أصداء

انهيار النظام القضائي العربي

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

لم يكن ما يسمى بالنظام القضائي العربي، في يوم من الأيام على ما يرام، كما لا يمكن التعويل عليه بأية حال. فقد كان على الدوام رهناً لمعايير مغلوطة ومبهمة ومقلوبة، وبدا متحالفاً مع المؤسسة السلطوية المعروفة على الدوام بشراستها وابتعادها عن أية موازين عدلية إنسانية وأخلاقية. ومن هنا، لا يمكن في هذا السياق، الركون والاستناد على بعض "الشذرات"، و"الخوارق" القضائية، والحوادث الاستثنائية التي جرت فيما يسمى بالتاريخ العربي والإسلامي من مثل إطلاق قول خليفة المسلمين عمر بن الخطاب، وبشكل نمطي وانعكاسي فوري، للتدليل على ترسخ العدالة في هذا الفضاء اليعربي الظالم، المظلم: "متى استعبدتم الناس وقد وبدتهم أمهاتهم أحراراً"، بالإشارة إلى القصة التي حدثت بين أحد الأعاريب، الأشاوس، ورجل آخر غير مسلم، في سباق أو ما شابه ذلك، وبالتعويل المشكوك فيه هنا، على ما تستجمع ذاكرتي. فكما يقول المثل الإنكليزي، إنّ وجودَ سنونوة واحدة لا يصنع الربيع، كما أن سقوط ورقة من شجرة لا تنبئ بقدوم الخريف. فأيضاً، وعلى نفس نمط، ومضمار الاستدلال المنطقي يمكن القول، إن هذه الحادثة الفريدة، و"الفاقعة"، أو الغريبة، في تاريخ عروبي طويل من العسف والقمع والتنكيل لا يمكن أن تشكل نسقاً قضائياً ولا منظومة عدلية راسخة تجدد تقاليدها في كل مرة مع كل حادثة قضائية جدية. ولا تعني، بالتالي، وجود نظام قضائي وعدلي متأصل في ما يسمى بالتاريخ العربي. وإذا كانت هذه الحادثة موجودة في التاريخ، وهي موجودة، فعلاً، فهناك مئات الآلاف من الحوادث، والحكايا، والأعاجيب، و"النهفات"، والقضايا اللا عدلية والقمعية والتعسفية الظالمة والتنكيل الذي يندى له الجبين مقابل هذه الحادثة الوحيدة والاستثنائية التي بزغت في التاريخ، وربما بمحض صدفة، مع أحد خلفاء المسلمين. فإذا لم تكن العدالة مـُمأسسة Institutionalized، وتنطلق، وتدعمها منظومة معرفية وسلوكية وثقافة عدلية مجتمعية سائدة، فلا تعني شيئاً على الإطلاق. وإلى اليوم، مثلاً، فالتمييز قائم، ومقونن في دساتير الأعاريب، والعبودية شرعية فيها، وتمارس بتنويعات وسلوكيات مختلفة.

ولقد عكس، مثلاً، الإفراج عن الضباط الأربعة، بعد قرابة السنوات الأربع من الاعتقال التعسفي القائم على ظنية واعتبارات سياسية وكيدية ولا أرضية لها، نقول عكس تلك النظرة السوداء عن القضاء في هذه المنظومة الاستبدادية المحكوم بعوامل النفوذ والسلطة والمال والكيدية والثأر والانتقام، ولا يمكن الوثوق به على الإطلاق، أو التعويل عليه في أية قضية عدلية، وانهارت كثير من الآمال التي انعقدت حول عدالة، بات في حكم المؤكد، أن لا وجود لها.

وحين كان يصفق الأعاريب ومؤسساتهم الرسمية وجامعتهم العربية وكتبتهم البواسل للقائد الملهم الضرورة، كانت الدماء ما تزال على يديه من ضحاياه الكثر في غير مكان، ولم تتحرك أية جهة رسمية أو شعبية لمساءلته. لقد كان هذا الأمر ينبئ عن، بقدر ما يكرس، أمراً واحداً، ألا وهو لا أخلاقية المعايير والمواقف والسلوكيات، وبطلان همروجة عدالتهم التاريخية، ومن ورائها النظام القضائي، من بابه لمحرابه، الذي كان يقف، على الدوام، موقف المتفرج فيما الجرائم ترتكب على قدم وساق.

وقد بيـّن، أيضاً، اعتقال أفراد تابعين لما اصطلح عليه، بخلية حزب الله، خضوع النظام القضائي هنا، لسلطة أهل السياسة، والتحاقه بهم كلياً، والتزامه بكل ما يصدر عنهم، إذ لا يمكن ومن وجوه عدة، عدلية وأخلاقية، النظر إلى خلية حزب الله من زاوية جرمية وجنائية بحتة، ومع الاعتراف الدائم بسيادة مصر وحقها في هذا المجال، غير أن الظاهر بفجاجة هنا، هو الخلط التام والواضح بين السياسي والقضائي وعدم قدرة القضائي على الإفلات والهروب من قبضة السياسي، بكل ما في ذلك من إدانة، ومهانة له.

وفي دارفور مثلاً، فإنه يمكن القول، ومن دون إلقاء للتهم على عواهنها، فالأمر لا يكاد يخلو، أحياناً، من تهويل وتضخيم إعلامي، ويتطلب إجراءات تحقق طويلة، كما لا يمكن الجزم بحدوث أية جرائم إبادة جماعية على نطاق واسع، لكن يمكن المجازفة بالقول بأن تجاوزات معينة ما، قد تكون قد جرت بشكل أو بآخر، وتطلبت في حينه تحقيقاً عدلياً عربياً لم يحصل، ويبدو أنه لن يحصل أبداً، غير أن المتهم الوحيد هنا، يبقى هو النظام القضائي والعدلي وما يسمى بالجامعة العربية لوقوفها موقف اللا مبالي والمتفرج في نطاق تابع لعملها، وتقاعسها وعجزها، عن تقديم أي نوع من المساعدة، وبدت في حال من اللامبالاة، وهي في انتظار مذكرة مدعي عام المحكمة الجنايات الدولية أوكامبو حتى تتحرك النخوة، وتدب دماء العادلة "المفقودة" في شرايينها، وأوصالها الناشفة، هذه العدالة التي لم تعن أي شيء لها في أي يوم من الأيام.

وبنفس القدر، والسياق، لا يمكن نسيان الجراحات والألم العميق الذي أحدثه الغزو البربري القومجي العروبي لدولة الكويت، وسط صمت كامل لمجمل آليات وأدوات ما يسمى بالمنظومة القضائية والعدلية العربية التي انتظرت عدالة دبابات الجنرال شوارزكوف لترفع الضيم والحيف ويد الجاني القومي الآثمة عن جسد "الشقيق" (ورجاء لا تضحكوا)، العروبي الصغير.

إن ما جرى، ويجرى من تهريج قضائي وعدلي، دائم، في عموم هذه المنظومة الاستبدادية الشرق أوسطية، وخرق يومي، متأصل وأصيل، ممأسس وممنهج، وعلى نطاقات واسعة تشمل كافة الميادين، للقوانين يعني في المحصلة شيئاً واحداً ووحيداً، ألا وهو الانهيار الكلي والتام، النظام القضائي العربي، هذا إن كان موجوداً بالأصل، أو انعدامه إن صح التعبير.

