أصداء

ترسانة إسرائيل النووية.. هل تخضع للتقنين؟

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

من داخل إسرائيل

أبدى نتنياهو وحكومته قلقا بالغاً هذا الأسبوع، بعد تسرب الكثير من التوقعات حول تخطيط واشنطن لمناقشة ملف إسرائيل النووي ضمن جدول اعمال زيارته المرتقبة لواشنطن يوم 18 من الشهر الحالي.. فقد أكد يوسي بيلين ( رئيس حزب ميرتس السابق ) في صحيفة إسرائيل اليوم ( 7 مايو ) أن الرئيس الأمريكي سيركز ضمن هذا اللقاء علي هذا الملف كجزء من التسوية التي يخطط البيت الأبيض لإقرارها بشكل مستديم في الشرق الأوسط، إلي جانب وقف الاستيطان في الضفة وأبطال مشاريع تهويد القدس والبدء في مفاوضات سلام جادة مع الفلسطينيين تقود لقيام دولتهم..

قال روبين برجمان بوضوح لا يقبل التشكيك في صحيفة يديعوت ( 7 مايو ) أن العالم مطلع بما فيه الكفاية علي خبايا ترسانة إسرائيل النووية، وعلي الضمانات التي قدمها لها الرئيس ريتشارد نيكسون في أعقاب زيارة جولدا ماثير لواشنطن عام 1969.. هذا بينما تنبأ ألوف بن في صحيفة هآرتس أنها ( أي إسرائيل ) إن لم تنصت لمقترحات أوباما وتقتنع بجدوى التوقيع علي اتفاقية منع انتشار الأسلحة الذرية NPT، فإنها ستعاقب سياسياً!!..

الرئيس باراك أوباما لا يخفي إصراره علي تعزيز أنظمة الرقابة علي السلاح غير التقليدي علي مستوى العالم.. وإدارته تعكس تصميمه هذه الأيام علي أن لا يقع السلاح النووي الباكستاني في يد القوي المتطرفة، وعن حزمه تجاه كوريا الشمالية..

من هذا المنطلق يرون أنه إذا نجح في إقناع إسرائيل بالتوقيع علي تلك الاتفاقية فسيضرب أكثر من عصفور بحجر واحد :

الأول.. سيكون أمر توقيع كل من باكستان والهند أكثر يسراً..

والثاني.. سيساوم كوريا الشمالية علي ملفها النووي..

والثالث.. سيقلل من نزعة إيران وتمسكها باستكمال برنامجها النووي..

العالم يعرف أن قدرات إسرائيل النووية تتضاعف باستمرار، وقد أضيف إليها مؤخرا ثلاث غواصات نووية حصلت عليها من ألمانيا تمنحها بسهولة ويسر فرصة التواجد في أي مكان في العالم حيث يمكنها أن تطلق قنابلها النووية علي العدو المنتظر.. ورغم ذلك هي تخشي أن تُزَال من الوجود بعملية مباشرة من جانب إيران، ويتشكك الكثيرون في مدي مصداقية هذا الادعاء برغم ترديد الإعلام العالمي للتهديدات التي كررها الرئيس الإيراني احمدي نجاد أكثر من مرة..

لذلك يتوقع المراقبون الدوليون أن تدور صفقة واشنطن مع تل أبيب علي :

أ - التوقيع علي الاتفاقية المشار إليها، والخضوع للتفتيش الدوري من قِبل الوكالة الدولية..

ب - البدء فوراً في مشروع سلام يؤدي إلي استقرار وامن في الشرق الأوسط..

الأمر الذي سيمكن إدارة باراك أوباما من إبطال كافة الحجج التي تسوقها إيران لاستكمال برنامجها النووي الذي يُبَطن نزعة عسكرية تسبب " تخوف وجودي ومشروع لإسرائيل "، خاصة بعد أن رفضت غالبية الدول العربية وعلي رأسها مصر الدخول في جبهة متحالفة مع إسرائيل ضد إيران.. وبعد التمسك الأمريكي بأسلوب الحوار معها وربما مشاركتها في تسويات علي مستوى أفغانستان والعراق..

أوباما كما يقول المحلل رون ميبرك في صحيفة معاريف ( 8 مايو ) " حازم وصلب وقوي الشكيمة " ولن يسمح لنفسه بمواصلة جو الصراع الإسرائيلي العربي لولايتين أخريين قادمتين "، لذلك رأيناه يقدم لأفكاره التي سيطرحها علي نتنياهو بأكثر من طريقة :

كلمة نائبه أمام مؤتمر ايباك السنوي، والتي قال فيها أن علي إسرائيل أن توقف لعبة الضم الاستيطاني الزاحف في المناطق.. وان تعمل علي ترجمة مصطلح " دولتين لشعبين عن طريق المفاوضات الجادة، إلي خطة عمل..
هيلاري كلنتون التي أكدت أن المشروع الأمريكي للسلام لدية آلية متوازنة للتنفيذ..
نائبة وزيرة الخارجية روز جوتميلر التي طالبت إسرائيل مباشرة بالانضمام إلي اتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية..
مستشار الأمن القومي جيمس جونز الذي قال أن أمريكا لن تدفع إسرائيل إلي الهاوية، ولكنها ستتخذ حيالها معاملة أكثر حزماً..
بيان مجلس الأمن الذي صدر بالإجماع يوم الاثنين 11 الجاري مطالباً باتخاذ جهود عاجلة لإنشاء دولة فلسطينية منفصلة وتحقيق تسوية شاملة في الشرق الأوسط..
وجهة النظر هذه تقول صراحة لنتنياهو " قدرة الولايات المتحدة علي الوقوف في وجه إيران، مرتبطة بأمرين.. الأول تحقيق تقدم ملموس وجاد علي مسار التفاوض مع الفلسطينيين، الثاني التعامل مع ما لدي إسرائيل من أسلحة نووية وفق الاتفاقات الدولية "..

ليس من المتوقع أن ينصاع نتنياهو بسهولة ويسر لهذين المطلبين..

فهل ينجح الضغط الأمريكي باعتبار أن الرفض المصري مؤسس علي عوامل جغرافية وتاريخية أخذتها الإدارة الأمريكية في اعتبارها عندما قررت السير في طريق التحاور مع طهران إلي نهايته؟؟

الدكتور حسن عبد ربه المصري

استشاري إعلامي مقيم في بريطانيا drhassanelmassry@yahoo.co.uk

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف