أصداء

الكرد والعراق الجديد الانتقال من سياسة "حسن النية" الى الحذر ممن اكرمته

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

قبل سنوات من سقوط النظام العراقي وباجماع الاعضاء صوت برلمان اقليم كردستان على خيار الفيدرالية والبقاء ضمن العراق الديمقراطي الفيدرالي الموحد وقد كان شعار الديمقراطية للعراق دوما شعار الكرد للحصول على حقوقهم المشروعة .


من هذا المنطلق وايمان بالكرد بصواب خياره جازف اقليم كردستان بدعم جميع الاطراف المعارضة العراقية العربية وغيرها واحتضنهم ودافع عنهم واقول جازف لان هذا الدعم كان له تبعات سيئة على الحياة المعيشية للمواطن الكردستاني حيث ان النظام الصدامي شدد من حصارها على الاقليم اقتصاديا و تجاريا وبشتى السبل المتاحة .
بعد سقوط النظام الصدامي الشوفيني سارعت القيادة الكردستانية المنتخبة من قبل الاغلبية الكردستانية بالتوجه الى بغداد العاصمة ليساهموا بكل اخلاص من اجل قيام العراق مرة اخرى وانضمامه الى المجتمع الدولي وبشهود المنصفين من العرب قبل غيرهم مارسوا دورا مشهودا في انجاح العملية السياسية التي تمخضت عنها مايعيشه العراق اليوم ولولا هذا التوجه الكردي الحازم لما وصل العراق الى يومنا هذا .


وللتذكير نقول ان الكرد قد حالوا دون حدوث فتنة طائفية بين الشيعة والسنة عندما كانت الارضية سانحة وكانت القنبلة تحتاج الى شرارة بسيطة ولكن الكرد نزعوا فتيلها .
هناك المزيد والمزيد لا نريد التحدث عنها والقصد من تذكير هذه المسائل هو لاظهار ما ابداه الكرد من حسن النية لاخيه العربي ليثبت له انه لايريد الانفصال الذي هو بحد ذاته حق مشروع لاية امة لها جغرافيتها و تأريخها وشعب وكذلك ليثبت انه يريد نيل حقوقه المشروعة التي نهبت منه عبر الممارسات الشوفينية للانظمة العراقية المتعاقبة .
ففي مسألة كركوك و المناطق المتنازع عليها، اثناء عملية حرية العراق و بعد سنوات من العملية كان بامكان الكرد استعادة جميعها الى اقليم كردستان وليفعل الشوفينيون ما يمكنهم عمله وليتدخل الاطراف الاقليمية بكل قوتها ولكنها لم تفعل لسببين :
اولا : اعطاء رسالة الى حلفائنا العراقيين والاقليميين و المجتمع الدولي بان الكرد يظهرون حسن النية ولايستغلون الاحداث ولايفرضون سياسة امر الواقع .
ثانيا : الكرد يريدون الحصول على حقوقهم المشروعة واستعادة المناطق المستقعة من اراضيهم الى اقليمهم عبر السياقات القانونية والتوافقية وفد وافقوا على بقاء المستوطنينين الذين جاؤوا الى هذه المناطق ليس للمعيشة بل ضمن سياسة مقيتة ومخجلة وهي سياسة التعريب .


واليوم وفيما العراق وقع اتفاقية ستراتيجية مع الولايات المتحدة و وعادت السيادة اليه ومر بمراحل انتخابات ديمقراطية و الاستفتاء على الدستور يبدو جليا ان الفكر الصدامي لازال طاغيا على عقول بعض من حلفاء الامس الذين لولا الدعم الكردي لما استطاعوا البقاء وهم للاسف الشديد ليسوا اقلية قليلة والهَم الرئيسي لهؤلاء هو معاداة الكرد وتطلعاتهم والتصدي لدورهم في بغداد واربيل والعراق عموما ليكونوا المواطنين من الدرجة الثانية .


من الخطأ التقليل من شأن هذا الحلف الذي يبرز على الساحة العراقية ويريد السيطرة على العراق و يغير في الدستور مايريده لصالحه و كذلك الاستفراد بالسلطة والسيطرة على الجيش و مؤسسات الدولة .
لست متشائما وانني اعرف تمام المعرفة ان بامكان الكرد قلب الطاولة على اصحاب هذه الافكار الشمولية ودحرهم و ارجاع العراق الى النقطة التي باستطاعتهم نيل حقوقهم بطريقة اخرى .
وادرك جيدا ان مامن شخص او قوة او حزب يستطيع الاستمرار على نهج يخالف ما توافق واتفق عليه الاطراف الاساسية من المكونات العراقية في الدستور الذي استفتي عليه العراقييون ولن تنجح اية محاولات لاضفاء نزعة شوفينية او شمولية على الدستور فللكرد امكانية افشال اي تعديل لايحفظ للعراق ديمقراطيته وفيدراليته و تعدديته و ثوابته الدستورية المتوافق عليها .
ايضا اعرف انه لازال للكرد حلفاء اساسييون من الاخوة العرب وغيرهم في العراق وبامكانهم التصدي لهذا التوجه المقيت في حينه وفي لحظة معينة اضافة الى ان الولايات المتحدة ابدت التزامها التام بالدفاع عن العراق الديمقراطي الفيدرالي في الاتفاقية الموقعة بين الجانبين.


لكن بالمقابل ينبغي على القيادة الكردية المنتخبة اخذ كل الاحتياطات اللازمة لدرء العراق و كردستان هذه المخاطر عبر المراجعة المستمرة لمواقفها ومواقف الاخرين والتعامل معها بكل حرص وارى من الضرورة اعطاء المقابل رسالة حزم وتحذير من الافراط بالدستور وما اتفق عليه .


من ضمن هذه الاحتياطات (وهذا مغزى كتابة مقالي هذا) ينبغي انتقال الكرد من ممارسة سياسة ابداء حسن النية الى ممارسة سياسة الحذر من الذين اكرمهم الكرد ودعمهم ودافع عنهم ولم يتخل عنهم وقد بدأوا يتمردون عليه ويتصدون ليس لحقوقهم بل لوجودهم ودورهم ايضا وذلك انطلاقا من المثل الشهير :احذر اللئيم ان اكرمته .
في المقابل هناك واجبات على القيادة الكردية ايضا في ضرورة مراجعة الذات و التخلي عن بعض السياسات والممارسات الخاطئة او الاستفزازية التي نحن والعراق في غنى عنها .
اللهم اني بلغت

محمد عثمان
*كاتب وصحفي كردي

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ليفهم الاكراد
ضياء -

يصور بعض الكتاب الاكراد ان بعض الساسه العراقيين وهم حاليا السيد نوري المالكي يقفون في طريق مايسمونه حقوق الشعب الكردي ويتكلمون دائما عن العراق وما يسمى بكردستان وكانهم دولتان بينهما نزاعات حدوديه . ان من يتصور القاده الاكراد ان اي من القاده العراقيين العرب من الممكن ان يرضخ لابتزازهم وتجاوزاتهم التي لاتنتهي وليراجعوا تاريخ الدوله العراقيه الحديثه منذ تاسيسها قبل حوالي 90 عاما ولحد الان ومن ضمنهم من اتي بعد الاحتلال فلن يجدوااي من القاده العراقيين قد قام بذلك . اذا كان هذا البرزاني يعتقد ان سرقة اسحلة الجيش العراقي من قبل عصابات البيشمركه والاسايش سوف تتيح له ان يحارب العراق فهو واهم . انه بتصريحاته هذه كمن يزرع الريح التي سيكون حاصلها عاصفة تقلعه . ان من اهم اسباب التفاف الشعب العراقي حول المالكي ودعمهم اللامحدود له في انتخابات مجالس هو موقفه الواضح والصريح في مناهضه تجاوزات واستهتار القاده الاكراد وكلما زادت العنتريات والتهديدات الجوفاء في تصريحات البعض من هؤلاء كلما زاد تاييد الشعب العراقي للسيد المالكي على مواقفه الحازمه منهم وغدا لناضره قريب .

Barazani
ahmad -

You are wrong. best solution is new kurdish party instead of Barazani and Talabani. As both corrupted and dictators and taking all the budget coming from Baghdad for kurdish population. Its about time central government take over kurdistan

اكراد
عبد الله -

كافي عنصريه يا اكراد العراق العالم يتغير الا انتم

نلوم صدقنا
حسين مصطفى- رواندز -

مع احترامي للسيد محمد عثمان لما كتبه من الصداقة في الحقائق التاريخية والجارية، بان الكورد رغم ما جرى لهم من الظلم و الابادة من قبل الانظمة المستعمرة في كل من العراق و ايران و تركيا و سوريا، الا انهم ضحايا صدقهم و انسانيتهم التي يوءمنون بها دوما، يوءمنون بالاخوة الكوردي- العربي التركي الفارسي و الاخرين. جاهد و ناضل في هذا السبيل دون تردد، ولكن الاخرون كرهوه و قتلوه و نكروا حقوقه كشعب و افراده كانسان. فها هي التاريخ، ان الكورد حرر القدس لما لم يستطع العرب حتى الان بتحريرها، و شاركوا في تحرير و استقلال لبنان، و استقلال تركيا و عراق و ايران دون مقابل، كانهم جاهدوا في سبيل وطنهم و شعبهم. ولكن ماذا فعل بهم الترك؟ فجردوهم للمذابح. وماذا فعل بهم الشاه و ما بعده؟ فقتلهم و اعدموا قائدهم الشهيد (قاضي محمد) و ابناء شعبه. وماذا فعل بهم العرب؟ بل ماذا لم يفعل بهم العرب؟ فعل بحقهم ما فعل في عمليات الانفال و الابادة الجماعية و استخدم بحقهم الاسلحة الكيمياوية المحذورة. لذا يجب ان يلوم الكورد نفسه و صدق نيته بالاخوة الوهمية، قبل ان يلوم اخوانه الاعداء.

شعب واحد
نبيل ماجد الهاشمي -

العرب والكرد شعب واحد تحاول القوى السياسيه الكرديه والمؤسسه الثقافيه العنصريه من رفع الشعارات القوميه من اجل الحصول على المغانم لانه مع شديد الاسف اصبح العراق فريسه للمتصارعين.لقد تعرض الشعب العراقي من كل الاطياف الى نفس الظلم في عهد نظام البعث المقبور وها هو نفس المواطن يتعرض الى معانات جديده سواء كان كرديا او من قوميه او طائفه اخرى

مراجعة الذات
نوخذ -

في المقابل هناك واجبات على القيادة الكردية ايضا في ضرورة مراجعة الذات و التخلي عن بعض السياسات والممارسات الخاطئة او الاستفزازية التي نحن والعراق في غنى عنها .رحم الله والديك هذا الكلام صحيح وترجمته الى ارض الواقع يتطلب من الكرد1- الكف عن المطالبة بكركوك وتركها اقليما مستقلا2- الكف عن المطالبة الكردية بضم المناطق 3- على الحكومة العراقية انشاء وترسيخ الحوار مع الاخوة الاكراد للوصول الى اتفاق تحريم استعمال السلاح في النزاعات الداخلية

الى ضياء تعليق 1
محمد تالاتي -

يتحدث الكاتب عن الاخوة الكوردية العربية عن السلام والحقوق والعدل.وحضرتك تهدد الكورد وترفض حقوقهم بنفس لهجة البعث .كأنك لم تر كيف كانت نهاية اصحاب هذه التهديدات والفكر الشوفيني.فوز حزب المالكي في بعض مناطق العراق سببه الاول فشل الاحزاب الاخرى في تلك المناطق. توجد ملفات عالقة ومشاكل بين حكومة الاقليم وحكومة بغداد وبواسطة الدستور والتوافق يمكن حلها.ويبدو انك لا تدرك ان الشعب العراقي لم يعد ذلك القطيع الذي يسوقه الطاغية الى حروبه أو قادسيته التي دمرت العراق.الشعب العراقي يعرف الآن واجبه وهو لن ينساق وراء اية دكتاتورية اخرى.توجد طرق سلمية كثيرة غير الحروب والقتال للوصول الى السلام والعدل والاستقرار في العراق.