في سجال خطوة إخوان سوريا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
نحا الإخوان المسلمون، على الدوام، لإيجاد موطئ قدم له، مرة أخرى، على الأرض السورية، لاسيما منذ أن حرّم عليهم ذلك تنظيمياً وفق القانون 49 لعام 1980، وبعد أن كانوا قد خرجوا من المعادلة السياسية السورية إثر مواجهات الثمانينات الشهيرة مع النظام. وهذا الهاجس الإخواني الكبير هو ما يفسر انخراطهم المباشر في الحراك السياسي السوري، إن كان عبر إصدارهم لميثاق مشروعهم الحضاري، أو من خلال انضمامهم لما يسمى بإعلان دمشق المرحوم لوجهه تعالى، أو من ثم تحالفهم الشهير مع النائب المنشق، في وقت خـُيّل فيه لكثيرين أن النظام بدأ يترنح على وقع ضربات القرارات الدولية، وعلى صدى التهديدات السافرة الرعناء التي كان يطلقها نجوم المحافظين الجدد، ولاسيما أن هدير جنازير دبابات هؤلاء، التي ترابط على مبعدة مئات الأميال، كانت تسمع بوضوح عال في دمشق من بغداد.
وأولاً، وقبل كل شيء، وبالقراءة الواقعية البعيدة عن التشنج والانفعالات، تبدو خطوة الإخوان الأخيرة، وبشكل غير مباشر، تثميناً وتقديراً لمواقف وسياسات النظام، عدوهم اللدود حتى وقت قريب، واعترافاً، وتسليماً بدور وريادة في العمل الوطني أحرجت من خلالها الكثير من أوثق حلفائهم، وألغت هذه الخطوة تراثاً وخطاباً كاملاً باغضاً من التشنج وسيلاً من الاتهامات والتجنيات التي أنزل بها، ولم ينزل بها الله من سلطان. فهل سيعني هذا أي شيء للبعض، وهل يحفـّز بعضاً آخراً لإعادة النظر في سلسلة من المواقف المتشنجة أم يستمر في التمادي في سياسة التوريط الممنهج، وحجب الرؤية المتعمد، وأظلمة وإهلاك الذات المبرمج؟
صحيح أن السياسة فن الممكن المفتوح على احتمالات لا متناهية، ولكن، مع هذا، ثمة ضوابط وقوانين ومعايير عملية وواقعية محسوسة وملموسة تحكمها، أكثر مما تحكمها الأخلاقEthics والإيديولوجيات الجامدة الصماء. فمن كان ذا هامة إيديولوجية عالية خيلاء، عليه ألا يقترب من أبواب السياسة على الإطلاق، لإنها تتطلب قدراً من التنازل والانحناء من وقت لآخر. وهذا لا يعني أن السياسيين أناس غير أخلاقيين على الإطلاق، ولكن يجب أن يتحلوا بقدر كاف من الواقعية والبراغماتية التي تنفع في العمل السياسي أكثر مما تفيد الأخلاق والإيديولوجيات. وأكثر الناس فشلاً وانهزاماً وانكساراً في السياسة، تاريخياً، هم أصحاب العقائد، والأخلاقوية الـ Ethics الجامدة المتشنجة الصماء. النظام يشتغل سياسة، والمعارضة "تركبها" الإيديولوجيات، وهذا ما يفسر تفوق النظام على الدوام.
وثمة بدهيات بسيطة لا يمكن تجاوزها في عالم السياسة، الذي تحكمه، وتتحكم به المصالح لا القيم أو الأخلاق ولا الأمزجة أو الأهواء والتمنيات والأحلام. ولعل البدهية السياسية القائلة ليس هناك عداوات دائمة ولا صداقات دائمة هي أفضل ما يفسر خطوة الإخوان. فأعداء الأمس هم أصدقاء اليوم، والعكس صحيح، أي أصدقاء الأمس هم أعداء اليوم في فضاء متحول على الدوام لا يكف ولا يكل ولا يمل من تأكيد حقائقه مع الزمان. ولو رجـّح الإخوان، اليوم، بعدهم العقائدي التراثي المدرك، فلن يمدوا يدهم يوماً للنظام العابر لحدود إيديولوجية الإخوان.
