أصداء

مذبحة التاميل: لا نفط عندك تهديها ولا مال

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

مع عملية الإطباق العسكري المحكم التي قامت بها القوات الحكومية في سريلانكا ضد معقل متمردي نمور التاميل، والإجهاز على آخر فرد من المتمردين الذي عنى، أيضاً، إجهازاً رمزياً على حلمهم بإقامة وطن لهذه الإثنية في الجيب السريلانكي البعيد، ومع الحديث عن مجازر جماعية ارتكبت وأعمال وحشية أخرى مورست أثناء الانقضاض على الفصيل المتمرد، وقد تحدثت التقارير الواردة من ميادين القتال، في واحدة من أكثر بؤر العام فقراً وبؤساً وحرماناً، عن عملية تصفية خسيسة وبشعة حدثت لفلول التاميل الذين تعرضوا لإبادة جماعية وإطلاق نار عن كثب بعد أن عـُرض عليهم الاستسلام، وتم التخلص فيها من زعيمهم برابهاراكان وعرض جثته في التلفزيون الرسمي لاحقاً، لا يحضر المرء سوى إجراء تلك المقارنات المرهقة التي لا بد منها، واستذكار عملية الغزو التي تعرضت لها الكويت من قبل القوات القومية الشقيقة للرئيس العراقي الأسبق صدام حسين في مطلع أغسطس/ آب من العام 1990، وكيف دبـّت النخوة، يومذاك، في أوصال المجتمع الدولي "الشهم" جداَ لإنقاذ البلد الخليجي الصغير، وتحريره من بين براثن وفك الشقيق العروبي. فهل كان العالم سيواجه هذه الحرب المدمرة اليوم، بنفس هذا الصمت، لو كان لدى هؤلاء التاميل الفقراء شيئاً من نفط، أو موارد طبيعية أخرى، يمكن أن تحرك الغرائز الإمبريالية النهمة، وأخلاقياتها الفاسقة، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أطفال، ونساء، وشيوخ، راحوا بالمجان، وضحية لهذا الصراع العبثي الدامي والقاتل والذي استمر لفترة ناهزت على الربع قرن حتى الآن؟ وكما هبت نفس جحافل الدبلوماسية الصامتة وأذرعها القانونية لنصرة الدارفوريين، فيما رائحة النفط المركزة تفوح في كل مكان في الفضاء السوداني الواسع الأثير.

ومع تشابه كبير في الأحداث التي جرت بين الأمس واليوم، هنا، وهناك، ورغم تباعد المسافات، وتغير في بعض المعطيات الإستراتيجية، مع الانهيار والغياب الكامل للمنظومة السوفياتية، فلا يجد المرء بداً من التساؤل عن السر وراء هذا الصمت الدولي المريع الذي لم يتحرك قيد أنملة لوقف المذبحة، باستثناء تلك النداءات، والتصريحات الخجولة الخافتة والفارغة للمسؤولين الأممين، والتي صدرت بين فينات وأخرى، والتي لم تتجاوز أصداؤها، ربما، قاعة المؤتمرات الصحفية في المبنى الدولي في نيويورك، حيث مقر المنظمة الدولة وأمينها العام وزير الخارجية الكوري الجنوبي السابق بان كي "القمر" تعريباً للقبه الميمون "مون".

ولم تقف المأساة عند ذاك البعد العسكري للصراع، فاليوم، وبالرغم من كل ما جرى، هناك كارثة إنسانية، وأخلاقية وعنصرية، إذ تجري عملية عزل، وفصل عنصري، وتجميع للاجئين الفارين من جحيم الكارثة الإنسانية في معسكرات اعتقال Concentration Camps لا تشبه سوى معسكرات الاعتقال النازية التي كانت موجودة إبان الحقبة الألترا- فاشية الهتلرية القومية البائدة، بحيث يمكن الحديث والقول عن Mini-Holocaust محرقة صغيرة، تحدث اليوم في الجيب السريلانكي المشاغب، يقال فيها بأن اللاجئين لن يتمكنوا من مغادرة معسكراتهم هذه قبل سنتين من الآن.

