العراق: ثروة طائلة وفساد مالي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يستشري الفساد الأداري المالي في العديد من دول العالم العربي والغربي، وفوضى أهدار طاقات الدولة دون رقيب متمكن للمحاسبة والرقابة، سرطان قاتل ينخر في مجتمعنا العراقي.......هذه حقيقة يستطيع المواطن التعرف عليها والاشارة اليها بالحديث مع من أنتخبوهم في مجلس النواب والسلطات المحلية، كما أن في أستطاعة المواطن لفت أنظار المسؤولين في لجنة النزاهة السراق والمُحتالين والمرتشين. وفي رأيي، أن التغاضي عن هذه الأمور أو تبريرها بالأعذار هي مشاركة السارق في السرقة.
أن مراجعة سريعة للسرقات والأحتيالات والرشاوى المالية التي تَمّرُ وتُمرّرُ كل يوم، توصل الى محطة رائحة فساد عام يزكم الأنوف.
يضع المسؤولون في العراق مسؤولية تبديد ثروة العراق وأهدار طاقات البلاد على بعضهم البعض. فمن هي الجهة المشاركة في الفساد الأداري المالي؟ وكيف تتعامل مؤسسات الدولة معها؟ وماهو هرم المسؤولية؟ وكيف سيتم غلق أبواب الفساد في بلد تخاطفته أيادي، جهل العامة ويأسهم في الأصلاح من جهة وجشع بعض المسؤولين الجدد في الأدارة.
وقبل الأسترسال في الحديث، نُذَكِّرُ بأن سرقة المال العام ظاهرة تتعدى العراق، بل أن أخطر طرق الأحتيال المالي والسرقة والتهريب نجدها في أغلب الدول المتحضرة والدول المُحيطة بنا. حلُّ هذه المعضلة لايمكن أن يأتي من الخارج أو الداخل فقط. فالأحتيال يجد الأعوان في الداخل والخارج. وفي بلد يتظاهر فيه الكثير بالتقوى والأسلام القويم، لابد أن يسود الأعتقاد بأن ألأصلاح يجب أن يتم من الداخل.
هل تذكرون أننا خير أُمة أُخرجت للناس، وأننا أهل المجد والحضارة والدين القويم، أذن، ماهذا الصمت على أنتشار حالة السرقة والنهب والتزوير والتهريب، ثم أقناع النفس بالفضيلة والأستسلام للمال الحرام. لقد سبقنا المصريون بأستهزاءهم من مثل هذه الحالة المُزرية ( كُنا عاوزين نبحث عن أِمام عادل، طلع علينا ألف عادل أِمام ).
التقارير التي تصلنا بين الحين والحين لأخبار مؤكدة وغير مؤكدة عن تجاوزات مالية وتضخم أجهزة أدارية وأمنية بأسماء وهمية تُلهب قلب الأنسان بالنار وتنفر منها النفس بالأشمئزاز والقرف. فنون العبث بأموال الدولة هو أحتقار للطبقات الفقيرة التي تسود البطالة بين أبناءها منذ عام 1991. واجتثاث الفساد المالي والإداري من مفاصل أجهزة الدولة هي مسؤولية عامة وليست مسؤولية المالكي رئيس الوزراء وحده، فالرجل لايملك عيناً سحرية لآفات المجتمع العراقي كله، وفساد بعض المسؤولين في الدولة مسألة قضائية تضامنية تُعالج وفق القانون والحق العام.
وياللعار، حين يجري التنافس بشدة في ملئ أدارات حكومية بالأصحاب والاعيان ولايرافقها تنافس في الأصلاح والأستقامة والحد من التلاعب بأموال الدولة. الغموض يلف من يسرق وغبار الأشاعة تلف السارق والنزيه لتعمى الأبصار عن السارق الحقيقي، وعلى هذا المنوال تجري الأمور.
