هل تكون أفغانستان مقبرة الأميركان؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
نضال نعيسة
لا يخفى اللقب التاريخي الذي حازته بلاد اليمن السعيد "سابقاً"، باعتبارها مقبرة الأناضول. فحين كانت جحافل قوات خلفاء بني عثمان تفتح البلدان والأمصار، كانت تتلكأ، وتنكفئ، وتغص في ابتلاع مجرد شبر واحد من "محمية الإمام". فقد فشلت الحملة وراء الحملة، من قبل الدولة العثمانية في إخضاع تلك المنطقة الجبلية النائية والقابعة في عمق الجزيرة العربية، والسبب بسيط جداً، ألا وهو العامل الجغرافي، الذي يتجلى في الطبيعة الجبلية الوعرة والقاسية لتلك البلاد التي كانت تقف حائلاً بينه وبي وجنود السلطان العثماني القابع وراء الباب العالي في أستانة بني عثمان.
وقصة العامل الطبيعي، هذه، تكررت في غير مكان في التاريخ العسكري. فكانت الطبيعة الجليدية الباردة والقاسية، مثلاً، حائلاً، أيضاً، أمام قدرة الغزاة على تخطي عتبات المدن الروسية الكبرى، وظلت موسكو، على الدوام، عذراء أمام الفتوحات الأجنبية. ولم يحدث أن أفلح أحد، من الخارج، في اقتحام جبال الجليد والوصول إلى عرش الكرملين. ولقد وقفت عوامل الطبيعة القاسية، هنا، مرتين هما الأشهر، أمام إخضاع روسيا للفرنسيين في واحدة، أيام الإمبراطور الباريسي نابليون، ومرة أخرى أمام الفوهرر النازي أدولف عشيق إيفا براون، الذي لم يفلح في شيء على ما يبدو، سوى في أسر لب تلك الفاتنة الألمانية الرائعة. ومن يومها ظهر في أدبيات العلوم العسكرية الروسية مصطلح "الجنرال ثلج"، الحامي الأول لروسيا الذي لا يقدر أحد على هزيمته. فقد كان الجنود الألمان المعروفين، بالبأس والانضباط، يرجفون، ويخرون صرعى متجمدين، وكالذباب، على أبواب ستالينغراد التي شهدت معركتها الستالينية، و"مأثرتها الكبرى"، الفاصلة كما يرد في الأدبيات السوفييتية، ومن يومها، كان التحول الأبرز في الهزيمة التاريخية للألمان في تلك الحرب.
وإذا كان التاريخ، وحسب ماركس، يتكرر دائماً، لكنه في المرة الأولى يكون على شكل مأساة، وفي الثانية على شكل ملهاة، فهذا ربما ما ينطبق، تماماً، على وضع الأمريكيين اليوم في أفغانستان، فها هي قوى الطبيعة ووعورتها، ترسم خريطة الصراع بعيداً عن تنظيرات معظم الاستراتيجيين والعسكريين الكبار، وتشكل، بالتالي، أبرز تحد للقوات الأطلسية، بزعامتها الأمريكية، ولا قيمة هنا لتهديد الطالبان المعهود. وعلى ما يبدو فإن العشرين ألف مقاتل القادمين من العراق، الذين كانوا باكورة عهد أوباما "التغييري"، لدعم القوات في أفغانستان، لن يكونوا إلا مجرد أرقام، أخرى، في المحرقة الأفغانية التي تلتهم، وتلتهم، المزيد من القوات الأطلسية هناك، ناهيك عن القصف اليومي الذي يطال مدنيين أبرياء. ولا يكاد يمر يوم دون سماع أنباء دموية وقاتلة من ميادين القتال عن تكبد تلك القوات لخسائر فادحة في الأرواح، إضافة إلى الأرقام والخسائر الخفية والسرية، والنعوش الطائرة، التي لا يدري بها أحد، ولا مجال للكلام عنها، وتماماً كما كان يحصل في بدايات الحرب في العراق.
