كينيدي يتغنى بالضاد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
"الحمد لله"... قالها "مايكل كايسر" بعربية واضحة يوم 23 فبراير معلنا انطلاق مهرجان الفنون والتراث العربي على مدى ثلاثة أسابيع في أحد أرفع صروح الفن والثقافة في الولايات المتحدة: مركز جون كينيدي في واشنطن العاصمة. وأشاد رئيس المركز "كايسر" في كلمته الافتتاحية بثراء الثقافة العربية مؤكدا على أن الهدف من هذا المهرجان هو تعريف المجتمع الأمريكي بالفنون العربية والخروج بتلك الهوية من البوتقة السياسية إلى براح الفهم والمعرفة الحقة لأن العالم العربي أكبر من أن يختصر في كيان سياسي.
عند دخولي "كينيدي" - كما يحلو للجميع في العاصمة تسمية المركز الذي يطل على نهر البوتاميك - طغى علي شعور يجمع بين الفخر بالثقافة العربية وأنا أرى الأحرف العربية تعتلي واجهته، وبين الاعتزاز بإدارة هذا الصرح لتمسكهم برسالة الفن التي ترتقي فوق الخلافات والأحكام السياسية وفوق الخوف من الأشياء المختلفة وغير المعتادة. ومع أنها إكليشيه إلا أن اختلاف اللغة لم يكن ليقف حاجزا بين الفنانين والحضور. فليس جميع الـ 800 فنانا من الاثنين وعشرين دولة عربية الذين يشاركون في المهرجان يقدمون عروضهم بالإنجليزية ولكن إبداعاتهم وفنونهم تحررت من قيود اللغة لتزهر فتنتثر برمزيتها ومعانيها على كل الحضور دون حاجب ولا مترجم ولا عابث.
لقد رأيتها ؛ أوسمة الرفعة يتقلدها الفنانون على صدورهم،، يقدموها إلى جمهورهم،، ليصبح فنهم أضحية تأكد على آرائهم ورغباتهم،، ومعبرين عن أرقهم ومعاناتهم،، مشاركين البشرية آمالهم. وما العديد من العروض إلا تأكيد على ذلك كالأغنية الأولى في الافتتاح التي غناها 120 طفلا سوريا مرددين "الله محي شوارعنا يا بلادنا المنصورة". وغيرها من الأعمال كتغني مارسيل خليفة بكلمات الألم والأمل، والمسرحية العراقية "ريتشيرد الثالث" وفيلم "خمسون" وندوة عن شعر الراحل محمود درويش. هذه مجرد أمثلة لأعمال عديدة - لا مجال لسردها جميعا هنا - ستستمر على مدى ثلاثة أسابيع تنتهي في 15 مارس 2009 والتي قامت منسقة "كيندي" المسؤولة عن المهرجان "جيلدا ألميدا" بالترتيب له ووضع تفاصيله على مر 4 سنوات، والتي زارت خلاله العالم العربي مرات عديدة لتضع جميع العروض وجموع الفنانين وآلاتهم وأدواتهم في هذا المهرجان بتكلفة 10 ملايين دولار.
لقد كان الحفل الافتتاحي مجيدا في رونقه وروعته،، انتشى فيه ذكر "مي زيادة" و"محمود درويش" و"صلاح الدين"،، وترنمت ثكناته بصدى الغناء العربي،، فتوحد نبض قلب الحضور مع خطوات الرقص وإيقاع طبول،،، لقد نسيت معطفي هناك فقد كان دفئ الحضور والمكان كافيا لإبقائي دون برد شتاء واشنطن ومع أني تذكرته بعد بضع خطوات من الخروج من "كينيدي" إلا أنني تابعت،، فسَأتَعذّر بالعودة من أجل المعطف كي أقف على معارض الخط والفن التشكيلي والتجسيدي وربما قضيت بعض الوقت في "السوق". في الحقيقة سأعود مرارا إلى "كندي" خلال فترة المهرجان لأنني أتزود بزاد يحتاج إليه كياني ؛ زاد الأمل،، فالأضواء والأصوات هناك تبعث على الأمل وتؤكد على أن الأيام المشرقة تأتي بعد العتمة فليكن مهرجان أرابيسك شمعة تحترق حتى يأتي الصباح.
وليد جواد
فريق التواصل الإلكتروني
وزارة الخارجية الأمريكية
digitaloutreach@state.gov
http://www.america.gov/ar
http://walidjawad.maktoobblog.com
التعليقات
فرقة كراكلا
ضياء الحكيم -لابد من أضافة بسيطة الى جانب ماذكره الأخ وليد جواد بأن الفرقة اللبنانية للفنون الشعبية كانت أيضاً قد أحيتْ ليلة من الرقص الفلكلوري الرفيع في قاعة كندي قبل أسبوع، وبتقديم من الفنان عبد الحليم كراكلا . وكم نود أن تقوم دول عربية أخرى بأستمرارية التعريفبفنوننا الشعبية عن طريق المعارض الفنية المتنقلة. مع الأحترام . ضياء الحكيم
عرب
مواطن عربي -هذه الطريق التي نقدم انفسنا للعالم من خلالها وليس من خلال فيديو كليبات الظواهري من كهوف أفغانستان.
ربما ..!
الحكيم البابلي . -وهل هناك من سيرفض العرب اذا ما ذهبوا الى العالم بهذه الطريقة الحضارية الرائعة ؟!!. كلنا ينتظر الأيام المشرقة التي يحلمُ بها كاتب المقال . فقد جربنا وسقطنا ... وجربنا وسقطنا ... وسنجرب مرات اخرى .. ومن يدري .. فقد نجرب وننجح يوماً .