أصداء

في نقد العودة إلى التاريخ

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

الحياة الجديدة ثورة في جميع أبعاد الحياة بما فيها الدينية. لكن التيار الديني، وبالذات الفقهاء، رفضوا تلك الثورة وواجهوها بكل ما يملكون من سلاح، مستندين في ذلك إلى النقل أو النص التاريخي، واشترطوا لقبول أي منجز عقلي جديد - الذي لم يمس الوسائل فحسب بل المفاهيم، كما مس أيضا مناهج تفسير النص الديني - أن يكون متوافقا مع التاريخ والتراث ومتماشيا مع خطابهم الديني. وبعض الفقهاء أظهروا قبولهم لبعض أطر الحداثة ليستغلوا وسائلها لتحقيق مآربهم السياسية والاقتصادية بل والشخصية، فيما البعض الآخر واجهها بكل صراحة ووقف في الضد منها، وبالذات مفاهيمها، حيث وجد بأنها تشكل تهديدا رئيسيا لمفاهيمه القديمة التي يستند إليها لدعم سلطته الدينية. لقد ظهرت بفضل الحداثة مفاهيم جديدة في الحياة، كما تغير العديد من المفاهيم التي كانت تمثل أسس الحياة القديمة. لذلك عارض الفقهاء هذا الجديد وذلك التجدد، وواجهوه بقوة، وكانت المواجهة في كثير من الأحيان عنيفة، لأنهم اعتبروا الأمر بمثابة تحد للدين من شأنه أن يعرّض للخطر الصورة التاريخية الكامنة في ذهنهم بشأن الحياة. فالحياة الجديدة هي انقلاب بكل المقاييس على الحياة القديمة، فكيف يمكن لأنصار القديم والماضي والتراث أن يقفوا مكتوفي الأيدي إزاء ذلك؟ كيف يمكنهم أن يستغنوا عن مفاهيم بنت لهم قوتهم وحضورهم في المجتمعات؟


وبما أن الشأن التقليدي المحافظ كان السمة البارزة للحياة القديمة، فإن الحداثة والتجدد باتت سمة الحياة الجديدة. وفي هذه الحياة، الحديثة، توجد علاقة وثيقة بين منابع المعرفة القديمة، التي كانت جزءا من حياة الإنسان وهي الآن في طور الزوال، وبين منابع المعرفة الحديثة. لكن كل قديم لابد أن يفنى ما دام الجديد قادرا على أن يحل مكانه. فالحداثة بمثابة عملية استبدال الأجساد والمفاهيم الميتة بأجساد ومفاهيم جديدة. فالإنسان حينما يصل إلى مرحلة يستنتج خلالها أن الآلة المحركة لمنابعه لم تعد تشتغل بصورة جيدة، أو أنها فقدت تأثيرها في الحياة، يتجه بصورة أوتوماتيكية إلى منابع أخرى قادرة على الإنتاج.


هذا المبدأ بالنسبة للتراثيين أنصار الدين التقليدي من فقهاء ورجال دين، يعتبر أحد الأخطار الرئيسية التي تهدد منابع قوتهم وحضورهم الاجتماعي. فاعتقادهم يستند إلى عدم التفريط بالقديم وإن كان الجديد أفضل منه. والموقف من مفهوم حقوق الإنسان يدلل على ذلك. ففي الحياة الجديدة تغيرت النظرة إلى الإنسان، وظهر مفهوم جديد يفسر تلك النظرة، وبات وجود الإنسان يستند إلى "حقه" في الحياة انطلاقا من استقلال عقله لا إلى ما يملى عليه من مسائل وأمور و"تكاليف". فمن خلال الحقوق ظهرت التكاليف الواجب تنفيذها، وانطلاقا من ذلك تغيرت النظرة إلى حقوق الإنسان، وبات احترام حقه في الحياة، بغض النظر عن دينه ولونه وجنسه وجنسيته، هو الأصل. في حين لا تزال النظرة الدينية الفقهية الراهنة إلى الإنسان تعود إلى التاريخ وتعتمد على الرؤية التراثية التي تكبل الفرد بأغلال تاريخية - اجتماعية. فلا يزال المسلم وغير المسلم، والذكر والأنثى، والعبد والحر، هي معايير يستخدمها التيار الديني لتحديد احترام الإنسان للإنسان. ولايزال مفهوم المساواة بنظرته الحديثة يواجه صدا بل وتحديا من قبل الخطاب الديني الفقهي. فالمسلم لا يزال يعيش تحت كنف مفهوم التكليف الفقهي الشخصي. فما يكلفه به رجل الدين الفقيه من أحكام دينية ودنيوية واجب عليه سمعها وطاعتها وتطبيقها حتى لو عارضت المبادئ الحديثة لحقوق الإنسان المتفق عليها دوليا أو تصادمت مع الدساتير المحلية الحديثة. فالذي له أولوية في الطاعة ومن ثم في التطبيق، وفق الفهم الديني التاريخي، هو أحكام الدين المنطلقة من أفواه الفقهاء الناطقين باسم الله. إذاً هو صراع بين العقل الحر والنقل التاريخي الديني الاجتماعي. فالعقل حينما تحرر من أسر الدين والتراث والنقل استطاع أن يحقق قفزات نوعية في الحياة، ظهرت نتائجها في التطور الذي نشاهد منجزاته راهنا في جميع مجالات الحياة، المادية منها والمعنوية وغيرها. وما معارضة رجال الدين الفقهاء لذلك التحرير إلا دليل على خوفهم من فقدان سلطتهم الدينية وضياع مصالحهم الشخصية.


إن ثقافة التيار الديني، إضافة إلى عدم توافقها مع الحياة الحديثة، تسعى إلى القفز على أطر الحداثة من خلال الإدعاء بأنها تمتلك نظاما متكاملا للحياة صالحا لكل زمان ومكان ولو ارتبط بالتاريخ. فهي تتشدّد في ادعاءاتها رغم أنها غير منتجة لمفاهيم الحياة الحديثة حيث إنها تتفاعل مع بعضها وتخاصم أخرى، وبالتالي فهي لم ولن تنتج أساليب التعامل مع تلك المفاهيم. فعلى سبيل المثال، من غير المعقول ادّعاء تلك الثقافة احترامها لقضايا حقوق الإنسان في حين لا تزال تشرعن لانتهاك العديد من القضايا والحريات، كانتهاك حقوق الفكر والتفكير، وحقوق المرأة، وحقوق غير المسلم. تلك الانتهاكات هي قبل كل شيء انتهاك للفطرة البشرية، وإذا ما لم تتم مراجعة منبعها وتصحيح صورتها فإن الهوّة ستتوسع كثيرا بين تلك الثقافة وبين الفطرة الإنسانية والحياة الحديثة. ففي موضوع العنف يستعين فقهاء التيار الديني بالروايات والأحاديث - أي بالتاريخ - لإضفاء ما يسمى بالمشروعية على عمليات قتل المدنيين، رغم أن إسلاميين من نفس التيار يستخدمون نفس المنهج لإضفاء مشروعية مغايرة ترفض قتل المدنيين. وتلك الاستعانة تأتي أساسا بسبب استناد هذا التيار، في تفكيره ودلالاته، على المنهج النقلي التاريخي. في المقابل تنظر مدرسة الحداثة لقضية العنف ضد المدنيين على أساس أنها قضية مستندة إلى المفهوم الحديث لحقوق الإنسان، وبالتالي تربط موقفها بالواقع وليس بالتاريخ، رغم أن التاريخ قد يكون داعما لموقفها. فالرواية التاريخية المقدسة، لا المعرفة الحديثة المرتبطة بالواقع والمستندة إلى العقل الناقد، هي الأساس الذي يستند إليه التيار الديني في تحديد مواقفه من المسائل والقضايا. لذلك من الطبيعي أن نجد تناقضا صارخا بين جماعاته في تشخيص موضوع العنف والإرهاب، وبالتالي في تحديد موقف واقعي تجاهه، كتأييد جهة لقتل المدنيين ومعارضة أخرى لذلك، على أساس أن لكل جهة رواياتها المعتبرة المتواترة، في حين أن استناد الموقف إلى مفهوم حقوق الإنسان يأتي في مرتبة لاحقة، متى ما توافق ذلك مع مصالحها.


إن الغالبية العظمى من جماعات التيار الديني لا تحترم - وفي كثير من الأحيان لا تعترف - بدستور الدولة التي تعيش في ظلّها، إذ تعتبر ذلك الدستور علمانيا ووضعيا ولابد من تجاوزه إذا ما أثبت مخالفته لفهمها للشريعة الإسلامية. لذلك نسمع بين فترة وأخرى فتاوى وممارسات من قبل تلك الجماعات تعكس هذا الأمر، حتى لو تباين ذلك مع دستور الدولة وأدى إلى خلق نوع من الازدواجية في التعامل مع القوانين، كفتاوى الجهاد لمحاربة الكفار، وتشريع العنف لتغيير بعض الممارسات الأخلاقية، وأخذ النصائح والتوجيهات من شيوخ الدين والمراجع حتى لو تضاربت تلك التوجيهات مع القوانين العامة للبلد. بعبارة أخرى السعي إلى القفز على قوانين المجتمع من أجل تنفيذ ما يسمى بحكم الله، الذي هو عبارة عن فهم تلك الجماعات للنص الديني، وهو ما أدى إلى ابتلاء مجتمعات عديدة بالعنف نتيجة لهذه الازدواجية، وإلى تجاهل احترام حقوق الإنسان. فلابد للدساتير الحديثة أن تبنى على الالتزام بالديموقراطية وحقوق الإنسان، وعلى عدم وجود فهم واحد محتكر تجاه الدين والدنيا، والذي هو بالنسبة للتيار الديني حق محتكر لهم وإن ادّعوا عكس ذلك. فارتباط تلك الجماعات - فقهيا واجتماعيا - بالنص الديني التاريخي، هو الذي أدى بها إلى رفض المفاهيم الحديثة ومنها مفهوم حقوق الإنسان، وإلى رفض الدساتير الجديدة الساعية إلى الالتزام بالتعددية الثقافية والاجتماعية قبل السياسية (توزيع الحق بدلا من احتكاره)، وإلى عدم التوافق مع الحياة الحديثة التي أفرزت المجتمع المدني، وبالتالي إلى ممارسة العنف من أجل إعادة الأمور إلى "نصابها" الماضوي التاريخي. لذلك نراها تفرح من المشاريع الدينية الماضوية، ومن فرض الحجاب والصلاة والصيام بالعنف، ومن قتل المدنيين لأنهم يهود وصليبيين، ومن الوصاية غير الإنسانية للرجل على المرأة، ومن تقديم الفقه على القانون والدستور، والسماح بالممارسات غير الأخلاقية في بلاد غير المسلمين على أساس أنها بلاد الكفر التي جلبت مشاكل الحياة الحديثة. فتلك الممارسات العنيفة وغير الأخلاقية ما هي إلا نتيجة طبيعية لسعي حثيث من طرف جماعات التيار الديني للعودة إلى التاريخ، وحينما يفشل مشروع العودة لن تر بدا في ممارسة مزيد من العنف من أجل تحقيق ذلك الهدف التاريخي الضامن لمصالحها غير المشروعة.

فاخر السلطان

كاتب كويتي
ssultann@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
النقد الديني حصراً .
الحكيم البابلي . -

اخي الكاتب نحنُ في حيرة ،فكل اسبوع يهل علينا كُتاب ايلاف بعشرة مواضيع على الأقل ، تطرح قضايا الدين مقابل العلم . وتقوم رقابة ايلاف بأتلاف نصف الردود وألتعليقات على هذه المواضيع التي تفتح شهية المعلق العلماني المكبوت وألمقموع في كل صحافة الشرق . وكأننا وألحالة هذه في معرض للرسم ، نشاهد اللوحة وتُمنع آراءنا إلا بما يتيسر . وكل هذا بحجة ( شروط النشر ) المطاطية وألتي تعتمد في الغالب على مزاج ومناخ وخلفية الرقيب . وكل هذا ليس من باب حرية الفكر وألنشر . للنشر رجاءً .

لا بد من التجديد
د.عبد الجبار العبيدي -

التراث والمعاصرة والاصالة ،مصطلحات بحاجة للمعالجة العلمية والفكرية،فاذا كان التراث هو النتاج الفكري والمادي الذي تركه السلف للخلف ،فالمعاصرة هي تفاعل الانسان مع هذا النتاج،اما الاصالة فهي عنصر التنامي الحي بين الاثنين حين يستخدم الاصل مع الاستمرار في التجديد.ان المشكلة ليست في المصطلحات ولكن في العقل العربي الذي لازال بعيدا عن تجديد المصطلحات لتوظيفها في الحديث،فلا الدين يترك ولا التجديد يترك، لكن الذي يجب ان يترك هو التزمت والانغلاقية لتبني المنهج التاريخي العلمي الصحيح،فهل من يستطيع التغيير؟

النقد الديني حصراً .
الحكيم البابلي . -

اخي الكاتب نحنُ في حيرة ،فكل اسبوع يهل علينا كُتاب ايلاف بعشرة مواضيع على الأقل ، تطرح قضايا الدين مقابل العلم . وتقوم رقابة ايلاف بأتلاف نصف الردود وألتعليقات على هذه المواضيع التي تفتح شهية المعلق العلماني المكبوت وألمقموع في كل صحافة الشرق . وكأننا وألحالة هذه في معرض للرسم ، نشاهد اللوحة وتُمنع آراءنا إلا بما يتيسر . وكل هذا بحجة ( شروط النشر ) المطاطية وألتي تعتمد في الغالب على مزاج ومناخ وخلفية الرقيب . وكل هذا ليس من باب حرية الفكر وألنشر . للنشر رجاءً .

الحور والأنهار سراب
كركوك أوغلوا -

صحراء البداوة التي كان يفتقرها البدوي !!..ولكن لدينا الآن هذه النعم وهي الواقع بدلا من السراب ؟؟!!..الفرق بين التاريخ والحداثة

نحن نفتخر بفاخر
بن كريشان -

فاخر السلطان ليس مجرد كاتب كويتي..إنه فيلسوف نفخر به في الخليج في وقت طغى فيه ظلام الكهانه والسلفيه ودعوات الرجوع للماضي للعنف والقتل..فاخر السلطان نحن نفتخر بك بن كريشان

زمرة ميكروسكوبية
المطيري -

الحقيقة ان من يتسمون بالعلمانيين او اللبراليين هم اساسا زمرة ميكروسكوبية لا تملاء حتى (( وانيت )) لا قيمة لهم في اي مجمتمع مسلم وهم في الاساس شيوعيون سابقون من خدام النظم الشمولية قديما وفي الزمن الامريكي الصهيوني صاروا دعاة ديمقراطية وليبيرالية وحداثة ؟!! سبحان الله !!!

نحن نفتخر بفاخر
بن كريشان -

فاخر السلطان ليس مجرد كاتب كويتي..إنه فيلسوف نفخر به في الخليج في وقت طغى فيه ظلام الكهانه والسلفيه ودعوات الرجوع للماضي للعنف والقتل..فاخر السلطان نحن نفتخر بك بن كريشان

الى اي حداثة تدعون ؟
عبدالرحمن -

الحداثة تعرف بانها القطيعة مع الدين والتراث والتاريخ وليس مجرد القطيعة بل الحرب المعلنة على الدين والتراث والتاريخ والقيم والاخلاق انها دعوة الى الارتداد عن الدين الاسلامي صريحة واستبداله بالكفر الصراح وبالقيم الغربية الفاشلة في موطنها لا يجوز الدعوة الى الكفر في مجتمع مسلم مائة بالمائة ولا يجوز تهميش الدين الاسلامي من اجل اقلية فكرية او دينية ذلك ان الله غالب على امره وهذا امر حتى بالمنطق الديمقراطي والاغلبية لا يجوز لا يجوز ترويج الافكار المنحرفة في المجتمع المسلم ومن يفعل ذلك يجب ان يقمع ويؤدب الا تفعل الشيوعية ذلك عندما ترفض الافكار الغربية الا تفعل المكارثية الغربية ذلك عندما تقمع الافكار الشيوعية لماذا تريدون للمجتعات الاسلامية ان تكون سداح مداح هذا لا يجوز انه بالمنطق الامني اخلال بالاستقرار الاجتماعي تريدون ان تلحدوا ان تعتنقوا الافكار الغربية انتم احرار مارسوها داخل اسوار بيوتكم اما من شرح للكفر صدرا فلا يلومن الا نفسه هذه عقيدة المجمتع المسلم وكل مجتمع يحافظ على معتقداته .

