أصداء

ناقوس الخطر يهدد هويتنا

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

يؤكد الواقع في عصر العولمة... وقد أظهر التشخيص المنطقي أن الهوية العربية في أزمة كبرى... من خلال تداعي المرجعية وذوبان الهوية العربية ثقافةً وحضارة وانتماءً ومشاركة،ووجوداً وتأثيراً على الهوية والكيان.

فهناك خصائص ومرتكزات أساسية تشكل كيان وهوية أي أمة من الأمم وئؤكد مبدأ التأثير وتحقيق الأهداف بما يواكب التطور ويحافظ عليها من الاضمحلال والذوبان أمام أي هوية غربية أو مرجعية أجنبية. وتتمحور هذه المرتكزات حول الجانب الديني والفكري والسلوكي والعلمي والمدني والسياسي.

وبما أن قوة أي كيان تكمن في مدى استيعاب خصائصه وتوفيراللبنات الأساسية التي تقوم عليها والأرضية الخصبة القادرة على البناء عموماً وصنع هوية واثقة على وجه الخصوص.فاليوم عندما نسأل عن هويتنا؟ تبادرنا الإجابة البديهية التي تعودنا ان نسمعها بأنها الهوية الإسلامية العربية، لينتج عن ذلك الرد التقليدي سلسلة من الأسئلة الحائرة التي تقودنا إلى المعرفة بأصول الهوية والكيفية في تقويتها وحضورها العربي العالمي بأبعادها المحورية مثل: مامدى معرفتنا بماهية الهوية الإسلامية العربية؟ وما أسباب تشتت الصورة الحقيقة لهويتنا؟ ولماذا نفقدها بيننا وعند الأخر؟؟ وما علاقة المرتكزات بالهوية وقوة العلاقة الطردية بينهما؟

في البداية: يجب ألا تكون المعرفة بالهوية معرفة سطحية لا عمق فيها بالشكل العام ولا بمدلولاتها التأثيرية فالإنسان العربي إنسان مستقبل أكثر من كونه مرسلاً مع تكاسله في البحث والتقصى من جانب آخر ومن ثم فالعربي لا يعي أهمية تمثيل نفسه وبث هويته وتأثيره على الأخر ويفتقد روح المسؤولية و الرسالة السماوية بدوره اتجاه المجتمع الأخر غير ذلك افتقاده للعنصر الأهم ألا وهو أهمية دوره في المنظومة الحياتية، لذلك أصبحت هوية العربي مشتتة لديه قبل أن تكون غير واضحة عند الأخر. أما المسببات لهذه المعضلة العربية تتمثل أولا في دور الوطن في بناء القاعدة العلمية المعرفية الصحيحة والواضحة والتي تتمثل في الإستراتيجية التعليمية والمحتوى العلمي ومدى تطبيقه وجدواه، ومدى توفير الوطن الأسس المنهجية والمقومات الأساسية للمواطن للنهوض فكريا واجتماعيا وصناعيا واقتصاديا وسياسيا، والاختلافات والفرقة الموجودة بين العرب والصيحات القومية والنعرات الإقليمية على حساب الرؤية الإسلامية كان له الأثر الكبير في هذا الضعف، وتصنيف الدول العربية ضمن دول العالم الثالث أو مايسمى بالعالم النامي لضعفها العلمي والتقني في مجالات العلوم الحياتية والتقنية الصناعية لأن العالم العربي الى الأن عالم مستهلك ومحدود في مجال التعليم العالي الخاص في مجالات التقنية الدقيقة ومازال هناك قصور في تأسيس البنية التحتية لها فبذلك نتعرف على مدى تأثير القوة الاقتصادية التي تقوم على التقدم العلمي والإنتاج الصناعي والزراعي والقوة العسكرية الناشئة عن امتلاك التقنية ومن خلال القوة الاقتصادية والعسكرية تأتي القوة السياسية وكل ذلك مرتبط في تقوية الهوية أو ضعفها، وذلك هو دور الوطن.

أما دور المواطن فيأتي في جهله بتاريخ الهوية العربية ومصدرها وأسسها التي تتمثل في الدين الإسلامي وفهم مقتضيات الرسالة وتاريخها الحضاري في مجالات عدة وقوتها وصلاحيتها المستقبلية وتخطيها حاجز الزمان والمكان، والانفتاح على الثقافات الأخرى وخاصة الغربية والانبهار بما تملكه هذه الحضارة من تقدم تقني وصناعي وعلمي والافتتان في الحياة الغربية بما فيها من شهوات ومغريات والتأثر بمناهج الدراسة والفكر والفلسفة الغربية وتحقيق بعض المصالح الشخصية والانقياد للتوجيهات الغربية وهذه كانت من الأسباب الدافعة لنزع الهوية العربية والانصهار للهوية الغربية والأخذ بنموذجها في الحياة الفكرية والاجتماعية، وبذلك بدأت معاناة الهوية العربية من أزمات وأولها الأزمة الثقافية وضعف تمثيلها وتفاعلها أفرادا ومجتمعات،والتأخر الحضاري جعلنا نشعر بالضعف والهزيمة أمام الحضارة الغربية ما جعلنا نفقد انتماءنا لهويتنا وقلص من دورنا في المشاركة والحضور في مجالات كثيرة مما أثر في وجودنا ومرجعيتنا وفي ذلك شعور بالدونية الداعية للتبعية والانقياد لكيان قوي يؤثر ولا يتأثر.تراجعنا بخطوات إلى الوراء لا يعني تقاعسنا وتنكرنا لهويتنا فبشعورنا بالخطر المحدق وتلمسنا للأزمة الماثلة ووعينا بالحقيقة الحتمية سننقذ الهوية ونستطيع بخطوة أخرى أن نتقدم حتى يصبح هذا الكيان قوياً ومؤثراً إذا تسلحنا بالوعي المعرفي للإنسان العربي بأهمية هويته وكيفية تعزيزها، مع ضرورة قيام الجانب الحكومي بدوره كاملاً من حيث عزة الإنسان وحماية الكيان وتجهيز البنية التحتية الصلبة التي تجعل الوطن شامخاً فخوراً بمن فيه وتجعل المواطن واثقاً بمقدراته وثوابته.


سميرة مدني
إعلامية وكاتبة إجتماعية
Samira.madni@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف