أصداء

كركوك.. في سبيل التوافق..!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

لكي نُخرِج كركوك من دوامة تلك الصراعات القومية التي تدفع بالأوضاع نحو الإنفجار، ينبغي على الطرف الكُردي أن يكون له مبادرات. إصرار السياسة الرسمية الكُردية على أن تكون المناصب الرئيسية في كركوك جمعيها للكرد فقط دون غيره، هي سياسة خاطئة لابد أن يتخلى عنها. فإذا كانت الحجة أو المنطق هو أن الكُرد يشكلون 61% من سكان مدينة كركوك.


وأن له 21 مقعداً ضمن قائمة التآخي في مجلس المحافظة وباتالي لابد، على ضوء ذلك، أن يكون رئيس مجلس المحافظة والمحافظ ومدير البلدية وقائممقام المركز والشرطة والأمن.. الخ كله منه فقط، فيشبه ذلك تماماً أن يقول الشيعة، مثلاً، أنهم الأغلبية في البلاد وفي مجلس النواب وعليه فمن حقهم أن يكون كل من رئيس الجمهورية والوزراء والبرلمان منهم فقط ويحتلوا هذه المناصب والسلطات لأنفسهم دون سواهم.


حسناً، فالسؤال هنا هو: لِمَ لم يفعل الشيعة ذلك يا تُرى؟ صحيح أن لولا الأمريكان لربما كان لهم طموحاً من هذا القبيل، ولكن السبب راجع أساساً الى موقف الكُرد والسنة الرافض، منذ البداية، لإي إنفراد بالسلطة والمناصب السيادية للدولة، ومن هنا جاءت بالضبط فكرة الديمقراطية التوافقية في البلد، الفكرة التي نعلم أنه ألِفَت عنها في العالم، في السنوات الأخيرة، كتب عديدة وغزيرة، أبرزها كان كتاباً للباحث "آرنيت ليبهارت" بعنوان (الديمقراطية التوافقية في مجتمع متعدد)، فضلاً عن أنها، أي الديمقراطية التوافقية، باتت اليوم أيضاً، شكلاً من أشكال الأنظمة السياسية في الكثير من البلدان، سيما الأوروبية منها، كبلجيكا وسويسرا. صحيح أن العراقيين، كما يقول السوسيولوجي العراقي "فالح عبدالجبار"، ليس لهم خبرة كبيرة تجاه هذا النمط من النظام الديمقراطي، ولكن مع ذلك، لاريب في أنه أصبح بمثابة حاجة ملحة للعراق تجنباً لوقوع أية صراعات دموية، وبالتالي فلا ضير في أن يتبع الكُرد أيضاً نفس النظام، أي الديمقراطية التوافقية، في كركوك وليس التوافق الذي يسلب منه مقاعده في مجلس المحافظة، ومع ذلك يمكن القول دون شك: إذا تم تعرية مفهوم التوافق من الإستحقاقات الإنتخابية، وإذا صار الأمر بكل بساطة توزيعاً أخوياً ! للمقاعد دون أن يأبه أحد بأصوات الناس وإغتيال الديمقراطية كما يطالب بذلك بعض من الأحزاب العربية والتركمانية في كركوك، فحينئذ من الطبيعي أن يخضع الكُرد هو الآخر لمثل هذا المفهوم الغريب للتوافق الذي يعني نهاية الديمقراطية أساساً..!

عدالت عبـدالله

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
تحليل صائب
kurde -

أتفق مع الكاتب في معظم ماجاء في مقاله . على الاخوة في كردستان العراق أن يكونوا أكثر استعدادا للتوافق والحوار وطول النفس ، سواء مع اخوتهم التركمان أو العرب في كركوك . اليوم يحتج الكرد على ماجرى في محافظة الموصل ، مع أن العرب هناك من قائمة الحدباء لم يفعلوا أكثر مما فعلوه هم ـ الكرد ـ في كركوك قبل عدة سنين حينما فازوا بأغلبية مقاعد المحافظة !! منطق التعددية أقوى من منطق الأغلبية ، خصوصا في بلد متعدد الأعراق والأديان والمذاهب مثل العراق . ولوتم الاتفاق بروح الصبر مع الاخوة التركمان في حينه لماتجرأت تركيا على التدخل بشؤون كركوك ، مع أنه لديها أكثر من عشرين مليونا من الكرد لاتعترف لهم بأي خصوصية قومية أو ثقافية إلا مؤخرا وبضغط شديد من الاتحاد الاوربي . مزيدا من الانفتاح على الاخر ، وماهي الا سنوات قلائل وينتهي الارهاب والتدخل الاجنبي ويصبح العراق من أكثر الدول ازدهارا وغنى في الشرق الاوسط .

