ثقافة التبني

شاهدت إحدى نجمات هوليوود على برنامج "أوبرا"وهي تروج لحملة من نوع خاص،هدف هذه الحملة هو "الدعوة إلى التبني " والتبني الذي تدعو إليه هذه النجمة ليس على غرارما يقوم به بعض نجوم هوليوود مثل :براد بيت وأنجيلينا جولي ومادونا من تبني الأطفال من المجتمعات الفقيرة،وإنما الحملة التي تنادي بها هي: تبني مليون كلبا!

وستتكفل الحملة بتدريب المتبني على العناية المثالية بالكلب وستتكفل بعلاجه إذا مرض ولقاحاته وتوفيرطعامه بأسعارمخفضة وكل ذلك من أجل أن يجد الكلب الدلال والغنج والدفء العائلي حتى لا تتعب نفسيته.
عندما تكون عربيا وتشاهد أيتام غزة والعراق وضحايا الحروب بسبب الغزو الخارجي أوالحماقات الداخلية فإنك لا تملك أمام مثل هذه الحملات سوى الضحك.

لكن بغض النظرعن هذه الحملة التي تقودها هذه النجمة فإننا كعرب نكاد نفتقد ثقافة التبني في مجتمعاتنا رغم أن كفالة اليتيم من أكثر الأعمال المحببة في ديننا الإسلامي الذي لم نعرف منه حتى الآن إلا بعض قشوره.

هناك الكثيرمن اللقطاء والأيتام في المملكة وعالمنا العربي ولا تزال المبادرة إلى تغييرأقدارهم من النشأة الجافة في دورالرعاية إلى منحهم حياة عائلية كريمة وتعليما جيدا ودفءا عاطفيا،لا تزال هذه المبادرات قليلة ومحدودة حتى من قبل الأزواج الذين حرموا نعمة الإنجاب أو من النساء اللواتي لم تتح لهن فرصة الزواج وتكوين أسرة.

وشاهدت بعض الحالات التي تقوم بها أسرة مقتدرة بتبني طفل بعمرطفلها،لكن مع الوقت ينتهي به الأمرإلى خادم أو (خوي ) للطفل يظل يعامل بدونية رغم الرخاء المادي وهذا استغلال للطفل وظروفه وليس تبنيا للطفل كما يفترض أن يكون.

قرأت هذه القصة :طفلة أميركية تسأل والدتها :"يقولون أنني "متبناة..ما معنى ذلك ؟
أجابت الأم :"هذا يعني أنك كبرت في قلب ماما وليس في بطنها ".

ريم الصالح

reemalsaleh.blogspot.com
thepuzzle4@yahoo.com،