أصداء

أي الوصفات تفيد؟

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

ثمة دعوات كثيرة طفحت على السطح في الماضي القريب، ولاسيما مع سطوع نجم المحافظين الجدد الألتر-نيو ليبراليين، والداعية بمجملها للأخذ وتبني الاقتصاد الليبرالي، وإصلاح اقتصادات "الدول المتعثرة" تاريخياً، وفق وصفة صندوق النقد والبنك الدولي واقتصاد السوق، أو السوء، ولا فرق، وهي فعلياً، الأذرع العملية الضاربة للإيديولوجية النيوليبرالية، واعتبار النموذج الغربي الليبرالي الحل الناجع والدواء الشافي لأمراض الدول النامية المزمنة والمستعصية.

ومن هنا، فقد أخذت الكثير من الجماعات السياسية، وتبنت أحزاب معارضة وتنظيمات وتكتلات وتجمعات سياسية وشخصيات فكرية وسياسية مستقلة ومتحزّبة، في المنطقة، هذا الخطاب الليبرالي، واعتبرته مرجعاً إيديولوجياً لها، وموجهاً لعملها، ومحرضاً لتحركها، وانضوت تلقائياً تحت تلك الرايات النيوليبرالية اعتقاداُ منها أنها الترياق لرزمة لعلل المزمنة اقتصادياً، وسياسياً، واجتماعياً، التي تعاني منها بلدانها. وقد ترافق ذلك، كله، مع تحولات بنيوية وهيكلية جذرية في التركيبة الإيديولوجية لتلك الجماعات والأحزاب والتنظيمات، وشهدنا تداخلاً وغموضاً إيديولوجياً في بنية بعض التنظيمات ذات الوجه الإيديولوجي المعروف، وبات من الصعوبة التمييز، أحياناً، بين الماركسي، والقومي، واليميني، واليساري، أوالمحافظ، والليبرالي والرجعي الأصولي. وأصبح الخطاب، أو بشكل أدق، "التقريع" النيوليبرالي، تحصيل حاصل ولازمة طبيعية في خطاب ما سمي في حينه جماعات الإصلاح والديمقراطية، باتت تسمعنا إياه على الطالعة والنازلة، ومن سبب ومن غير سبب، وهي التي كانت تتلقى دعماً كبيراً من الغرب، وبنت أحلاماً واسعة وفضفاضة لذلك، وعقدت لذلك الندوات، والتأمت المؤتمرات وأقيمت العراضات والاستعراضات للاحتفاء، وتبيان فوائد، وأهمية، وضرورة تناول ذاك الترياق.

ولكن وكما يقال فـ" الحلو ما يكملش"، وسرعان ما شهدنا تحولاً دراماتيكياً وبنيوياً جوهرياً على جبهتي الديمقراطية والإصلاح كبح جماح وشبق التغيير السياسي والاقتصادي، على حد سواء، بعد أن هوت الرأسمالية النيوليبرالية، وظهرت عيوبها البنيوية الكارثية وانهارت هياكلها الاقتصادية المختلفة كالبنوك والبورصات والكارتلات والشركات العابرة للقارات بذاك الشكل المفجع الحزين، جالبة معها أسوأ الكوارث الاقتصادية الشاملة التي حلـّت على الشعوب والأفراد والأمم. وباتت، اليوم، في الواقع، الدعوة للالتحاق بذاك النمط الاقتصادي هي عبارة عن محض دعوة حقيقية، للانتحار الاقتصادي، ما يعني، أوتوماتيكياً، انتحاراً، ونهاية، على الصعيد السياسي، ومن ثم الاجتماعي، بالطبع،. ولذا تراجعت، اليوم، وتبدو الدعوات للأخذ بتلك الأنماط الإصلاحية والاقتصادية خجولة جداً. وبتنا، بالكاد نسمع عنها، بعد أن كانت تلعلع مدوية في سماء المنطقة، وانزوى شخوصها، وابتعدوا إلى الظل، بعد أن تبوؤوا مراكز ريادية وإعلامية بارزة، وصلت حد النجومية، ذات يوم في فضاء المنطقة السياسي.

