أصداء

في وداع بطل ليبي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

أشك أن السيد العقيد معمر القذافي ولجانه الثورية واصدقاءه الجدد في الغرب سوف يهنأون بموت المناضل السلمي الليبي فتحي الجهمي الذي توفى صباح الخميس متأثرا بما عاناه من تعذيب جسدي ونفسي في سجن العقيد القذافي قبل ان ينقل في أيامه الأخيرة إلى الاردن للعلاج وللتخلص من حادثة موته في ليبيا بشكل أصح في باطن ماحدث.

لقد كان الراحل الكبير أول من جهر بمعارضة نظام السيد العقيد القذافي وذهب للسجن برأس مرفوعة دون تردد في المرة الأولى بعد أن طالب علنا بضرورة اطلاق سراح السجناء السياسيين واطلاق أسر الصحافة وأجراء انتخابات حرة ليختار الناس من يسير أمورهم بحرية في عام 2002 وذلك من داخل أحد الحصون العتيدة للعقيد القذافي التي تسمى بالمؤتمرات الشعبية الاساسية، ثم كرر هذه المطالب المحقة عندما خرج من السجن بفعل ضغوطات محلية ودولية متعددة ومتصاعدة في مارس 2004 على الأثير، ليعود في اليوم التالي إلى السجن كرجل رفض ان يساوم على مبادئه التي تسكن صدر كل مواطن متطلع للحق البديهي في الحياة والاختيار الحر في بلد مغلق وخاضع لحكم من نوع غريب ومتفرد يحاسب فيه المرء لمجرد التفكير والحلم بشكل مغاير لما رسم له من قبل أكثر الانظمة الدكتاتورية صراحة وتبجحا وفخرا بالقدرة على التكميم والقمع.


أنه لأمر مخجل ودال، أن يقتل فتحي الجهمي الذي تخلى على كل المغريات والمناصب وكل مايمكن أن تطاله اليد والشهوة في بلاد مفتوحة للنصب والاغراءات في سبيل أن يجهر بما يعتقد أنه الحقيقة أمام اعين العالم الذي يهدر صباح مساء بحق التعبير والمشاركة وابداء الرأى، وأنها لمعرة أن نجلس جميعا في خانة المتفرج على مسلسل العذاب الطويل والممنهج الذي تعرض له فتحي الجهمي طوال سنوات سجنه التي أنتهت بمقتله عمليا قبل أن يرسل جثمانه للاردن حيث يمكن أن يعلن خبر الوفاة فيما ظن الجلاد انه منأى له عن تحمل المسئولية الأخلاقية والتاريخية لهذه الجريمة النكراء.


نودع هذا البطل الليبي الذي لم يساوم على مايعتقده ولم يتخذ طريقا للعنف من اجل الدعوة لما يؤمن به مسقطا كل الحجج والدعاوى التي يبثها النظام الحاكم في ليبيا منذ اربعة عقود ومناصيره من المغفلين والمتواطئين والمغمضين عيونهم على الحقيقة بمسلكه الحضارى ودأبه على المناداة بما يرى وتمسكه بالمبادئ التي نادت بها كل الشرائع الإنسانية وصموده النادر امام كل اشكال التعذيب النفسي والجسدي طوال سنوات سجنه في سبيل قضية شعب معتقل ومختطف تحت طائلة شعارات بلهاء أتت على اخضر البلاد ويابسها ولم يبق إلا الرماد الذى أصر الراحل الكبير على نثره في عيون المكابرين الذين يرفضون حركة التاريخ والغريزة الكامنة في كل كائن حي نحو التحرر وامتلاك القرار فيما يخص المصير الخاص والعام.


هل يعتقد حقا جلاد الجهمي أن قضية شعب تآمر عليه القريب قبل البعيد سوف تنسى بمجرد رحيل هذا الرمز الذي اختار عن وعى وتصميم وقدرة هائلة على التضحية والعطاء والتفاني!!؟ أم أنه يظن أن قتل رجل اعزل يقبع في زنزانة منفردة أمر يدعو للاحتفاء بالبطولة في السيرك الذي نصبه على جثة الحقيقة صارخا من داخله في المارة بأن الطريق لتغيير العالم لابد وأن يمر من خلال جسد وروح اولئك الذين رفضوا المشاركة في هذا الكرنفال المخصص لبهلوانات الشعار والمتربحين من دماء الحقيقة والمنافقين الذين هم لكل مهرجان دم متصدرون؟.


