أصداء

تحية لداعية السلام علي سالم

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تابعت باهتمام المقابلة التي نشرتها مؤخرا صحيفة النهار الكويتية مع الكاتب و داعية السلام المصري علي سالم، بمناسبة الذكرى 15 لزيارته لإسرائيل و دفاعه المستميت عن السلام العربي الإسرائيلي منذ ذلك التاريخ.


و عود على بدء، من المهم التنويه بان علي سالم كان دائما نموذجا للكاتب و المفكر الوطني الشجاع. و قد كتب قصة فيلم "أغنية على الممر" الذي عرضته السينما المصرية بعد نكبة الــ 67 . لكن الرجل غير رأيه مع تغير المعطيات. ذكر في المقابلة: "مبادرة السادات هي حجر الزاوية في الفكرة عندي.. نقطة التحول.. الجرأة الإنسانية.. إنها لحظة درامية استطعت أن أستوعبها وأفهمها من الرئيس السادات. وأدركت جرأته فيما فعل. و في نفسي يوم المبادرة، وعلى مقهى ريش، وسط عواصف غضب المثقفين والمزايدة والخطب، أعلنت موقفي مع الرجل وتأييدي لما فعله..."


لم يتوقف علي سالم عند مساندته اللفظية لخيار السلام بل تعدى ذلك للقيام بزيارة ميدانية لإسرائيل عام 1994 ألف على إثرها كتاب "زيارة لإسرائيل." يقدم علي سالم دافعين رئيسيين لهذه المغامرة، أولهما الفضول: " كنت أريد أن أرى إسرائيل عن قرب...حتى أن الجندي الإسرائيلي على الحدود سألني:لماذا تزور إسرائيل؟ أجبته: لكي أراها وأعرفها،" ،و ثانيهما التخلص من الكراهية، على حد تعبيره.


اليوم و بعد 15 سنة من زيارته الأولى لإسرائيل، يقوم علي سالم بتقييم آثارها كالتالي:" أردت أن أكون أول من يبدأ بنفسه فينتقل من زمن الحرب إلى زمن صناعة السلام... الواقع كان يحتم علينا أن ندخل معركة سلام مع هذا المجتمع الذي سبق له أن هزمنا بضراوة عام 1967." ثم يرمي علي سالم بالكرة في ملعب المثقفين المصريين بقوله: " إن كل الهجوم الذي تعرضت له لأني وضعتهم أمام الحقيقة. طالبتهم بالعمل. وأن يبدؤوا حياة من نوع جديد. وهذا مؤلم بالنسبة لهم. أردتهم أن يسيروا في طريق يتطلب مجهوداً وإبداعا. وهم كسالى..."


و بما انه لن يكون في مقدور الغوغائيين الكسالى رفع التحدي و مقارعة الحجة بالحجة، فقد لجؤوا لوسائل خسيسة من سباب وهجوم لتشويهه واغتيال شخصيته، تبعها فصله من عضوية نقابة المهن السينمائية عام 1996 و فصله من عضوية اتحاد كتاب مصر عام 2001 . و هذه بطبيعة الحال قرارات تعسفية بامتياز، إذ من حق أية جمعية مهنية أن تتخذ قرارا إذا ما توفرت الأغلبية المطلوبة لذلك، بما فيه قرار مقاطعة التعامل مع إسرائيل، لكن ليس من حقها طرد عضو فيها له رأي مخالف يلزمه هو وحده و لا يلزم الجمعية التي ينتمي إليها في شيء. و قد ثبتت المخالفة القانونية لقرار فصل علي سالم من اتحاد كتاب مصر عندما اصدر القضاء حكما أعاده إلى عضوية الاتحاد، قبل أن يقرر هو الاستقالة بنفسه. و هذا في تقديري مثال آخر على فاشية عدد لا يستهان به من النقابات و الجمعيات و "أحزاب المعارضة الديمقراطية" التي تعج بها الدول العربية و التي لا تملك من الديمقراطية إلا الاسم، بدليل التعسف و العنف الذي تلجا له في تعاملها مع أعضائها، بل وخروجها الفظ عن القانون.


