أصداء

لماذا سكت الشيعة في الكويت؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

موقف الشخصيات والتجمعات الشيعية في الكويت تجاه اعتقال السياسي والنقابي خالد الطاحوس ثم اعتقال النائب السابق ضيف الله بورمية يعتبر غريبا، ولكنه ليس مفاجأً. فنحن لم نسمع موقفا شيعيا يدافع عن حق الطاحوس وبورمية في التعبير عن آرائهما ما دامت لم تخرج عن إطار حرية الرأي والتعبير المكفولة في الدستور. وهو في الحقيقة موقف يعكس عدم إيمان تلك الشخصيات والتجمعات بحرية الرأي والتعبير وعدم تبنيهم لها. بل هم لايرفعون شعار الحرية إلا حينما تتهدد مصالحهم الضيقة، مصالح الهوية الدينية الطائفية. في حين أن الدفاع عن حرية الرأي والتعبير لابد أن يكون ركيزة أساسية ومبدأ أصيلا في أدبيات كل تجمع سياسي يعيش تحت ظل الدستور ويرفع شعار تطبيقه والذود عنه ويتبنى العمل الديموقراطي.


والحقيقة أن المواقف تجاه الأحداث على الساحة المحلية الكويتية والإقليمية تثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الغالبية العظمى من الشخصيات والتجمعات الطائفية، السنية منها والشيعية، لاتؤمن بحرية الرأي والتعبير ولا تتبنى مفهوم الديموقراطية، لكنها تستخدمهما بل تستغلهما إذا ما أرادت تمرير مصالحها أو تسعى إلى الدفاع عن قضاياها ومشاكلها. وحينما تأججت الساحة المحلية على خلفية مقتل المسؤول العسكري في حزب الله عماد مغنية في حادث انفجار بسورية، تحولت الآراء المدافعة عن مواقف مغنية والآراء المنتقدة له إلى معول هدم للحرية وأداة لإلغاء الآخر، وباتت الساحة المحلية ساحة تشنج طائفي بغيض. إذ لم يخرج من الجانب الإسلامي السني من يدافع عن حق الجانب الشيعي في الدفاع عن آرائه وفي التعبير عن وجهة نظره في إطار حرية الرأي والتعبير، وإن كانت تلك الآراء ووجهات النظر خاطئة. والأمر يتكرر الآن مع الجانب الإسلامي الشيعي وكأنه يريد أن ينتقم من نظيره السني. ولم يطرق باب أحداث تلك القضيتين إلا بعض الأصوات الليبرالية التي دافعت عن حق الطرفين في إبداء آرائهما ما دامت لم تخرج عن إطار حرية التعبير ولم تحث على العنف والإلغاء.


إن السكوت الإسلامي الشيعي الراهن، ومن قبله السكوت السني، هو موقف غريب تجاه ادعاءات تلك الجهات إيمانها بالديموقراطية ودفاعها عن حرية الرأي والتعبير وتمسكها بالدستور الكويتي. لكنه ليس موقفا مفاجئا، لأن أدبيات الخطاب الديني، السني والشيعي، تستند إلى أولوية الرؤى الدينية التاريخية الطائفية، على حساب الرؤى الحداثية بمختلف مفاهيمها ومن ضمنها حرية الرأي والتعبير والذود عنها في إطار ما يدعو إليه الدستور الكويتي.