الى اي حداثة تدعون ؟
عبدالرحمن -

الحداثة تعرف بانها القطيعة مع الدين والتراث والتاريخ وليس مجرد القطيعة بل الحرب المعلنة على الدين والتراث والتاريخ والقيم والاخلاق انها دعوة الى الارتداد عن الدين الاسلامي صريحة واستبداله بالكفر الصراح وبالقيم الغربية الفاشلة في موطنها لا يجوز الدعوة الى الكفر في مجتمع مسلم مائة بالمائة ولا يجوز تهميش الدين الاسلامي من اجل اقلية فكرية او دينية ذلك ان الله غالب على امره وهذا امر حتى بالمنطق الديمقراطي والاغلبية لا يجوز لا يجوز ترويج الافكار المنحرفة في المجتمع المسلم ومن يفعل ذلك يجب ان يقمع ويؤدب الا تفعل الشيوعية ذلك عندما ترفض الافكار الغربية الا تفعل المكارثية الغربية ذلك عندما تقمع الافكار الشيوعية لماذا تريدون للمجتعات الاسلامية ان تكون سداح مداح هذا لا يجوز انه بالمنطق الامني اخلال بالاستقرار الاجتماعي تريدون ان تلحدوا ان تعتنقوا الافكار الغربية انتم احرار مارسوها داخل اسوار بيوتكم اما من شرح للكفر صدرا فلا يلومن الا نفسه هذه عقيدة المجمتع المسلم وكل مجتمع يحافظ على معتقداته .

حوار فاخر !
الدَّينوري -

لا أدري من أين يستمدُّ السيد الكاتب سلطانه فيفخر بحداثة وعلمانيَّة ، وقد هانت حتى سامها المُستضعفون ، وبيعت بالنَّسيسئة حتى طمع فيها المفلسون . يأبى السيد سلطان إلا أن يفرض علينا -معشر الدراويش من المسيلمين - فيقول : ألقوا كتاب الله وراء ظهوركم وانخرطوا في سلك الحداثة والعلمانية - وكلُّ يدّعى وصلاً بها ( العلمانية لا ليلى ) وهي لا تقرِّ لأعراب العلمانية بود. بصراحة يقول السيد السلطان - وأرجو ألا يزعجه إيراد نصٍّ قرآني ، وتاريخي كما يطيب له التَّسمية-يقول ( ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرَّشاد ).يضع السيد سلطان مقدمات من عند نفسه ، معتبراً إياها حقائق مقدسة؛ لأنَّ مصدرها عقله، ثمَّ يبني عليها نتائج ، بدورها جديرة بالتقديس حسب عقيدة السيد سلطان . فيقول : الحياة الجديدة - فيما يراه - ثورة في جميع أبعادها، بما فيها الدينيَّة . لا نسلَّم لكم ياسيِّدي بما أقررتم فلا تلزمونا مرغمين ، وأنت الذي تعاف نفسك إرغام أحد على قناعة تخالف الفطرة البشريَّة ، ونرى أنَّ الثورة الحقيقية هي تلك التي نزلت من السَّماء ، من عند الله تعالى ، سطورها خُطَّت في كتاب الله تعالى ، ونفَّذ بنودها رسول الله محمَّد - صلَّى الله عليه وسلَّم - فكانت - الثورة - وأراني مضطراً لاستخدام الكلمة من مفردات السيد الكاتب - التي أخرجت البشرية من عبادة العباد إلى عبادة الله الواحد الأحد . كانت ثورة تتسق والفطرة البشرية التي تأبى العبودية لغير الله تعالى ، وما من مسلم يفهم حقيقة هذا الدين ، وما من دين يتَّفق والعقل البشري ، وما من عقيدة تحقِّق السلام والأمن في النفس البشرية ، كما يفعله الإسلام ، ذلك لأنَّ الإنسان والمنهج ، مصدر كليهما واحد ، والعقل هبة الله تعالى للإنسان لا يمكن أن يتناقض مع النصِّ المتواتر إلا إن أُخرِج عن وظيفته ، وكُلِّف بما لم يُخلَق له .أما سهامك المسمومة الموجهة إلى العلماء العاملين من هذه الأمَّة ، والمنزَّهون عن المآرب السياسية والاقتصادية - كما تحبُّ أن تصوِّرهم دائمًا - .أمّا دعوتكم جرَّ الأمَّة خلف كلِّ ناعق بحداثة ابتدعتها أهواء الناس فشنشنة من أخزم عفا عليها الزمن ، وكسدت بضاعتها ، وفي الإعصار الاقتصاديِّ الذي طال حتى الجياع في أفريقيا ردُّ صارخ على ما تبشرون به من دين جديد ، وقد كفر به مبتدعوه ، ودفنوه ، وأنتم تصرون على نبش القبور ، وعدم احترام كرامة النافقين .وماذا