واصل علي سالم بعد زيارته الأولى لإسرائيل عام 1994 الطريق الذي وضعه لنفسه بدفاعه المستميت عن السلام الذي أثبتت الأيام جدواه، بدليل إفلاس كافة البدائل الأخرى، و قبول الأطراف التي رفضت مبادرة السادات في حينها بمفاوضات بعد ذلك و تحت ظروف أسوا بكثير مما كان متوفرا لها في السابق، و في مقدمتها منظمة التحرير الفلسطينية. و ساعده قلمه على الدفاع عن آرائه بصفة حضارية من خلال مشاركاته في المنتديات العالمية و في الصحافة المكتوبة و الفضائيات. و حصل في نوفمبر الماضي على جائزة "الشجاعة المدنية" التي تمنح " لأشخاص عاديين يحاربون الشر في ثبات على الرغم من الأخطار التي تحيق بهم."


ليس هذا مقال للدفاع عن رؤية علي سالم للسلام في الشرق الأوسط، فالرجل اقدر مني على القيام بذلك، بل تحية تقدير لداعية سلام شجاع كان سباقا في استشراف المسؤوليات التي تلقيها العملية السلمية على المثقفين و صناع القرار في طرفي النزاع و تجرؤه على الاصداع برأيه في وقت اثر فيه آخرون الصمت.

أبو خولة

Abuk1010@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
انتهازية المثقف
الايلافي -

اعتقد ان علي سالم رجل لكل العصور وهو مثال للانتهازية المثقف الذي ينتقل من عصر الى عصر وينقل البندقية من كتف الى كتف او القلم من اليسار الى اليمين وهذا رائج جدا عند النخبه المثقفة المحسوبة على اليسار ولا اعتقد انها يسارية صادقة ولكنها اكالة على كل الموائد بعد سقوط الاتحاد السوفتيتي تحول حراس النظم الشمولية المستبدة الى علمانيين وليبراليين في الزمن الامريكي الصهيوني لن يذكر علي سالم الا في خانة الذين خانوا اوطانهم وقبل هذا كله ذواتهم . وكما يقولون الطيور على اشكالها تقع .

A brave man..
Bassel -

Simply, he is a really brave man which is rare these days. When shall we learn to change this culture of hate? Ali Salem deserves our respect.

Good guy!
Mike -

He deserves to be jailed Not to be honored. I like to hear what he gonna say to Israel after what the jewish done in Gaza. I imagine he would find a dozen of jastification to justify their barbaric aggression.

إلى الإيلافي
ن ف -

إن لم تكن مع السلم ولم تؤمن به فأنت مع الحرب.. مع الدمار والقتل والإبادة.. أنت مع كل ما هو غير انساني. لا أعتقد أن صواريخ ((الكسّام)) ستعيد لنا الأراضي العربية المحتلة من قبل اسرائيل. ولا الخُطب الرنّانة.. ولا الحقد الأعمى. ما يُعيدها هو الفن.. الأدب.. الفكر النيّر واللغة الحضارية التي تفهمها شعوب الأرض المتحضرّة. المفكر أدورد سعيد كان أخطر حرب على اسرائيل، أخطر من كل الحروب الفاشلة التي خضناها. إنَّ اسرائيل نشأت من اسطورة أدبية، هكذا قال لنا الصديق الروائي على بدر.. وبالتالي يجب اعادة كتابتها عن طريق الأدب أيضاً... يجب تكذيبها عن طريق الأدب. الفن والأدب هما أفضل حرب. ولو أنك ذهبت الآن إلى صفحة ((بودكاست)) في هذه اللحظة واستمعت إلى الباحث عقيل عبّاس من واشنطن وهو يقول أن ((الفن هو الذي أقنع الآلة الحربية الأمريكية بانسانية وابداع (الفنان مصطفى عباس، الذي كان مختطفاً من قبل جماعة مسلحة) وبالتالي التعاطي معه على أساس انساني.. لادركت أهمية الفن والأدب في التأثير على صياغة مواقف الامم والشعوب اتجاه قضايا مصيرية تظنُّ أنها تحسم بمواسير الكسّام أو اختطاف جندي اسرائيلي هنا أو هناك. عليك مني أفضل السلام أيها الإيلافي.