مرة أخرى، تؤكد هذه الحرب الأخيرة، بفصولها المفجعة المتتالية، بدءً من العمليات الانتحارية شبه اليومية التي كان ينفذها مقاتلو نمور التاميل Tamil Tigers، مروراً بتفاعلاتها العسكرية الكارثية المدمرة، ووصولاً إلى الأزمة الإنسانية التي نشبت على هامشها، على شيء واحد، ألا وهو لا أخلاقية التعاطي الدولي المتباين مع مشاكل مختلفة تعتمل على سطح هذا الكوكب، وتظهر ازدواجية مطلقة في معايير التدخل والإنقاذ بحيث يتحتم وجود مرابح ومكاسب ما، واعتبارات جلها لا إنساني ولا أخلاقي، جرّاء، ووراء أية عملية إنقاذ، ولن يكون التدخل بالمجان، ومن دون عائد استراتيجي أو مادي، وهكذا لوجه الله، أو ولوجه المواثيق الدولية، إياها، وفصلها السابع الشهير الذي يـُلوّح به في وجه بعض الدول المارقة الـ Rouge states، والخارجة عن الطور الأمريكي، تطبيقاً لعدالة موؤودة، وتمثل في النهاية انتقائية التعامل بين دولة غنية، وأخرى، فقيرة، وجيب استراتيجي، وآخر منسي لا أحد يعبأ، أو يعول به كما حصل في جيب الإثنية التاميلية الذي يقبع في مكان قصي وناء لا فائدة تجنى من وراء صرف دولار أممي واحد عليه، وليذهب مع هذا الانكشاف الأممي النفاقي الصاعق الأخير، إلى الجحيم كل ذاك الخطاب المزيف عن حقوق الإنسان، واحترام مواثيق دولية، وحديث آخر فضفاض ومخادع عن تطبيق القانون الدولي، في بؤر الصراع الكوني.

إنها حروب الفقراء المنسية، التي لا تعني شيئاً للعدالة الدولية.

نضال نعيسة

sami3x2000@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
PKK
Rizgar Khoshnaw -

PKK condemn the slaughter of Tamil people by Sri Lankan army forces, it is deeply sad to see innocent nation butchered in the front of the milliards in 2009, I do believe if the butchering was about Pandas, Camels or any kind of animals, then it will wake up the eyes of the world especially the West. But as the writer says, the victims are ONLY Tamils, destitute and have nothing to supply, remind me Iraqi army forces concentration of Kurds during last 4 0 years, While the world, our Muslim brothers, Arab brothers, American brothers were totally silent or agreed with genocide of Kurds. Human right as the writer mention is a nice song only for Kuwaitis, Kosovo’s.

قضية محقة بدفاع خطأ
عبدالكريم السمن -

أعتقد أن التاميل لم يساعدوا المجتمع الدولي للدفاع عنهم، فهم بدورهم ارتكبو العديد من المجازر بهجماتهم الإنتحارية في سريلانكا والهند. لقد أخطأوا في طريقة التعبير عن مطالبهم، فهم قتلوا الأبرياء للدفاع عن قتل الأبرياء وبهذا تساووا مع منتهكي حقوقهم وأصبح الدفاع عنهم مسألة صعبة.

demolisher
dance lover -

who care who kills who,the world is rulled by some yankeese, and the clowns leaders are some small corporate who got grip on our economy and the only solution is totall destruction of so called global market world

قضية محقة بدفاع خطأ
عبدالكريم السمن -

أعتقد أن التاميل لم يساعدوا المجتمع الدولي للدفاع عنهم، فهم بدورهم ارتكبو العديد من المجازر بهجماتهم الإنتحارية في سريلانكا والهند. لقد أخطأوا في طريقة التعبير عن مطالبهم، فهم قتلوا الأبرياء للدفاع عن قتل الأبرياء وبهذا تساووا مع منتهكي حقوقهم وأصبح الدفاع عنهم مسألة صعبة.

الرزق
متابع -

لا تختلف آلام ومأسي شعب التاميل عن مآسي وآلام الشعب السوري تحت نظام التمييز الطائفي الوراثي والقمعي الحاكم في دمشق واجهزة أمنه الوحشية التي حولت حياة السوريين الى مسلسل اذلال لكرامتهم ونهب لقمة ابنائهم وتحويل وطنهم الجميل الى معتقل طائفي رهيب.فلماذا وأين تختفي هذه المشاعر الانسانية النبيلة التي يسطرها قلم الكاتب عن شعب التاميل،حين يكتب عن السوريين،وكيف تصبح آلامه واحواله المزرية الى وحدة صف سعيدة؟اغلب الظن انه حال الرزق على النظام الوراثي ،يدين ويشيد كما يشاء.