وتلوح، اليوم، صورة مؤلمة ومحبطة وشديدة السواد، وتمكن صياغتها على النحو التالي، إذا كانت تلك التجارب الأممية "الناجحة" ذات يوم، غير قادرة، ولا تشكل أية ضمانة، وربما غير مؤهلة للنهوض باقتصادات بلدانها، بالذات، بعد أن وصلت إلى ما هي عليه اليوم من وضع لا تحسد عليه، البتة، وقد جرت المآسي والويلات، وهي التي تملك البنية التحية المؤهلة لذلك، فكيف ستنفع وصفاتها العلاجية التلقينية مع بلدان أخرى، تفتقر، بالمطلق، لأبسط مقومات البنى التحتية المطلوبة للانطلاق بالاقتصادات نحو غاياتها الصحية المنشودة، وإذا فشلت، هناك، فكيف ستنفع هنا، وقد هوت على تلك الشاكلة والنحو المريع؟

وعلى الجبهة المقابلة، فقد فشلت، أيضاً، وانتهت تجارب الاقتصاد "المحافظ"، أو الموجه، إلى ذلك الشكل المتواضع والحزين، أيضاً، والذي كان ما يسمى بالاقتصاد الموجه ذي المرجعية الاشتراكية التقليدية دليلها ومرشدها، عاجزاً وغير قادر بوضعها الحالي، وبما يملك من أدوات وآليات تقليدية ومترهلة، على النهوض وتحقيق أي قدر من التمنية.

وهنا، قد لا تتوقف مرارات الأسئلة المؤرقة، ولا تنفك عن الطرق المديد في لحظات من الشرود الطويل والتأمل العقيم. فماذا سيقول اليوم لنا منظرو الليبرالية والاقتصاد بعد صمتهم المريب هذا،وسبحان من أسكتهم، إذا كان الاقتصاد الموجه يؤدي إلى عجز وتباطؤ وشلل وكسل اقتصادي، وإذا كان الاقتصاد الليبرالي المنفلت من عقالاته يؤدي إلى كوارث اقتصادية، فأين الخلل بالضبط، وأي اقتصاد، هنا، نريد؟ لا بل أي الوصفات "القاتلة"، عندها، قد تفيد؟ وإذا كان لا مفر، ولا مناص، من تجرع إحداها، فأيها سيتكفل بحجم أقل من الكوارث القادمة، بكل تأكيد، فالكلام هنا عن أي بحبوحة، وازدهار، وعافية قد، بات، حكماً، في حكم الغيب والمستحيل؟

نضال نعيسة
sami3x2000@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لا يوجد حل
أبو خفاجة البلهموطي -

فعلا أمر مؤرق وغريب والورطة ما تزال قادمة ولا يوجد حل أبدا، فلا يزعل الاخوان؟ فالدول الاسلامية اتعس شعوب الأرض قاطبة وتعاني البؤس والفقر اكثر من الكفار مجتمعين وفرادى ومثنى وعلى جنوبهم يتقلبون ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم؟

كلو نصب
حدوقة الفتح -

كل الانظمة الاقتصادية والليبرالية والشيوعية والبعثية والماركسية والقومية والاسلامية والمسيحية واليهودية والشرقية والغربية والهندوسية والسيخية والبوذية نصب واحتيال وضحك على ذقون الناس. وكلو نصب بنصب وضحك على عقول الناس.

الى القرضاوي
ابو العناتر -

من يجرؤ اليوم على طرح فكرة الاسلام هو الحل ولاسيما الاخوان وركائهم وذلك بعد فشل البنوك والبورصات الاسلامية وخسائرها الفادحة وعدم قدرتها على النجاة من شبح الكارثة رغم ان الفقهاء والشيوخ يملكون اسهمها ويديرونها ويشرفون عليها بالفتوى؟ لقد انتهت اسطورة الاسلام هو الحل في الاقتصاد كما في السياسة

دائم الاكتئاب
عفان القرفان -

حسنا تفعل الاستاذ نضال بابتعادك عن قضايا الصمود والتصدي التي تثير نقاشات طائفية نحن في غنى عنها, ,والتي تقول ان الشعب السوري والشرق الاوسطي جميعه قد قلبت معدته , والناس تريد ان تعيش بامان وسلام مع اليهود وغير اليهود في المنطقة المعذبة التي تسمى الشرق الاوسط, فطعمة الموت ليست احلى على يد النظام السوري او الليبي مثلا عما هي على ايدي الاسرائيليين . بربكم دعوا هذه الناس تعيش ولاتفكروا بانفسكم ومصالحكم فقط ولو حساب دماء ودموع الابرياء.

