أصداء

بعثيو العراق وبعثيو الشام: الإرهاب و أوهام المصالحة الوطنية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

لا شك ان تسارع الأحداث و تطوراتها الساخنة في العراق تفرض على صاحب القرار هناك خيارات عدة لتوحيد الساحة الوطنية و للخروج من عنق الزجاجة و للتخلص من الشرنقات الطائفية و التقسيمية التي رسخت مكانتها في الشارع العراقي و التي تنذر أيضا بإحتمالات و سيناريوهات مزعجة ليست للعراق فقط بل لعموم منطقة الشرق الأوسط الملتهبة، وجهود المصالحة التي تقوم بها حكومة السيد نوري المالكي يبدو أنها تواجه تحديات مقلقة للغاية في ضوء الإستعداد الشامل لحملة الإنتخابات التشريعية في خريف العام الحالي و التي ستؤدي نتيجتها لتقرير مسار البلد و مصيره و بشكل يتناغم مع إعادة ترتيب البيت العراقي و التهيؤ لمرحلة ما بعد الإنسحاب الأميركي و الذي يبدو أنه يسير وفق برنامج زمني محدد سيختتم في النهاية بسحب أعداد كبيرة من القوات الأميركية و الإبقاء على قوات النخبة و بعض القواعد الجوية و الستراتيجية، و قد كانت لتحركات الأيالم ألأخيرة أهميتها القصوى على صعيد إعادة رسم الخريطة السياسية و التوجه الرسمي نحو سياسة وفاق وطني و مصالحة شاملة لا يبدو أن الجميع على إستعداد لها في ظل تفاوت القوى الميدانية و الإنشقاق أو الإختلاف الكبير لحد التصادم في وجهات النظر و ما رافق ذلك من عودة قوية للإرهاب و التفجيرات الإنتحارية الهادفة أساسا لإفشال أي صيغة للتفاهم و الحوار و محاولة العودة للمربع الأول و بما يؤكد بأن الحديث الحكومي عن سيطرة أمنية كان مجرد أمنيات، فكل ما حصل و يحصل يؤكد بإن الإرهاب قد أخذ إجازة و إستراحة و لم ينحسر نهائيا عن بلاد الرافدين الحبلى بالمصائب و الكوارث و الأحزان، فعودة بعض السياسيين المخضرمين للعراق و قبولهم للمصالحة الوطنية لا يعني أبدا بأن ألأزمة السياسية في العراق قد شارفت على النهاية أو أن المصائب في طريقها للإنحسار خصوصا أن بعض أولئك السياسيين العائدين لاقيمة لهم في الشارع العراقي و لا مصداقية لتحركهم و قد سبق لبعضهم أن عرض الحوار و المصالحة مع نظام صدام حسين في أخريات أيامه و لم يأبه صدام لهم و تركت دعوات المصالحة لتتطاير مع رياح الحرب التي هبت على العراق و غيرت كل قواعد اللعبة، و الملفت للنظر أن حكومة السيد المالكي قد فتحت حوارا مع البعثيين العراقيين المؤيدين للخط السوري للحزب المعروفين بقيادة قطر العراق!!

و أولئك البعثيون لا يحظون أصلا بشعبية أو وجود فاعل و كان وجودهم في الشام مجرد كونهم واجهة من واجهات حزب البعث التابع للنظام السوري و قوتهم الوحيدة كانت مستمدة من قوة السلطة السورية و ليس من توجه الجماهير لهم إضافة لكون فيادة قطر العراق ( السورية ) تتسم بعدم وجود موقف موحد لقياداتها من الحالة في العراق، فهنالك تيار طائفي إرهابي مؤيد لأعمال الإرهاب في العراق و متورط في بعض صفحاته يقوده الرفيق المخضرم ( فوزي الراوي ) عضو القيادة القومية و المقرب جدا لتنظيم البعث العراقي الصدامي اللاجيء للشام بعد الهروب من الإحتلال!!

و عودة بعثيي الشام لا تعني شيئا لأن قيمتهم الحقيقية لا تتعدى الصفر في أحسن الأحوال، أما التنظيم البعثي الذي يقوده النائب السابق لما كان يسمى بمجلس قيادة الثورة ( عزة الدوري ) فهو الرافض شكلا و مضمونا لكل شكل من أشكال المصالحة مع حكومة المالكي بل أن الدوري قد أصدر بيانا ملتهبا تعرض فيه للمالكي بشدة و رفض أي شكل من أشكال الحوار مما يعني بأن مسألة المصالحة مع البعثيين هي من المهام المستحيلة و التي دونها خرط القتاد كما يقولون، فالبعث العراقي بنسخته الصدامية لم يتغير أو تغيره الأحداث و هو ما زال يرفع نفس الشعارات القديمة و ما زال يمجد بقيادة صدام حسين التي جلبت الكوارث على البعثيين أنفسهم قبل العراق و العالم العربي، ورغم أنه قد تسرب مؤخرا ما يفيد بحدوث و حصول إعادة تقويم لتاريخ و مسيرة الحزب ضمن القيادة المؤقتة التي يقودها الدوري و نائبه ( الدكتور أبو محمد )!

