أصداء

الاقتراع أداة خاطئة في اختيارممثلي الشعب

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الديمقراطية التي أرسى بناءها اليونانيون قبل نحو ثلاثة الاف عام، تحتاج برأيي الى أداة صحيحة اكثر في اختيار ممثلي الشعب عبر الاقتراع وهنا لست أدافع عن الديكتاتورية أو الفاشية أو الملكية، بل بالعكس تماماً، أحبّذ أن تكون السلطات السياسية والاقتصادية في يد الشعب. والعقبة في أن الاقتراع بنظري، أداة خاطئة لتأمين هذه السلطة. في هذا المقال سأشرح نواقص الاقتراع، لماذا هو جوهري وأقترح بديلاً منه، ربما قد لا يكون الحل الأمثل، غير أنه أفضل بأشواط من الاقتراع0

لمـاذا نقتـرع؟

بداية نسأل لماذا نقترع؟ ما الغاية من الاقتراع؟ وهل للاقتراع قيمة بحد ذاته؟ بقليل من التمعن، ندرك أن ليس للاقتراع قيمة بحد ذاته بل هو وسيلة لتحقيق هدف0 وهذا الهدف ليس الديمقراطية لأن الديمقراطية عرف الأكثرية، وليست حق اعطاء السلطة لكل الناس0 لهذا السبب فان للديمقراطية أعرافها وقوانينها التي تحمي حقوق الأقليات من تعسف قد يأتي من الأكثرية. وبتمعّن أكثر، نجد أن الغاية أو القيمة التي يحاول الاقتراع أو تحاول الديمقراطية تحقيقها هي تقرير المصير0

تقرير المصير قيمة بحد ذاته وهو حقوق الانسان0ولكن ما المقصود بتقرير المصير؟ تقرير المصير ليس الحرية المطلقة للفرد فحرية كهذه من شأنها أن تتحول الى مشاكل بين الأفراد الذين يختلفون بالرأي. وهذا النوع من الحرية يسمح لطالبي السلطة، عبر الاقتراع، أن يختاروا، بوعي أو عن غير وعي، نفعهم الخاص على حساب الآخرين0اذ تخضع القوانين لسطلة الحكام، فيغيرونها بحسب مصالحهم وقدرتهم على خرق هذه القوانين واخفاء انتهاكاتهم لها.

اذا ما مواصفات تقرير المصير؟ أنه كغيره من القيم التي تعني أكثر من شخص واحد، يجب أن تضم أطراً اجتماعية كخطوة لتحديد صفة تقرير المصير، وأرى الأفراد في المجتمع تتوفر لديهم آلية تقرير المصير عندما تستخلص هذه الآلية تحقيق حاجاتهم وآمالهم وطموحاتهم بنسبة حجم هذه الحاجات وتأثيرها في الفرد.

فلنتأمل تقييم عملية الاقتراع بمقياس تقرير المصير فيتبيَّن لدينا وجود فشلين أساسيين:

الفشل الأول في الاقتراع هو أن من النادر أن يعكس النواب نظرة المجموعة التي اقترعت لهم0 فالمنتخبون غالبا ما يختلفون عن عامة الشعب من الناحية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والأخلاقية، فهل هذا مهم؟

أظن أن ذلك من الأهمية بمكان وسأوضح لماذا:

ثـلاث حجـج

1 - الحجَّة الاولى أن الفريق المقترَع له يمثل الأفضل والأذكى وأن قراراتهم ستلبي حاجات، وتطلعات وطموحات الشعب بشكل أصح. بالرغم من أنني أعارض هذه المقاربة0 فان هذه الحجة خارج الموضوع لأن الغاية من الاقتراع تقرير المصير وليست في فعالية اتخاذ القرارات للمجتمع والوطن0 حقيقة، أنا أجاهرفي أن أفضل المراحل لتحقيق الغاية في تقرير المصير هي أيضا تحقق أفضل القرارت للمجتمع وللوطن0 في أي حال، اطروحة كهذه خاضعة للنقاش، وما يعنيه في هذا المقال التركيز على الغاية من تقرير المصير الذي هو قيمة بحد ذّاته0 وأعتبر قيمة تقرير المصير أهم من قيمة الفعالية0

