أصداء

ابن تيمية كان مناضلاً عن فهم السلف ولم يكن ذا خطابين

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

كتب السيد ولد أباه مقالة عن كتابي "الحكمة المصلوبة: مدخل إلى موقف ابن تيمية من الفلسفة"، وفي هذه المقالة يبشر السيد ولد أباه بولادة معرفة جديدة بابن تيمية، معرفة وحيدة وصحيحة ومتخصصة.

لكن القارئ المتفحص لمقالة ولد أباه يكتشف أنه لم يكلف نفسه عناء قراءة الكتاب ولا عناء قراءة ودراسة ابن تيمية، فأصبح حاله كما حُكي عن النظام أنه سأل رجلاً: هل تعرف فلاناً اليهودي؟ قال الرجل: نعم؛ ذاك الذي يحلق وسط رأسه كالمجوس. فقال له النظام: لا يهودياً عرفت ولا مجوسياً وصفت.

أما عدم قراءته للكتاب فيدل عليها ما ذكره ولد أباه من أنني أتهم ابن تيمية بأنه لا يعرف الفلسفة ولا علم المعقول، وأن معلوماته الفلسفية ضحلة ومغلوطة ومأخوذة من مصادر ثانوية أو غير دقيقة.

وهذا الكلام فيه تجنٍ واضح، وليسمح لي القارئ الكريم بتوضيح مكمن الخلل عند ولد أباه: ففي كتابي قسمت موقف ابن تيمية من الفلسفة إلى موقفه من أربع طوائف بالإضافة إلى موقفه من المنطق، هذه الطوائف هي الفلاسفة القدماء -ما قبل أرسطو-، والفلاسفة المشاؤون -أرسطو وأتباعه-، وفلاسفة الصوفية، والباطنية.

وكل ما في الأمر أني نقدت مصادر ابن تيمية في دراسة الفلاسفة القدماء فقط وليس كل الفلاسفة كما يقول ولد أباه، وأوضحت أن كثيراً من معلوماته عنهم غير صحيحة مع ذكر أمثلة على ذلك (الحكمة ص 43-47)، ومع ذلك فقد تركت الباب موارباً لاحتمال آخر وهو أن ابن تيمية إنما أراد تمجيد هؤلاء الفلاسفة القدماء لغرض الحط من فلسفة أرسطو وأتباعه.

وكيف أقول إن معرفة ابن تيمية بالفلسفة كل الفلسفة ضحلة، وقد كتبت في كتابي (ص 34) بأن ابن تيمية عوّض: "تأخر قراءته للفلسفة وعدم أخذه لها عن طريق دراستها على علمائها؛ بالاطلاع على بعض تراث الإسلاميين في الفلسفة سواء كانوا مشائين أو إشراقيين أو صوفية، أو من أتباع المدارس الفلسفية المختلفة، بل نجده قد اطلع على تراث غير المسلمين.. وكذلك ما كتبه المتكلمون في الفلسفة ونقدها أو في شرح كتبها، وهذا الاطلاع الواسع عوض تأخر ابن تيمية في دراستها؛ إلا أنه سبب لمعلوماته بعض الارتباك".

وأمر آخر يوضح أن ولد أباه لم يقرأ كتابي فهو لم يتعرض لنقد المقولات الأساسية للكتاب، وإن مرّ بها فهو مرور الكرام الذين يقدمون الرأي النهائي دون بذل أدنى جهد للتدليل على صحة كلامهم. فلماذا اهتم ابن تيمية بالفلسفة متأخراً؟ ومدى "أصالته" في النتائج الفلسفية التي يصفها ولد أباه بالطريفة، وهل كان باحثاً موضوعياً أم تلفيقياً، وعن مدى تأثير الفلسفة عليه. كل هذه لم تلق اهتمام الأستاذ الذي اهتم أكثر ما اهتم بتقديم رؤيته الخاصة بابن تيمية والتي اكتشفها (كما يقول) من خلال كتابات أبي يعرب المرزوقي، بالإضافة إلى قراءته لعنوان أحد كتب ابن تيمية. فما مدى علمية هذه الرؤية؟

لا أجد في وصف هذه الرؤية أصدق مما وصف به الجاحظ شيخه النظام بأنه "كان يظن الظن ثم يقيس عليه وينسى أن بدء أمره كان ظناً. فإذا أتقن ذلك وأيقن؛ جزم عليه وحكاه عن صاحبه حكاية المستبصر في صحة معناه... وكان كلامه إذ خرج مخرج الشهادة القاطعة؛ لم يشك السامع أنه إنما حكى ذلك عن سماع قد امتحنه أو عن معاينة قد بهرته".


