أصداء

العالم العربي والحاجة الى ايران

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تصاعدت في الاونة الاخير حملة عربية اعلامية نشم منها رائحـة الاحكام المتسرعة، معادية لايران، وكانها تضع الدولة الجارة في مصاف العدو الاول للعالم العربي والتحدي الرئيسي الذي يواجهها في بداية القرن العشرين. ان هذا التسرع المنفعل يتنافى ومصالح العالم العربي الامنية والاقتصادية وبالتالي الجيو ـ سياسية.فمن الخطر استعداء ايران وحشرها بزاوية. وعادة ما ينطلق الموقف ولشديد الاسف من تصورات مذهبية ضيقة وضغونات تاريخية مدفونة، متناسيا ان الانظمة زائلة والدول والشعوب باقية، وان ايران جارة ترتبط بالعالم العربي بتاريخ عريق وثقافة مشتركة وانها اليوم قوة اقليمية تحسب لها القوى الفاعلة على الساحة الدولية الحساب. وان المسألة تتطلب من الجانب العربي رسم استراتيجية واضحة في التعاطي مع الجارة المسلمة والعمل على احتواء التوجهات السلبية التي قد تتبناها وتطوير التوجهات الايجابية هناك وجعل طهران شريكة مستديمة تقوم العلاقات معها على اساس الاحترام المتبادل والمساواة والعمل المشترك من اجل التنمية والتطوير وتوفير الحياة الكريمة لشعوب المنطقة واحترام حقوق الانسان فيها والعمل على تطوير التعاون مع طهران في القضايا المشتركة واحتواء الجوانب السلبية بطرق سياسية وشفافية.
هناك من يرى ان ايران دولة طامعة وتطمح الى مد نفوذها في العالم العربي وبالتالي الهيمنة عليه. ولا يكسلون بالمجيء، لدعم وجهة نظهرهم، بالكثير من الشواهد والامثال على ذلك. فهناك التعامل غير العادل مع الاقلية العربية في الاهواز، والتدخل الفظ في العراق، ودعم الحركات المتشددة التي تسبب الحرج للخط العربي في تسوية النزاع بالشرق الاوسط وبالتالي محاولة القيام بغزو مذهبها ـ الشيعي للدول السنية تقليديا او حتى التخطيط لتكوين تحالف او جبهة شيعية في مواجهة الاغلبية الاسلامية التي تعتنق المذهب السني بمختلف تياراته.
وتنظر بعض الدول العربية بعين الشك لبرنامج ايران النووي او تطوير برنامجها الصاروخي. وتتخوف ايضا من بناء ايران محطة كهروذرية على الخليج قد يسبب عطبها او انفجار مفاعلها النووي ذات يوم بكارثة لا تقل فداحة عن كارثة محطة تشيرنوبيل التي انفجرت في الثمانينات في اوكرانيا ولا تزال تداعياتها حتى يومنا الحاضر قائمة. وتعكس كل هذه الهواجس التاريخ العربي ـ الفارسي الذي لم تسوده الا في فترات قصيره روح الود والصداقة، الى جانب قضية احتلال الجزر الامارتية الثلاث وعدم ابداء طهران اية مؤشرات لحلول ولو وسطية وبالتالي ما تردد عن قول احد المسؤولين الايرانيين ان البحرين جزء من ايران( وزير الخارجية الايراني متكي اكد لنظيره البحراني احترام طهران لسيادة البحرين ـ وكالات انباء). وكأن الماضي كما اشار احد العظام جاثم في وعي الحاضر.
ولكن كل تلك الهواجس تنعدم لدى القوى الدولية الاخرى الغربية والشرقية. فثمة حاجة لايران. واعلنت الادارة الامريكية الجديدة بانها بصدد انتهاج سياسة جديدة ازاء ايران تقوم على الحوار وتفهم المصالح.