ومع تصاعد حدة المواجهات والحرب في أفغانستان، والأنباء القليلة المسرّبة من هناك، فإن انطباعاً عاماً، يؤكد بأن هناك تعثراً ما، وصعوبات جمة، حقيقية، وجدية، تواجهها القوات الأمريكية في تلك الحرب التي بدأت تتجه، فيما يبدو نحو العبث والنسيان. وإذا استعرنا من التاريخ أيضاً، قصصه، وعبره، ودروسه، يتضح لنا بأن هذا البلد كان مقبرة، لثلاث إمبراطوريات كبرى عبر التاريخ، هي إمبراطورية الاسكندر الأكبر ذي القرنين، والإمبراطورية البريطانية التي "غابت عنها آخر الشموس في الخليج" مع رحيل قواتها من البصرة،، وواحدة من أخرى من أعتى وأقوى الإمبراطوريات عسكرية في التاريخ الحديث، ألا وهي، إمبراطورية الرفاق السوفييت الحمر، التي ارتدت على أعقابها مدحورة من أفغانستان، وكانت تلك الهزيمة العسكرية المجلجلة واحدة، إضافة لعوامل أخرى، ساهمت إلى حد كبير، في سقوط الإمبراطورية الحمراء الأولى، وربما الأخيرة، وبمشيئة الله، في تاريخ بني الإنسان.
لم يكن استعمال أساليب القوة، والقبضة الحديدية، مجدياً عبر التاريخ، والعنف لا يولد إلا العنف، ولكل فعل، فيزيائياً، رد فعل بحجم الفعل. وقوانين الطبيعة، كما هو معروف، هي ذاتها التي تسيطر على قوانين السياسية كما على قوانين علم الاجتماع، والحياة بشكل عام. ومن هنا لا يفهم هذا الإصرار الغربي العنيد على اللجوء العبثي والطائش إلى القوة، لحسم هذا الصراع وغيره، ولا يمكن النظر إليه إلا في سياق أمر واحد، وهو المضي العبثي، قدماً، وعن سابق تصميم، نحو تكرار المقولة الماركسية، إياها، فقط لتنعم البشرية، مجدداً بالمزيد من المهازل السياسية والعسكرية، لكن غير السارة، أبداً.
نضال نعيسة
التعليقات
توضيح
ابن رشد -ان الامبراطور الكورسيكي نابوليون الاول امبراطور فرنسا نجح في اخذ موسكو ودخل الكرملين ولقد قام بعد ذلك الروس باحراق المدينة . طبعا كما ذكرت فان الجنرال ثلج قد ادى الى هزيمته في نهاية الامر. اما بخصوص افغانستان فالمشكلة في نظري هي ماذا سيحل بنا لو ان الطالبان انتصروا في هذه المعركه؟ وقتها اظن ان كثيرين سيدفعون حياتهم ثمنا واظن يا استاذ ان امثالك من المثقفين سيكونون الاوائل.
توضيح
ابن رشد -ان الامبراطور الكورسيكي نابوليون الاول امبراطور فرنسا نجح في اخذ موسكو ودخل الكرملين ولقد قام بعد ذلك الروس باحراق المدينة . طبعا كما ذكرت فان الجنرال ثلج قد ادى الى هزيمته في نهاية الامر. اما بخصوص افغانستان فالمشكلة في نظري هي ماذا سيحل بنا لو ان الطالبان انتصروا في هذه المعركه؟ وقتها اظن ان كثيرين سيدفعون حياتهم ثمنا واظن يا استاذ ان امثالك من المثقفين سيكونون الاوائل.
التاريخ لا يكذب
عبد البا سط البيك -العاقل الفطن من يتعظ من تجارب الآخرين , و الغبي البليد من يحسب نفسه أذكى خلق الله و أقدرهم على فهم الأمور و تسيرها حسب هواه و مغبتغاه . قادة واشنطن من مدنيين و عسكريين لم يتعظوا من تجارب الجيوش الروسية والإنكليزية و السوفياتية التي لقيت الهزائم المرة و خرجت من أفغانستان تجر معها الخيبة و الذل . ظن أهل البيت الأبيض أنهم قادرون على هزيمة الأفغان بما لديهم من قوة عسكرية لا تقهر . وحسبوا بأن التكنولوجيا الحديثة التي بأيديهم كفيلة بهزيمة شعب متخلف يعيش في ظلام حكم طالبان بقيادة الملا عمر . لقد سولت للأمريكان أنفسهم بأن التفوق المادي و الخبرة القتالية المتطورة ستقهر الجبال العاتية متجاهلين أن تلك الجبال يسكنها شعب صار أقسى من الصخور ضرواة و حبا للقتال لصد الغزاة . إذا كانت جبال اليمين السعيد مقابر الأناضول , فإن جبال أفغانستان صارت مقبرة عامة مات فيها أبناء أمم عديدة بين شهيد و غاز دفعته رغبة الإحتلال و التوسع و الهيمنة و التغطرس الى القدوم الى حتفه بقرارات سياسية و عسكرية غبية . لا أمل للأمريكان و من معهم بتحقيق فوز على طالبان لأن للتاريخ كلمته .