هيهات أن يكون التاريخ بمثل هذه السذاجة، وحاشا أن يكون الجميع في سلة واحدة كما اعتقد قتلة الجهمي وماقبله وما سوف يذبح على محراب الحرية من بعده في سبيل أن تعود المياه الليبية وكل مياه طامحة لمساربها الحقيقية المؤدية للمصب الذي نبعت من أجله.


لقد نالت ليبيا استقلالها بعد أقل من عقدين من شنق آخر ابطالها الوطنيين عمر المختار على يد الفاشيست الطليان، والشعب الليبي مستعد لان بمضي مثل هذه الفترة على رجل واحدة بعد مقتل بطل الاستقلال الثاني فتحي الجهمي، فمقتله سوف يكون على رأس العوامل التي ستعجل به، لقد مات جلاد المختار شر ميتة وانتهى زمنه وذهب بشعاراته المضللة إلى مكان قصى حيث دفن في مهد لعنات التاريخ، ولن يرضى هذا السفر العادل بأقل من تتويج مستحق لروح الجهمي التي غادرت وهي تكاد ترى يوم نيل الليبيين لما يستحقون من حياة مختارة في متناول اليد.

مجاهد البوسيفي

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
رحمه الله
محمد -

رحمه الله افضل له ان يغادر هذه الدنياويتركها لعبدة الكراسي المقززة

الملك الثاني
عمر المختار -

ما كان ينبغي لملك الاردن ان يقبل القيام بهذه المهمة .. سيذكر له الشعب الليبي ذلك كما لا يزال يذكر له ترحيل لاجئين ليبيين اليه في السابق .. سنذكرك ايها الملك .. والاردن ايضا

الملك الثاني
عمر المختار -

ما كان ينبغي لملك الاردن ان يقبل القيام بهذه المهمة .. سيذكر له الشعب الليبي ذلك كما لا يزال يذكر له ترحيل لاجئين ليبيين اليه في السابق .. سنذكرك ايها الملك .. والاردن ايضا

الرحمة للفقيد
mohamed -

اقول بسم الله ورحم الله الفقيد واتمنى من الله ان يشفع في بقايا الشعب الليبي الذي اهترته مافيا الامبراطوية والامبراطور وابناء الامبراطور - واعتقد بانه سوف يكون الى يوم الدين

"ومنْ أحسن قولاً ممن
"كلمةً طيبة كشجرةٍ طيبةٍ -

"قالوا سلامًا قال سلام" ... لقد صب قولك يا بوسيفي في سطورك الاخيرة:((لقد نالت ليبيا استقلالها بعد أقل من عقدين من شنق آخر ابطالها الوطنيين عمر المختار على يد الفاشيست الطليان، والشعب الليبي مستعد لان بمضي مثل هذه الفترة على رجل واحدة بعد مقتل بطل الاستقلال الثاني فتحي الجهمي، فمقتله سوف يكون على رأس العوامل التي ستعجل به، لقد مات جلاد المختار شر ميتة وانتهى زمنه وذهب بشعاراته المضللة إلى مكان قصى حيث دفن في مهد لعنات التاريخ، ولن يرضى هذا السفر العادل بأقل من تتويج مستحق لروح الجهمي التي غادرت وهي تكاد ترى يوم نيل الليبيين لما يستحقون من حياة مختارة في متناول اليد.))... فقد أغلقت باب الجهاد الوطني واجملته باسم هو أوسع بالتأكيد من حدود برقة وما جاورها،ورتبتَ بطريقتك الخاصة أبطال الاستقلال فأخفيتَ الاول أظهرتَ الثاني، وتكلمتَ عن الشعب بلهجة السيد لهذا الشعب او المتطلع إلى سيادته أو على أقل تقدير تنصيب السادة له، ورسمتَ خطة تتويج السادة وحتى الكيفية التي حكمتَ على الشعب أن يسير أعرجًا... فبالله عليك أقْصِر..اقْصِر يا منْ تتكلم وانت تبذر السم الزعاف،اقْصِر يا منْ تتكلم لغة الخوارج وكف عن أذاك، يا منء تتكلم عن الشعب وعن البلاد التي جمعت ابناء هذا الشعب، جمعتنا دون ان ينظر الشرقاوي فيها بعين حاقدة الى الغرباوي، بلدنا ليبيا التي يرتفع فيها صوت الحق عاليا مكبرا اسم الله عز وجل :الله اكبر، ليبيا التي ترى المآذن فيهاوأنت تسير من مشرقها الى مغربها،هل كان الجهمي -رحمه الله- ينادي بما نادى به خير الخلق صلوات ربي وسلامه عليه،(لا يحل لمؤمن ان يهجر اخاه فوق ثلاث،فيعرض هذا ويعرض هذا،وخيرهما الذي يبدأ بالسلام)هل يتذَّكرُ الجميعُ أنه(لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)، هل كان يتحدث عن أشيائه كما تتحدث أنت الآن عن أشيائك، أنت أيها الغافل عن قول الحق عز وجل "يا أيها الذين آمنواإن جاءكم فاسقٌ بنإٍ فتبيَّنوا أن تصيبوا قومًا بجهالةٍ فتصبحوا على ما فعلتم نادمين".. تذكر جيدا يا -أبا سيفك- هذه الأية الكريمة وأنت تتحدث عن مقتل وقتل وما أدراك ما قتل، تذكر أن المسير على قدمٍ واحدة ليس من طبرق إلى راس اجدير وإنما هو المسير الذي ساره الرسول الكريم من مكة إلى المدينة ثم من المدينة إلى النضير وقريظة وبعدهما خيبر،لاحقًا أكمل نحو قيصر وكسرى... أهم ما أحب أن أذكره هنا وأحب لك ولكل ليبي ولكل مسلم

