أصداء

استقالة الطالباني، شر لابد منه

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

لا أحد يمكنه اليوم أن ينفي الدور المحوري الذي لعبه الرئيس العراقي جلال طالباني أو ( مام جلال) بتعبير الأكراد، في إدارة الصراعات السياسية و الطائفية الدائرة في البلد، و كذلك دوره الكبير في إحتواء الفتن السياسية، التي كادت أن تدمر العراق في أكثر من مرحلة بسبب إتجاهها الخطير دوماً نحو التطهير الطائفي و الأقتتال بل إشعار نار الحرب الأهلية بين العراقيين. فهذا الرجل أستطاع و بفضل خبرته الدبلوماسية و التحاورية في حقلي العمل السياسي و النضالي، أن يجرب الكثير من الأساليب و السبل العقلانية الممكنة لتهدئة الأجواء السياسية المتدهورة في العراق و التي صاحبت سقوط النظام السابق 9/4/2003 و ما بعده. كما ساهم طالباني مساهمة مشهودة في تجنيب البلد، في أكثر من لحظة تاريخية، من ويلات التصادم القومي و الطائفي، و ذلك من خلال إتباعه المعهود لأسلوبه السياسي الخاص في إدارة الأزمات، و الذي تمثل مع الحالة العراقية في قدرته على أستقطاب قوى أساسية عراقية تكون حريصة على مواصلة العملية السياسية و قادرة على مواجهة التحديات من جهة، و من جهة أخرى توجيه ممثلي الأحزاب و التيارات السياسية بإتجاه التحاور مع بعضهم البعض و حثهم على التفاوض و اللجوء الى لغة التفاهم كأنجع أسلوب لتسوية الخلافات و إحتواء الصراعات و الأزمات.


بمعنى آخر، أن لطالباني أفضال كثيرة على العراق الجديد و يشهد له ذلك الكثير من المراقبين، و قد يكون أبرز ما أنجزه هذا الرجل للبلد هو إبعاد العراقيين عن فكرة التحارب و التصادم و اللجوء بدلاً عن ذلك الى مبدأ التحاور و التفاوض بين القوى المتصارعة و تعزيز فكرة المصالحة الوطنية بطروحات عملية و واقعية، الأمر الذي سرعان ما منح طالباني، في نظر الآخرين، المصداقية و الجاذبية، بحيث تلتفت أغلب القوى السياسية حول أفكاره و يدعمونه لإنجاز مهامه كحام للدستور و راع لمصالح البلد العليا و الحفاظ على وحدته أرضاً و شعباً..


و لكن بالرغم من أن لطالباني كل هذا الدور الكبير و الموقع المتميز و المشهود في العملية السياسية الجارية في العراق، إلا أنه يستوجب علينا، بعكس التوقع، أن لا ندفعه أبداً بإتجاه التمسك بمنصبه أو مواصلة عمله في الدورة القادمة لرئاسة الجمهورية حتى و إن لم يكن هناك من يتحمل المسوؤلية التاريخية التي تحملها طالباني و تعاطى معها، و إنما ينبغي علينا أن نشجعه على قراره الجريء بعدم ترشحه لنفسه مرة أخرى لمنصب رئيس الجمهورية أو أي منصب سيادي أو غير سيادي للعراق على ما أكد على ذلك بنفسه في حوار صحفي لإحدى الصحف قبل أيام، و ذلك لأسباب عديدة ربما أبرزها هو أن العراق اليوم بحاجة الى إرساء مبدأ في نظام حكمه حُرم منه منذ عقود، بل لنَقُل لم ينعم به أبداً، عنيت هنا مبدأ تداول السلطة و تغيير وجوه أهل السياسة و الحكم و السلطان. أما السبب الآخر لعدم تشجيعنا على ترشحه لنفسه لمنصبه الحالي أو أي منصب آخر هو أخذ الكثير من المخلصين له، لوضعه الصحي، بنظر الإعتبار، رغم أن الرئيس حالياً يتمتع بصحة جيدة و لايعاني من شيء إلا من حالة صوفان بسيطة على حد قول د. فؤاد معصوم رئيس كتلة التحالف الكردستاني.