وعلى مسافة غير بعيدة، في هذا السياق، هناك خطوة "إخوانية" أخرى خطاها باراك أوباما في خطابه الموجه إلى أعداء الأمس الإيرانيين، ولو ظاهرياً، مهنئاً إياهم، بعيد النيروز. إنها البراغماتيات المطلوبة في دنيا السياسة، يجسدها ها هنا الإخوان، وأوباما، بحرفية ومهنية عالية استنفرت دهشة، وأثارت حفيظة العقائديين والمؤدلجين المبرمجين واللا ساسة في غير مكان والذين ثابروا على ممارسة ذات المنهج العصابي الرافض الشكـّاك والقائم على سياسة التذمر والبكاء واللطم الشامل، وعدم الإعجاب والانسجام مع أي شيء لا من جهة النظام، ولا من جهة المعارضة على حد سواء.
وكما أننا لا نرى كبير فرق بين الإخوان، كفصيل معارض، وبين طيف كبير مما يسمى بالمعارضة السورية، وإن اختلفت المسميات، واللغة والمفردات، ولو كان هناك ثمة فرق، أحيانا، فهو، حتماً، بالدرجة وليس بالنوع، فالمنطلقات كانت شبه واحدة، تقريباً، على الدوام، فقد أتى ما يسمى إعلان دمشق ليبرهن على هذه الحال.
فحركة الإخوان الأخيرة هي وفقاً، لاعتبارات مصلحية بحتة، وسياسية محضة، وميلانات وتأرجحات براغماتية ودورانات محكمة مع عجلات القوى التي عاد بها النظام بقوة إلى الساحة إقليمياً، وعالمياً برفع راية التغيير المناقضة كلياً لسياسات بوش، وأثمر كل ذلك رؤية إخوانية جديدة خاصة، وقراءة عقلانية للواقع مختلفة عما مضى، ما حفز خطوتهم التي ربما لن تعطي ذات بال لقراءة الآخرين ورؤيتهم له. وحين تحرك الإخوان ذات زمن، وفي تلك السياقات الإقليمية الضاغطة المعروفة على النظام، كانوا يتحركون وفق معطيات محددة، وقراءة آنية، ووفقاً لذات شروط اللعبة وقوانين السياسة التي يتحركون من خلالها هذه الأيام.
وبغض النظر عن استجابة النظام أم لا، ومدى بطء وسرعة تلك الاستجابة وهذه تبقى لوحدها في إطار التكهنات، وإن كان من غير المحتمل أو المفترض أن تمر هكذا من دون استثمارها بشكل ما، فتبقى السياسة والمصلحة والبراغماتية الواقعية وحدها هي وراء خطوة الإخوان، وهذا ما لا يحاول أن يعيه بعض "الإخوان"، من غير الإخوان
نضال نعيسة
sami3x2000@yahoo.com
التعليقات
(التقية) سلاح ينجح
كركوك أوغلوا -به الأخوان !!..كما حدث في العراق سيحدث في سوريا بعد الأسد ؟؟!!..الفراغ المملوء بالتخلف والجهل يملؤه الأسلام السياسي ؟؟!!..بعدها مصر المحروسة الآن ,ولكن ماذا بعد مبارك ؟؟!!..والبقية تأتي بالتدريج
معيشة
ابو الفضل -الجماعة بدهم يعيشوا يعني وين المشكلة ما كلو عم يضحك ع كلو ويزعبر ع كلو وقفت ع الاخوان يعني؟
فخ اسدي
حلاج -يقف الكاتب الى جانب النظام السوري ويطبل له ربما متوهما انه يشعل شمعة.ويبدأ في النفخ في بوق النظام منذ اول سطر في مقاله.موطأ قدم الاخوان اعمق ومساحة اكبر بكثير من موطأ النظام الاسدي القمعي الوحشي،وما يبقي هذا النظام الغارق في الجرائم داخل سوريا وخارجها هو حماية اسرائيل له لانها لن تجد افضل منه في حماية حدودها على الاقل.الاخوان المسلمون في سوريا لم يخرجوا من المعادلة السياسية وان فشلوا في المواجهة العكسرية نتيجة لاسباب معروفة،والنظام متأكد من قوة هذه الحركة بين السوريين ويعرف انه سيهزمه بالقاضية في اي نزال سياسي في مبارة نزيهة،ولذلك وجه الاسد الاب اقصى درجات القمع الى الاخوان حيث اصبح قانون دولة الاسد يحكم بالاعدام على كل سوري ينتسب الى حركتهم.ولكن هذا لا يمنع من ان ينجح النظام الاسدي الخبير في النفاق والخداع والبارع في التجارة بالقضية الفلسطينية في الايقاع ببعض قادة الحركة باستثمار حرب اسرائيل على حماس في غزة،بمساعدة القيادة الاممية للاخوان في قطر وتركيا وحماس الغزاوية،وان يجد قادة الحركة هؤلاء مكانا لهم في القفص الاسدي السياسي الذي يسمى الجبهة الوطنية،ويبدو انه انطلت عليهم كذبة وقوف النظام الى جانب القضية الفلسطينية في غزة.