وخلاصة القول، ووصية بالمجان، ولوجه الله، فحين تعتريكم أية مشكلة قانونية، أو يكون لديكم أية دعوى قضائية، أو كنتم في صدد البحث عن أية "حقيقة" أو "حئيئة"، ولا فرق، فلا يجب اللجوء إلى النظام القضائي العربي، بأية حال، فهو غير مؤهل لإحقاق أي حق، وغير جدير بأية ثقة على الإطلاق. ولا تطرقوا، بنفس الوقت، باب أي قاض تجري دماء العروبة في عروقه. فتاريخ العدالة العربية، التي يحتفلون بثقافتها كل عام، والشكوى لله وحده، لا يشرّف كثيراً، وملوث بآفات الطائفية، وبنزعات الفردية والتسلطية الدكتاتورية، وموبوء بجراثيم العائلية، ومصاب بفيروسات سياسية، وخاضع للإغراءات المالية، ومستسلم لنجوم وابتزازات مافياوية، ومشلول بالاعتبارات القبلية، الما قبل حضارية، أو حقوقية إنسانية باتت هذه الأخيرة حقائق ملموسة على الأرض، يمارسها، ويرفل بنـِعـَمـِها الجمـّة العالم الحديث، فيما نحن واقفون، كالعادة، مشدوهون كـ"بدوي في باريس"، نتمعن بإنجازات الحضارة التي تتم أمامنا، بحسرة شديدة، وحزن شديد، وقلب بائس كسير.

نضال نعيسة

Sami3x2000@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
صح النوم
فادي غصن -

يبدو أن السيد نعيسة لا يتذكر العدالة الا عندما يستيقظ لديه السياسي أو الأصح السياسوي فالافراج عن أصدقائه الضباط الأربعة يتذكر الآن مآسي القضاء العربي وكلنا يعرف ومقالات السيد نعيسه تفضحه كيف غدا حليفا موضوعيا للنظام السوري في هجوم الأخير على كل المعارضين السوريين وبالتأكيد نقر للسيد نعيسة حق اختلافه بالرأي مع معارضين سوريين ولكن ألا تتطلب النزاهة هنا أن يقف الى جانبهم من منطلق احترام حقهم في التعبير .. تقول في مقالك فيما معناه هيمنة السياسي على الجهاز القضائي ونحن نتفق معك في الرأي ولكن لا تقع في نفس ماتنظّر له حيث تنتقي ما يناسب مزاجك وليتك تترك ما لا يناسبه لا على العكس من ذلك تقع ضحية سياسوية مفرطة تذهب بمصداقيتك حتى بات يطلق عليك " مثقف الأجهزة " ولا أظن أن هذه التهمة تستهويك لأنها عار على كل انسان وعار على كل من يصنف نفسه في عداد المثقفين وأنت أظن تحسب وتصنف نفسك ذلك .

هون على نفسك ؟!
اوس العربي -

ليس هكذا على الاطلاق هناك قضاة احرار اشراف في بلدانناالعربيةوالاسلامية وهناك من دفع فاتورة شنقا وتعذيبا وتهجيرا ، لا داعي لجلد الذات الى درجة السحق القضاء الدولي والغربي ايضا مخترق ومسيطر عليه في النظم الغربية وفي جيب الطغاةالديكتاتوريين كبوش مثلا المثال الفاضح للعدالة الغربية قضيتنا المركزية قضية فلسطين و التي اغتصبت وقتل وقمع وهجر شعبها .

مبروك
ابو الغيداء -

مبروك لك كمان يصلح للنشر .

القضاء
عائدة -

يهاجم الكاتب القضاء اللبناني ميعبر عنه بالقضاء العربي بسبب بقاء الضباط الربع موقوفين وذلك بطلب من قاضي المحكمة الدولية على أساس مدة 90 يوم كما في القضاء لغربي لحين محاكمتهم ، ولكن القضاء اللبناني الذي وضعهاالنظام السوري خلال عهد الوصاية لا يحدد زمنا لللإيقلف على ذمة التحقيق وكان رفيق الحريريى عندما كان رئيسا للوزراء طلب تحديد مدة زمنية للحبس قبل المحاكمة إلا أن أزلام الوصاية رفضوا ذلك ومنهم جميل السيد الذي دفع ثمن موقفه هذا بالتنسيق مع رؤسائه السوريين . أما الآن فقد قرر القضاء اللبناني التخلص التخلص من هذا القانون الذي وضعه ضابط سوري كان يحكم لبنان . سوف يتخلص لبنان من كل رواسب زمن الوصاية التي لم تكن تعترف بحقوق الإنسان كما هو الحال الآن في سوريا . لبنان مش سوريا ، لبنان شيء آخر يا رموز الوصايةالتي تحاولون إعادتها بالهجوم على القضاء اللبناني ، فالقضاة التزموا بهذا القانون الذي وضعه النظام السوري حليف حزب الله .

