أصداء

أبناء الصعاليك ..والغرب الجديد

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يستغرب الدكتور علي الوردي في واحدة من إلتقاطاته الذهبية ، فيتسائل عن المشيدات الكبرى في العالم مثل الاهرامات وسور الصين والمعابد والكنائس والمساجد التاريخية الكبرى ،ويقول الحق كل الحق لأبناء الجلاوزة والطغاة والملوك أن يزورا تلك المواقع الأثرية العملاقة ، فهي تذكرهم بأجدادهم الجلاوزة وأمجادهم ، ِأما أن يقوم أبناء الصعاليك والفقراء بزيارة تلك المواقع فهذا أمر يستغرب له !!!، فهل يريد أبناء الصعاليك والمسحوقين تذكر أجدادهم وهم يرفعون الثقال تحت عنف السياط والقتل والدماء والموت المجاني ورق العبيد لبناء تلك الأصرحة التي يجب أن يطلق عليها مقابر البشر والأدميين .انه استغراب وتشظي اجتماعي أطلقه الوردي قبل ستة عقود من السنين ،وقصده واضح ولايعني الماركسيين بشيء في فلسفة وتناحر الطبقات ،كذلك لايسيء لأحد من أصحاب الأنوف العالية ذات التاريخ بجميع أنواعها، فالنفس البشرية التي يعالجها الوردي هي واحدة إن كانت صفراء أو سوداء او التي بيضاء أوالمنعدمة المصهورة على الأغلب .

أمضيت ُ أكثر من عشرة أعوام معتصما ً ببغداد ،كنت ُ جنديا ًمكلفا ً أول الأمر ثم هاربا ً مطارداً لعدة سنوات ،متخفيا ً متسترا ً مقهورا ً وذليلا ً بسبب العوز ،لكني ورغم فراغ الوقت الهائل الذي كنت أعاني منه لم يبدر لي أن أزور موقعا ً اثريا ًُ فيها ،مع حبي اللذيذ ،و في نهاية شارع المتنبي كنت أعبر شارعا ً لأصل سوقا ً قديما ً لبيع القماش والسجاد تتصل جوانبه بعد عبور شارع أو طريق للسيارات بالمدرسة المستنصرية العباسية ،أقف ُ مرارا ً أمامها ولم أدخل ،وكانت لي صديقة لطيفة في (الحلّة) بابل القديمة تدعوني مع زوجها لزيارة بابل ولم أفعل ،وقد أطلق أحد أعمامي(الفنان حسين الشنون ) اسم الزقورة من (اور السومرية )وفي مدينة الناصرية جنوبي العراق على (كاليره ) الفني التجاري في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي ،ولم أر َ الزقورة في حياتي ولم يبادرني شعور بالذهاب اليها ،وفي الأردن عام 1999 أمضيت شهرا ً في وسط البلد ولم استمع لنداء التاريخ في زيارة أثارالرومان و البتراء أو ما يطلقونه بعض الأصدقاء على بعض الاثار مثل"تخسر العمر اذا ما بتشوف " ،وكنت أسخر في داخلي ،هل سمعتم بشيعي عراقي لم يزر علي والحسين والعباس وسامراء والكاظم ؟؟.