في تقارير تحمل الدقة، كتبَ الصحفي وكاتب الأفلام الوثائقية أد هاريمن Ed Harriman Ed Harriman عن أدانة للجانبين العراقي والأمريكي بعد التقرير الذي قدمه فريق التدقيق الأمريكي برئاسة مفتش عام. فمن تاريخ تشرين الأول 2003 الى حزيران 2004، تبينَ أن ملايين من المصروفات المخصصة للحكومة الأنتقالية وقدرها 8.8 مليار دولار كانت دون سندات صرف أو وصولات مُسجلة عن كيفية صرفها.
هذا الى جانب نقل الاموال والسرقات التي جرت من أربيل الى خارج العراق. ولم أجد أي غرابة بالأطلاع على العديد من التقارير المؤسفة عن العراق ( بلد الثروة الطائلة والفساد المالي ). لكننا الآن في سنة 2009، فما الذي تغيّرَ؟
أحدى المنظمات الدولية التي تراقب الفساد المالي Transparency International أنجزت تقريراً شمل 163 دولة في العالم، أظهر العراق الدولة الثالثة في الفساد المالي الأداري بعد جُزر مينمار وهايتي.
لن نرى شيئاً مغايراً عام 2009 رغم وعود السلطة بسوق السُراق والمحتالين الى القضاء ومحاسبتهم. فأنتشار الفساد الأداري المالي وتعاظمه في مؤسسات بالية لم يتم تطوير نظمها الحسابية لأكثر من 60 عاماً كان قد وُجِدَ ليبقى. ودخول الحاسبات الألكترونية ونظم التدقيق والمراقبة الحديثة لن تُغييرَ منا، فالرغبة مفتوحة على الترحيب بالرشوة وتُقبّلها بل وأحتضانها أجتماعياً Culture of corruption لتصبح السرقة وطرق الأحتيال، الحالة العادية في مجتمع تختلط فيه حقيقة السرقات مع الأشاعات وتُروجيها للأنتقام أو أساءة السمعة وخلط الحابل بالنابل.
ضياء الحكيم
DhiaHakim7@cox.net
ملاحظة : لأسباب تتعلق بأصول النشر، يرجى عدم الأقتباس دون الرجوع الى الكاتب.
التعليقات
تبا لهم اجمعين
متابع -قرة عيونهم ومبروك لهم انجازاتهم ساستنا اصحاب الجوازات المزدوجه... عصابات قراصنه البحر في الصومال اشرف منهم جميعا.. على الاقل لدى القراصنه كلمه صدق عندما يستلمون فدية يفرجون عن الرهينه ولكن جماعتنا والحمد لله يسرقون ويكذبون علينا وعلى رؤوس الاشهاد يوميا وبتواصل منذ ستة سنوات.. تبا لهم وتبا لكل من صافحهم وعاشرهم ومشى خلفهم.. ..
تبا لهم اجمعين
متابع -قرة عيونهم ومبروك لهم انجازاتهم ساستنا اصحاب الجوازات المزدوجه... عصابات قراصنه البحر في الصومال اشرف منهم جميعا.. على الاقل لدى القراصنه كلمه صدق عندما يستلمون فدية يفرجون عن الرهينه ولكن جماعتنا والحمد لله يسرقون ويكذبون علينا وعلى رؤوس الاشهاد يوميا وبتواصل منذ ستة سنوات.. تبا لهم وتبا لكل من صافحهم وعاشرهم ومشى خلفهم.. ..
حكومة وبرلمان
د. ألأبراهيمي - دبي -انها والله من عجائب هذا الزمن!!!! وزراء معروف عنهم " واملاكهم العقارية تتكدس على بعض, والمالكي يصرح للمقربين: لااستطيع محاسبة هؤلاء بسبب المحاصصة الطائفية!!! ولكن ياترى لماذا لاتوجد محاسبة للوزراء والمسوؤلين السابقين الذين ثبت اختلاسهم مئات الملايين من الدولارات؟؟؟ هل سمعتم بمحاكمة أحد منهم أو التحقيق أو طلب جلبهم عن طريق الانتربول؟ قيادي في حزب المالكي قال: هذه مسائل جانبية ونحن مشغولون بالاهم وهو الانتخابات... " لكم ولبرلمان المشغول بالمخصصات لأعضاءه...ويلكم من حساب الجبار العظيم اذا لم يحاسبكم الشعب المسكين.
حكومة وبرلمان
د. ألأبراهيمي - دبي -انها والله من عجائب هذا الزمن!!!! وزراء معروف عنهم " واملاكهم العقارية تتكدس على بعض, والمالكي يصرح للمقربين: لااستطيع محاسبة هؤلاء بسبب المحاصصة الطائفية!!! ولكن ياترى لماذا لاتوجد محاسبة للوزراء والمسوؤلين السابقين الذين ثبت اختلاسهم مئات الملايين من الدولارات؟؟؟ هل سمعتم بمحاكمة أحد منهم أو التحقيق أو طلب جلبهم عن طريق الانتربول؟ قيادي في حزب المالكي قال: هذه مسائل جانبية ونحن مشغولون بالاهم وهو الانتخابات... " لكم ولبرلمان المشغول بالمخصصات لأعضاءه...ويلكم من حساب الجبار العظيم اذا لم يحاسبكم الشعب المسكين.
وزراء الائتلاف
عدنان العراقي -كل الوزارات الرئيسية التي فيها ثروة العراق المالية والنفطية والخدمية بيد وزراء الائتلاف العراقي الموحد فمثلآ النفط والمالية والتجارة والصحة كل فلوس العراق هنا والوزراء من الائتلاف وبقية ..... من الكردستاني والتوافق المدراء العامون غالبيتهم من الائتلاف وخصوصآ في التجارة والصحة يعني تتوقعون من خضير الخزاعي اول وزير صحة الى الوزير الحالي مخلين مدير عام سني او مسيحي او شيعي مو حزبي على الائتلاف والمالية ما شاء الله عليها اذا الوزير الحالي كان وزير دريلات وفي اول وزارة تسلمها بعد مرور اسبوع تم العثور على اول مجموعة من الجثث المجهولة لمزارعين من المدائن جلبوا بضاعتهم وتم خطفهم وقتلهم ولم تكن احداث سامراء قد وقعت بعد كي نقول رد فعل مبرر كما قال الجعفري آنذاك والتجارة كلكم سمعتوا الاخبار حماية الوزير تمنع الدولة من القاء القبض على الفاسدين الذين صدر بحقهم القاء قبض من قضاة في دولة القانون وبضمنهم اشقاء الوزير
وزراء الائتلاف
عدنان العراقي -كل الوزارات الرئيسية التي فيها ثروة العراق المالية والنفطية والخدمية بيد وزراء الائتلاف العراقي الموحد فمثلآ النفط والمالية والتجارة والصحة كل فلوس العراق هنا والوزراء من الائتلاف وبقية ..... من الكردستاني والتوافق المدراء العامون غالبيتهم من الائتلاف وخصوصآ في التجارة والصحة يعني تتوقعون من خضير الخزاعي اول وزير صحة الى الوزير الحالي مخلين مدير عام سني او مسيحي او شيعي مو حزبي على الائتلاف والمالية ما شاء الله عليها اذا الوزير الحالي كان وزير دريلات وفي اول وزارة تسلمها بعد مرور اسبوع تم العثور على اول مجموعة من الجثث المجهولة لمزارعين من المدائن جلبوا بضاعتهم وتم خطفهم وقتلهم ولم تكن احداث سامراء قد وقعت بعد كي نقول رد فعل مبرر كما قال الجعفري آنذاك والتجارة كلكم سمعتوا الاخبار حماية الوزير تمنع الدولة من القاء القبض على الفاسدين الذين صدر بحقهم القاء قبض من قضاة في دولة القانون وبضمنهم اشقاء الوزير