لا للهيمنة الأمريكية
عبد البا سط البيك -

لابد لكل نظام إجتماعي أوإقتصادي أوسياسي أو حتى أي لعبة رياضية من أن يكون لها ناظما أو حكما يسهر على إحترام القواعد والأنظمة التي تضمن حسن سير هذا النظام, و يحكم بين الفرقاء اثناء حركتهم في ممارسة النشاطات التي يقومون بها . الأنظمة الإقتصادية الإشتراكية و الرأسمالية لم تتوفر على آلية مراقبة صارمة تضبط الحركة و السلوك , و تنبه الفاعلين المؤثرين بشكل مسبق الى الأخطار التي قد تترتب عن خرقهم للقواعد المتفق عليها . رعونة القائمين على الأنظمة و عدم الإهتمام بنصائح العاقلين من الإقتصاديين تسبب دائما ظهور هزات في النظام الرأسمالي على وجه الخصوص . و بالطبع لم يكن هناك من يقوم بهذه المهمة في النظام الإشتراكي السوفياتي و من سار على نهجه , لأن تلك المهمة كانت ستكلف صاحبها عقوبة السجن أو الإعدام .من هنا يبدو لنا أن إمكانية إصلاح النظام الرأسمالي هي أقرب للتحقيق من عملية إصلاح خصمها البائد .الليبراليون الجدد إفسدوا النظام السياسي ثم مالوا الى النظام المالي وخربوه برعونة غريبة يشتم منها رائحة المؤامرة مدبرة لتخريب الإقتصاد الدولي , و قد روج لظهور هذه الأزمة المالية كيسنجر و فريدمان على سبيل المثال . سؤال أكرره دائما و لم أجد له جواب , لقد عرفنا من هم الخاسرون بالأزمة المالية التي إنتجتها الرأسمالية الأمريكية التي يقودها عناصر مشبوة ..فمن هم المستفيدون من هذه الهزة ..؟ أين تبخرت البليونات ؟وإلى من ذهبت المليارات ..؟ لابدأن يكون هناك من إستفاد من هذه اللعبة . هل لكم أن تخبرونا عنهم ..؟ لم يعد الأمر متعلقا بإسم النظام الإقتصادي , لأن الأهم هو الماهية الحقيقة لهذا النظام و حقيقةأهدافه ومقاصده , لمصلحة من يعمل ..؟ من الضروري جداأن لايترك للرأسماليةالأمريكية السيادة على القرارت الإقتصادية الدولية , و يجب أن لا يبقى الدولار العملة السائدة في التجارة الدولية . من الواجب نزع هذاالسلاح الحيوي من أيادي سماسرة البورصة في نيويورك حتى يكون عنصر الإستقرار أقوى و أضمن . يجب إنشاء عملة دولية موحدة تتشكل من سلة من العملات و يساهم في تقويم قيمتها عدة عملات كالعملة الصينية و الروسية و اليابانية الى جانب الدولار واليورو , لأن هذه الدول جميعا من العناصر الفاعلة في التجارة الدولية . يجب القضاء على هيمنة الدولار الذي يعتبر روح التعاملات التجارية بين الدول منذنهايةالحرب العالميةالثاني

الحجاب هو الحل
ابو غانم -

لا رأسمالية ولا اشتراكية بل الحل الاسلامي هو الأمثل.

شكرا رقم 4
عربي مغترب -

أشكرك على هذا التعليق ...وشكرا أستاذ نضال أرجوا المضي في كشف المستور مهما كان الثمن...

إلى ابو غانم
شحرورة -

لماذا لم تنج الاقتصادات الاسلامية والحليجية تحديدا من تسونامي الانهيار الراسمالي اذن؟ نرجو الاجابة

رد لأبي غانم
وسيم حجار -

تريد الإسلام حلا اجتماعيا وسياسيا؟؟؟ أي إسلام؟ الإيراني؟ الأفغاني؟ الطالباني؟ البنلادني؟ الوهابي؟ الأخواني المصري؟ الأخواني السوري؟ وهل تريد تطبيق الشريعة اليوم كما كانت من خمسة عشر قرنا؟ أم تريد تحجيرها وتصعيبها أكثر وأكثر؟ وماذا تفعل بالسكان الأصليين الغير مسلمين الذين وجدوا على هذه الأرض قبل الإسلام؟,امل أن تفكر وتحلل وتقارن وألا تنسى أننا في القرن الواحد والعشرين قبل الجواب. مع التحية.

أوافق الرقم 6
زروع الوفى -

فعلاً الحل هو الحجاب. نسواننا ما يستاهلوا أكثر من هيك.

ردود
ابو غانم -

الحل الطالباني الذي يتم تطبيقه في افغانستان وان لم يزبط نأخذ الحل السوداني بتطبيق الشريعة على المسلمين وغير المسلمين او مزيج من منهما. وبعد تحقيق وتجاح مرحلة الحجاب سننتقل الى النقاب.