فمن هو ابن تيمية الذي يدعي ولد أباه اكتشافه؟ إنه ابن تيمية ذو الحقيقة المزدوجة. حقيقة العوام وهي حقيقة التخييل والوهم؛ فيقدم لهم خطاب التجسيم والتشبيه البدائي، بينما ابن تيمية في حقيقة الأمر لا يؤمن بهذا الخطاب، بل يؤمن بخطاب التجريد والعقل. ويقول ولد أباه إن هذه هي طريقة الفلاسفة الكبار.

لقد أغفل ولد أباه أن ابن تيمية انتقد هذه الطريقة في كثير من كتبه، وذكر أن من يتبعها تنتفي الثقة بما يخبر به وما يأمر به؛ وحينئذٍ ينتقض عليه جميع ما خاطب به الناس، فإنه ما من خطاب يخاطبهم به إلا ويحتمل أنه أراد منه خلاف ما أظهره لهم (رسالة في علم الباطن والظاهر).

كما انتقد ابن تيمية الفلاسفة الكبار السالكين لهذا المنهج وسماهم أهل الوهم والتخييل، وجعل منهم ابن سينا وأصحاب رسائل إخوان الصفا والفارابي والسهروردي وابن رشد وابن عربي وابن طفيل وابن سبعين (موافقة صريح المعقول لصحيح المنقول). ولما نقل عن بعض هؤلاء الفلاسفة أن هذه الطريقة اتبعها الأنبياء في خطابهم؛ ذكر ابن تيمية أن هذا من كلام الكذابين المفترين، بل الملاحدة المنافقين، وأنه من أكفر الأقوال وأعظم الجهل (رسالة في علم الباطن والظاهر). ثم يريدنا ولد أباه أن نقتنع بأن ابن تيمية يسلك هذه المسلك وينتهج هذا المنهج؟ لا لشيء إلا لأن ولد أباه أراد له أن يكون كذلك.

وفي سبيل محاولة عقلنة ابن تيمية التي يسعى إليها بعض الكتّاب ويحاول ولد أباه أخيراً اللحاق بهم؛ يتم تصوير هجوم ابن تيمية على الفلسفة وعلم الكلام؛ على أنه دفاع عن العقل ضد وضع قيود وأطر تقيد التفكير العقلي.
وهذا الكلام مع أنه يخطئ كثيراً في حق ابن تيمية؛ فإنه يكشف عن عداء منطلقه الجهل لعلم الكلام الإسلامي الأشعري والمعتزلي على حد سواء.

فقبل أن أوضح موقف ابن تيمية من "القيود التي تحكم الفكر والعقل"؛ أجد لزاماً علي الوقوف عند اتهام ولد أباه لعلم الكلام بأنه تحول إلى مذاهب مغلقة ومسلمات محنطة وأنه بغير حق يبني سلطة تأويلية تكون بذرة أرثوذكسية مفروضة على غرار المؤسسة الكنسية. فهذا كلام من لا يعرف عظمة التراث الكلامي الإسلامي في العصر الإسلامي الوسيط؛ فعلم الكلام لم يكن أسير مسلمات محنطة؛ بل كان المتكلمون يكتبون بديناميكية وشجاعة لا تقف عند حدود. فالانتماء لمذهب لم يكن يمنع متكلميه من تتبع نقاط الضعف فيه ونقدها واقتراح بدائل فكرية لها. وهل خرجت كتابات الرازي والآمدي والأرموي من رحم مسلمات محنطة؟ ألم يفتح الفخر الرازي علم الكلام على آفاق جديدة، وأتى الآمدي وأعاد النظر في حجج المتكلمين ونقدها بذكاء وعمق استفاد منه ابن تيمية في ردوده عليهم؟ ففي مسألة (حلول الحوادث في ذات الله) وهي المسألة الطريفة التي يزعم ولد أباه أن تيمية لم يسبق إليها؛ اعتمد ابن تيمية بشكل كامل على حجج الرازي والآمدي في نقد أدلة الأشاعرة والمعتزلة بمنع قيام الحوادث بالله.

ومع أهمية البحث العقلي عند المتكلمين؛ إلا أنهم لم يجعلوه السلطة الوحيدة التي تحكم الفكر والعقل. فقد فتحوا الباب أمام التفسيرات المختلفة للإسلام، وقالوا: "طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أحكم"، وهي المقولة التي نقدها ابن تيمية رافضاً الخروج عن طريقة السلف قيد أنملة. مقرراً أن سلطة "فهم السلف" هي الحاكمة على العقل وعلى الفهم (انظر الحموية على سبيل المثال). وعندما تمت محاكمة ابن تيمية كان المطلوب منه أن يعترف أن عقيدته هي فهمٌ للإسلام، ولكنه كان يرفض إلا أن تكون هي الإسلام كله.
وهذا يوضح لنا من الذي حول علم الكلام إلى مذاهب مغلقة ومسلمات محنطة وأنه بغير حق يبني سلطة تأويلية تكون بذرة أرثوذكسية مفروضة على غرار المؤسسة الكنيسة.

أما ما نسبه الأستاذ إلى ابن تيمية من مذاهب طريفة غير مسبوقة؛ فهي تعيد سؤال الأصالة عند ابن تيمية، فكثير من هذه المذاهب إنما هي إعادة انتاج لمذاهب ابن عربي، وابن سينا (كما أوضح ذلك يحيى ميتشوت وجون هوفر)، وابن ملكا، والآمدي وغيرهم. لكن لماذا تبنى ابن تيمية مقولات من يراهم كفاراً ومبتدعة؟ سأدع جواب هذا السؤال إلى مناسبة أخرى.

إن الإبداع الحقيقي لابن تيمية هو في نظريته السياسية، حيث أعاد تفسير النظرية السنية السياسية لتتوافق مع المتغيرات السياسية والاجتماعية في دولة "المماليك"، ولكن لهذا أيضاً حديث آخر.

وفي الختام، فلا أجد سبباً منطقياً دعا ولد أباه إلى كتابة هذا المقال المليء بالمغالطات؛ إلا سبباً واحداً، وهو مشكلة كثير من الكتاب والمفكرين اليوم، وهو الاستهانة بتراث الأمة الكلامي، والاستهانة بالقراء أن يقدم لهم ظنونه على أنها علوم محققة، ولسان حاله يقول:
فلا تحقق ولا تدقق وانسبْ شآماً إلى عراقِ
فأيُّ شيءٍ كأيّ شيءٍ بلا اجتماعٍ ولا افتراقِ

سعود السرحان
Ssa205@ex.ac.uk

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ذوشخصيتين متناقضتين
muhammad -

حقا ان ابن تيمية ذو شخصيتين متناقضتين فتجده في موقف شديدا جدا على الصوفية والى حد اباحة دمائهم ثم تجده في مكان اخر يصف الصوفية وكانه ملائكة وكذلك الحال مع زيارة القبور فهو يكفر من يزورها لكنه في موقف اخر يذكر ان استاذه ابن حنبل يجيز الزيارة والتوسل وان ابن حنبل كان يتوسل ويجيز حتى القسم برسول الله من يدرس ابن تيمية في كل ماكتب يجده متناقض الى حد بعيد وكانه يعطي الاراء حسب الطلب وخاصة اذاكان الطالب حاكما فهو كثير الخصومات والاهواء وطالب للشهرة لكن المصيبة ان اتباعه الحاليين قاموا باخفاء الراي المتسامح لابن تيمية ونشروا الراي التكفيري والمتشدد له وبالتالي استخدموا فتاويه الكبرى ومنهاجه في استباحة الاخرين اما كونه فيلسوف فهذا الامر يدعوا للسخرية كل ماقام به هو شتم الفلاسفة من دون ان يعلم او يفهم ماذا قالوا وهذه من طبيعة ابن تيمية المتسرعة بالحكم لهذا فهو يحكم حكما قاسيا ثم عندما يراجع حكمه القاس والخاطئ ياتي بحكم اخر يناقض الاول وكانه غير مسؤول عن افكاره

تطرف
محمود -

ابن تيمية هذا هو اول من جلب التطرف والتشدد التي ما زلت الامة الاسلامية تعاني من اثارها الى الان ....فا اقرب ما نقول عنه لو كان في عصرنا هذا ((( ارهـــابي ))

تعليق غير صحيح
عبدالله -

الاخ محمدنعليقك غير صحيح ولا يستند على اي مبادئ علمية ، والمراجع العلمية الصحيحة لسيرة هذا العالم تؤكد ذلك ، فابن تيمية رحمه الله انتهج منهج السلف الصالح في اتباع القران والسنة ، ولذلك كان شديدا على الفرق التي انتشرت فيها فيها البدع والضلالات ، فأما بشأن الصوفية فقد امتدحها ابن تيمية إذا كانت في فلك الزهد والتقشف والبعد عن مزاهد الدنيا ، وأما إذا كانت تجيز الدعاء لغير الله سواء كان لدعاء لقبر أو غيره فقد هاجمها لتعارض ذلك مع أصول العقيدة الصحيحة ، واما بشان الفلسفة فقد حذر منها لبدء لانتشار الترجمة في عهده ، وقد خاف على العامة ان يفتنوا بكتب الفلسفة ، وبالتالي كان تحذيره منها من باب سد الذرائع ، ولا تنس ان كثيرا من كتب الفلسفة تمجد آلهة الاولمب ، وعلينا ان نفرق بين اثرها على القارئ العادي من القارئ المثقف الاديب ، والطامة الكبرى أن ابن تيمية رحمه الله تعرض لحملة شعواء نتيجة تشويه كبيرة ، خاصة من بعض الفرق الاخرى والتي افترت عليه كثيرا ، تحملها صابرا في سبيل قول الحق ، ويكفينا أنه مات ساجدا في سجن القلعة بدمشق لأنه لم يتراجع عن فتواه بوقوع طلاق الثلاث طلقة واحدة ، والتي اعتنقت الآن معظم قوانين الأحوال الشخصية العربيةرأيه وقننته وفرضته في محاكمها،و التي رأت في هذه الفتوى تيسيرا على الناس وفي نفس الوقت التزاما بصحيح القران والسنة.لم يولد الانسان الكامل بعد ولن يولد ، فلنذكر ايجابيات علمائنا ، وندعو الله ان يغفر لنا ولهم الزلات ، وهذا هو مقامهم وتقديرهم ، ولابد أن نعي ايضا ان ليس كل من خالفك هو عدوك ، فقد يكون هناك الكثير من الناس يختلفون مع ابن تيميةفي فكره وفتاويه ، لكن ذلك لا يعني أبدا أنه عدوهم ، فلنرتقي بحوارنا إلى أن نحترم وجهات النظر المختلفة والمتباعدة دون انتقاص أو تجريح او تشويه ، وبكل موضوعية .

ابن تيمية والشيعة
محمد علي -

ان سبب كره الشيعة الشديد لابن تيمية هو ان ابن تيمية انتقد تعاون ابن العلقمي والطوسي والكثير من الشيعة - انظر كتاب البداية والنهاية لابن كثير -مع المغول عند احتلالهم وتدميرهم لبغداد بل وان هولاكو وضع الطوسي مستشارا خاصا به وكان يثق به ويعتمد عليه وان حكومة الجمهورية الاسلامية الايرانية احتفلت قبل عدة سنوات احتفالا كبير بابن الطوسي واصدرت طابعا بريديا يحمل صورته تكريميا له وان ابن تيمية عندما انتقد هؤلاء كان في معرض تحشيد اهل الشام لان يقفوا وقفة رجل واحد في محاربة المغول والصليبيين الذين هددوا بلاد المسلمين وقد تم له ذلك عندما انتصر اهل الشام على المغول وكسروا شوكتهم