إلا أن وقائع الأحداث تنسف كل مصداقية لتلكم التسريبات، فالبعث العراقي هو البعث العراقي لم يتغير، وحيث لا زالت العديد من عناصره نشيطة و لا زالت خلاياه السرية مبثوثة داخل حتى الجماعات و الأحزاب الدينية!!

و ما زال ناشطا بشكل فاعل في الميادين السياسية و العسكرية و ما تصاعد أعمال العنف و الإرهاب مؤخرا إلا ترجمة لذلك الوجود، البعثيون يعلمون بإستحالة عودتهم للسلطة أو إنفرادهم بها، لكنهم لا زالوا يراهنون على التطورات الداخلية، و ما زالت طرقهم و أساليبهم و ظلالهم موجودة في الواقع العراقي فهم يمتلكون إمكانيات واسعة للتحرك بل و إحداث بعض المفاجآت خصوصا و أن أياديهم طويلة و يمتلكون من الخبرات السرية و الإمكانيات المادية ما يجعلهم رقما مؤثرا على صعيد تعكير الأوضاع و لكن ليست لدرجة الهيمنة على السلطة، وحتى البعثيين المحسوبين على نظام صدام البائد تتنازعهم الصراعات و الإنشقاقات و حملات التخوين المتبادلة و التي هي في النهاية عملة سياسية سائدة في العراق، لا شك أن السيد المالكي يهدف أساسا للخروج من الوضع الحرج و بناء سلطة وطنية تجابه المشروع التقسيمي الطائفي المدعوم من بعض دول الجوار، و لكن مهمته صعبة إن لم تكن مستحيلة بالمطلق فحجم التحديات أكبر من كل ما هو معروف، وبعثيي الشام لن يستطيعوا تقديم الكثير، فيما أزلام صدام و بقايا نظامه ما زالوا يمتلكون العديد من وسائل الإزعاج، وفك الإشتباك بين القوى السياسية في العراق هي واحدة من أعقد ملفات البناء الداخلي، التوتر قائم على كل الجبهات و صيف العراق فضلا عن خريفه سيكون ساخنا بدرجة درامية مزعجة، فالبعث بكل صفاته و أشكاله و مصنفاته، ليس سوى حالة دائمة من العبثية و التخريب، لا فرق بين اهل اليمين و أهل اليسار! فجميعهم في النهاية خيارات تدميرية للأسف...!

داود البصري

dawoodalbasri@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
العودة حتمية
محمود العربي -

يا سيد داود ان عودتنا الى الحكم حتمية،فالمالكي طلع او نزل هو مجرد عميل صغير وسيشنق ولكن كالفأر وهو يرتعد من الخوف .

وما أدراك ما البعث؟
البو نمر -

لن تهدأ احوال العراق الا بواحدة من طريقيتن : الاولى القضاء على البعثيين نهائيا . و الثانية ننتظر الى ان ينقرض جيل البعث .عدا ذلك لا أمل لكم بحياة رغيدة و لا بأمان و لا سلام ولا وحدة وطنية.

خيارات المالكي
شلال الجبوري -

امام المالكي خيارات مختلفة منها الخيار الديني الطائفي الذي جرب وفشل والمتمثل سابقا بخيار الأئتلاف الشيعي السابق وبالنتيجة انهار هذا الحلف الذي اسس الطائفية وجلب المشاكل والويلات.انا ارى امام المالكي ان يتقدم بخطوة جريئة ويتبنى المشروع الوطني الديمقراطي العلماني المعتدل وبهذه العملية سيكسب الجزء الاكبر من القوى العلمانية الديمقراطية بالاضافة الى قاعدته الدينية المعتدلة واعتقد ان المرحلة الحالية تتطلب من المالكي اتخاذ مثل هذا الموقف الجرئ والشجاع وانا على قناعة تامة فان المالكي سيحضى بشعبية كبيرةمن قبل الاكثرية الساحقة من قبل الاحزاب العلمانية الديمقراطية وسيكسب النخبة المثقفة والفاعلة سواء كانت داخل او خارج العراق وسيحضى بدعم الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وفرنسا او بالاحرى اوربا واليابان وكل دول العالم الحر وسيحرج بعض الدول العربية التي تتردد باقامة علاقة مع العراق.ولكن الخاسر الوحيد سيكون هي ايران وسوريا لانهم لايريدون استقرار العراق وتطور العملية السياسية الديمقراطية ولانهم يخافون من نجاحها وتاثيرها على شعوبهم. لكن تقوية الجبهة الداخلية كافية لافشال مخططاتهم.هكذا انا اعتقد يا استاذ البصري فهل سيعملها المالكي ؟ لا اعرف

