أصداء

3 مفاتيح لقرائة خطاب أوباما

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

على مستوى الخطاب يبدو خطاب أوباما كما لو كان طرحاً جديداً، أشاع أجواء من التفاعل بين أولئك الذين ضاقت صدورهم بخطاب سلفه بوش الذي كان عدائياً وتوتراً ومحرضاً مستفزاً على الممانعة والمقاومة العنيفة.

إلا أن الخطاب وقع على أذن المتشائمين الذين دفعتهم الممارسات السياسية للإدارات الأمريكية السابقة، كما دفعت أصحاب السقف الأعلى من المطالب العربية والإسلامية إلى التحذير من نعومة الخطاب الأوبامي، وإشاراته الإسلامية الإيجابية، ورأى بعض هؤلاء المتشائمون أن مابين السطور الناعمة، وأن مابين الإشارات الإيجابية الكثير من السم والزيف والوعود الكاذبة.

وبعيداً عن التشاؤم والتفاؤل، فات هؤلاء وأولئك عدة حقائق يجب أن توضع في حساباتهم لتقييم أول خطاب لرئيس أمريكي يكرس لمخاطبة العالم العربي والإسلامي في منصة في المنطقة خصصت لهذا الخطاب وبغياب رئيس الدولة المضيفة، في دلالة لاتخطئها العين، بأن هذا خطاب أمريكي غير مقيد بالبروتوكولات الرسمية في البلد المضيف، وكأنه منبر أمريكي في أرض عربية، وأولى هذه الحقائق: أن خطاباً بهذه المثابة إنما هو عرض عام لبرنامج عمل للسياسة الأمريكية وعرض للمبادئ التي وضعتها هذه الإدارة لسياساتها الخارجية في هذه المنطقة، وهو ليس مجرد كلام للاستهلاك " اللحظي "، فهو ملزم أخلاقياً بما يجئ فيه.

ثانياً: إن السياسات في الإدارات الأمريكية إنما تستند على موجهات استراتيجية تأتي نتيجة دراسات معمقة تشارك فيها مراكز أبحاث متخصصة واستشارات متفحصة تملك المعلومات اللازمة والمعرفة بالتفاصيل، ولا تخضع هذه الإستراتيجيات للأهواء والأمزجة الخاصة بكل رئيس تأتي به الإنتخابات، لذا فإننا يجب أن نقرأ خطب الرؤساء مقترنة بالإستراتيجية العليا لسياسات الدولة، التي تتميز بالإستمرارية والثبات.

فليس هناك "انقلاب" في السياسات، وإنما هناك "اختلاف على مستوى التكتيك الذي تختاره كل إدارة لتحقيق الأهداف الإستراتيجية، وعلى سقف توقعات كل طرف له علاقة بالولايات المتحدة أن يبني توقعاته وسياساته على هذا الأساس.

ففي صراع الشرق الأوسط كمثال، فإن ضمان أمن إسرائيل وضمان تفوقها المطلق على كافة دول المنطقة هو من ثوابت الإستراتيجية الأمريكية في هذه المنطقة، فإذا كان خطاب بوش العدواني يقسم دول المنطقة وقواها السياسية إلى أشرار وأخيار معتمداً الصراع الديني معياراً في هذه التقسيم، ليجعلها حرباً على الإسلام، تحت عنوان الحرب على الإرهاب، فإن إدارة أوباما اتخذت تكتيكاً مغايراً.
ولكن يظل الهدف الإستراتيجي ثابتاً، ليس لأسباب دينياً كما توهم البعض، تحت تأثير منطلقات الخطاب البوشي الديني المتشنج، ولكن لأسباب سياسية بحتة، فالدين في حالة بوش كان " وسيلة " لاغير، لتحقيق هدف إدارته الإستراتيجي حتى ولو كان بوش لا يختلف كثيراً عن أوسامة بن لادن في تطرفه الديني الأعمى والمتصلب.
بوضع هذين المفتاحين ينبغي أن نقرأ خطاب أوباما في قاعة جامعة القاهرة.

فإذا فعلنا ذلك بدقة وذكاء، سنجد أنفسنا وقد ابتعدنا عن الخط الفاصل بين التشاؤم والتفاؤل لننهمك بعد ذلك في وضع استراتيجية عربية، أو إسلامية أوسع، تجيد التعامل مع هذا المتغير التكتيكي في إدارة أوباما بما يحقق مصالح أمتنا ويضمن حقوقها الشرعية في الأمن والسلام.
وهذا حديث يحتاج إلى تفصيل وتفصيل.

د.صالح بن سبعان

أكاديمي وكاتب سعودي
Dr_binsabaan@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
أين المصحح اللغوي ؟
ريم -

قراءة وليس قرائة ،العنوان وحده يمنع من الاطلاع على المقال

عيب
أسيل البكر الرياض -

هذا الخطأ الإملائي يجب الا يقع في صحيفة محترمة ، وهو الواقع في العنوان ، فقراءة همزتها على السطر ، وحرف الجر لم يؤثر فيها لأنها وقعت وسط الكلمة ، لذا كان يجب كتابة الكلمة هكذا : 3 مفاتيح لقراءة خطاب أوباما ، ولوكانت الهمزة متطرفة مثل قراء ( جمع قارئ )وسبقها حرف جر واتصلت بضمير كما في قولنا : كتب الكاتب لقرائه ، فإنها تكتب على نبرة . أرجو النشر مع الشكر

الشكل والمضمون
جوجو -

مقال جيد شكرا للكاتب ... اصحاب التعليقات 1 و2 انتم من مدرسه النقل وليس العقل كل مايهمكم الشكل وهذه احدى افات تخلف الأمه

ودورنا نحن ؟
رعد الحافظ -

حتى قبل خطاب أوباما في الجامعة المصرية العريقة , فالكل يعلم مقدار التحول والتغيير الايجابي في الموقف الامريكي نحو الاسلام عموما والعرب خصوصا , لكن السؤال هو متى نتغير نحن ونستجيب ؟هل سمعت سيدي تعليقات حماس وبقية الممانعين ؟ماهو المطلوب من أمريكا؟هل المطلوب تنصيب حاكم عربي هناك لنقبل بقراراته ؟حتى لو حصل ذلك فلن نتفق نحن العرب على من هو ذلك العربي ,وأظن الكل يعلم السبب ! شكرا أخي الكاتب