و لن يغير التاريخ قوانينه و نواميسه إرضاء لأي أمة و لو كانت امريكا. التاريخ كالقانون لا ينظر الى الوجوه لأنه كتب بكلمات من ذهب أن الحياة و النصر هي لمن يدفع روحه ثمنا للحرية , و أن الهزيمة قدرا محتوما للمعتدين . إعتداء القوات الأمريكية على إستقلال أفغانستان لن يمررها التاريخ بدون أن يفرض على واشنطن دفع فواتير الهزيمة المرهقة . واشنطن و من معها في هذه الحرب العدوانية يدفعون سرا و علانية من أموالهم و أرواح أبنائهم رسوم هذه السياسة التي ارادتها واشنطن كجولة تظهر بها عضلاتها على دولة حسبت أن تخلفها العسكري بالعدة و العتاد والخبرة سوف تجعل النصر أكيدا الى جانب من يمتلك ناصية التكنولوجيا . إن قيام واشنطن بضرب التجمعات المدنية بواسطة الطائرات بدون طيار سببت الكثير من القتلى و الجرحى المدنيين , و قد إعترف الرئيس قرضاي ووزرائه بوقوع قتلى و جرحى ابرياء من القصف الأمريكي العشوائي . المنافقون الأمريكيون يتباكون على وقوع خسائر مدنية في كل الدول ويتجاهلون ما تسببه قواتهم من قتل و تدمير لا لزوم له في كثير من الأحيان . نتيجة هذه الحرب غير المتكافئة بالأسلحة ستكون لصالح أهل الجهاد في أفغانستان لأن نوعية الرجال لدى المجاهدين أفضل إعدادا
تاريخ وجغرافية
رامز -كلام صائب! لهذا السبب، وعودة إلى تاريخ وجغرافية العالم العربي الحديث، لهذا السبب اذاً، لم تستطع اسرائيل احتلال مرتفعات الجولان الاسدية العربية القومية الممانعة والصامدة، وكدت أنسى، المتصدية والمقاومة ايضاً، والسورية كمان. جغرافية الجولان جعلت مرتفعاته عاصية على الاغتصاب والاحتلال. هنيئاً للجغرافية، حين تهدي عصمتها لعائلة الاسد. ولكن قد يقول العملاء والخونية طبعاً، إن مرتفعات عائلة الاسد دون ارتفاع مرتفعلا الجولان، لأن عائلة الاسد احتلتها اسرائيل ولو تحت طاولات تركيا. وذلك خلافاً للجولان، الابي, والشامخ، والعربي السوري.
تاريخ وجغرافية
رامز -كلام صائب! لهذا السبب، وعودة إلى تاريخ وجغرافية العالم العربي الحديث، لهذا السبب اذاً، لم تستطع اسرائيل احتلال مرتفعات الجولان الاسدية العربية القومية الممانعة والصامدة، وكدت أنسى، المتصدية والمقاومة ايضاً، والسورية كمان. جغرافية الجولان جعلت مرتفعاته عاصية على الاغتصاب والاحتلال. هنيئاً للجغرافية، حين تهدي عصمتها لعائلة الاسد. ولكن قد يقول العملاء والخونية طبعاً، إن مرتفعات عائلة الاسد دون ارتفاع مرتفعلا الجولان، لأن عائلة الاسد احتلتها اسرائيل ولو تحت طاولات تركيا. وذلك خلافاً للجولان، الابي, والشامخ، والعربي السوري.
اغرب ليبرالي
وسام الوائلي -سيد نضال لماذا لا تعترف ان اقلامكم لن تغير ثقافة العروبين والمتطرفين الاسلامين .وكيف ان القوة ليس حلا دائما وكيف ان العنف لا يولد الا العنف .سيد نعيسه ان اوربا تحررت بدماء امريكيه وان القوة هي التي قضت على النازية والفاشيه والصداميه وان جاك جان روسوا لم ينتصر بافكاره لولا القوه.لماذا لا نعترف ان امريكا الوحيده هي القادرة على تاديب القومجية والاسلامين المتطرفين
الطبع يغلب التطبع
جابر -معنى هذا الكلام أنه يستحيل إسترجاع الجولان بالقوة لذلك يحاول النظام استرجاعها بالانبطاح فالطبع يغلب التطبع
الطبع يغلب التطبع
جابر -معنى هذا الكلام أنه يستحيل إسترجاع الجولان بالقوة لذلك يحاول النظام استرجاعها بالانبطاح فالطبع يغلب التطبع