالم حقيقة قدرك يا سيد أرجو من الله أن يهدي الناس الى خطك المستقيم

الفرج
سعد -

إني أرى الفرج العاجل والقريب على يد الشيخ الحسيني الذي رأيناه المرجعية العربية الصحيحة

لبحرين
ايهاب -

شكرا لك يا صاحب الكلمة الطيبة جزاك الله خيرا

مصر
الهام -

والله ان الامة العربية تفخر بمثل هذا الشيخ الجليل ادامك الله عزا للامة العربية

السعودية
مناف -

يا حكام وامراء العرب عليكم بدعم الشيخ الحسيني حامل القضية القضية القومية العربية دون تفرقة بين فئة وفئة

كلامك من نور ...
الدكتور الهاشمي -

بسم الله وبالله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ,وبعد : فإن عنوان المقال مهم والأهم منه صدره وذيله إذا يحتوي على مسائل دقيقة وحقائق تاريخية عظيمة ,فضيلة الشيخ محمد الحسيني نحيك على جراتك وشجاعتك وبنفس الوقت على قدرتك على التعبير ووضعك النقاط على الحروف .بكل صراحة نحن نحتاج لهذا الفكر الاسلامي العربي ونفتقده ,أملنا من إيلاف ومن سائر وسائل الاعلام الاهتمام أكثر بنشر فكر الشيخ الحسيني .والحمد لله رب العالمين .

نصرك الله يا سيد
عبير -

معا معا لنصرة العروبة والاسلام نحن معك يا سيد قلباّ وقالباّ بوركت وبارك الله فيك.

متى..........
سعود -

الى متى والناس يحتاجون الى رجل نظيف وعربي شهم لا تغره الأموال مثل السيد محمد علي الحسيني أطلب من حكام العرب الى الوقوف الى جانب الحسيني

أنتم مدرسة ...
د.محمد علي الموسوي -

سيدي سماحة العلامة السيد محمد علي الحسيني ,من خلال تتبعنا لمقالاتكم الكريمة نجد فيها اهتمامكم الشديد وسعيكم الدؤوب للم الشمل العرب ووتوحيده وتقويته ,نرى من خلال هذه المقالات المتنوعة فكركم السياسي الاسلامي العربي ونجد فيكم مدرسة فكرية سياسية ثقافية نتعلم منها الدروس ونأخذ منهم الارشادات .لايسعنا في هذه الاسطور إلا ان نقول : سيدنا ومولانا وقائدنا محمد علي الحسيني أنتم للعروبة نبراس وللاسلام مرجعية ولنا فيكم كل الأمل ,سر ونحن معكم .شكراً إيلاف على النشر .

الكل
فهد -

الكل معك ويؤيدك ولكن لا يستطيعون القول لك انك على الحق لان ذلك يهدد مصلحتهم نصرك الله يا سيد

لبيك على هذه الدعوة.
وائل الحسيني. -

سماحة آية الله السيّد محمّد عليّ الحسينيّ - حفظكم الله -أن ماجاء في مقالكم الشريف هو دعوة حق يراد بها حق ,وعلى الجميع أن يلبي هذه الدعوة بل هي مسؤوليتنا جميعاً ,سيدنا يابن رسول الله إنك مذكر .بارك الله بكم ونسأله أن يحفظكم وينصركم .

نعم وألف نعم
نهاد -

نعم وألف نعم لك يا محمد علي الحسيني على هذ1ه المقالات الرائعة والمعبرة عن الرأي الشيعي الحقيقي

ليت ؟؟؟؟؟؟؟؟
هلا -

ليت الأئمة الشيعة يعودون يوماً لينظروا اليك يا شيخ محمد علي الحسيني وليعطوك المرجعية العربية

اعتذار
عيد -

امامي محمد علي الحسيني أعتذر منك لانهم لا يفقهون كثيراً مما تقول

السلام
يحيى -

السلام عليك يوم ولدت ويوم تموت ويوم تبعث حي يا قائد الشيعة العرب يا شيخنا الحسيني

بوركت
حسن -

بورك الفم الذي يتكلم بهذه الكلمات التي فيها لله رضا وللرسول أسوة

هكذا هم السادة
فاطمة -

قراءة كل كلمة وردة في المقال فوجدت فيها الكلمة الجامعة الموحدة الهادفة لجمع العرب والعاملة على وحدته والمأكدة على ضرورة العودة إلى أصالتهم . فعلا مثل هذا الكلام لايخرج إلى من القادة والسادة فهكذا هم وصاحب السماحة الأمين العام للمجلس الإسلاميّ العربيّ في لبنان العلامة السيد محمد علي الحسيني على هذا النهج ندعو له بالتوفيق والتسديد.