المغيبون
سوري -

كتبت مقالة عن العدالة المأجورة حبذا لو تتحفنا بمقالة عن الكتابة المأجورة...

اتعظ
سعيد ابو عاصي -

يا أخي والله لو كنت مكانك لتركت الكتابة ألا تقرأ ردود القراء عليك!!!

مفردات اللغة
ضياء الحكيم -

أضافة قد تكون جانبية ولكنها مفيدة لنا جميعاً . أتمنى من الأخ الكاتب أن يستعمل تعابير لغتنا عند أيصال الفكرة المطلوبة للقارئ ، فأستعمال ( ألأعاريب ...العروبي...العدالة مـُمأسسة Institutionalized،.....مقونن ) بدلاً من ( العرب ..العربي ...عدالة المؤسسة القضائية ...قانون كأسم وقانوني كصفة) هو أستعمال بائس وغير مُحبذ . كما أجد أن أختيار هذه المفردات فيها تقليل من قيمة اللغة وشكراً . ضياء الحكيم

مقال بلا طعمة
محمد الشامي -

يا سيد نضال هلق بس تذكرت سيرة استقلالية القضاء!!!؟؟؟ صار لنا قاعدين 45 سنة في سورية بدون قضاء نزيه ولا ما يحزنون وما قرأت لك مقال واحد تنتقد فيه وضع القضاء بسورية. ليش مو لأقربون أولى بالمعروف؟ روح قول لبشار الأسد يرفع ايده عن القضاء اللي صار عبينخر فيه الفساد احسنلك من هل مقالات البلا طعمة.

سبحان الله
معاوية الحسيني -

سبحان الله كيف ينهار من ليس موجودا او كيف ينهار من لم يبنى بعد فقط غندنا

بس خلاص
سوري هارب -

الكتابة مسؤلية وليست لتمسيح الجوخ والتودد للنظام اذا كنت كاتبا حقيقيا ....اكتب عن المعتقلين السوريين والمخابرات والمعتقلات الوطنية الرهيبة والمفقودين والمشردين في وطنهماكتب عن رؤوس الفساد والقمع والاستبداد

لم أقرأالمقال
syrian -

لماذا لا تعود يانعسان للكتابة بصحيفة تشرين البعث الثورة السورية إني أصاب بالقرف لمجرد التفكير بكم السيد نضال كفاح جهاد صمود تصدي تضحية فداء وطن شهادة نصر تحرير عزة كرامة رجولة معركة دماء بسالة توازن استراتيجي مع العدو الصهيوني استجداء للسلام نناشد راعيي عملية السلام الضغط على الجانب الاسرائيلي للجلوس على طاولة المفاوضات ماتجيب من الآخر يا بطل الحرب والسلام