2 - الحجة الثانية هي أنه بالرغم من أن الممثلين يختلفون بوضوح من نواحٍ عدة عن منتخبيهم الا انهم قد يمثلون رغباتهم وحاجاتهم بشكل لابأس به0 أما الحجة المعاكسة فهي أنه لو كان الأمر نظريا ممكناً، فان الممثلين لا يتصرفون بطريقة تعكس صحة مطالب وتطلعات وطموحات الناخبين0 هذا يتجلى بوضوح حين نحكم على القرارات التي يتخذها لممثلون كمجموعة0هذه القرارات غالبا ما تكون منحازة لفئة من المواطنين. وعملياً علينا أن نتوقع حدوث مثل ذلك، لأنه حتى ولو لم يكن الفساد شاملا، هناك دافع قوي ورؤى عميقة الجذور هي نتيجة محيط وخلفية الممثلين0 هذه الدوافع تطغى بوضوح وبدون أدنى ريب على طريقة اتخاذ القرارت كفريق عمل 0

3 - الحجة الأخيرة تعتبر أن طريقة الاقتراع بحد ذاتها تحتوي على نسبة عالية من تقرير المصير0 أما الحجة المعاكسة فهي أنه ولو كان ذلك صحيحا، وأنا لا أوافق على صحته (للاختصار لن أناقش)، المهم أن عملية الاقتراع غالبا ما تقود الممثلين الى اتخاذ قرارات تحتوي على نسبة ضئيلة من تقرير المصير0 وبمعنى آخر فمن الملاحظ أن ثمرة الاقتراع هي سلسلة من القرارات تحوي نسبة ضئيلة من تقرير المصير0 نحن نهتم بنتيجة الاقتراع لا بالاقتراع كعملية بحد ذاتها0 اذا كان الاقتراع بشكل دائم يعطي نتائج غير مطابقة، فانه أياً كانت حسناته، يبقى الأداة غير الصالحة لتحقيق هدف تقرير المصير0

ان الفشل الآخر لعملية الاقتراع هو كونه يتأثر بالمال، وبالزعامة المسبقة، وبجاذبية المرشحين، بطريقة تقديم المرشحين في الاعلام، وفي النظم الديكتاتورية والفاشية، بالخوف0 هناك أمثلة على هذا الفشل في المجتمعات والأوطان0 وهناك نظريات تبين أنه حتى أنواع جيدة من الاقتراع قد تعطي نتائج مختلفة (راجع نظرية اروز) وان عملية الاقتراع لا تفلت من كونها عرضة للتجاذبات (راجع نظرية جيباد- ساترثويت)0 هذا النقص في قيم العدل والنزاهة وبسبب الفساد هذا، تكون عملية الاقتراع بحد ذاتها، بقطع النظرعن النتائج ملتوية ومتناقضة0 طبعا هناك جهود عدة لتخفيف هذا النقص منها تمويل الحملات الانتخابية من الشعب، مراقبة الانتخابات من خارج البلاد، مراجعة وتدقيق الانتخابات بعد انتهائها وغيرذلك0 والحافز لربح الانتخابات مرتفع واستعمال كل وسائل الربح التي تجعل من طريقة الاقتراع غير ثابتة بعدلها.

بكلمة أخرى فانه حتى ولو استعملت طرق، في حالات محددة، من أجل جعل عملية الاقتراع عادلة فان أية ميزة مع الوقت تطغى على عملية الانتخاب، مثلا اذا كان الانتخاب خاضعا لتأثير المال، فان المرشح القادر على جمع اكثبر قدر من المال يسود في الانتخابات. وبما ان السلطة توافر فرصة جمع المزيد من المال فان الانتخاب يصير حافزا قويا للفساد.

في اختصار، ان اصلاح الاقتراع عمليا ونظريا، بأحسن الحالات مكلف، لاحدود له ومردوده محدود0ملاحظة أخرى في الفشل الآخر للاقتراع هي أنها عملية تستنفذ كمية هائلة من الوقت، المال والجهد0بالاضافة الى أن عملية الاقتراع تقوي تناقضات عدة في المجتمع0 طبعا ان لم يكن هناك من طريقة أفضل، رغم كلفتها ونقائصها، من أجل تحقيق الشيء اليسير من تقرير المصير فان عملية الاقتراع تبقى أقل ضررا من قوانين التحكم والفاشية0 بقليل من التصور، نستطيع التوصل الى الكثير من البدائل0 في هذا المقال أقترح احدى هذه البدائل0

القرعــة

أداة هذا البديل هي القرعة. مثلا، يمكن انتقاء أسماء الممثلين بواسطة القرعة إذ يحق لكل شخص جاوز 18 سنة من عمره أن يحصل على بطاقة واحدة للقرعة0 بداية قد تبدو الفكرة غريبة0 بالتمعن، هي غريبة فقط لكونها جديدة0 تأملوا كم تحقق القرعة غاية تقرير المصير.