ولم تتحمس الدول الغربية لدعوات الادارة الامريكية السابقة بفرض المقاطعة التامة على ايران، وظلت شركاتها تعمل هناك وتتجار مع ايران، وتخطط لتوظيف استثمارات هناك. دعك عن الصين التي لها حضور منقطع النظير بايران وحتى اليابان التي عادة ما تصغي للنصائح وتأخذ بجدية مصالح الولايات المتحدة بتحركاتها، لم تهمش ايران ضمن اولوياتها.
وضربت روسيا بعرض الحائط كل المخاوف وانسحبت من اتفاق غور ـ تشيرنوميردين الشهير لتستأنف صادرات السلاح لايران في عام 2000 ولحد يومنا هذا، وترفض تشديد العقوبات عليها، وتواصل التعاون معها في مجال الطاقة النووية الحساس، وتستعجل لاستكمال أول محطة نووية بايران وتجري مباحثات لتصدير انواع جدية من وسائل الدفاعات الجوية، ولا تكف عن الترديد بان ايران شريك استراتيجي لها وستوظف نفوذها لكي تصبح كاملة العضوية في منظمة شنغهاي للتعاون مع كل ما تجره من افرازات اقليمية. فروسيا تدرك الثقل الاقليمي اليوم لايران، وتراقب امتداد نفوذها في جمهوريات اسيا الوسطى وارمينيا، وتضع بالحسبان ان الغرب يود خطف ايران منها ووضعها في دائرة نفوذه وعليها عدم السماح بذلك.وحينما وضعت نظريتها للامن الجماعي في منطقة الخليج المطروحة على دول المنطقة، فاتها افردت لايران فيها دورا مميزا.
ان هناك بعض القوى معنية بتخريب العلاقات العربية ـ الايرانية بمجملها وتغليب الخلافات الثانونية على المصالح الاستراتيجية بعيدة المدى، لان التفاهم العربي الايراني سيقلب موازين القوى ليست الاقليمية وحسب بل ويمكن ان يخلق فضاء يمهد لتفعيل التطور الشامل الذاتي اذا ما تعززت الثقة المتبادلة وجرى احترام المصالح وفرز المشتركة منها. ولا يمكن ان يتناسى العالم العربي ان يدرك ايضا ان ايران غدت دولة اقليمية ذات ثقل، بيدها العديد من مفاتيح الحل للكثير من المشاكل والازمات، وان تحويلها الى طرف عدو لن يصب في المصالح العربية. ان حشر بعض العرب لإيران في الزاوية واستعداء الدول الكبيرة ضدها قد يخلق اجواء غير طبيعية تمهد الطريق لاصطفاف جديد للقوى تكون ايران ليس لجانب الصف العربي ولا لمصلحته.
ان التطورات برهنت على ان النسق الاعلى في النخبة الحاكمة الإيرانية غير متجانس بل واحيانا متناقض في مواقفه. لذلك يمكن التعامل مع القوى الاكثر اعتدالا ووعيا بمتطلبات العصر. اضافة الى ان على الدول العربية المعنية البحث عن المجالات التي يمكن التعاون مع ايران فيها، لاسيما في المجالات الاقتصادية وتنفيذ المشاريع المشتركة وزيادة توظيف الاستثمارات وتوسيع التبادل الانساني والثقافي وتفعيل الدبلوماسية الشعبية، ان كل هذا سيخلق من العلاقات ما يكفل للدول العربية لاحتواء التوجهات السلبية الخارجة من بعض المصادر والجهات الايراينة، عن طريق الحوار والتفاهم وشفافية العلاقات وصراحتها، وبعكس ذلك فان فقدان العرب لايران والتعاطي معها كقوة عدوة او دفعها نحو ذلك، لن يصب في المصالح العربية عموما. ويتطلب اقامة علاقات طبيعية وودية لا تفرط بمصالح الجانب العربي. وتُعقد الامال على ان ايران ستتفهم دورها البناء في المنطقة، وترسم سياسات واقعية وناضجة لتعزيز اواصر حسن الجوار والثقة وعدم التدخل في الشئون الداخلية لدول الجوار وحل المشكلات حصرا بالطرق السياسية والدبلوماسية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مقال !
يا للبراءة! -