تخاذل العرب
sima -

الى متى يبقى العرب متخاذلون والفرس يتمادون نحن لا ندعي ان الاسلام حكرا على العرب فهذا سلمان الفارسي كان من اقرب الاصحاب الى سيدنا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ولكننا لم نسمع انه تجرا في يوم على الصحابه الاخرين وادعى لنفسه الانفراد بصحبة الرسول مثلا فما بال هؤلاء القوم كل يوم في ادعاء وتصريح ان الله لبالمرصاد للقوم الظالمين.

نعم والله
علي -

اما آن لايران الكف عن التدخلات بشؤون المنطقة العربية مالها ولنا هل شكونا اليها احوالنا؟وهل هي المنقذ الوجيد؟فلتنقذ نفسها ولتحل مشاكلها الداخلية اولا ثم تقوم بحل مشاكل (زرع المشاكل)الاخرين.

اغراء تبعية ...
عبدالمجيد .. -

فعلا راينا الكثير من علماء الشيعة في البلاد العربية اتبعت ايران اتباع اعمى ومنهم من غرتهم الاموال والمناصب فاصبحوا اتباع وادوات وعملاء وابواق وامعة للولي الفقيه , واليوم نرى هذا العالم الشيعي اللبناني يطلق هذه الدعوة فأخاف ان يتم اغرائه كغيره .

عاشت القومية العربية
new -

امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة.

توضيح مع إستفسار
ABCD -

التقليد أمرا حسب الفقه الشيعي إختياري أي على المقلد أن يختار المرجعية التي يرى فيها الكفاءة. كما انه لا يحق لك حتى أن تجبر من هم تحت سلطتك مثل أبنائك وبناتك وزوجتك أن يقلدوا مرجعية بعينها, والتقليد يكون في الأمور المتشابهة والتي عليها خلاف ويمكن الأجتهاد فيها وليس في الأمور المحكمة شرعا ونصا. وليس يشترط في المرجع أن يكون من أصول عربية.بعض من مرجعيات الشيعة تجوز التبعيض أي أنها تشترط عليك أن تقلدها في أمور معينة ولكن تعطيك الحق في إتباع رأي مرجعية أخرى في أمور معينة أخري إذا رأيت أن رأيها أكثر صوابا أو انه مناسبا لك لوضعك أكثر من رأي مرجعيتك. حسب ما اراه اليوم ان توجهات الجيل الجديد أغلبها تصب في إتجاه المرجع والمفكر السيد محمد سن فضل الله ومن خلال مناقشاتي مع البعض من المقربين لي كانوا يعزون سبب إختيارهم إلى واقعية السيد فضل الله في كثير من الأمور وأنه مواكب لعصره وأنه أفضل من يمثل الفكر الإسلامي الشيعي ,طبعا هذا لا يعني أنهم يطعنون في كفاءة المرجعيات الأخرى ولكن المسألة مسألة قناعات.. عموما عودة لدعوة السيد الحسني فانا شخصيا لم أرى أن السيد كان واضحا او مقنعا في مثلا لماذا يجب ان تكون المرجعية عربية وهل هذا شرط عام أم هو مقتصر على مرجعيات بعينها؟ وإلى أي سند يرجع رأيه, ثم كما أسلفت أن المرجعيات كل المرجعيات لا تفرض على أحد أن تختارها بل الناس عامة هي من تختار مرجعياتها.ثم إن التقليد منحصر في أمور الطهارة والمعاملات العامة.. وليست لها صلة بأمور السياسة أو الولاءات الوطنية أو القومية مثلا....

الاردن
بسام -

يا شيخ والله يعجز اللسان عن الوصف بما تستحق من التقدير والاحترام لانهم لا يفقهون معنى للعروبة الاصيلة التي تتمتع بها سر فالله حتما سينصرك

معظم المراجع عرب!
محمد العربي -

رغم ان لاسلام لا يفرق بين عربي واعجمي، الا ان الحقيقة تقول ان معظم مراجع الدين الشيعة الحاليين والسابقين هم عرب من قريش ومن بني هاشم بل ومن سلالة النبي هل تنكر ان السيد الخامنئي ابن عمك؟ وهل تنكر ان السيد السيستاني ابن عمك؟ وهل تنكر ان السيد الخميني نفسه ابن عمك؟ وهل تنكر ان السيد الحكيم ابن عمك؟ وهل تنكر ان السيد الخوئي ابن عمك؟ وهل تنكر ان السادة الشيرازي ابناء عمومتك؟! وهل وهل وهل؟ كون المذكورين ولدوا خارج الارض العربية لا يلغي اصلهم ونسبهم، خصوصا بالنسبة لنا نحن العرب الذين نهتم بالانساب.