مجرد سؤال
كوردستاني و افتخر -

و الوضع في الموصل و عودة البعثيين و امور اخرى كثيرة كيف تفسرونها؟

مجرد سؤال
كوردستاني و افتخر -

و الوضع في الموصل و عودة البعثيين و امور اخرى كثيرة كيف تفسرونها؟

تشابه موصل وكركوك
دحام العراقي -

المنطق الذي يسير بها العراق هو منطق القوة لاننا ما زلنا نحمل روح البداوة والعشائرية والوصول الى منطق العدالة والقانون والتي تعني الديمقراطية نحتاج الى سنين عديدة فالذي نسمعه في كركوك بطغيان الاكراد نسمعه في الموصل طغيان العرب اذن ما زلنا نتحرك بمنطق القوة والتسلط كالبدوين ولا حل الا ان نغير روحنا بالتسامح والعدالة والقانون والتي هي بعيدة عن منطقنا الحالي والحل لمثل هذه القضايا ستحكم مع الاسف الشديد باراقة الدماء لاجل النفوذ والسيطرة والعودة مرة اخرى الى البداوة .

المالكي هو السبب
delbrin-spain -

ردا علي السيد الكاتب والتعليق رقم 1.قظية كركوك تختلف جذريا عن قظية الموصل بسبب عوامل عديدة وبتصوري ان السيد الكاتب والاخ المعلق رقم 1 يعرفون تلك العوامل على الاكثر,المسالة هي حتى لو ان الاخوة الاكراد في كركوك تنازلوا عن مقعدي المحافظ ورءيس مجلس المحافظة( وقد تنازلوا عن المقعد الثاني فعليا على الارجح) للاخوة العرب والتركمان ,فانهم سيضلوا مصرين على معارضتهم انضمام كركوك الى اقليم كردستان.ويمكن لنا التاكد من هذا من خلال تصريحاتهم لو امعنا فيها قليلا,فالمشكلة في كركوك لا تكمن في توزيع المناصب الادارية بشكل توافقي,وانما رفض الكتلتين العربية والتركمانية رفضا قاطعا على انضمام المدينة للاقليم.مع ان هذا حق دستوري فالمدينة كانت ولا زالت ذي اغلبية كردية وتقع في جغرافية منطقة كردستان العراق بالرغم من التهجير القسري لسكانها الاصليين من الاكراد,واستقدام العرب اليها,وهذه حقيقة ساطعة كنور الشمس,ولكن الجزآ الاكبر من التقصير يقع على عاتق الحكومة المركزية في بغداد لعدم رغبتها او لجهلها في توعية ابناء الشعب العراقي عامة وعزمها على توضيح ما حدث بمدينة كركوك من تغييرات ديموغرافية وتهجير سكاني في عهد النظام الباءد بالاضافة الى مناطق اخرى كردية وعربية.الحكومة المركزية تدين الشعب العراقي بكثير من الايضاحات حول مخالفات النظام المقبور بحق العراقيين والشعب الكردي خاصة ان ارادت ان تظهر اخلاصها وحرصها للعراقيين.النضام الباءد لم يكن يخبر الشعب العراقي بما كان يفعله من مخالفات ضد ابناءه,او لم يكن يخبره جميعها.ولهذا هناك كثير من العراقيين لا يزالوا يجهلون سبب مطالبة اقليم كردستان بادارة مدينة كركوك ,فقط ادارتها وليس سلخها عن العراق كما يشاع داءما,وقد صرحت كل القيادات الكردية مرارا وتكرارا ان كركوك مدينةالتآخي هي مدينة عراقية كباقي المدن العراقية ولكن بهوية كردستانية مثل دهوك وهولير والسليمانية فكلها مدن تابعة للوطن الام وهو العراق العظيم ملك لكل العراقيين,بغض النظر عن الاعراق والالوان والاديان والمذاهب,وهذا ما يتوجب علي حكومة المالكي شرحه للشعب العراقي ,لوارادت ان تخمد نار الفتنة بين ابناء هذا الشعب الجريح,وتعيد الوآم والتلاحم بين كل اطيافه من زاخو الى الفاو.واما سكوت الحكومة اواتخاذها لموقف المتفرج بخصوص قظية كركوك والمناطق المسلوخة عن جسم كردستان العراق العزيز,واعني موقف حكومة المالكي الذي