ان القراءة الواقعية البعيدة تفرض على النظام السوري ان ينفتح على الشعب كله،لا ان يغري بعضهم كي يصبحوا من اتباعه.وما دامت السياسة لا اخلاق لها كما يقر الكاتب،وفي هذا اشارة عفوية لاخلاق النظام، فمن الافضل لحركة الاخوان الوقوف الى جانب النظام من اجل مصالح(الحركة)بعيدا عن المبادئ والاخلاق.ولكن هذه الامنية للكاتب لن تكون في حقيقة الامر وعلى ارض الواقع اكثر من اجراء امني لا اكثر.
اخوان خوان
نانا الحيرانة -يسمون انفسهم اخوان المسلمين ما هم الا خونة لا يعون ولا يبغون الا مصالحهم الشخصية ومنيح منك اللي كتبت هيك مقال استاذ نضال لانك ان تصل متأخر خير من ألا تصل أبدا ......
ريادة العمل الوطني !
syrian -تقول : ( اعترافا من الاخوان المسلمين وتسليما منهم بدور النظام السوري في ريادة العمل الوطني ) اشعر بالاستغراب من قبل شخص ( مثقف معارض ) بعدما امضى الاعوام الاخيرة متنقلا بين العواصم العربية والغربية على اساس انه من المعارضين للنظام السوري !! هكذا كشفت عن وجهك الطائفي المقيت ، بدفاعك عن هذا النظام وبتخندقك اصلا في مواقعه منذ البداية وما ادعاء المعارضة والكلمات الطنانة عن الحرية وحقوق الانسان الا ليكون لك موطئ قدم في مواقع النت العربية !! ومادفاعك اليوم عن الاخوان الطائفيين الا لانكم وجهان لعملة واحدة ، فأنتم معهم من مزق الشعب السوري مذهبيا وعنصريا ومناطقيا واشعلتم ومازلتم حروب المنطقة بدءًا بالداخل في الثمانينات والى اليوم في لبنان والعراق وفلسطين !! يرجى النشر وشكرا ايلاف
ضرورة الإستثمار ...
عبد البا سط البيك -يحق لكل حزب سياسي أن يكون له موطئ قدم على الساحة السياسية و إلا فقد مبرر تأسيسه . الإخوان المسلمون هم مثل غيرهم , و ما خرجوا من الساحة بل إخرجوا عنوة . محاولات الإخوان الرجوع الى الساحة و مصالحة النظام الذي عارضوه متوالية و متكررة بدأت في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد , و قد تم الكشف عن هذه المحاولات لاحقا من كلا الطرفين . أي حزب سياسي لا يبقى على موقف ثابت من النظام الذي يعارضه . التغيرات في أحداث و الظروف و المحافظة على موازين القوى تستوجب تعديل المواقف , و هذا لمصلحة الطرفين الحاكم و المعارض على حد سواء . النظام بدمشق دخل في تحالفات جديدة بسبب محاولة قوى شريرة التضيق على سورية و فرض سياسات لا تتناسب مع ما يريده السوريون جميعا من كافة الأطياف السياسية . وثمة محاولات يشعر بها الجميع بأن رأس سورية مطلوب لتركيعها . نشاطر السيد نعيسة الرأي بأنه من الضروري إستثمار مبادرة الأخوان الراهنة , و نتمنى أن يكون رد فعل أهل النظام سريعا و إيجابيا , و أن يكون صوت الحكمة هو المرجعية لحل خلاف سياسي تضرر منه الجميع . إغلاق صفحات من الماضي المر ممكنة , و قد شاهدنا مثل هذه الخطوات في تجارب سلكتها دول أخرى و كانت ذات مردود إيجابي تخدم مصلحة الوطن . توسيع الجبهة الداخلية و تقوية نسيجها هو قرار يأخذه النظام و يتحمل مسؤوليته أمام المحافظة على الوطن و صيانة أمنه و سلامتة و إستقراره . الأخوان المسلمون قادرون على التنسيق و التعاون مع النظام . و علينا أن لا ننسى أن للتيار الديني في العالم العربي حاليا دورا في دعم الأنظمة التي تدعو للصمود و التصدي في وجه الموجة الإنبطاحية التي تسري في جسد النظام العربي الرسمي . نتمنى من السيد نعسية أن لا ينظر الى موقف الأخوان على اسس براغماتيه سياسية فحسب , بل هو قرار بالمشاركة بالدفاع عن الوطن الذي تتهدده مخاطر تدبرها قوى لا هدف لها الا تمزيق البلاد العربية لإضعاعها .