ناسخ ومنسوخ
مشاغب -

مخالف لشروط النشر

الإبداع الحقيقي
أبو جميل -

الإبداع الحقيقي لابن تيمية هو فتاوي القتل وماسببته من مصائب وويلات إلى يومنا هذا. هذه الفتاوي تعشعش في عقول الملايين وهذه مصيبة. يحاول الكاتب بلا جدوى تلميع صورة ابن تيمية. ماهي علاقة ابن تيمية بحاكم دمشق الطامع برزق الأهل الأصليين للبلاد. ابن تيمية الغريب عن دمشق يفتي بقتل سكان سوريون لمجرد أختلافهم الطائفي. موقف ابن تيمية من الفلسفة واضح وهو اقتلوا الفلاسفة جميعاً. ألم يسمع الكاتب بمقولة: تمنطق فتزندق. ابن تيمية المتذبذب، المتسرع، الغير محترم لحق الآخرين بالعيش والإختلاف ومؤسس كل فلسفة القتل المعاصرة، مسؤول عن الكثير من الدمار في المنطقة.

جمود وتكفير
الخالدي -

ان احد اكبر اسباب هبوط هذه الامة هو التطرف والتكفير ولقد كان لابن تيمية لمسات كبيرة في هذا التطرف والتكفير حيث كان الرجل جامدا على النصوص وغير منفتح حتى ان الكثير من علماء الامة لايقرون بعلميته او بفتواه

ابن تيميه ليس سلفيا
ali -

إن ابن تيمية وإن كان ذاع صيته وكثرت مؤلفاته وأتباعه، هو كما قال فيه المحدث الحافظ الفقيه وليّ الدين العراقي ابن شيخ الحفّاظ زين الدين العراقي في كتابه الأجوبة المرضيّة على الأسئلة المكيّة: "علمه أكبر من عقله "، وقال أيضا: "إنه خرق الإجماع في مسائل كثيرة قيل تبلغ ستين مسألة بعضها في الأصول وبعضها في الفروع خالف فيها بعد انعقاد الإجماع عليها". اهـ. وتبعه على ذلك خلقٌ من العوام وغيرهم، فأسرع علماء عصره في الردّ عليه وتبديعه، منهم الإمام الحافظ تقي الدين علي ابن عبد الكافي السبكي قال في الدرّة المضية ما نصّه: "أما بعد، فإنه لمّا أحدث ابن تيمية ما أحدث في أصول العقائد، ونقض من دعائم الإسلام الأركان والمعاقد، بعد أن كان مستترا بتبعية الكتاب و السُّنة، مظهرا أنه داع ٍ إلى الحقّ هاد ٍ إلى الجنة، فخرج عن الاتّباع إلى الابتداع، وشذ ّ عن جماعة المسلمين بمخالفة الإجماع، وقال بما يقتضي الجسميّة والتركيب في الذات المقدّس، وأن الافتقار إلى الجزء- أي افتقار الله إلى الجزء- ليس بمحال ، وقال بحلول الحوادث بذات الله تعالى، وأن القرآن مُحدَث تكلم الله به بعد أن لم يكن، وأنه يتكلم ويسكت ويحدث في ذاته الإرادات بحسب المخلوقات، وتعدى في ذلك إلى استلزام قِدَم العالم، والتزامه بالقول بأنه لا أول للمخلوقات فقال بحوادثٍ لا أول لها ، فأثبت الصفة القديمة حادثة والمخلوق الحادث قديما، ولم يجمع أحد هذين القولين في ملة من الملل ولا نِحلة من النحل، فلم يدخل في فرقة من الفرق الثلاث والسبعين التي افترقت عليها الأمة، ولا وقفت به مع أمة من الأمم هِمّة، وكل ذلك وإن كان كفرا شنيعا مما تَقِلَّ جملته بالنسبة لما أحدث في الفروع .

allah akbar
abdallah -

إبن تيمية هو شيخ الإسلام رغم انف الحاقدين، وانت يا سوري ياحاقد " أبو جميل" إتق الله في العالم فوالله لن تصل إلى شيئ يسير مما وصل اليه العلامة.