افضل ما تفعله ايران المظلومة ان تكون فى حالها و لا تفترى على بلاد الله و لا تتأمر ضد بلاد العرب و المسلمين و تسيب كل بلد لحكامه و تبطل وصاية على الاخرين يعنى هم عاملين كبت لشعوبهم و ادخلوهم عصور الظلام حتى انتاج السلاح النووى هدفه حرب مظلمة ايضا يعنى لما تبقى ايران احسن من مصر يبقوا يتشطروا عليهم لكن عيب يتشطروا على اسيادهم اللى احسن منهم و ييجوا اصحاب العمم عايزين يعمموا مثقفى و متعلمى مصر مثلا عيب اوى! خلليها فى حالها و يبقى شكرا جزيلا لها فالبلاد العربية لها حكامها من ابنائها و هم قادرون على العيش بلا وصاية يعنى المصريين رفضوا الوصاية و الحماية البريطانية لتيجى على اخر الزمن ايران تعمل وصاية على مصر؟ بعينهم

مقال !
يا للبراءة! -

افضل ما تفعله ايران المظلومة ان تكون فى حالها و لا تفترى على بلاد الله و لا تتأمر ضد بلاد العرب و المسلمين و تسيب كل بلد لحكامه و تبطل وصاية على الاخرين يعنى هم عاملين كبت لشعوبهم و ادخلوهم عصور الظلام حتى انتاج السلاح النووى هدفه حرب مظلمة ايضا يعنى لما تبقى ايران احسن من مصر يبقوا يتشطروا عليهم لكن عيب يتشطروا على اسيادهم اللى احسن منهم و ييجوا اصحاب العمم عايزين يعمموا مثقفى و متعلمى مصر مثلا عيب اوى! خلليها فى حالها و يبقى شكرا جزيلا لها فالبلاد العربية لها حكامها من ابنائها و هم قادرون على العيش بلا وصاية يعنى المصريين رفضوا الوصاية و الحماية البريطانية لتيجى على اخر الزمن ايران تعمل وصاية على مصر؟ بعينهم

التاريخ
عدو المجوس -

منذ أن رأيتك تقول في افتتاح مقالتك أن العرب يرون في إيران التحدي الرئيسي في بداية القرن العشرين !! أننا نعيش في القرن الحادي والعشرين ...!!أما عن المجوس: .. وقراءة التراث الفارسي تعرف حجم العداء لكل ماهو عربي ..!

التاريخ
عدو المجوس -

منذ أن رأيتك تقول في افتتاح مقالتك أن العرب يرون في إيران التحدي الرئيسي في بداية القرن العشرين !! أننا نعيش في القرن الحادي والعشرين ...!!أما عن المجوس: .. وقراءة التراث الفارسي تعرف حجم العداء لكل ماهو عربي ..!

دعهم فى غيهم
مالك -

استاد فالح قلتها باختصار كل هذا العداء لايران انطلاقا من الزاوية المذهبية الضيقة هذة ام الحقيقة و لو اشعلت ايران العشر شمعا فلن يشاهدو العرب الا الضلام لما ؟ موروث قديم من السلف الصالح العرب هم من يقتلون البشرية و هم من يكفرون و يعادون خلق الله و هم لديهم من التخلف و الفساد ما يكفى الامم و على هذا لا ينظرون لشكلهم بالمراة و دليلى على هذا موقفهم من شيعة العراق هل هؤلاء احتلوا جزر الامارات او صدروا الثورة الخ الم ياخدوا منهم موقف حتى ارسلوا اوباشهم لقتل البؤساء من شعب العراق و تفتحت عبقريات رؤسائهم ليحذروا من الهلال الشيعى - الا يدرك العرب ان المجتمع الدولى يحترم ايران بقدر ما يحتقر الاخرين هات من يدرك الحقيقة

دعهم فى غيهم
مالك -

استاد فالح قلتها باختصار كل هذا العداء لايران انطلاقا من الزاوية المذهبية الضيقة هذة ام الحقيقة و لو اشعلت ايران العشر شمعا فلن يشاهدو العرب الا الضلام لما ؟ موروث قديم من السلف الصالح العرب هم من يقتلون البشرية و هم من يكفرون و يعادون خلق الله و هم لديهم من التخلف و الفساد ما يكفى الامم و على هذا لا ينظرون لشكلهم بالمراة و دليلى على هذا موقفهم من شيعة العراق هل هؤلاء احتلوا جزر الامارات او صدروا الثورة الخ الم ياخدوا منهم موقف حتى ارسلوا اوباشهم لقتل البؤساء من شعب العراق و تفتحت عبقريات رؤسائهم ليحذروا من الهلال الشيعى - الا يدرك العرب ان المجتمع الدولى يحترم ايران بقدر ما يحتقر الاخرين هات من يدرك الحقيقة

IRAN OUR ENEMY
GCC -

IRAN IS OUR BIGGEST ENEMY, WHEN I SAY & ;OUR& ; I MEAN EVERY HUMAN BEING WHO IS HONEST. BY THE WILL OF GOD ALL MIGHTY ALL THE HONEST PEOPLE IN THE WORLD WILL UNITE AND DESTROY THIS CORRUPT SYSTEM THAT HAS BEEN RULING IRAN FOR THE PAST 3 DECADES. OUR ONLY LEADER IN THE MIDDLE EAST IS THE KINGDOM OF SAUDI ARABIA, THE HOUSE OF SAUD, UNDER THE LEADERSHIP OF HIS MAJESTY, KING ABDULLA, OUR MONARCH. AS TO IRAN I SAY CRAWL BACK TO THE HOLES WHICH YOU CAME FROM YOU WILL NOT EVEN DARE THINK OF HURTING THE GCC

IRAN OUR ENEMY
GCC -

IRAN IS OUR BIGGEST ENEMY, WHEN I SAY & ;OUR& ; I MEAN EVERY HUMAN BEING WHO IS HONEST. BY THE WILL OF GOD ALL MIGHTY ALL THE HONEST PEOPLE IN THE WORLD WILL UNITE AND DESTROY THIS CORRUPT SYSTEM THAT HAS BEEN RULING IRAN FOR THE PAST 3 DECADES. OUR ONLY LEADER IN THE MIDDLE EAST IS THE KINGDOM OF SAUDI ARABIA, THE HOUSE OF SAUD, UNDER THE LEADERSHIP OF HIS MAJESTY, KING ABDULLA, OUR MONARCH. AS TO IRAN I SAY CRAWL BACK TO THE HOLES WHICH YOU CAME FROM YOU WILL NOT EVEN DARE THINK OF HURTING THE GCC

وتلك الايام
سامح الكنبوري -

ارى ان المقال الشيق صور المخاوف العربية من ايران .وان حاول تغليفها بمسحة من التفاؤل الحذر.نحن متفقون على حاجة العرب الى التكتل مع ايران على اكثر من صعيد.ولكن يجب ان يكون ذلك على ارضية صلبة.من الاحترام المتبادل.وتقديس سيادة الدول.وتقدير الخط العقائدي لكل طرف.فاذا كانت هناك تهديدات يومية.او حتى موسمية. فالتشنج و التوتر سيسودان.وقد يترشحا للعداء. وسيكون العرب وهم يخطبون ود ايران .كالمستجير من الرمضاء بالنار.

وتلك الايام
سامح الكنبوري -

ارى ان المقال الشيق صور المخاوف العربية من ايران .وان حاول تغليفها بمسحة من التفاؤل الحذر.نحن متفقون على حاجة العرب الى التكتل مع ايران على اكثر من صعيد.ولكن يجب ان يكون ذلك على ارضية صلبة.من الاحترام المتبادل.وتقديس سيادة الدول.وتقدير الخط العقائدي لكل طرف.فاذا كانت هناك تهديدات يومية.او حتى موسمية. فالتشنج و التوتر سيسودان.وقد يترشحا للعداء. وسيكون العرب وهم يخطبون ود ايران .كالمستجير من الرمضاء بالنار.