انتهازية الاخوان
أبو خفاجة البلهموطي -يؤكد الاخوان انهم حزب سياسي وليست جماعة سياسية فالله لم يفوضهم للتكلم باسمه والناس يعرفون الله من دونهم ولا حاجة لأحد ليقيس لهم درجة إيمانهمأخوكم أبو خفاجة البلهموطي-سوريا-عين القاق
سبحان الله
معين درويش -يا سبحان الله مبارح السيد نعيسة كان عم يهاجم الأخوان واليوم عم يمدح فيهم وصاروا أحباب. هذه السياسة يوم فوق ويوم تحت ويوم ورا ويوم قدام. هلق هي السياسة يا شباب؟
لا لللأخوان اللمسلمي
ابو فادي -يبقى النظام السوري الحالي هو النظام الافضل للشعب السوري مهما كانت لديه اخطاء ربما يمكن اصلاحها على مر الايام وبأمكانه ان يأخذ بعض العبر واخطاء النظام البعثي المنهار في العراق اما وصول اي حزب اسلامي الى الحكم اوفسح المجال لها للوصول الى الحكم في البلدان العربيه فهنا الطامه الكبرى وعودة البلاد الى عهود الجاهليه والتخلف والانقسام الدين والتطرف الاسلامي ضد الطوائف والاديان الاخرى في هذه البلاد ان تجربة النظام الحالي في العراق تبين الخطأ الكبير الذي فعلته امريكا بأسقاط النظام البعثي الكدتاتوري والصدامي ووصول المعممين والاحزاب الدينيه الى الحكم وما ولدته من اعمال عنف طائفيه ودينيه اودت بالبلاد الى حافة الهاويه وشردت الملايين خارج العراق وداخل البلاد ناهيك عن مئات الالاف من القتلى من جراء الاعمال الارهابيه ولولا وجود القوات الامريكيه في العراق لاصبح العراق اكثر طائفيه وحكام اسوأمن ملالي ايران وتنظيم القاعده الارهابي الذي اراد تأسيس دولة الاماره الاسلاميه في العراق وجعل العراقيون اليوم يترحمون غلى صدام ونظام البعث في العراق
تغيرات طقسية
راجـي لــفــاح -مقال رسمي متغير, تناسبي, آني لا يحمل أي مبدأ يا أستاذ نضال. دوختني. دوختني آراؤك. لا أستطيع تحديد اتجاهاتها أو مبادئها. يوما أسود والآخر أبيض. أليوم تمدح والثاني تهجي وتسحل(فكريا) نفس من مدحت بالأمس... دوختني والله.. دوختني.