1 - ان نتيجة القرعة تعكس تقريباً آراء الشعب. هذا اذا أخذنا في الاعتبار الطبقة الاجتماعية، المستوى العلمي، الانتماء الديني، التوجه السياسي وغيره، وهذه نتيجة علم الاحصاء0 في حال أردنا أن نظهر أكثر رأي شريحة أصغر من الشعب فما علينا سوى أن نزيد من حجم العينة0استنادا الى مبدأ الاحصاء، فانه بالامكان الوصول الى تمثيل صحيح بعينة صغيرة.

2 - قرعة نزيهة هي عملية عادلة، بما أن لا تأثير مطلقاً للمال، للانتماء، للجاذبية، للاعلام أو للخوف.

3 - طريقة القرعة تشجع الناس على مناقشة آرائهم والتقارب، لأن لا أحد يمكنه أن يتنبأ بمن سيكون الفائز0 بكلمة أخرى " ابقَ لطيفا معي لأن لدي كما لديك الحظ حتى أكون غدا في المجلس".

4 - طريقة القرعة أقل كلفة بكثير من طريقة الاقتراع ويمكن أن تنفذ بأقل نسبة من الاضطراب في الحياة اليومية. لهذا السبب، فان طريقة القرعة أكثر ايجابية وديناميكية ويمكن استعمالها مرات أكثر بخاصة حين تدعو الحاجة لاثبات شرعية أمر مهم.

5 - التأكد من نزاهة القرعة وتصحيحها أسهل من التأكد من نزاهة الاقتراع واعادته. مثلا: امكان أن يصبح أحد أقرباء أو أصدقاء ممثل سابق ممثلا بدوره، احتمال ضئيل جدا في مجتمع يحتوي على مليون مرشح0 بما ان ذلك صحيح، يصبح من السهل وضع قانون يلغي بصورة اوتوماتيكية نتيجة القرعة في حال حدث ذلك وبالتالي يستبعد التحيز والوراثة السياسية والاستزلام.

6 - ان لممثلي القرعة دافعاً أقل في أن يصبحوا فاسدين لسببين: أولا، تعيينهم هو لدورة واحدة وسيعودون من بعدها الى حياتهم الطبيعية وأعمالهم، فأي قرار مؤذٍ سيؤثر لا بد على أكثريتهم لأنهم يعكسون شريحة كبيرة من المجتمع 0ثُانيا، الممثلون لا يعرفون من سيأتي بعدهم وهؤلاء اللاحقون لديهم السلطة في ابطال القرارات الفاسدة السابقة وبالتالي لديهم القدرة بمحاسبة من اتخذ هذه القرارات0

صَـواب القرعــة

من النظرة الأولى، قد يظهر نقص في طريقة القرعة. لذا سأعرض بعضه وأناقشه:

1 - في القرعة لا دور للناس أو للممثلين في العملية. نظرة سطحية لهذا الأمر تظهر رفضا لروحية تقرير المصير0 الحقيقة، أن الغاية هي تمثيل يؤمن الارادة التي توثر في حياة الشعب وليس تقرير المصير في انتقاء الممثلين0 في اختصار، نقطة التركيز ليست في وسيلة الانتقاء بل في نتائجها والقرعة تضمن نتائج اختيار ممثلين يجسدون تقرير المصير بشكل أفضل0

2 - ممثلون منتقون بواسطة القرعة قد لا تكون لديهم الحكمة والخبرة لوضع القوانين والقرارات الحكيمة. ليس على الممثلين أن يكونوا حكماء، بل أن يعكسوا حاجات، تطلعات وطموحات مختلف شرائح المجتمع0 وهم يفعلون ذلك جماعياً بموجب الطريقة التي تم بها اختيارهم. أما في الخبرة لوضع القوانين، فهذا يؤمن لهم بواسطة خبراء ينتقون لفريق الممثلين على شكل مكاتب هيئات موازنة ومكاتب هيئات تشريع0هذه الهيئات تختار أيضا بواسطة القرعة من بين مجموعة اختصاصين كفوئين ولمدة محددة من أجل تفادي الفساد ومبدأ مركزية السلطة0

3 - ليس من استمرارية للحكم في طريقة القرعة0 الطريقة الاولى للاستمرار هي الاختيار بالقرعة قسم من الممثلين كل بضع سنوات، بما يضمن وجود ممثلين قدامى. الأهم، الاستمرارية تؤمن بكون رأي الممثلين في أي موضوع سيعكس رأي المواطنين كما ذكرنا سابقاً. وما دامت النظرة نفسها لدى الناس، تكون نفسها لدى الممثلين، مهما تغيّر الافراد.