لقد أثبتت حادثة الطاحوس وبورمية، ومغنية، ومن قبلها عشرات الحوادث، أن الأدبيات الإسلامية السنية تدعو إلى الدفاع عن قضايا الإنسان الكويتي (وغير الكويتي) السني، وأن أدبيات نظيرتها الشيعية تدعو إلى عكس ذلك، أي إلى الدفاع عن قضايا المواطن الشيعي ومسائل الشيعة سواء في الكويت أو في غيرها. لذلك من الطبيعي حدوث توافق في الأدبيات بين الطرفين والتقائها في الطرح الطائفي لا في الطرح الوطني المنطلق من إطار الدستور. بل الكثير من مواقف الطرفين نجدها تتعارض مع المواطنة ومع وروح الدستور، خاصة إذا ما طرحت على الطاولة مفاضلة بين قضية وطنية دستورية وأخرى دينية. فالموقف الدستوري عند الطرفين يعتبر أقل أهمية من الموقف الديني. وبما أن أدبيات الطرفين الدينية لا تحث على احترام حرية الرأي والتعبير مثلما نجد ذلك في مواد الدستور وفي الأدبيات الليبرالية، فإننا نجد تفاوتا بين الموقفين الديني والليبرالي تجاه الدفاع عن القضايا المتعلقة بحرية الرأي والتعبير، ونرى تحولا في تلك الحرية من مبدأ أصيل وثابت يجب على كل من يؤمن بالدستور ومواده الدفاع عنه، إلى أداة للمراوغة القائمة على المصلحة. فإن كانت هناك مصلحة لمواقف طرف ما سني أو شيعي سوف يتم رفع شعار الحرية، وحينما تنتفي تلك المصلحة أو تتعارض مع بعض المواقف والقضايا سيدار الوجه عن الحرية، والمحصلة الرئيسة لذلك هي بناء مجتمع يدّعي أفراده وتجمعاته إيمانهم بالحريات بالديموقراطية، في حين أن ذلك هو مجرد ادعاء كاذب.


لقد سمعنا وقرأنا ورأينا كيف يتهافت بعض الإسلاميين الشيعة والسنة في الكويت للدفاع عن قضايا حرية الرأي والتعبير الطائفية في بعض الدول المجاورة، فيما لا يحركون ساكنا حينما يتعلق الأمر بقضايا تمس مواطنين كويتيين يختلفون معهم في الطائفة والمذهب. وقد أكدت معظم المجاميع السياسية والحقوقية في الكويت أن الاجراءات التي اتخذت ضد الطاحوس وبورمية فيها الكثير من "التعسف" في استخدام القانون. وهو أمر شبيه إلى حد كبير بالاجراءات "التعسفية" التي طالت الكثير من المواطنين في قضية مغنية. غير أن الذي يجمع بين القضيتين هو العامل السياسي الديني وروح الانتقام الطائفي لطرف ضد الطرف الآخر. ولا يمكن وصف من يتخذ مثل تلك المواقف الطائفية بأنه يحترم مواد الدستور ويؤمن بمفهوم الديموقراطية ويعتبر حرية الرأي والتعبير مبدأ راسخ وأصيل في ثقافته وأدبياته. ومن يتأمل مواقف بعض الإسلاميين الشيعة والسنة من الأحداث التي تجري في السعودية والبحرين والعراق وإيران سوف يجد أمثلة صريحة على ذلك.


اعتقد أن السكوت الشيعي تجاه ما حدث للطاحوس وبورمية يعتبر انتقاما طائفيا لما قام به الإسلاميون السنة وبعض القبائل تجاه الشيعة في قضية مغنية. وإذا ما استمرت المواقف الطائفية على هذا المنوال فإن الخاسر الأكبر من كل ذلك هو مستقبل الديمقراطية والحرية والتعايش في الكويت. لقد أثبتت بعض المواقف الليبرالية بأنها الأقدر على معالجة القضايا التي تمس مبدأ حرية الرأي والتعبير، لأنها لاتبني آرائها على أسس دينية تاريخية طائفية بل على أرضية مفاهيمية حداثية، حيث تعتبر الحريات، ومنها حرية الرأي والتعبير، مبدأ أساسي فيها، في حين أن الجانب الديني لا يزال يعتبر الحرية وسيلة للتكسب السياسي يستغلها أينما وُجدت مصلحته، بل في بعض الأحيان يرفضها ويلعنها لأنها تجلب "المعاصي" معها.


يقول الفيلسوف البريطاني النمساوي الأصل كارل بوبر "نحن لا نختار الحرية السياسية لأنها تعدنا بهذا أو ذاك. نحن نختارها لأنها تجعل الشكل الكريم الوحيد للتعايش الإنساني ممكناً، الشكل الوحيد الذي يمكن لنا أن نكون فيه مسئولين عن أنفسنا مسؤولية كاملة". كما يقول "لا ينبغي أن نختار الحرية السياسية لأننا نأمل بحياة مريحة، ولكن لأن الحرية نفسها تمثل القيمة النهائية التي لا يمكن تحجيمها بقيم مادية".

