أصداء

غياب قاسم محمد.. كلمة ٌ لا يراد بها باطل ٌ

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

أغلق قاسم محمد المسرحي الكبير بوابات قلبه وفكره أخيرا، بعد كفاح ومجاهدة طويلين مع التمثيل والمسرح والتدريس والتنظير والتأمل والكتابة والسياسة وكذلك مع المرض اللعين،لكن قاسم محمد لم يغلق ذلك للأسف في (بغداد الأزل بين الجد والهزل )بل في مستشفى الشارقة احدى الأمارت العربية المتحدة.وقبل وفاته في يوم واحد توفي على محيط بعيد بطل افتح ياسمسم الفنان قائد النعماني في اميركا، وهؤلاء الموتى من الفنانين سبقهم بقليل من الزمن المعتم أولئك الفنانين العراقيين المغتربين،عوني كرومي المخرج الفذ ّ وكريم جثير المجدد المجنون.


وليس هنا مجالا ًواسعا ً لتسليط الضوء على حياة وأعمال قاسم محمد،فهذا هو شأن تلامذته وزملائه العديدين المنتشرين في كل ارجاء الأرض وخاصة استراليا، لكن قاسم محمد هو صاحب العقلية العراقية الثقافية الريّانة في تأسيس مسرح عراقي جادّ وهامّ وجدير بالمشاهدة والمتابعة وقد نقله قاسم محمد الى المستويين العربي الدائم والدولي في عدة أحيان، وليس لعراقي بالغ التعليم أن يقول ماهي مسرحية (النخلة والجيران ) أو (البيك والسايق ) وعشرات الأعمال الأخرى التي قاربت المئة عمل والمصنوعة بإحتراف وإنسانية عالية، عمل قاسم محمد في المسرح المترجم والمعرب والشعبي العراقي والموروث العربي،فاسس مناخا ً فنيا ًعلائقيا ًمع مجتمع متأزم في التأريخ والوجود ذي حساسية عالية في التعامل مع الفرد الخارج عن نطاقه،لكن المسرح هو الخارق الجبار،فكان المسرح العراقي جادا ً واضحا ً صارما ً في المعنى والتشكيل والجذب،على الرغم من التأثرات السطحية المركزة من قبل المسرح المصري المسيطر على عقلية وذهن البسطاء أنذاك.


تقول الكاتبة سميرة الوردي عن قاسم محمد " (يَلله بروﭬـة )بتلك الكلمات المألوفة باللهجة العراقية، يفتتح الفنان قاسم محمد بروڦات أعماله المسرحية الرائعة التي ساهمت في خلق مسرح متميز في الثلث الأخير من القرن السابق والى يومنا هذا.

يسبق كل المعنيين بالعمل المسرحي من ممثلين وإداريين. يُعلن عن بدء العمل بابتسامته الطيبة المعهودة.المسرح كأي فن وعلم وثقافة يرتبط وجودُه وبقاؤه بتطوره، والمسرح العراقي بدأ في الثلث الأول من القَرن الماضي لينمو ويتطور ويزدهر في الثلث الأخير من نفس القرن، على أيدي بعض فنانينا الكبار، وكان أبرزهم الفنان قاسم محمد والتي عُدت مسرحيته (النخلة والجيران) للكاتب غائب طعمة فرمان، نقطة انطلاق بارزة وهادفة لخلق مسرح ديناميكي متطور، لا يقل شأنا عن المسارح العالمية".