"ومنْ أحسن قولاً ممن
"كلمةً طيبة كشجرةٍ طيبةٍ أصلها ثابتٌ وفرعها في ال -

الرد مكرر

"ومنْ أحسن قولاً ممن
"كلمةً طيبة كشجرةٍ طيبةٍ -

"قالوا سلامًا قال سلام" ... لقد صب قولك يا بوسيفي في سطورك الاخيرة:((لقد نالت ليبيا استقلالها بعد أقل من عقدين من شنق آخر ابطالها الوطنيين عمر المختار على يد الفاشيست الطليان، والشعب الليبي مستعد لان بمضي مثل هذه الفترة على رجل واحدة بعد مقتل بطل الاستقلال الثاني فتحي الجهمي، فمقتله سوف يكون على رأس العوامل التي ستعجل به، لقد مات جلاد المختار شر ميتة وانتهى زمنه وذهب بشعاراته المضللة إلى مكان قصى حيث دفن في مهد لعنات التاريخ، ولن يرضى هذا السفر العادل بأقل من تتويج مستحق لروح الجهمي التي غادرت وهي تكاد ترى يوم نيل الليبيين لما يستحقون من حياة مختارة في متناول اليد.))... فقد أغلقت باب الجهاد الوطني واجملته باسم هو أوسع بالتأكيد من حدود برقة وما جاورها،ورتبتَ بطريقتك الخاصة أبطال الاستقلال فأخفيتَ الاول أظهرتَ الثاني، وتكلمتَ عن الشعب بلهجة السيد لهذا الشعب او المتطلع إلى سيادته أو على أقل تقدير تنصيب السادة له، ورسمتَ خطة تتويج السادة وحتى الكيفية التي حكمتَ على الشعب أن يسير أعرجًا... فبالله عليك أقْصِر..اقْصِر يا منْ تتكلم وانت تبذر السم الزعاف،اقْصِر يا منْ تتكلم لغة الخوارج وكف عن أذاك، يا منء تتكلم عن الشعب وعن البلاد التي جمعت ابناء هذا الشعب، جمعتنا دون ان ينظر الشرقاوي فيها بعين حاقدة الى الغرباوي، بلدنا ليبيا التي يرتفع فيها صوت الحق عاليا مكبرا اسم الله عز وجل :الله اكبر، ليبيا التي ترى المآذن فيهاوأنت تسير من مشرقها الى مغربها،هل كان الجهمي -رحمه الله- ينادي بما نادى به خير الخلق صلوات ربي وسلامه عليه،(لا يحل لمؤمن ان يهجر اخاه فوق ثلاث،فيعرض هذا ويعرض هذا،وخيرهما الذي يبدأ بالسلام)هل يتذَّكرُ الجميعُ أنه(لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)، هل كان يتحدث عن أشيائه كما تتحدث أنت الآن عن أشيائك، أنت أيها الغافل عن قول الحق عز وجل "يا أيها الذين آمنواإن جاءكم فاسقٌ بنإٍ فتبيَّنوا أن تصيبوا قومًا بجهالةٍ فتصبحوا على ما فعلتم نادمين".. تذكر جيدا يا -أبا سيفك- هذه الأية الكريمة وأنت تتحدث عن مقتل وقتل وما أدراك ما قتل، تذكر أن المسير على قدمٍ واحدة ليس من طبرق إلى راس اجدير وإنما هو المسير الذي ساره الرسول الكريم من مكة إلى المدينة ثم من المدينة إلى النضير وقريظة وبعدهما خيبر،لاحقًا أكمل نحو قيصر وكسرى... أهم ما أحب أن أذكره هنا وأحب لك ولكل ليبي ولكل مسلم