How
Joker -

In Al-Ahram today, Apr.1, 17 million or 29% of Egyptians can not read or write. After all of these years, since 1952, we still have 29% of population can not read or write, even if they can read and write they do not appreciate the power of their own brain, he is in control, and he will never let this power go or

حوار فاخر !
الدَّينوري -

لا أدري من أين يستمدُّ السيد الكاتب سلطانه فيفخر بحداثة وعلمانيَّة ، وقد هانت حتى سامها المُستضعفون ، وبيعت بالنَّسيسئة حتى طمع فيها المفلسون . يأبى السيد سلطان إلا أن يفرض علينا -معشر الدراويش من المسيلمين - فيقول : ألقوا كتاب الله وراء ظهوركم وانخرطوا في سلك الحداثة والعلمانية - وكلُّ يدّعى وصلاً بها ( العلمانية لا ليلى ) وهي لا تقرِّ لأعراب العلمانية بود. بصراحة يقول السيد السلطان - وأرجو ألا يزعجه إيراد نصٍّ قرآني ، وتاريخي كما يطيب له التَّسمية-يقول ( ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرَّشاد ).يضع السيد سلطان مقدمات من عند نفسه ، معتبراً إياها حقائق مقدسة؛ لأنَّ مصدرها عقله، ثمَّ يبني عليها نتائج ، بدورها جديرة بالتقديس حسب عقيدة السيد سلطان . فيقول : الحياة الجديدة - فيما يراه - ثورة في جميع أبعادها، بما فيها الدينيَّة . لا نسلَّم لكم ياسيِّدي بما أقررتم فلا تلزمونا مرغمين ، وأنت الذي تعاف نفسك إرغام أحد على قناعة تخالف الفطرة البشريَّة ، ونرى أنَّ الثورة الحقيقية هي تلك التي نزلت من السَّماء ، من عند الله تعالى ، سطورها خُطَّت في كتاب الله تعالى ، ونفَّذ بنودها رسول الله محمَّد - صلَّى الله عليه وسلَّم - فكانت - الثورة - وأراني مضطراً لاستخدام الكلمة من مفردات السيد الكاتب - التي أخرجت البشرية من عبادة العباد إلى عبادة الله الواحد الأحد . كانت ثورة تتسق والفطرة البشرية التي تأبى العبودية لغير الله تعالى ، وما من مسلم يفهم حقيقة هذا الدين ، وما من دين يتَّفق والعقل البشري ، وما من عقيدة تحقِّق السلام والأمن في النفس البشرية ، كما يفعله الإسلام ، ذلك لأنَّ الإنسان والمنهج ، مصدر كليهما واحد ، والعقل هبة الله تعالى للإنسان لا يمكن أن يتناقض مع النصِّ المتواتر إلا إن أُخرِج عن وظيفته ، وكُلِّف بما لم يُخلَق له .أما سهامك المسمومة الموجهة إلى العلماء العاملين من هذه الأمَّة ، والمنزَّهون عن المآرب السياسية والاقتصادية - كما تحبُّ أن تصوِّرهم دائمًا - .أمّا دعوتكم جرَّ الأمَّة خلف كلِّ ناعق بحداثة ابتدعتها أهواء الناس فشنشنة من أخزم عفا عليها الزمن ، وكسدت بضاعتها ، وفي الإعصار الاقتصاديِّ الذي طال حتى الجياع في أفريقيا ردُّ صارخ على ما تبشرون به من دين جديد ، وقد كفر به مبتدعوه ، ودفنوه ، وأنتم تصرون على نبش القبور ، وعدم احترام كرامة النافقين .وماذا