تعليق رقم (1)
عربي عراقي بغدادي -

الى صاحب التعليق رقم (1)محمود العربي ... ...المذعور هو صفتكم و سمتكم البعثية التي جسدها قائدكم الذي هرب مذعورا في حفرة ... ميزة البعثيين هي في قابليتهم على الصاق أخطائهم بالاخرين , لكن فات الاوان عليكم و كشفكم الله -سبحانه و تعالى - للعالم أجمع ...

إحذروهم..
رعد الحافظ -

كلنا نقول الصلح خير ,(وتجربة جنوب أفريقيا في الذاكرة) لكن ينبغي أن يكون الصلح مع من يستحقه ويقدره. وواقع الحال يخبرنا أن البعثيين حتى من لم تتلطخ أيديهم بدماء الشعب العراقي وهم قلة ,فهم عنجهيين ومتعنتيين جدا وخطرين لانهم تشربوا بفكر الطاغية وترى واحدهم يتكلم بنفس طريقته عندما يقول ..والله أنا مستعد أن أعلقهم جميعا دون أن يهتز لي شارب .ثم يفنخر منخريه بطريقته الخاصة ,هكذا هم في الغالب ,فأحذروهم جيدا.

البعث العميل وامريكا
احفاد البابليين -

كيف نرضى نحن العراقيين ان يحكمنا جزب مؤسسه يهودي سوري (عفلق) كيف؟؟؟ وكيف نرضى ان يحكمنا حزب يفضل الغريب علينا (من يضرب مصري يدخل للسجن) وكيف نرضى ان حزب جلب لنا الاحتلال وهرب وتبخر وكيف نرضى ان حزب سرق كل اموالنا ويعطي نفطنا ببلاش للامه العربيه الاشتراكيه ونحن ماعندنا خبز ناكل وكيف نرضى على حزب قتل قائدنا ابو الفقراء الشهيد(عبد الكريم قاسم) وكيف نرضى على حزب اعطى شط العرب للفرس والرطبه للاردن وشمال العراق للاكراد وكيف وكيف وكيف ؟؟؟ اصبحتم من الماضي وفي مزبله التاريخ ولامكان للخونه والعملاء في عراقنا الجديد ابقى في دولكم الاصليه الاردن وسوريا لان العراق لايتحمل الغرباء وانت غرباء وعملاء وخونه وبعتم العراق بدبابه امريكيه وقفت على الجسر (ماشالله ماكنا نعرف انتم ابطال)هههههههه

أزلام صدام
tedriss -

(فيما أزلام صدام و بقايا نظامه ما زالوا يمتلكون العديد من وسائل الإزعاج، )انهم مجرمين كالجرذ مطاردين من قبل المحاكم الجنائيه

عصابة القتلة
وليد الحسناوي -

أي حزب وأي فكر وأي موقف وأي تاريخ؟ ماسمي حزب البعث هو عصابة من القتلة والشقاوات والشاذين والفاشلين وشذاذ الآفاق تم تجميعهم بطريقة جهنمية لإستلام السلطة في العراق في الأعوام 1958-1963. تلك العصابة تعشق إذلال الوطنيين تحت شعار القومية وتعشق تجويعه كي يلهث وراءها تحت مسمى الإشتراكية وتستلب السلطة لوحدها تحت شعار الوحدة. إن أي محاولة لإعادة هؤلاء تحت أي مسمى هو إنتحار لايمكن غفرانه. ألا يكفي ما فعلوه بنا طيلة 45 عاماً. على أية حال لكني أرى أنه بعد كلام الصلح السوري الإسرائيلي فأن هذه الشرذمة سيتم تسليمها الى السلطات العراقية لمحاكمتها والإقتصاص منها.

ستأتيك الأيام
بن العبد -

كنا ولا زلنا نعتقد أن البعثيين أخطر من القاعدة لأن هذه الأخيرة طارئة وماضية بينما البعثيين لعنة دائمة على العراقيين .. وتلك هي مصيبة العراقيين المزمنة

TO NR 6
ABBAS -

BABA, What babilon? babilon disappeared and gone forever. IRAQ has been and is muslim forever

الى المعلق 1
د.درويش الخالدي -

الى المعلق الصدامي رقم1 اقول اين حيائك من الذي جرى للعراق من جراء ما فعلتموه بنا كشعب لقد بعتم العراق بأبخس الاثمان وهرب قائدك وامامكم الى الحفره والصفة التي لصقتها بالمالكي كان قائدكم صدام اولى بها وهذا معروف للقاصي والداني! الم يجدر بكم ان تستحوا مما فعلتموه؟ بأي وجه تريدون ان تواجهونا؟ والله ان المالكي عفى عنكم ولكن نحن كشعب لم نعف عنكم ابدا وجزائكم العادل سيكون في العراق ان فكرتم بالعوده وهذا قسم.

أهم من الأرض ؟؟؟
حزب البعث الفارسي -

نعم لأنه حين احتلت الجولان [المباعة حتماً] طلععلينا منظروا الحزب البواسل بنظرية الأنتصارالعظيم لأن إسرائيل كانت ترمي من حربها إسقاطالحزب ولم تقدر !!! أما الجولان الأرض العربية فهي لا تساوي شيئاً مقابل بقاء الحزب الذي يدوس على كرامة الشعب السوري ؟؟؟فتصور يا رعاك الله أيها القاريء الكريم هذه المهزلة بل مهزلة المهازل التي راح ضحيتها كذلك الأسكندرون الذي أهداه بشار الأسد إلى العدو التركي بعد أن ألغى أبوه اليوم الوطني من المفكرة السورية بذكرى سلخ لواء الأسكندرونودمتم سالمين يا عرب

..........
اموية مسلمة -

نعم أنا مع تعليق رقم 1 .هل تعلمون انا العراق كان له مكانة ومكانة كبيرة وعندما تقول انك عراقي يعني انك تحس بفخر بعزة اما الان عندما اسمع عن عراقى جديد .....وصحيح القائد هو الذي يحدد عظمة بلده لذلك اقول لحكامنا كونوا حكام لكم كلمة وقوة واعملوا لصالح الشعب والوطن والله اولا واخيرا

كارثة
عادل الربيعي -

انها لكارثة ان تعطوا البعثيون فرصة في العراق الجديد-- الا يكفي ما فعلوه على مدى اربعة عقود- اليس هم من سلموا العراق الى الاجنبي وذهب قائدهم الضرررر--الى حفرته تارك ساحة المعركة التي كان يعدم من يتركها في زمن الغطرسة المعتوهه-الم يذبحوا العراقيون من الوريد الى الوريد من زمرة النظام الصدامي بكل اصنافه المتعجرفة والساقطة بكل المقاييس--فاْي مصالحة يا سيادة دولة رئيس الوزراء تريدها مع هؤلاء --فثق يا سيادة الرئيس ان عادوا هؤلاء الى مكونات الشعب العراقي سوف يبدءوا بدسائسهم الدنيئة واساليبهم ويطلقون عليها نضال سلبي -فحذاري التي لا زالت تنتهج نفس العنجهية ونفس النفس الصدامي فدعوهم يعيشوا المنفافي التي سرقت اعمارنا من قبل ليتذوقوا مرارة الغربة التي ذوقونا اياها على مدى العقود المنصرمة وهذا اضعف الايمان اذا لم نجد الطريق للقصاص منهم ومن اعمالهم ----

خطة للتخلص
جعفر -

على الشيعة والاكراد تأسيس جيوب مقاتلة ومدربين انتحاريين ,يقفون بالمرصاد لهذه اللعبة الامريكية التي تريد اعادة البعثيين المجرمين الى السلطة,نموت جميعاً ولايعود توأم الشيطان هولاء

To No. 6
Mageed -

Sir, where do you think that you are living. The land of Iraq does not belong to Arabs. Also I think that it is time for you to wake up because the Babilonians are no longer here. Their civilization ended thousands of years ago. The north of the so called Iraq is not what you call it. It is called Kurdistan and has always been that way for thousands of years until you Arabs came from the Saudia Arabia and now are trying to falsify history. Wake up your chauvinism has led your beloved leader Saddam to the gallows and will lead all that follow in his footsteps to the same fate

خذلان
عربى اصيل -

البعث يرجع للحكم شئتم امابيم ,العراق بعثى والبعثى عراقى

بلمشمش
Hamid -

الى الرقم7 البعث لن ولم يرجعو و اذا رجعو يرجعو بلمشمش.

البعثي
دلير -

البعثي الجيد هو البعثي الميت

تطبيق الأوامر
حسون الأمريكي -

زيارة هاشمي رافسانجاني كانت المؤشر الحقيقي لموافقة أيران لعودة البعث في العراق و أحدى شروط تطبيق الأتفاقية الأمنية بين العراق وأمريكا تطبيق الأوامرليش هي بيد طلباني لو المالكي ؟؟؟