أصداء

الساكت عن الفساد شيطان أخرس

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

في العراق غرائب كثيرة والفساد هو أغربها جميعا وبالطبع ليس مرد الغرابة انتشار الفساد في مختلف تشعبات الواقع العراقي فهذا مايمكن تبريره بالظروف والأحوال التي يعيشها العراق التي لا يمكن أن ينكر احد قسوتها وشدتها وربما تكون هذه الظروف من الأسباب الكبيرة والمقنعة لتفشي الفساد وتصاعده يوما بعد يوم إنما تكمن الغرابة في هذا التجاهل المريب أو التهاون العجيب مع داء بلغ صيته الأفاق وبلغت أرقامه الذروة ولا اعتقد أبدا أن هناك بلد في العالم شهد مثلما شهده العراق في هذا المجال وحتى تقارير منظمة الشفافية الدولية ربما لم تعكس الأوضاع بشكل دقيق لأنها لاتستطيع أن تستعلم عن أمور كثيرة غطاها الوضع الأمني العراقي فالعراق على الأرجح هو أسوا بلد في العالم في تفشي الفساد واقل الدول نشاطا في الحد منه وليس أدل على ذلك من تقاعس الدولة العراقية في محاسبة المسؤولين المتهمين بالفساد و بقاء العديد من في موقع المسؤولية بل وعدم تعرضهم لأي نوع من أنواع الملاحقة أو المحاسبة وما يحصل هذه الأيام من استجواب أو استضافة لبعض الوزراء في مجلس النواب على خلفية الفساد المتفشي في وزاراتهم هو خير تأكيد لهذه الحقيقة لان الأحرى أن يرسل هؤلاء المقصرون إلى القضاء فهو وحده من يستطيع أن يبت في حقيقة الاتهامات الموجهة إليهم سيما وان تلك الاتهامات لا يتسع لها سقف البرلمان الذي يجب أن يتعاطى مع مسائل غير جرمية كالإهمال والتقصير كما يحصل في مختلف برلمانات العالم.


أن قضية الفساد في العراق هي من القضايا الدولية الخطيرة لأنها تتسبب في هدر مليارات الدولارات سنويا ولذلك فقد لا يمكن مواجهتها محليا أو بالاستناد على الجهود العراقية الصرفة فإذا كان الواقع السياسي الحالي يمنع محاسبة المسؤولين المفسدين لم يبقى إلا أن نستعين بالهيئات الدولية ومنها المحكمة الجنائية الدولية فهي الأكثر قدرة على التعاطي مع أمور كهذه وليس بإمكان احد التملص من قراراتها أو التهرب من مرافعتها إلا أن يبقى مطاردا ومنبوذا من الجميع.


والعراق كونه عضو في هذه المحكمة الدولية المتخصصة ربما هو في أحوج ما يكون لتدخل هذه المحكمة المهمة فبإمكانها ممارسة دور لايمكن لأي عراقي ممارسته بحكم وظيفتها القانونية وشرعيتها الدولية وحياديتها ورغم إننا لا نعول كثيرا على قبول الطرف الرسمي العراقي بذلك إلا أن المحكمة تستطيع أن تتلتزم ملف الفساد العراقي بحكم مسؤولياتها المعترف بها عالميا وقد أبان السيد اوكامبو مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية عن صلاحيات المدعي العام وأشار إلى أن تلك الصلاحيات تتيح له التعاطي مع أي ملف عالمي بغض النظر عن وجود جهة مدعية أم لا وبطبيعة الحال يصعب على المدعي العام فعل ذلك بدون مساندة من جهات شعبية أو مدنية أو سياسية الأمر الذي يتطلب نشاطا مستنفرا وفعلا فائقا من تلك الجهات.


إن علينا أن نستعير تلك العبارة الأثيرة التي تقول الساكت عن الحق شيطان اخرس فالساكت عن الفساد في العراق هو شيطان اخرس وعدو مبين لكل العراقيين وما لم تقم الحكومة بواجبها إزاء هذا الوباء الخطير فإنها ستكون مذنبة وستتحمل بالتأكيد عواقب صمتها وسكونها أمام الشعب والتاريخ.


فليكن هدفنا إذن العمل على تدويل قضية الفساد العراقي فربما يستطيع هذا التدويل إنقاذنا من هذه الكارثة الكبيرة وليقم كل منا بدوره في هذه المهمة لكي نحقق هذا الهدف فكل الوسائل والإمكانيات وكل الجهود والإمكانيات يجب أن تحشد لهذه الغاية التي قد لا نجد بديلا لها فحي على مكافحة الفساد.