و كذلك ثمة أسباب أخرى تتعلق بأمور كُردستانية و تجعلنا اليوم، من باب آخر، ندعم قرار رئيس الجمهورية بعدم ترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية، منها مسؤوليته الأخرى التاريخية التي تقع على كاهله تجاه حزبه السياسي " الإتحاد الوطني الكردستاني" و هو من أبرز الأحزاب السياسية على ساحة أقليم كردستان العراق، والذي يعاني منذ فترة من مشاكل و صراعات داخلية خطيرة فسر بعض المراقبيين أسبابها بغياب طالباني عن العمل الحزبي المباشر، مما أدى ذلك، بنظر المراقبيين، الى وصول حال الحزب الى هذه المرحلة الدقيقة و الحرجة، بل أسوأ من ذلك، قول الكثيرين بوجود مؤشرات خطيرة تشير الى أحتمال تفكك الحزب إذا ما لم يتدخل طالباني بنفسه و لم يبذل جهوده المطلوبة للم شمل الأقطاب المختلفة في إطار الحزب، لاسيما بعد الأنباء التي تسربت الى بعض القنوات الإعلامية و التي تفيد أن طالباني أصبح يفكر في الآونة الأخيرة في أن يترك العمل السياسي و الحزبي أيضاً و أنه متردد حتى في أن يرشح نفسه كأمين عام للأتحاد الوطني الكردستاني، الأمر الذي أثر و يؤثر دون شك على طبيعة العلاقة بين الأقطاب و الأجنحة المختلفة في الحزب مع بعضها البعض، و هو نفس الأمر الذي يخشاه الشارع الكردي أيضاً نظراً لتوقع بعض المراقبين لحدوث حالات من قبيل المصادمات المسلحة بين الأجنحة إذا ما لم تُحل الخلافات، في نهاية المطاف، بطرق سلمية و حزبية مسؤولة، لاسيما في ظل الأجواء المتشنجة حالياً داخل الحزب فضلاً عن خطورة تضخيم القنوات الإعلامية الكردية لكل تطور يتعلق بالإوضاع الداخلية لهذا الحزب و مواقف أجنحته و أقطابه العلنية و المستورة!!.

عدالت عبدالله

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
وسام المحبة..
رعد الحافظ -

لا أستطيع نقاشك والدخول في جدل معك حول الرئيس الطالباني ,لانك تطرح الموضوع برزانة وحيادية ومعرفة للامور..لكني أكرر إعجابي به كما فعلت دائماكأفضل رجل شغل هذا المنصب منذ تحول العراق الى جمهورية( كان يوم أسود),ليس فقط لابتسامته الدائمة وصراحته ,لكن لانه صادف توليه المنصب بتغيير دستوري , هو جعل مركزالقرار من شأن رئيس الوزراء, فظهر السيد الطالباني هادئا حكيما مصالحا للمتقاتلين بينهمعلى كل ,العراق ولود بالرجال والنساء الكفؤ ,وتوجد البدائل وأتمنى تكريم الرجل إن حصل رحيلهبوسام يخترع حديثا يطلق عليه وسام السلام والمحبة العراقي !!

!
rashow alias -

اعتقد جازما بأن استقالة الطالباني وبجملة واحدة هي نعمة من الله وبركة !!! للعراق و الاقليم

farwell talabani
dance lover -

As a kurd , im very pleased to hear that he is stepping down, hope with his departure the ideology of irakism , which is brought about with talabanism,, im certain that with his leaving we get another brighter and more nationalist kurdish leader, and we had enough of talabani crying for irak unity , as if he was crying for the chair which made our sacrifice for kurdistan liberation to go in vain,,,hope talabani would resign , and hope irakism ideology would die out with his departure,, talabani only achievement was to annex kurdistan to the collapsed irak, and by bieng iraki, he is no longer a kurd and he is more or less another abdul karim kassim or may be less

حضاري
انسان -

هل سيقدر العراقيين ام سبقى الكثيرون يرددون كيف يكون رئيس العراق العربي كرديا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

فخامة الرئيس
اوغلو العراقي -

تاريخ السيد طالباني معروف لمعظم العراقيين ولربما تقلباته المستمرة على مدى العقود الماضية هي ابرز ما فيه . فبعد ان جند من قبل مخابرات الحكومة المركزية و قدم الدعم له للانسلاخ عن البارتي الذي بدا فيه سياسيا ناشئا فكان الحزب الجديد الذي اضعف قليلا موقف الكورد ازاء نيل مطالبهم. انشق السيد جلال بعد ذلك عن الحكومة المركزية ليقضي شطرا من حياته يقتات من مساعدات مخابرات دول الجوار لغاية حرب الخليج الاولى التي كان يعمل خلالها تارة لصدام واحيانا للخميني ودوره في احداث حلبجة غني عن التعريف. في حرب الخليج الثانية انقلبت المليشيات الكوردية الموالية للحكومة المركزية عليها وهي كانت تسيطر على دهوك واربيل والسليمانية . واوت الاحزاب الكردية ومنها حزب السيد جلال التي انتهزت الوضع المتخلخل الذي احدثه عملية تحرير الكويت الذي استمر لمدة شهرين الى ان اطلق الرئيس بوش الاب يدا المرحوم صدام ليبسط نفوذه من جديد على الشمال والجنوب. وخلال عملية اعادة بسط النفوذ هذه ترك ملايين الاكراد منازلهم في مدن وقصبات المحافظات الثلاثة باتجاه الحدود الايرانية والتركية سيرا على الاقدام !!. وهربت الاحزاب الكردية هي الاخرى من حيث اتت. وقد شكل وجود مالايقل عن ثلاثة ملايين انسان فجاة في العراء من غير ماوى او ماكل او مشرب ماساة انسانية اجبرت التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة على انشاء المنطقة الامنة التي شملت ثلاث محافظات من دون شمول كركوك واطلقت عمليات المطرقة المرفوعة لتثبيط صدام من التحرش بالشمال . في اواخرعام ١٩٩٠سحب صدام كل الادارات المدنية غير المدنية من كردستان وفرض حصارا على المنطقة وصارت المنطقة الكردية تحت حصاريين بالاضافة الى الحصارالدولي باعتبار الاقليم جزء من العراق.في هذه الفترة رفض الحزبان اللذين سيطرا على الموقف السياسي المحدود بمساعدة قوة الارتباط الامريكية نتائج اول انتخابات محلية وكان ما كان رئيسان و حزبان قائدان وبالطبع رئيسان وهذا الوضع جاري الى يومنا هذا . وقد عمل البارتي لصالح تركيا في ملاحقة ال ب ك ك لغاية اختطاف الزعيم عبدالله اوجلان حيث استدعي (الرئيسان حاليا) مسعود وجلال الى واشنطن من قبل وزيرة الخارجية انذاك المس اولبرايت واجبرتهما على انهاء حرب ام الكمارك التي استمرت ٦ سنوات وتوجها سيادة رئيس الاقليم بدعوة الجيش العراقي المنحل لانقاذ حزبه التي اوشك حزب جلال على ابتلاعهم .وا

مسمار
ما زاد حنون -

مام جلال كان رئيس للعراق كالماء بدون طعم ولون ورائحه ونحن العراقيين لم نلتمس اي ميزه من الرجل طيله مدة حكمه وقد تكون هذه افضل الامتيازات ( ما زاد حنون في الاسلام خردله)

امتيازات
جاكوج -

سئل مام جلال في لقاء صحفي عن اهم الامتيازات التي سيقدمها لقطاع الطلبه ، فقال حسناً هذا العام ومكرمه من مجلس السيادة سوف نوزع نتائج البكلوريا قبل اداء الطلبه للامتحانات.

التغيير هو الافضل
عراقي 30 -

اعتقد ان قرار مام جلال جيد وان كان بسبب الصحة اولا وحنكته السياسية ثانياودرايته بان هذا المنصب لن يكون من حصة الاكراد في المرحلة المقبلة

مام جلال انسان
سي به واي -

انه انسان عظيم قضى حياته لاجل شعبه ، ولكن حوله هم الفاسدون انه لاحوله ولا قوة مام جلال انسان مناسب في مكان المناسب ، وشكرا للكاتب

حيرة
عراقي شريف -

اخوان والله حيرة اشو الشيعة يكولون السستاني اوقف الطائفية و اعاد العراق الى وضعه الطبيعي و الاكراد يتفاخرون بمحب القلو بانه هو من انقذ العراق من الهاوية و السنة ما راضين لاعلى الاول و لا على الثانيو انا لدي سوال و اروج من الاخ الكاتب ان يعيره اهمية و يجيبني ماذا فعل السيد الطلباني للعراق و العراقيين غير اننا نشاهده يرعى المقابلات وزيارت روساء الاحتلال الى العراق و التي تتم بعد ان يقرر الزائر مغادرة العراق فا يتذكر ان لهذه الدولة رئيس فا ينوي مصافحته او تناول الغداء معهانا لم اسمع ولا تصريح من شخصه فيه راحة و تطمين لشعب عانا كثيرافا ارجو ان تكونو منصفين بحق هذا الشعب المسكين و الذي انتم جزء منه و لا تتعالو بشعارت لاتنطلي حتى على الطلي

الحل بيد مام جلال
سوران -

لا اتفق معك بقولك & ;فسر بعض المراقبيين أسبابها بغياب طالباني عن العمل الحزبي المباشر& ; مام جلال لا يغيب عن اي شيء ويتدخل في كل شيء وهذه مصيبة بحد ذاته. لو مام جلال يحاول تقريب الكل داخل الاتحاد كما يفعل في تقريب العراقيين عن بعض لحلت كل المشكلات الحزبية للاتحاد الوطني. لكن مام جلال هو طرف في الصراع والمستفيدين من تاجيج المشاكل داخل الحزب من القياديين حوله يشجعونه على اتخاذ مواقف متشددة من جماعة مايسمى بالاصلاحيين لاسباب عدة اهمها هي اذا رجع القياديين السابقيين الى المكتب السياسي فان القياديين الاخرين الذين لا شعبية لهم وبعضهم لديه سابقة التعاون مع النظام السابق والاهل والاقرباء يفقدون الامل في الوصول الى المكتب السياسي.مام جلال جزء من الصراع وله دور كامل في حل المشاكل اذا يريد.