فاخر السلطان

كاتب كويتي
ssultann@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
The Best I read
Dr. SAAD JASEM -

الغالبية العظمى من الشخصيات والتجمعات الطائفية، السنية منها والشيعية، لاتؤمن بحرية الرأي والتعبير ولا تتبنى مفهوم الديموقراطية............

كلام غير صحيح اطلاقا
حمد -

ان ما ذكره الكاتب لا يمت للواقع بصلة وهذا تجني واضح على الكويتيين الشيعة ..فكلنا يعرف دور الشيعة في الثمانينات ودورهم في دواوين الاثنين ووقوفهم مع الديمقراطية والحريات .. ودور نواب الشيعة في الحفاظ على الدستور خلال ال50 سنة الماضية وهو عمر الدستور..بس للاسف اذا طالب الشيعة في الكويت بمزيد من الحريات وعارضوا توجهات الحكومة فان أمثالك سيقولون انهم ينفذون (تعليمات خارجية ).. واذا سكتوا ووقفوا مع قرارات الحكومة قالوا انهم (يستخدمون الديمقراطية انتقائيا ).. والله احترنا معاكم ماذا تريدون ؟؟

اين هؤلاء السنة
جابر -

لقد اتهمت الشيعة بانهم لم يكونوا في صف الطاحوس وابور مية .. وانا اقول اين حامي حمى الدستور والحريات السيد احمد السعدون وهو سني .. اين السيد محمد الصقر وهو سني والذي يعرف عن عائلته تمسكها بالدستور .. اين عبدالله الرومي اين عبدالواحد العوضي .. اين علي الراشد اين عبدالله النيباري وهم كلهم من المذهب السني وغيرهم وغيرهم الكثير الكثير .. ام انك تريد الصاق اي شيئ بالشيعة لتبرر لنفسك انهم يهدفون من استخدام الحريات لتنفيذ امور أخرى غير موجودة الا في مخيلتك.. يا حبيبي لقد مللنا هذه الاسطوانة المشروخة .. ارجوك اكتب في اي شيئ آخر .. ارجو النشر يا ناشر

مقال طائفي
haider -

كيف يصف الكاتب تهديد الطاحوس للامن القومي الكويتي بحرية راي و هو الذي هدد بوجود مجاميع قبليه ممكن ان تنزل للشارع في حال مداهمة الحكومه للانتخابات الفرعية المجرمة قانوناو الموضوع ذاته ينطبق على بورميه الذي قلل من قدر و شأن وزير الدفاع و هو شخص يحبه و يحترمه كل الكويتين من هو بورمية ليقول ان الشيخ جابر المبارك لا يصلح ليكون كاتب في وزارة الصحه هل هذه حرية رأي و تعبير

حرية الرأي
أحمد توفيق -

ما هي حرية الرأي التي تقصد بها يا سيدي... ؟هل ما تقوله الطاحوس يندرج تحت مسمى حرية رأي؟؟ حرية الرأي لا دخل لها بما يحصل بالكويت ما يحصل هو التهديد من قبل الطاحوس للحكومة (واضح من كلماته) وهذا ليس بحرية رأي وما قاله النائب بورمية في جق الشيخ هو مسبة لا ترضاها لنفسك يا سيدي الكاتب فكيف ترضاها لغيرك، لا يجب علينا الكيل بمكيالين ... الكويت أول من وفر الحرية الإجتماعية والسياسية بين دول الخليج العربي وحرية الرأي لها حدود وتقف عندها فليس الإسفاف والتهديد من ضمن الحرية التي تطالب بها يا سيدي وشكراً

قال
سعودي منصف -

قال ربي اجعل آية قال ايتك الا تكلم الناس

هؤلاء يؤمنون بالشورى
كركوك أوغلوا -

ولكن المشكلة لاأحد يعلم كيف يمكن تطبيقها !!..وهل سقيفة بني ساعدة بأشهار السيوف والتهديد هي المثل الأعلى والوحيد ؟؟!!..