باسم محمد حبيب

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لاحل جذري بالآفق !!
عراقي - كندا -

حتى المحكمة الجزائية الدولية لاتستطيع القضاء على ظاهرة الفساد المالي والآداري بالعراق لآنها أصبحت مستفحلة ومتجذرة في نفوس قياديي الآحزاب والكتل السياسية ولن يسمحوا أبدا بضياع مراكزهم وإمتيازاتهم وملياراتهم , وأعتقد أنهم سوف يدافعون عنها بشراسة لآنهم بدونها يرجعون كما كانوا سابقا , لاجئين في دول الجوار أو دول الغرب , ولاحل برأيي الشخصي إلا من داخل العراق وبموافقة أمريكية طبعا لآنها صاحبة الحل والعقد , ولو أرادت الإدارة الآمريكية تغيير هذا الواقع المزري فأظنها تقدر على ذلك ولكن الآهم هل سوف يوافق ذلك مصالحها الحيوية بالعراق !!

سلام من كوردستان
بشیر صبري بوتاني -

شكرا یا اخ باسم محمد حبيب علی هذا المقال حول الفساد... بالحقیقة كلامك صحیح جدا... نعم هناك فسادا بلا حدود في العراق!!! ولكن لماذا كان الفساد لحزب البعث ولعائلة صدام حسین (حلال)؟ اما الآن فان الفساد للاحزاب الشیعیة والكوردیة (حرام)؟ كما ولماذا كان امثالي وامثالك سابقا شیاطین خرسان؟ وشكرا لایلاف لنشر تعلیقي.

فساد في كل مكان
متابع -

موضوع الفساد بالعراق صعب ومتشعب ومشترك فيها معظم العاملين في الدولة الا ما ندر. فغالبية العاملين بالدولة مرتشون من اصغر موظف الى اعلى واحد فيهم والفساد بات مشكلة مجتمع وليس حكومه وحدها.قبل نيسان2003 كان راتب الموظف لايتعدى خمسة دولارات بالشهر كمعدل وفي تلك الايام كان اغلب الموظفين يجلسون على طاولاتهم وخزاناتهم مفتوحه والمُراجع يرمي الذي يريد ان يرميه فيها بدون خوف او وجل من احد. اي ان الفساد موجود ولكن غير معلن بشكل رسمي ولم تكن هناك عمولات كبيره على مستوى الاشخاص من مدير عام فما فوق. الكل كان خائفا من ممارسة هذه اللعبة لان الاشخاص الذين في مراتب عليا كانت رواتبهم مجزيه اصلا فهم ياخذون رواتب واكراميات متعدده وحوافز على شكل هبات مثل قطع الاراضي والسيارات وغيرها اضافة الى السلطه القاسيه التي لا ترحم في حالة ثبوت فساد على مسؤول كبير وهكذا كان الرأس ممسوكا والاطراف سائبه.. والفساد الذي كان موجودا تحت الغطاء هو فساد بين الافراد وليس فساد بالمال العام على نطاق واسع.. فالراشي والمرتشي يتعاملان بينهم لقاء تسريع المعاملة او انجازها بدون روتين عالي ولكن ليس على حساب المال العام وحتى لو كانت على حساب المال العام فهو بأطار صغير جدا وغير محسوس خوفا من العقوبة القاسيه... هنا نقول ان النفوس لعامة الموظفين كانت مخربة من الداخل ومهيأة لبذرة الفساد التي ازهرت لاحقا... بعد نيسان 2003 حدث انقلاب كبير في كوادر الدولة والمجتمع فالقيادات العليا التي لم تكن ملوثة بالفساد تم اقصائها وطردها خارج البلد وجاء محلها افراد الاحزاب الحاكمه وهولاء اختصاص بكل طرق التهريب والتهرُب من اعقد القوانين الموجوده في دول اللجوء فهم تربوا على الاحتيال عليها بشتى الطرق والوسائل ولهذا ترى غالبيتهم المطلقه بدون سجلات ضريبيه هناك ومستمرون بالعيش على المساعدات التي تقدمها دوائر الهجرة والكومونات (السوسيال) وفي نفس الوقت يعملون بكل شيء بدءا من التهريب وانتهاءا بالتزوير والتحايل.. عندما امسك هولاء بزمام الامور مع وجود قاعدة مستعدة ومدربة على الفساد من ايام النظام السابق اصبح الجو ملائما تماما للانتشار السريع للفساد بصيغ المتواليه الهندسيه التي تتضاعف كلما صعدت مرتبه.. الفساد الاداري مثل الفساد الاخلاقي تماما فعندما يفسد الرجل او المراة ويتعود اي منهم على ممارسة الرذيلة لاي سبب كان يكون من الصعب التنازل عنها مهما وض

