أصداء

تبسيط الديمقراطية في العراق

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

إن الحديث عن طبيعة النظام، الذي ينبغي أن يتمتع به الشعب العراقي هو، في الوقت ذاته، بمثابة اختبار لمسألة وعي الديمقراطية و كيفية فهمها، أو منطق التعاطي مع حيثياتها، و تفاصيلها، التي سرعان ما تكشف القناع عن وجه كل من يفتقر للخبرة فيها، أو الثقافة في تناولها، أو الرؤية العلمية لدى التأسيس لها.

من الصواب الإقرار مع السوسيولوجي الفرنسي " آلان تورين " في كتابة المعنون " ماهية الديمقراطية" : إن الديمقراطية هي، في وجه من وجوهها، لاتعني سوى حضور ثقافة مختلفة وشاملة، بالمعنى التاريخي، نظراً للتراث الفكري والفلسفي الذي يقبع خلفها، وتجارب النظم السياسية، منذ أن خرج هذا المفهوم إلى الوجود، بنسبه الإغريقي القديم الذي يعود الى أثينا القديمة في القرن الخامس قبل الميلاد، الى الواجهة و تشبثت بها مجتمعات عديدة- أكثر من نصف العالم في أوروبا والأمريكتَين و الهند وأنحاء أخرى- كنظام خاص، لتنظيم أمور الدولة و المجتمع، لاسيما بعد أن جربت تلك المجتمعات نُظماً أخرى سياسية، أفسدت فيها الحياة والسلم المجتمعي. ليس هذا فحسب وإنما أتلفت التطور و الازدهار، و كل ما يتصل بصون حقوق الإنسان في الحرية و الاجتماع، و السياسية، والاقتصاد. و حقوق أخرى مُصادَرة الى أن وصل بهم الأمر الى اكتشاف أفضل النماذج السياسية الإبداعية - و الديمقراطية هي إبداع سياسي إنساني على حد قول المفكر الفرنسي آلان باديو بالاتساق مع سلفه الأقدم توماس هوبز - للخلاص من الشمولية و العبودية و الاستبداد و الاضطهاد و الهيمنة و الغطرسة ،التي كانت سائدة من قَبل، و طوال القرون المظلمة في تاريخ البشرية.

بتعبير آخر، إن الديمقراطية هي ثقافة بقدر ما هي خبرة يكتَسَبها الإنسان و المجتمع عبر التاريخ و من خلال التجربة و الممارسة و عبر تطور الوعي و الوعي الذاتي. إنها ثقافة، ليس لنا إلا أن نفهم أنها ليست قابلة لأن تُنتَج و تُبدَع عبر القرارات و القوانين، أو أنها خبرة، لذا من اللغو القول إن هنالك من بمقدوره أن يجسِدها ويعبر عن حقيقتها المعقدة و المتعددة الوجوه من خلال وجهات نظر مسبقة، أو اعتباطية. كما إن الديمقراطية هي تجربة، فتاريخها ليس تاريخ للأفكار فحسب، وإنما تاريخ مؤسسات ومجتمعات ديمقراطية وتاريخ خبرات متراكمة من المساواة السياسية. لذا يستحيل انجازها دفعة واحدة، بين ليلة و ضحاها، إن لم نقل إنها، من باب التجربة، لامتناهية، نظراً لكل تلك التجديدات، التي طرأت عليها أو التغيرات والتعديلات، التي أُدخلت عليها أو الإصلاحات الأفهومية التي رُسمت بها مفراداتها و حددته.

بهذا المعنى، لايمكننا أيضاً القبول بأي تبسيط للمفهوم، ولا التسليم كذلك بأية مساعٍ لتأطير هذا النظام وتسطيح حدوده، في نظام دلالي سياسي استهلاكي لغرض دعائي يومي، أو تسخيره لألاعيب حزبية و تسلطية، تستأصل منه أصلاً روح الديمقراطية الحية، التي هي ذات أبعاد فلسفية، فضلاً عن أنها غير قابلة للتصنيم. بل هي، في أغلب الأحوال، دينامية و صراعية الطابع - و الديمقراطية ليست ساحة هادئة على حد قول آلان تورين - مما يعني أنه يستحيل تعيينها في بؤرة معينة أو تقييدها في إطار ضيق ، نظراً لتحكم الزمان و المكان بها أو الطبيعة المختلفة للذوات الفاعلة، أو الفاعلين الاجتماعيين في التعاطي معها و ممارستها.

من هنا ينبغي في عراق اليوم أن يكون ساستنا حذرين جداً لدى الحديث عن القيم السياسية والمدنية العصرية، التي لم تختبر بعد، في عالمنا نحن بالقدر المطلوب، حتى نسترسل في التفلسف بها اليوم بكل بساطة واستهانة، و نُنظر لها في الخطب و البلاغات الرسمية، كما نشاء ، و خاصة عندما يتعلق الأمر بمفهوم الديمقراطية والمفاهيم المتاخمة لها، التي هي مفاهيم معقدة ومركبة في آن، وتعني جملة المفاهيم الأخرى المكملة لمضمون الديمقراطية، و قد يكون أبرزها اليوم هو: الفدرالية و التعددية، الحدّ من السلطة و اللامركزية، العلمانية و المساواة، أو مفاهيم و قيم أخرى نعلم أنها تشترط الديمقراطية على الدوام بقدر ما تشكل هذه الأخيرة إطاراً شاملاً تُمارس في ظله كل تلك القيم و المفاهيم، كأدوات، لتنظيم المجتمع و الدولة و إدارة الحياة

عدالت عبدالله

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
هي مجرد شعار
هارون -

الديمقراطية عند الكثير من السياسيين العراقيين لسيت إلا شعاراً فارغاً من المحتوى و التطبيق.. كيف نتوقع تطبيق الديمقراطية بينما أغلب سياسيين هم ذو عقلية مذهبية أو طائفية و عشائرية؟

اي ديمقراطيه
سرامد -

لم تكن العلاقات العراقية الايرانية واضحة كما هي حالها اليوم، ليس من جهة & ;الانفتاح& ; الذي يروج له النظام الايراني مقابل الانحلال السياسي الذي يعيش عليه حكام المنطقة الخضراء من الاميين والملالي والعملاء ومنزيف ديموقراطيتهم العرجاء في بغداد، وإنما من جهة أن هذين البلدين لم ينظر أحدها إلى الآخر إلا على أنه & ;عدو مبين& ;، بفعل تضافر عدة عوامل وأسباب بدأت منذ فجر التاريخ إلى اليوم، وحتى لا يكون هذا الموقف أقرب إلى الحكم المسبق، كان لا بد من العودة إلى تاريخ العلاقة بين بلاد الرافدين وبلاد فارس، ليمكن تسليط أكثر ما يمكن من الضوء على ما يجري الآن. ومقابل الانحلال المسيطر على & ;حكام العراق الجدد& ; من المتخلفين والجهله والاميين نجد في الواجهة المقابلة أن الطبقة السياسية الحاكمة في طهران في أعلى درجات الغرور، معبأة إلى أقصاها بانتمائها الطائفي والقومي، حتى أصبحت لا ترى في محيطها وخصوصا العراق إلا مزرعة خاصة، تماما كما نظر إليه قبل 3000 عام أكاسرة الفرس واستوطنوه، على أنقاض حضارات بابل وآشور التي دمروها. وفي الواقع فإن كتاب التاريخ الطويل لهذين البلدين تتلطخ أغلب صفحاته بالدم، ومن يعيد قراءة هذا التاريخ سيجد أن مساوئه تغطى الحسنات شبه المعدومة، ومن الجانب الايراني لم ينظر إلى العراق إلا على أنه موضع للثأر.. ثأر طائفي وعرقي، ورغبة جارحة في محو هويته، وكلما فشلت محاولة إلا ونجح صناع السياسة في طهران في ايجاد مخرج ووضع خطة جديدة أسوأ، والشواهد على ذلك كثيرة في التاريخ الحديث، وهذا بعض منها.اما الديمقراطيه وفلسفتها فهي لن تأتي من خلال عمامه او بسطال او خطبه جوفاء او فيالق لطم بل تأتي من الثقافه والوعي اما انك تتكلم عن حكام جدد وديقراطيه فهي ظحك على الذقون والشعب والمبادىء ..عاش العراق ولتسقط عمائم الشر وحكومة الاحتلال

القنبله الخبيثه
ضحايا الدي.مقراطيه -

عندما اسمع احد ما يتكلم عن الديمقراطيه يبعث في نفسي الضحك عن تلك العقول التي تتكلم عن الديمقراطيه بعد كل الذي حدث في العراق وعلى اهل العراق.حيث انكشفت الوجوه التي جاءت باسم الديمقراطيه(القنبله الخبيثه)ولا اقصد الساسه العراقيين بل الامريكان والبريطانيين وغيرهم والذي جرائمهم بالعراق يعرق له جبين الانسانيه باسم(الدي)وهم ينتهكون كل القيم والاعراف والشريعة الانسانيه والسماويه والذي فاقت همجيتهم همجية الدكتاتوريه التي عرفناها

هي مجرد شعار
هارون -

الديمقراطية عند الكثير من السياسيين العراقيين لسيت إلا شعاراً فارغاً من المحتوى و التطبيق.. كيف نتوقع تطبيق الديمقراطية بينما أغلب سياسيين هم ذو عقلية مذهبية أو طائفية و عشائرية؟

اي ديمقراطيه
سرامد -

لم تكن العلاقات العراقية الايرانية واضحة كما هي حالها اليوم، ليس من جهة & ;الانفتاح& ; الذي يروج له النظام الايراني مقابل الانحلال السياسي الذي يعيش عليه حكام المنطقة الخضراء من الاميين والملالي والعملاء ومنزيف ديموقراطيتهم العرجاء في بغداد، وإنما من جهة أن هذين البلدين لم ينظر أحدها إلى الآخر إلا على أنه & ;عدو مبين& ;، بفعل تضافر عدة عوامل وأسباب بدأت منذ فجر التاريخ إلى اليوم، وحتى لا يكون هذا الموقف أقرب إلى الحكم المسبق، كان لا بد من العودة إلى تاريخ العلاقة بين بلاد الرافدين وبلاد فارس، ليمكن تسليط أكثر ما يمكن من الضوء على ما يجري الآن. ومقابل الانحلال المسيطر على & ;حكام العراق الجدد& ; من المتخلفين والجهله والاميين نجد في الواجهة المقابلة أن الطبقة السياسية الحاكمة في طهران في أعلى درجات الغرور، معبأة إلى أقصاها بانتمائها الطائفي والقومي، حتى أصبحت لا ترى في محيطها وخصوصا العراق إلا مزرعة خاصة، تماما كما نظر إليه قبل 3000 عام أكاسرة الفرس واستوطنوه، على أنقاض حضارات بابل وآشور التي دمروها. وفي الواقع فإن كتاب التاريخ الطويل لهذين البلدين تتلطخ أغلب صفحاته بالدم، ومن يعيد قراءة هذا التاريخ سيجد أن مساوئه تغطى الحسنات شبه المعدومة، ومن الجانب الايراني لم ينظر إلى العراق إلا على أنه موضع للثأر.. ثأر طائفي وعرقي، ورغبة جارحة في محو هويته، وكلما فشلت محاولة إلا ونجح صناع السياسة في طهران في ايجاد مخرج ووضع خطة جديدة أسوأ، والشواهد على ذلك كثيرة في التاريخ الحديث، وهذا بعض منها.اما الديمقراطيه وفلسفتها فهي لن تأتي من خلال عمامه او بسطال او خطبه جوفاء او فيالق لطم بل تأتي من الثقافه والوعي اما انك تتكلم عن حكام جدد وديقراطيه فهي ظحك على الذقون والشعب والمبادىء ..عاش العراق ولتسقط عمائم الشر وحكومة الاحتلال

القنبله الخبيثه
ضحايا الدي.مقراطيه -

عندما اسمع احد ما يتكلم عن الديمقراطيه يبعث في نفسي الضحك عن تلك العقول التي تتكلم عن الديمقراطيه بعد كل الذي حدث في العراق وعلى اهل العراق.حيث انكشفت الوجوه التي جاءت باسم الديمقراطيه(القنبله الخبيثه)ولا اقصد الساسه العراقيين بل الامريكان والبريطانيين وغيرهم والذي جرائمهم بالعراق يعرق له جبين الانسانيه باسم(الدي)وهم ينتهكون كل القيم والاعراف والشريعة الانسانيه والسماويه والذي فاقت همجيتهم همجية الدكتاتوريه التي عرفناها