سيعود الحق لأصحابه
سوري -ان النصيرية ديانة مستقلة لا علاقة لها بالاسلام وتكن للاسلام عداء ...... وكان حافظ اسد ونجحت في ذلك وافتعلت مخابرات حافظ بعض الحوادث في مختلف المدن السورية واتخذتها ذريعة للانتقام من السنة لأن الاخوان لم يكن لهم وجود يذكر في ذلك الوقت وقتلت وسجنت مئات الالاف من خيرة ابناء الشعب وسرحت الضباط واقصت كل ماهو سني عن اي منصب في الدولة وفي المنافي تم إحصاء 18 مليون سوري بين مهاجر ومهجر وكل من يزور سوريا ويرى مدى الدمار والخراب الذي احدثه حافظ وابنه يتأكد بأنها خطة صهيونية محكمة تم تطبيقها على جميع المستويات وما ورد في المقال صلح ومصالحة نكتة بايخة مكررة لأن الصلح إذا تم فيجب ان يكون مع الغالبية وهم السنة وليس مع الاخوان لأنهم لا يمثلونهم والحرب التي شنها آل اسد كانت ضد السنة ولم تكن ضد الاخوان لأنه ببساطة اعتبر كل سني اخواني
اعلان دمشق
محمد خير الله -السيدنضال نعيسةينعي دائما اعلان دمشق ويترحم عليه،شامتا،فرحا، فهذا ما صنعته يداي(النظام السوري و المخابرات والمكلفين بتدمير المجتمع السوري) لكم يومكم ولنا يوم معكم وانشاء الله قريب .
فوبيا الاخوان
سعيد الامازيغي -الحقيقة أن الأنظمة العربية أنظمة تفتقر للشرعية و الاجماع الجماهيري فهي متوجسة وجزعة من كل دخيل سياسي قد يرى منه أنه سوف يشكل خطرا على الديمومة للحاكم العربي و لعل الاخوان المسلمين خير دليل على ذلك فهم تنظيم يخشى منه أن يستجلي الشرعية و الاجماع مما سوف يشكل خطرا على الحاكم الطاغية ولكنه هناك من حاول ادماجهم في المنظومة السياسية و اتخادهم أداة اردع الخصوم لكنها محاولة قاتلة و لعل خير دليل على ذلك الرئيس أنور السادات و الكل يعرف مصيره,
تكنتيكات إيجابية
عبد البا سط البيك -يا سبحان الله ...؟ كأن السيد نعيسة بموقفه في المقال أعلاه قد أتى بسنة جديدة في عالم السياسة . هكذا يبدو لي عليه الحال من خلال تعليقات بعض السادة القراء . عبر الممارسات السياسية في كل مكان و زمان يتم تعديل التحالفات السياسية و المواقف التي تدخلها الدول أو المؤسسات الحزبية لتحقيق أهداف أسمى و تحتل مرتبة أولية عند جميع الأطياف . ألم تتعاون واشنطن و لندن مع عدوهم العقائدي الإتحاد السوفياتي لمواجهة ألمانيا النازية عدوهم المشترك..؟ يطرح الآن في المغرب تحالف بين حزب العدالة و التنمية ذو الإتجاه الديني مع حزب الإتحاد الإشتراكي ذو الإتجاه اليساري , طرح فكرة التحالف برزت لظروف سياسية معينة فرضتها وضعية سياسية تنظيمة طارئة على الساحة السياسية بالمغرب , رغم أن الخلاف الحاد كان على أشده بين هذين الحزبين لسنوات عديدة . الظروف السياسية تفرض التحالفات و تجبر خصومالمرحلة السابقة للدخول في تفاهمات للتصدي لعدو مشترك في المرحلة الراهنة . الساحة السورية تواجه تهديدات خارجية لا تخفى على أحد . النظام بدمشق يرغب بترميم الجبهة الداخلية , و هذا الترميم لا شك بأنه سيقوم على أسس مدورسة لا تهدد قواعد النظام المسيطر على السلطة و توسع من هامش حركة الأحزاب الأخرى . و الأخوان المسلمون يريدون المساهمة بالتصدي لقوى الشر التي تهدد يوما بعد يوم لفرض سياسات غير مرغوبة من كافة السوريين . تحالف سورية مع إيران و حزب الله و حركة حماس دفعت الأخوان المسلمون الى الدعوة الى المهادنة ثم المصالحة . من يريد الخير لسورية يجب عليه أن يقف مؤيدا للقرار السليم سياسيا لحركة الأخوان المسلمين . في مرحلة المصالحة يجب طي الصفحات المرة و نسيان كل الملفات التي كانت تقف حجرة عثرة أمام الطرفين . كما يجب عدم إستخدام العبارات النارية المنفرة من أي طرف يسعى الى تحقيق المصلحة العامة لسورية الوطن الذي يلم شمل جميع مواطنيه .