جهل بالواقع الكويتي
الحجي -

قبل ان تسال الشيعه ان يدافعوا عن المعتقلين السنه اسال السنه انفسهم لم لم يدافعوا عن السنه انفسهم هذا اولا وثانيا تتصور ان الليبراليين وحدهم من يتسامى على الميول الطائفيه ويتجاوزونها وهذا ادعاء يجافي الحقيقه فان السني مهما كان ليبراليا فانه يبقى سني الميول وطائفي الهوى وان الشيعي الليبرالي والعلماني بشكل عام هو الوحيد الذي يصوت ضد قضايا بني جلدته وطائفته وان لم تقتنع فانظر الى واقع الحال في العراق وتامل

الشيعة تؤمن بحرية ال
سامي جواد كاظم -

اخطأتم في مقالكم هذا وكثيرا ما تخطأون واصبح الخطأ امر طبيعي ومشاركتي هذه لا لتصحيح اخطائكم بل لاعلام من يجهل خطأكم الشيعة تؤمن بحرية الراي ولكل المذاهب ... واما مسالة سكوتهم في الكويت فلا يعني انهم لا يؤمنون بحرية الراي بل انهم يؤمنون بعكس ما ادعاه النواب الذين تم ايقافهم من قبل السلطات الكويتية وانها تجد سياسة امير الكويت معتدلة ولا يستحق الانتقاد ، كما وان اساليب الانتقاد يجب ان تكون منطقية فاذا شذت فالشيعة لا تعتبر ذلك حرية راي

صدمة الشيعه
متابع -

سكوت الشيعه يدل على حكمة قادتهم لأن الطرف الآخر سلم قيادته لبعض المهووسين الذين تعدوا كل الخطوط الحمراء ؟ فهل تريد من الشيعه أن يدافعوا عن أشخاص يحرضون على مقاومة السلطه ؟! بعد أن وصل بهم الحال أن يحددوا للشيعه من يصعد لمنبر حسينياتهم ومن أين يأخذون فتاوى مذهبهم بل وصل بهم الحال أن يتهموهم بأنهم يريدون هدم مساجدهم غير المرخصة؟؟!! وكل ذلك لأجل الوصول لكرسي البرلمان ؟! ولذلك الشيعه عرفوا اللعبة لأنهم لا يرضون عن آل الصباح بديلا

ولماذا يتكلم الشيعة؟
نور -

لماذا تريد يا فاخر السلطان ان يتكلم الشيعة؟وماذا فعلت انت و بو رمية و اصحابكم بالشيعة؟في كل مرة تنتظرون الزلة لاي شيعي حتى تنزلوا فيهم شتم و اتهام بالعمالةفي الصحف و التلفزيون و الدواوين.فالشيعة ليس لهم حق في الكلام عندكم و لكن انتم يحق لكم ان تقولوا و تفعلوا ما تشاءون فانتم مؤيدون من الله و الشيعة عملاء و كفرة.فارجوك اترك الشيعة بحالهم و مالك شغل فيهم.الشيعة لو يشعلون اصابعهم العشر شمع لكم ايضا انتم لهم حاقدون كارهون مكفرون.الشيعة يا اخ فاخر عقلاء و حكماء و ليسوا حمقى و متهورين.و الزمن و التاريخ علم الشيعة اشياء كثيرة حتى اصبحوا الان حكماء لاقصى حد.يا اخ فاخر الشيعة لن يقبلوا بزعزعة امن البلاد فشرعهم يامرهم بحفظ الامن و البلد.وال الصباح يعرفون اخلاص الشيعة و رجاحة عقلهم ونزاهة دينهم و فكرهم و كل كلام غير ذلك فهو كلام مضلل لا يخرج الا من الافواه الحاقدة التي تريد الخراب لهذه الارض الطيبة.فاتقوا الله و لا تسيئوا للكويت .

سؤال
عبد الله -

السلام عليكم سؤالي هو اريد ان اعرف كم عدد الشيعة في الكويت ثانيا اقرا اسماء كويتية اغلبها من شرق جنوب اسيا مثلا الهند وبورما والفرس باكستان اما عن الموضوع اعتقد مادامت الشيعة في البرلمان تتكلم بلسان خامنئي مفتي ايرانمشكورين

ردة فعل الشيعة
حمد -

بسم الله عليكم يالشيعة ماتصدقون حد يكتب كلمة (شيعي) الا وصرتوا مثل ..... (الهائج) اشوي اشوي على عماركم .