في اليوم الثاني من نيسان عام 1991 وصلت الى الحدود السعودية كلاجىء ولم أرَ سوى صحراء ودشاديش وقسوة بالغة وغبار ودم ّ وتهديد وسفالة وانحطاط إنساني تام وشامل من (الفريقين ) العراقي والسعودي معا ً ،من أبناء الصعاليك (أمثالي ) ومن الجلاوزة وخدام الحكام وعبيدهم الهاربين معي ،وفي الرابع والعشرين من تموز 1994 وفي فجر اليوم الذي تلاه ،كان فجرا ً من الأنوار ، وصلت لأستراليا ، لمدينة بيرث عاصمة استراليا الغربية التي عمرها يقل عن مئة عام أي اصغر من بغداد ودمشق والقاهرة وصنعاء وقرطاج والرياض بعدة مئات من السنين ،حيث تم الشروع ببنائها بعد تأسيس الديمقراطية الفيدرالية الأسترالية عام 1901،شاهدت الطرق والبنايات والمصانع والحقول والأسواق ومحلات الزهور وطرق السكك والموانىء والبلاجات واماكن الترفيه ،وكذلك تحسست بكل عمق نوعية البشر ومدى تأثرهم بافكار الشر والخيرالدينية المتنوعة التي اسست لحرية الفرد البشري واحترام القرد والحمار ،،حيث اشتريت صابونا ً للأيادي غسلت فيه وجهي قيل لي بعدئذ انه صابون لغسل الأكف فقط ،وكان في السعودية ولي العهد السعودي الأمير عبدالله هو الحاكم الفعلي الذي لم يزل ملكا ً ،وفي استراليا كان بول كينتنغ،ذهب كيتنغ وجاء جون هاورد الأسترالي لمدة 11 عاما ، وجاء الصعلوك الفقير الأسترالي كيفن راد ،وذهب جورج بوش الأب وجاء كلينتون وجاء نيلسون مانديلا وذهب وجاء بوش الأبن وذهب وجاء ابن الصعلوك الأفريقي اوباما ،وذهب جاك شيراك وجاء ابن الصعلوك اليهودي ساركوزي وذهب رابين وجاء نتنياهو وذهب نتنياهو وجاء بيرييز وراح بيرييز وجاء ايهود باراك وذهب باراك وجاء شارون وغاب شارون وجاء اولمرت وباراك وذهب اولمرت وجاء نتنياهو ،وذهب صدام وجاء الصعلوك المالكي والصعلوك شافيز البوليفي والصعلوك العمالي البرازيلي ،والصعلوك الأوكراني والصعلوك الروسي ....... ،وحسني مبارك والقذافي وعمر البشير وبوتفليقة وزين العابدين وعلي صالح والأسد الصغير وشيوخ الخليج ، ومعهم شعوبهم، لايبدل الله فيهم تبديلا .

وله الحكمة والتدبير .


واصف شنون

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
اطمئن كل شيء باق
متابع -

في النصف الثاني من ثمانينات القرن الماضي نشرت مجلة امريكيه متخصصه بعلوم الادارة الهندسيه اسمهاProject Managemeent Journal دراسة اسمها دراسة حالة او قضيهCase Study وهذه المجلة لا تنشر الا الحالات المميزه وكانت عن مشروع بناء مبنى جديد للبرلمان الاسترالي من خلال مسابقة عالميه اقامتها الحكومه بمناسبة مرور مائتي عام على قيام استراليا كدولة.. كان من شروط تلك المسابقه العالميه ان يستجيب المبنى الجديد للبرلمان لمتطلبات العصر لمائتي عام جديده وكانت كلفة المشروع بذلك الوقت قرابة المليار دولار.. وكان من شروطها ايضاان تعكس التصاميم المعماريه لقاعاته ومداخلة ثقافة جميع الولايات الاستراليه..وهنا اقول هل يتصور احد منا نوع الخيال الذي قاد كبار مهندسي العالم لتصور الخدمات التي ستكون بمتناول البشر من انترنيت واتصالات ونقل صوري وامان وتحكم وراحة وجمال معماري يبقى براقا وغيرها من الامور ليضعوها بمتناول اعضاء البرلمان الاسترالي خلال المائتي العام القادمه.. على ان ينفذ خلال بضعة سنوات وولكني لا اعلم ان نفذ ام لا الان ...هكذا العالم تخطط لمائتي عام قادمة ونحن باقون في مكاننا.. اطمئن لو رجعت لاي مكان كنت فيه في بلدان العرب ستجد نفس الوجوه الكالحة التي يرتسم الفقر والخوف والعوز على قسماتها اللهم الا دبي التي تجد التغير فيها يوما بعد اخر وزيارة بعد اخرى.. كل عام والعرب بخير وعلى حالهم واقفون.. ارجو النشر

عفيا ؟!!
الايلافي -

لكنك لم تقرأ تاريخ استراليا الحقيقي فقد كانت مكبا للمجرمين والمجذومين والمهرطقين الاوروبيين تقذف بهم سفن صاحب الجلالة الملك الانجليزي وكان ان فرغوا غضبهم هذا في السكان الاصليين للاستراليا وابادوهم الا قليلا منهم هل شاهدت فيلم سياج الارانب الغربي شاهده لتعرف عظمة الانسان الاوروبي الحداثي الديمقراطي الانساني وكيف وضع السكان الاصليون داخل اسيجه وفصل الاطفال عن امهاتهم وغيرت اسماؤهم وديانتهم وثقافتهم وغيبوا عن تاريخهم اان ماتراه من تحضر في استراليا قام على جماجم البشر لا فرق بين هؤلاء وبين من بنوا سور الصين العظيم او الاهرامات او الزاقورات فكلهم طغاة مستدبون وان تلفعوا بالهندام الجميل ورشوا العطور الفواحه فهذا لايغير شيئا من حقيقيتهم كمخلوقات مصاصة للدماء البشرية

حقائق عبر التأريخ .
...... -

أرسل لي أحد الأصدقاء ، عبر الأنترنيت ، صور للحياة اليومية في عراق اليوم ، ومعها صور للمقارنة لنفس المواضيع والأساليب الحياتية لزمن بداية القرن العشرين ، ولم أجد كبير إختلاف رغم مرور أكثر من مئة سنة !. وفي مثال آخر نجد أن الحياة اليومية وطرق وأساليب معيشتها في أهوار العراق ، لم تتغير أبداً عما كانت عليه قبل سبعة آلاف سنة . ونحن إنما نداري خجلنا عندما نقول ونبرر ( فولكلور ) و ( بيئة طبيعية ) ، بدل أن نقول ، تأخر وجهل ومراوحة عقيمة . أما عن موضوع الشواهد والنصب التأريخية فنأتي بمثال واحد ، يقال دائماً بأن الهرم الكبير بناه خوفو ، والحقيقة العارية هي أن آلاف مؤلفة من البؤساء الفقراء المسحوقين ، هلكوا مع الحمير ، قسراً ، وهم يبنون قبر المستقبل لمليكهم الظالم !. هذا هو ديدن البشر على هذه الأرض عبر التأريخ ، ظالم ومظلوم ، وقاتل ومقتول ، وسيد ومسود ، وعابد ومعبود ، وراكب ومركوب ، ولا ثالث بينهما . وستبقى كذلك . تحياتي .

مرض العشائرية
أحمد رامي -

يقول الكاتب الكردي واصف شنون: " وحسني مبارك والقذافي وعمر البشير وبوتفليقة وزين العابدين وعلي صالح والأسد الصغير وشيوخ الخليج ، ومعهم شعوبهم، لايبدل الله فيهم تبديلا"، في إشارة محقة منه إلا أن هؤلاء الحكام لم يتغيروا من على رأس السلطة منذ زمن بعيد، ولكن ماذا عن جلال طالباني ومسعود بارازاني الصغير ابن مصطفى البارازاني الكبير؟ ألا يحكمان الإقليم الكردستاني منذ بداية التسعينات إلى يومنا هذا؟ ألا يتحكمان منذ مدة طويلة جدا في زمام الأمور في الحزبين المسيطرين على الإقليم منذ زمن يوازي الزمن الذي حكم فيه القذافي الجماهيرية العربية الليبية؟ هل على رأس كل من جلال ومسعود ريشة لكي لا يحشرا في جملة الذين " لم يبدل الله فيهم تبديلا؟ أم هو مرض العشائرية والطائفية الذي لم يسلم منه كاتبنا رغم أنه يعيش في اوستراليا منبهرا بما تخقق فيها من تقدم وديمقراطية ورفاهية؟ الأوستراليون حققوا لبلدهم تلك المنجزات التي أعجبت بها، فماذا حققتم أنتم لإقليمكم وللمنطقة، سوى الفتن والحروب والتصرف كبنادق للإيجار من طرف الدول الراغبة في السيطرة على خيرات المنطقة، عبر تفتيتها وفدرلتها؟