حسبة بسيطة
علي اليتيم -

قام احد العراقيين بحسبة بسيطة لرواتب اعضاء البرلمان العراقي حيث قال الاستاذ مازن الاسدي"لا اريد التجني على الاعضاء المحترمون ، واترك الحكم للارقام ، فلغة الارقام دوماً صادقة . راتب النائب في البرلمان بحدود( 30000 ) الف دولار ويصل الى ( 40000 ) الف دولار باضافة راتب الحماية الشخصية وعددهم ( 30 ) شخص وكذلك مصروفات الطعام والايفادات. اذاً شهريا يبلغ مجموع رواتب الاعضاء مع حماياتهم (11000000 ) احد عشر مليون دولار، وخلال سنة واحدة مجموع الراواتب يساوي( 132000000) مائة واثنان وثلاثون مليون دولار ، وخلال دورة برلمانية واحدة سيدفع البلد للبرلمانيين ما مجموعه( 528000000) خمسمائة وثمان وعشرون مليون دولار ، هذا مع عدم احتساب رواتب مجلس رئاسة البرلمان ويصل الى ( 50000) الف دولار للشخص الواحد وكذلك عدم احتسابنا لمبلغ المنافع الاجتماعية الذي نجهل مقداره. عضو البرلمان يتقاضى بمفرده سنوياً( 360000 ) ثلاثمائة وستون الف دولار أي خلال دورة برلمانية سيصل مجموع رواتبه الى (1440000) مليون واربعمائة واربع واربعون الف دولار ، ولو فرضنا جدلاً توزيع مجموع تلك الرواتب على عموم الشعب العراقي البالغ عددهم ثلاثين مليون فرد لكانت حصة الفرد الواحد( 13.2) دولار اما توزيع مجموع الرواتب(مع الحمايات) سيصل تلك الحصة الى (17.6 ) دولار . العراق يصدر شهرياً (1000 ) برميل من النفط لسداد راتب نائب واحد وبهذا فاننا نخصص ( 275000) برميل نفط شهريا فقط لسداد رواتب الاعضاء ، وسنويا حصة النائب الواحد ستصل الى( 12000 ) برميل وخلال اربع سنوات ستصل حصته الى( 48000 ) برميل هذا على فرض ان سعر برميل النفط العراقي يبلغ (30 ) دولار وفي الواقع ان العراق يبيع نفطه بأقل من هذا السعر، هذا الرقم يعادل انتاج حقول مجنون من النفط في اليوم الواحد أي اننا سنخصص واردات حقول مجنون لسداد رواتب الاخوة النواب لمدة( 275 ) يوم واذا اضفنا الحمايات سيصبح كل انتاج حقول مجنون من النفط خلال سنة كاملة لتغطية رواتب البرلمانيين لدورة واحدة.

حاميها حرااميها
الحر العراقي -

يا سيدي الكاتب ... المسؤولين العراقيين اليوم ينطبق عليهم الوصف ( حاميها حراميها ) .. إما شمولية الوصف فهو ينطبق على الجميع من ساسها لراسها .. وعجبت لمن يقارن الفساد بين زمن البعث واليوم .. سأذكر حادثتين كمثل ليس دفاعا عن البعث والبعثيين وإنما للحقيقة والتاريخ ... الملازم احمد كان ضابط نقلية في كلية الاحتياط اشترى مادة من الشيخ عمر لإحدى السيارات العسكرية بسعر 9 دنانير وسجل بالوصل 10 دنانير واكتشف الآمر هذه الزيادة وهي دينار واحد .. فأحاله لمجلس تحقيقي ومن ثم إلى محكمة عسكرية ..فحكم بسنة سجن وإخراج من الجيشالعقيد مجيد ضابط في صنف التموين والنقل شارك بوفد عسكري لشراء للتعاقد على شراء عجلات نقل للجيش وثبت انه اخذ عمولة لتمشية العقد وبما انه بعثي وخان الأمانة صدر عليه حكم الإعدام ونفذعبد الله صالح جندي بالاستخبارات سولت له نفسه إن سرق 9 دجاجات من جيرانه ..فحكم عليه ب15 سنة سجن ويعرف العراقيين الآلاف من هذه القصص .. إنا لاابرا حكم البعث او أنزهه .. وإنما أريد إن أقول إن سياسة القمع والقسوة التي شملت كل مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية .. جعلت ألحرامي والمرتشي والفاسد يفكر مليون مرة قبل إن يقدم على مخالفة القانونإما اليوم وبعد استجواب وزير التجارة قدم بعض النواب النصيحة للوزير ليقدم استقالته كي يحافظ على امتيازاته

الی الاخ سلام
کردیة -

ولمذا یاخي اسقطو صدام برایك .الفساد کان احد الاسباب والحقیقة تقال الفساد الیوم اکثر 100 مرة منه‌ عن عهد صدام ،وهل لان الناس کانت لاتجرأ عن الکلام حینها ،تسکت الان ایضا.اخی الوقت تبدل العولمة والانفتاح علی العلم اخطر عدو للحکومات ولااظن ان احد من اللذین یسرقون مال الشعوب سینفذ بجلده‌ ،لابد ان یاتي الیوم وتحاسبون،ناهیك حن حساب رب اللعالمین.وان لناضره قریب.