والتاميل ايضا سفاحين
د.ع. كامل -

من واقع معرفة ميدانية لصيقة بواقع الحال فى سيريلانكاوتركيبتها الإجتماعية والإثنيه والدينيه..أقول بكل الصدق والحياديه,لقد إرتكب التاميل من المجازر والفظائع ما يندى له الجبين وبخاصة ضد المسلمين العزل فى مناطق الشمال والشرق كمنطقة بوتالم ومدينة بيتوكالا والقرى المحيطه بالمنطقتين..فقد ذبحوا المسلمين فى المساجد وهم يصلون التراويح ..وأغتصبوا النساء ونهبوا الأموال..وأحرقوا البيوت بكاملها وهجروا عشرات الألوف من المسلمين من قراهم رغم أمنهم تاميل أيضا لكنهم تاميل مسلمين مسالمين لم يعرف عنهم العداء لأحد فى سيريلانكا لاضد السنهاليين ولا التاميل الهندوس. فتباكى الكاتب على التاميل"ومقاتليهم من النمور السفاحين" هو تباكى من لايعرف ماقاموا به من ظلم لم يصل للإعلام لا العربى ولا العالمى ولا حتى المناطقى..وما وصل للإعلام لا يمثل حتى واحد فى المئة من قسوتهم وتجبرهم ..فقدإعتالوا راجيف غاندىوأغتالوا رئيس سيريلانكا وأصابوا رئيستها..وفجروا فى المئات من الأبرياء من المتسوقين وعامة المواطنين الأبرياء فى محطات القطارات والأسواق والمطارات وحتى المستشفيات. عشت فى سيرلانكا بحكم عملى وزرتها مرارا ووقفت بنفسى على كل زاوية ودونت وسجلت مالم يره الإعلام. ثم إن حشر الكويت فى الموضوع أرى أنه حشر سخيف ..كان الأولى أن يمثل بما يحصل فى دارفور ..حيث حركه مناهضة للدوله ومواجهة قوة حكوميه تحرص على وحدة بلدها...وكان الأولى أن يمثل بما حصل فى كوسوفو..أو البوسنة والهرسك أو تيمور أو غيرها من المواقع التى نشأت فيها مقاومات داخليه إنفصاليه.أما ما حصل من غزو عراقى للكويت فهو يختلف فى اٍبابه ومسبباته ودوافعه وأغراضه..ونتائجه.أما عن تباكى الغرب على الكويت وتدافعها لتحريره مع قوى عربيه إنبطحت لمطلبات الغرب فنرى نتائجها اليوم..كما نرى تباكى الغرب عهلى دارفور ..القريبه من منابع البترول السودانى أرجو أن لايعتقد معتقد أنى أكره التاميل أو أعادىهم..ولكنهم بغوا وتعدوا وظلموا وتجبروا وقتلوا الأبرياء..فكان مالقوه هو جزاء ظلمهم للمسلمين بصفة خاصه..وماظالم بخير. هذه هى القاعده الذهبيه..فهل يتعظ الظالمين فى بلاد العرب والغرب؟إنها سنة الله فى أرضه..من ظلم لابد أن يعاقب..وبشر القاتل بالقتل ولو بعد الحين. د.ع. كامل مستشار منظمه دوليه سابق

الرزق
متابع -

لا تختلف آلام ومأسي شعب التاميل عن مآسي وآلام الشعب السوري تحت نظام التمييز الطائفي الوراثي والقمعي الحاكم في دمشق واجهزة أمنه الوحشية التي حولت حياة السوريين الى مسلسل اذلال لكرامتهم ونهب لقمة ابنائهم وتحويل وطنهم الجميل الى معتقل طائفي رهيب.فلماذا وأين تختفي هذه المشاعر الانسانية النبيلة التي يسطرها قلم الكاتب عن شعب التاميل،حين يكتب عن السوريين،وكيف تصبح آلامه واحواله المزرية الى وحدة صف سعيدة؟اغلب الظن انه حال الرزق على النظام الوراثي ،يدين ويشيد كما يشاء.

شكرا
mohd amin -

شكرا للسيد نعيسة الذي كان من القليلين او ربما الوحيد الذي اثار هذا الموضوع الانساني - قبل كل شيء- في الاعلام العربي.