إلى الإيلافي
ن ف -

ردك مكرر تم نشر السابق

لاخير فيه
احمد المصري -

لن أقول الكثير في هذا الرجل الخائن لكل القيم والمبادئ أنني أتعجب كيف يتصور هذا الرجل أنه على حق هل نسينا من هي إسرائيل وما فعلته هل معنى أنها قوية بالدعم الأمريكي نستسلم لها لايجب ولابد من الممانعة والمقاومة حتى يأتي اليوم ولو بعد مائة جيل

رجل شجاع جدا
Amir Baky -

ثقافة الإنتقام و الحقد لن تحرق سوى أصحابها. فبعد 30 عام من معاهدة السلام رجعت كل الأراضى المصرية و تم أستثمارات بالمليارت فى القطاع السياحى بسيناء و زاد دخل مصر من هذا القطاع بخلاف إيراد قناة السويس. فالحرب لمصر تعنى التضحية بهذه الموارد من أجل العنتريات فقط لا غير. فأصحاب العنتريات محتلة أرضهم حتى الآن و لم يستفيدوا شيئا من خيراتها. بل وصل التضليل أن يتم تدمير البلاد العربية و بنيتها التحتية و قتل الآلاف من العرب و المسلمين و إعلان الإنتصار. فمصر لا تحكمها عصابات تتعاطى الأفيون الإيرانى لتضليل الأجيال القادمة. مصر لا تلقى بأبنائها كقرابين للحقد وبدون أستفادة عملية كما يفعل البعض. فمن يقول رأيه بعقلانية و لا يخاف خفافيش الظلام من الإخوان و مناصريهم رجل يرفع له القبعة

عجيب غريب
الايلافي -

عجيب غريب لماذا يصطف بعض المسيحيين مع اليهود ممن تسببوا في صلب مخلصهم؟!! كما يعتقدون، كراهية في المسلمين ؟!! عجايب ؟!!

إلى عجيب غريب
ن ف -

هكذا إذن أيها الإيلافي.. هذه هي نظرتك للآخر.. إما معي أو ضدي! مسلم أو مسيحي! أسود وأبيض! أنا شخصياً لا ألومك في ذلك أبداً، لأني أكثر الناس ادراكاً لثقافتك. لذا فأني اشفق عليك وأسأل الآلهة أن تمنَّ عليك بالحكمة وسعة الافق ورجاحة العقل. ولكن قل لي يا إيلافي، ما هو حديث المسلم والمسيحي الذي جئت به؟! وما هو مناسبته؟ مَنْ تحدّث عن الدين؟ وهل الدين هو باحثنا؟ السلام هو موضوعنا. إنه السلام يا إيلافي. السلام عليك يوم تبعثُ حياً. إنه السلام الذي نلقيه على الآخرين ولا نعنيه. السلام الذي نادى به ربُّ العزَّة في كتابه المجيد. إنه تحية المسلم في الدنيا وفي الآخرة. أما أدورد سعيد، رحمه الله، فقد كان مفكراً ولم يكن رجل دين. ولا أعرف، وأنا العارف به أكثر من غيري، إن كان دينياً (أي يتبع ديناً بعينه). أما أنا، وأعوذ بالله من كلمة أنا، فـ لا دين لي أيضاً. عليك مني أيها الإيلافي، مرّة اخرى، أفضل السلام.

إلى عجيب غريب
ن ف -

الرد مكرر تم نشر السابق