4 - في طريقة القرعة، ليس لدى الممثلين الحوافز ولا الخبرة في التعرف على الفساد الحاصل من قبل سابقيهم من الممثلين0 أولا، بالنسبة الى الحوافز، من طبيعة القوانين الفاسدة أنها تفيد الأقلية على حساب الأكثرية0 ولما كان ممثلو المجموعات هم أكثر تمثيلا للشعب، فانهم لابد وأن يشعروا بتأثير القوانين الفاسدة بنسبة صحيحة0 وبسبب تأثيرهم المباشر على حياة الممثلين، فالقوانين الفاسدة أو الرديئة تتم ملاحظتها. ان الأشخاص الفاسدين او التكتلات ذات المصلحة الخاصة الذين يحاولون رشوة الممثلين من أجل تمرير قانون فاسد يتطلب منهم ليس فقط رشوة شخص واحد بل رشوة أكثرية انتقيت بالقرعة من مجموعة. وايضا عليهم رشوة كل من سيلحق بالمجموعة هذه من الذين سيؤثر عليهم القانون الفاسد. في المحصّلة، فان الأشخاص الفاسدين أو تكتلات المصالح الخاصة، عليهم أن يرضوا كل الناس المتأثرين بالقانون الفاسد بقيمة هي على الأقل توازي مردود القانون الفاسد.

بالاضافة الى ذلك، فقد يكتشف الفساد بسبب تتابع عملية الاختيار بالقرعة مما يمكّن، في أي وقت، المجيء بعدد ولو قليل ممّن هم على نسبة عالية من النزاهة لشغل المنصب، مما يجر المقترف والفاسد الى العدالة. ان هذا يجعل من الفساد أمرا مكلفا وخطيراً. حصريا، فان عاملي السرعة والتوفير في خلفية اختيار الممثلين بطريقة القرعة، هي التي تجعل من الفساد عملية صعبة، غير مربحة وخطرة0 في المقابل، عملية الاقتراع، بحد ذاتها تحتوي على حوافز قوية الفساد0

5 - في طريقة القرعة، قد يرفض الكثيرون المشاركة. الى ان يصبح المشاركون هم نفسهم المرشحون في نظام الاقتراع. جوابا: الخدمة كممثل عن الشعب يجب أن تكون الزامية، من الواجب أيضا أن تنظم حملات تشجع على هذه الخدمة.

في الحقيقة، انا أعتقد ان الناس يرغبون في الخدمة0 فان في الدول حيث يرون السلطة فيها تعني القوة، فان الشعب من الطبيعي أن يرغب في الخدمة0أما في الدول التي يرون فيها السلطة كمسؤولية فيمكن اقناعهم بسهولة أن الخدمة كممثلين هي أمر مجدٍ0 أخيرا، فحتى في حال أتت القرعة بالناس ذاتهم، فانها تكون عملية أوفر، أسرع، مع أقل تخاصم بين الناس واذا فَسُدَ الممثلون فمن اليسير على المتضررين ان يشاركوا في القرعة.

النتيجة، أن الاقتراع أداة خاطئة في اختيار الممثلين، والبديل هي القرعة كحل أفضل بكثير في اختيار من يجسدون حاجات وتطلعات وطموحات الناس0

الدكتور نبيل فارس

(جامعة البلمند - 2009)