العدل اساس الملك
عبد البا سط البيك -

سامح الله الأستاذ نضال نعيسة و هو يتحدث عن إنهيار النظام القضائي العربي . من المعروف أن أي نظام يتشكل من ثلاثة سلطات , تشريعية و تنفيذية و قضائية . و البعض يضيف الصحافة كسلطة رقابية رابعة . لنتحدث عن تلك السطات في عالمنا العربي من محيطه الى خليجه مع التنبيه الى وجود بعض فوارق هامشية بسيطة بين بعض الدول . معظم السلطات الأربعة منهارة أو في طريقها الى الإنهيار المؤكد بسبب هشاشة بناء هياكلها و مؤسساتها .و بعضها أصابه الضعف الشديد لقدم ذلك البناء الذي كاد أن يدرج على لائحة الآثار القديمة . معظم السلطات التي تشكل الأنظمة العربية تحتاج الى إعادة بناء حسب تصاميم تتلائم من إحتياجات المواطن و ليس حسب إحتياجات الحاكم أو أسرته أو عشيرته . يا استاذ نعيسة إنظر حولك ووسع دائرة النظر شرقا و غربا و شمالا و جنوبا .. و سترى أنك أسرفت بالتفاؤل عندما تحدثت عن السلطة القضائية و صبتت عليها جام غضبك متناسيا البقية . المسكينة التي سموها السلطة الرابعة صارت ممائلة لأخواتها إن لم تكن فضيحتها أكبر و أشمل و أوضح حيث صارت تلك السلطة بوقا يعزف نشازا ليرضي مفسد السلطات الثلاثة الأخرى . قالوا بأن مهمة الصحافة لتراقب و تساهم بمحاسبة الإعوجاجات التي ترصدها لكنها صارت أم الإعوجاج و الداعية له و لسانه الذي لا يملل من الكذب . لا يمكن الحديث عن إنهيار السلطة القضائية بمعزل عن بقية المؤسسات التي تدير شؤون البلد . و لا ننسى بأن العدل اساس الملك أو الحكم فإذا سقط الأساس سقط كل شيئ و ضاعت الحقوق و أنهارت الإلتزمات . يقال بأن تشرشل قال أثناء الحرب العالمية الثانية و النكسات و الهزائم العسكرية تضرب الإمبرطورية التي لا تغيب عنها الشمس , بأن إنكلترا ستنتصر لأن العدل في بلده ما زال قائما ...و نحن سنبقى على حالتنا من الضعف و التردي مادام القضاء و إخوته كما ترى يا سيد نضال .

العدل اساس الملك
عبد البا سط البيك -

سامح الله الأستاذ نضال نعيسة و هو يتحدث عن إنهيار النظام القضائي العربي . من المعروف أن أي نظام يتشكل من ثلاثة سلطات , تشريعية و تنفيذية و قضائية . و البعض يضيف الصحافة كسلطة رقابية رابعة . لنتحدث عن تلك السطات في عالمنا العربي من محيطه الى خليجه مع التنبيه الى وجود بعض فوارق هامشية بسيطة بين بعض الدول . معظم السلطات الأربعة منهارة أو في طريقها الى الإنهيار المؤكد بسبب هشاشة بناء هياكلها و مؤسساتها .و بعضها أصابه الضعف الشديد لقدم ذلك البناء الذي كاد أن يدرج على لائحة الآثار القديمة . معظم السلطات التي تشكل الأنظمة العربية تحتاج الى إعادة بناء حسب تصاميم تتلائم من إحتياجات المواطن و ليس حسب إحتياجات الحاكم أو أسرته أو عشيرته . يا استاذ نعيسة إنظر حولك ووسع دائرة النظر شرقا و غربا و شمالا و جنوبا .. و سترى أنك أسرفت بالتفاؤل عندما تحدثت عن السلطة القضائية و صبتت عليها جام غضبك متناسيا البقية . المسكينة التي سموها السلطة الرابعة صارت ممائلة لأخواتها إن لم تكن فضيحتها أكبر و أشمل و أوضح حيث صارت تلك السلطة بوقا يعزف نشازا ليرضي مفسد السلطات الثلاثة الأخرى . قالوا بأن مهمة الصحافة لتراقب و تساهم بمحاسبة الإعوجاجات التي ترصدها لكنها صارت أم الإعوجاج و الداعية له و لسانه الذي لا يملل . لا يمكن الحديث عن إنهيار السلطة القضائية بمعزل عن بقية المؤسسات التي تدير شؤون البلد . و لا ننسى بأن العدل اساس الملك أو الحكم فإذا سقط الأساس سقط كل شيئ و ضاعت الحقوق و أنهارت الإلتزمات . يقال بأن تشرشل قال أثناء الحرب العالمية الثانية و النكسات و الهزائم العسكرية تضرب الإمبرطورية التي لا تغيب عنها الشمس , بأن إنكلترا ستنتصر لأن العدل في بلده ماو زال قائما ...و نحن سنبقى على حالتنا من الضعف و التردي مادام القضاء و إخوته كما ترى يا سيد نضال .