سمعت من ناس أن هنالك ملحقا ً ثقافيا ً ضمن البعثة الدبلوماسية العراقية قي كانبيرا عاصمة استراليا،وظيفته (ملحق ثقافي )،وأنا بدوري لاأعرف ما هي وظيفة الملحق الثقافي العراقي في كانبيرا،كنت أعرف ذلك أيام اواسط التسعينات في سيدني حينما كانت السفارة عبر ملحقها الثقافي (ترش المصاري ) على بعض العرب من المؤيدين ولا (ترش 9 على العراقيين المعارضين،لكن الأمر بدا مختلفا ً الأن وديمقراطيا ً ومحسوب،ولو أن وظيفة الملحق لشخصه الذي لاأعرف اسمه ولم أرَ صورته حتى الأن جائت حسب ومن ضمن وخلال توافقات وباء ( المحاصصة )،وليس لي الحق أن أدقق بماهية الوظيفة،لكن الحق وأعلاه والأعلى منه معي في أن أقول للملحق أن هنالك العشرات من المثقفين والفنانين والأكاديمين والصحافيين والمغنين والرياضيين العراقيين الأكفاء من أولاد وادي الرافدين يحق لهم التعرف على من يمثل ثقافتهم أمام دبلومسيات العالم،ولعل من التحفيز الواجب أن تدعو الملحقية الثقافية العراقية جميع المؤسسات العراقية الثقافية والصحفية والأجتماعية المهتمة،لأقامة احتفالية باسم الفنان قاسم محمد،احتفالية بفنه وثقافته المديدة وليس رثاء ً سمجا ً وكلمات مصفطة وارتجالات مسرحية ممّلة ومقيتة،فالثقافة وشؤونها هي ليست إقامة عشاءات وسفرات لذوي القفز العالي بالزانة وهي طبعا ً ليست ناديا ً لهواة الطبخ.
ومن المقلق جدا أن يموت المثقفون العراقيون متسارعين قبل أقرانهم من السياسيين الذين والوا وعارضوا أو حكموا،فعلى مايبدو أن (العراق الروحي) يكافىء أبنائه الحقيقيين بالموت بعيدا ً عنه، وكأنه يقول موتوا بعيدا ًعني أيها الأولاد.
قال: قلْ.
قلت ُ : لا.
قال: ربيّ لي..
قلتُ : ربّك ربي،هو الصاعد وأنا صاعد.
قال : ألا تنزل؟

واصف شنون

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
رحيل الكبار الصامت .
الحكيم البابلي . -

اغلب الذين مثلوا الثقافة خارج العراق لم يكونوا مثقفين بمعنى الكلمة ، بل كانوا محسوبين على الثقافة . ولا اعتقد ان هناك دولة لم تحترم فنانيها ومثقفيها وعلى اختلاف انواعهم مثل الدولة العراقية . وكم هو مؤلم مشاهدة كل تلك الكوادر الفنية الثقافية الفكرية المبدعة الثمينة تنتهي وتتلاشى هنا وهناك كأزهار برية في غابات المدن البعيدة الباردة . يقول الشاعر احمد مطر : (ومضى العمرُ ولم يأتِ الخلاص ..أهِ ياعصر القصاص ) .تحياتي .

وداعا أستاذنا الكبير
حميد الحساني -

وصل من موسكو وباشر التدريس في معهد الفنون الجميلة قسم المسرح نهاية الستينات ،وكان وقتها العراق يغلي على نار حامية فوقف لجانب الطلبة ضد إدارة المعهد التي كانت فاسدة ومتخلفة . والموقف الثاني حين أقامة علاقة نزيه وشريفة مع السيدة خالدة زوجته وأم أولاده والتي كانت تعمل معي في مسرحية ( أنشودة أنغولا ) للكاتب الألماني بيتر فايس ، ولم تأثر علاقته بعملنا رغم أنه كان أستاذا لنا نحن الأثنين . والموقف الثالث هو دعمنا ومساندتنا حين شكلنا حركة المسرحيين الشباب ، بل أشرك في أعمالة لفرقة الفن الحديث بعض الشباب الذين كان لهم دور غي الحركة المسرحية العراقية بعد ذلك . واداعا أستاذنا نم قريرا فستبقى إنجازاتك في الثقافة العراقية عمودا باسقا لصرحها العظيم .

خسرناك يا أطيب أستاذ
هرمز طيرو البازي -

صعقني خبر وفاة أستاذي المرحوم قاسم محمد ، وأهتز بهذا النبأ كل صور الماضي ، وفجأة وأذ بي أعود اربعة عقود إلى الخلف ومن جديد أجلس على الرحلة في احد صفوف معهد الفنون الجميلة / قسم الفنون المسرحية وأصغي برفقة الأخت خالدة الحيالي والأخوة طارق العذاري وفاروق صبري وسعد السماوي ومنصور نعمان .. وغيرهم إلى محاضرة للأستاذ المبدع قاسم محمحد ، كانت هذه المشاهد تتكرر يومياً ، كأنها الأمس ، لكن أنها قد مضت عليهاخمسة وثلاثون عاماً ونيف ، وكنا خلال محاضرات المرحوم فرحين لأنه كان يتطرق أحياناً إلى مسرحية النخلة والجيران حيث كانت تعرض في ذلك الوقت ، وكانت الأبتسامة لا تفارقه ابداً لأنه كان يعشق عمله بالإضافة إلى عشقه للمسرح والثقافة . لقد خسرناك يا أطيب الأساتذة وسوف تبقى ذكراك تعيش معنا ، لأننا فقدنا فنان مسرحي كبير وأنسان عراقي أصيل . بالأمس رحل عنا عوني كرومي ، وبالأمس القريب رحل قائد النعماني واليوم رحل قاسم محمد لكن لدي ثقة وأمل ببقاء نخلة العراق شامخة بأهلها وجيرانها . أصدق مشاعر الحزن والمؤاساة للأخت خالدة محمد الحيالي ( زوجة المرحوم ) ولجميع أفراد العائلة وإلى طلابه ومعارفه ومحبيه . هرمز طيرو البازي الولايات المتحدة الأمريكية / شيكاغو

فما أنت فاعل بهم
د. حسن الدليمي -

لماذا لايحمي العراق مبدعيه وكفاءاته? سؤال مؤرق يلاقيه ويتصدى له المبدعون للاسف بسلبيتهم وبسكوتهم..أخطر مافي السياسة العراقية وأهواء السياسيين هو إبعاد العقل المتمكن عن العراق وهذا يحدث الان وحدث لكل الاجيال حديثا. ألا ليتنا لم نتصارع فيما بيننا على فتات السياسيين وبالتالي يفوز الرداحون والمزمرون والانتهازيون. ويبتعد المبدعون مرغمين على مضض الفراق والغربة ويموتون وروحهم مشدودة نحوك ياعراق!! فما أنت فاعل بهم أم أنت كحالهم أيضا مغتصب؟ على العراقيين إعادة النظر بأنفسهم وأولياوتهم في الحياة والوجود، قبل الفناء..ويظل العراق يرتوي من دم أبنائه بلاعظة.

دعهم يرحلوا معففين
ابو حمزة الداود -

الدعوة غير مقبولة وليست واقعية ان لم تكن غير مناسبة..دعهم يلاقوا وجه ربهم باجلال واحترام ويكفيهم فقط الناس أمثالهم من شرفاء العراق ومبدعيه.. فلربما ان الملحق ولا عتب شخصي عليه لكوني لا أعرفه ..ولكن لايشرفنا حضور مآدب القطط ودعوات الرزوخونيين من ابناء المحاصصة واذنابهم الذين لايعرفون قيمة أشخاص كالشامخ المسرحي قاسم محمد لانهم يرمزون للعز والكبرياء وليس زمن الهلوسة ، وحتى حزب المسرحيين إعتكف وإنطوى ثوباً قاتما تحت ظل اللاحميد واللامفيد ياسيد..ليرتدي التشيع والديمقراطية الامبريالية..فقد قلت لك دعهم يرحلوا بنفوسهم أعزاء أنقياء معففين تطهرهم حسنات أعمالهم .. ودعك من هراء التسعينات على الاقل كان لنا بلد أهله يدعوه العراق العظيم..فبماذا تدعوا عراقك الان

وداعا...... خسرنا
نجوان -

لا اجد كلام اقولة اكثر من اننى خسرت وكلنا خسرنا هذا الانسان والفنان والاب الروحى لكننى ماذا اقول لهذا القدر الذى يحرمنا من اعز الناس لا اجد ما اقولة بتحريك الشفاه اكثر من ان عيونى تعبر عما احس به واشعرة من الالم والحزن والاسى لفقدى هذا الاب والاخ والصديق الذى يوم ما تعلمت كيف امثل كان على يده فلة الفضل بعد اللة فى ما اتمتع به من موهبة التمثيل فجعلنى ابتكر وامثل الكلام لا ينتهى عنه لكنى لا اجد غير دموعى والدعاء له بالرحمة ...............................................