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
فكرة
سامي -

اعتقد أنها فكرة تستحق النظر فيها ويجب تجربتها

أين هي الديمقراطية
أحمد توفيق -

لم أعلم بأن التمثيل الشعبي يدخل ضمن اللوتو أو دولاب الحظ، القرعة يا سيدي هي حظ وما أدراني بان الذي وقع عليه الحظ (لأنها قرعة) سيكون خير ممثل لي بالمجلس النيابي؟ الإقتراع الصحيح يعتمد على وعي المقترع لجهة من ينوب عنه فإذا لم يكن النائب الناجح على مقدار المسؤولية التي أُلقيت على عاتقه فيجب أن يترجم هذا بصناديق الإقتراع في الدورات التالية وهذا كما قلت يعتمد على وعي الناخب ، يجب على الناخب أن يحاسب النائب عن الدورة التي كان ممثلاً بها فإما أن يفوز لأنه أثبت جدارته وأما أن يخسر لأنه كان السبب فيما لم يحققه ... ما أقصده هنا أن الناخب بيده القرار لأنه يجب عليه محاسبة من أعطاه توكيلاً عنه ... أما إذا كان المؤثر الإنتخابي هو المال السياسي فهذا يعني أن المجتمع في خطر ويعني بأن الناخب ليس مهتماً بخياراته وقناعاته السياسية وهذا دليل إنحطاط أخلاقي من الناخب ومن النائب معاً ... وهذا الشيء لا نراه إلا في البلدان المتأخرة في حقوق الإنسان ولا نراه أبداً في الدول المتقدمة مثل السويد والنرويج وغيرها من الدول المتقدمة .. عموماً إنها فكرة لا بأس بها ولكن لا بديل عن الصراع من أجل ديمقراطية صحيحة وصحية وشكراً

الى الاخ أحمد
وائل -

من قال أن النائب المنتخب سيكون خير ممثل أيضا. أغلب أعضاء المجالس النيابية في الدول المتقدمة حصلوا على مقاعدهم لقدرتهم على جمع المال السياسي بشكل أفضل (وأقول هنا الأغلب وليس الكل) وأغلبهم من المحامين (وهذا من تجربة شخصية في احدى اكتر الدول تقدما و ذات ديموقراطية عريقة. المجلس هو لتمثيل الشعب ككل وليس محل صراع أو اثبات الذات. فكرة استخدام القرعة Sortition, قديمة واعتمدها الاغريق أيام ديمقراطيتهم القديمة لأكثر من 200 عام

فكرة تستحق الدراسة
خالد الحسيني -

بمجرد ان قال الكاتب ان النواب ليسوا من طبقة الشعب .. قلت أجدت وصدقت !

التوعية أخ وائل
أحمد توفيق -

النظام الديمقراطي بحد ذاته جيداً ولكن ممارسته بطريقة خاطئة لا تعني أن الديمقراطية ليست جيدة طبعاً لن تعني ذلك، الممارسة هي التي تكون إما صحيحة وإما يشوبها شائبة ما، إذا كان المجتمع المدني على درجة من الوعي لإظهار قناعاته السياسية ضمن صناديق الإقتراع سوف يقوم بإيصال من يمثل وجهة نظره إلى الندوة البرلمانية، ومن قال بأن النخبة فقط هي التي تفوز هذا يعني بأنه قد أسقط من بحثه ندوات برلمانية هائلة سواءاً في الدول الإسكندنافية أو حتى الدول الإشتراكية السابقة التي لم يكن للنخبة فيها أية أدوار ولكن للأحزاب بالطبع أدوار مهمة، هنا الناخب يقترع لحزبه وليس لشخصية معينة أو يعاقبه لأنه لم يحقق برنامجه المعلن، المهم في العملية الديمقراطية هو الوعي ... توعية الناخب مهمة جداً ، أما بالنسبة للمال الإنتخابي ففي الدول الإسكندنافية الدولة هي التي تتحمل هذه الأعباء لذا لا وجود للمال السياسي إلا ما ندر سوى في عالمنا وشكراً

السيد خالد الحسيني
-

النواب ليسوا من طبقة الشعب وهل هناك طبقة أخرى أم أنك تقصد الملائكة (مازحاً) بالطبع أنت تقصد شيء آخر أي أن لا يكونوا من النخبة وهذا بإعتقادي ليس بالمهم على الإطلاق، المهم في الديمقراطية التوعية ... توعية المواطن بحقوقه ... أنا لا أنتخب ممثلاً عني كي يكون أعلى مني مرتبة لا ولكن أوكله كما أوكل المحامي في قضية ما ... هنا النائب هو موظف لدى الشعب فحينما يفشل هذا المحامي في تمثيلي سأغيره وإذا أثبت جدارته سأوكله بقضية أخرى (دورة أخرى).. ولكن هذا لا يحصل للأسف في دولنا العربية. يعامل المجتمع العربي النائب المنتخب أنه قائد فصيل أو زعيم طائفة أو..أو.. من هنا أقول يجب على مثقفينا أن يقوموا بتوعية المجتمع لدور الناخب في إنشاء السلطة ومن ثم تداول هذه السلطة بما يضمن حقوق المجتمع في الرقي والإزدهار وشكراً