الدولة الفلسطينية بمواصفات نتنياهو
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو يقبل بفكرة دولة فلسطينية الى جانب دول إسرائيل على مضض، و لكن أية دولة؟ الدولة التي فصلها نتنياهو في خطابه، لا تنطبق عليها مواصفات دولة، لا من قريب و لا من بعيد. دولة منزوعة السلاح، ولا تمتلك جيشا، و بدون غطاء جوي، و ليست لها حرية نسج علاقات دولية. أية دولة هذه التي يريدها نتنياهو للفلسطينيين، و كيف له أن يتصور إمكانية قبول أي زعيم فلسطيني، عربي و إسلامي بذلك، سواءا ً أكان من محور الإعتدال أو الممانعة.
نتنياهو يقول شيئا ً و يعرف الرد عليه سلفا ً: الرفض المطلق. و لكنه يدرك أن الأهم القول و ليس الرد. الرئيس أوباما طلب منه القبول بحل الدولتين، و ها هو يقولها. متشاروه سيهدؤون من روعه عندما يشاهد من واشنطن إصبع تترنح يمينياً و شمالا ً، إنه إصبع الرئيس أوباما، الذي أفهمه ما يتوجب عليه القيام به : نظريا ً القبول بدولتين. عمليا ً وقف الإستيطان كليا ً في الضفة الغربية. ما قام به نتنياهو لم تكن سوى ربع المطلوب منه : نعم، نطق بالكلمة السحرية دولة فلسطينية، كلام موجه الى واشنطن، و لكنه يريد أن يسمعه ليبرمان و حلفائه في الحكومة، لانه قال دولة لا تحمل مميزات دولة، و حتى يطربهم أكثر، رفض وقف الإستيطان بسبب حاجة النمو الطبيعي، و رفض التنازل عن شبر من القدس، و استحال عودة أي لاجئ فلسطيني الى دولة إسرائيل.
الإدارة الأمريكية سارعت الى الترحيب بموقف رئيس الوزراء و إعتبرته تقدما ً. رئيس الوزراء، خلافا ً للتوقعات، يجد في المباركة الأمريكية الإعلامية ضغطا ً متزايدا ً، و ليس قبولا ً بالصيغة المطروحة. و لأن الضغوط الأمريكية تهدف بالأساس الى تهدئة العالم العربي و الإسلامي، اللذين خاطبهما أوباما من على منبرين أساسيين : أنقرة و القاهرة، و وعدهما بمقاربة أمريكية منصفة تقوم على الإحترام المتبادل و المصلحة المشتركة، فإن حكومة إسرائيل تدرك أن رؤيتها للدولة الفلسطينية لن تؤخذ بإرتياح، و سيسبب حرجا ً لإدارة أوباما.
و مع ذلك فإن خطاب نتنياهو كان مزيجا ً هلاميا ً من رؤى متناقضة، تعكس تركيبة الإئتلاف الحكومي الغير متجانس. ليبرمان يرفض فكرة الدولة الفلسطينة من أساسها، و القدس و اللاجئين، و إخلاء المستوطنات في الضفة الغريبة، فهي مسائل لا تجد مكانا ً في أجندته. بينما إيهود باراك، يقبل بالدولة، و على إستعداد لإخلاء العديد من المستوطنات في إطار إتفاق سلام، و إيجاد حل للقدس و اللاجئين. كيف يمكن التوفيق بين الرؤيتين؟ نتنياهو، يعتقد أنه ذكي بما يكفي لإرضاء جميع الأطراف : أوباما، ليبرمان، إيهود باراك و الجمهور الإسرائيلي.
و مع هذا فإن خطاب نتنياهو، كشف عن قصور في رؤية اليمين الإسرائيلي تجاه السلام، و مجمل الصراع العربي الإسرائيلي. فهي رؤية تورط أكثر من مليار و نصف مليار مسلم في قضية شائكة. بإمكانها أن تكون بين الفلسطينيين و الإسرائيليين لوحدهما. القبول بدولة فلسطينية قابلة للحياة، تعيش الى جانب دولة إسرائيل، مع ترك المسائل الخلافية للمفاوضات، كان من الممكن أن تحلحل الركود الراهن، و تحرك بعض من الماء الساكن، و تمنح بريق من الأمل،لأطراف الصراع.
نتنياهو لم يفسح المجال في خطابه للحوار و التفاوض. لاءاته كثيرة. إن معركة الخطابات و الخطابات المضادة قد تبدأ منذ الآن. الرئيس اوباما سيقول لضيوفه من الزعماء العرب و المسلمين أنه طلب من نتنياهو شيئا ً أخر، و لكنه لم يفهم، او يحاول أن لا يفهم، عندما يتعلق الأمر بأمور واضحة : إلتزامات و إتفاقات سابقة. سيقول أن نتنياهو يطلب تشددا ً إزاء إيران، من دون أن يرخي الحبال على الجانب الأخر، مع الفلسطينيين.
و لكن مع ذلك لن يسمح أوباما لنتنياهو أن يفسد عليه رؤيته للعالم، مقابل مصالح فئوية و سياسية إنتهازية،لأطراف في حكومته، من الممكن التخلي عنهم، و لن يقبل منه أية حركة حمقاء من شأنها، إلحاق الأذى بمصالح أمريكا. فكل المعطيات تشير الى حقبة صعبة من العلاقة بين إدارة أوباما و نتنياهو. علاقة تقوم على تناقض في الرؤية و الأسلوب.
زيور العمر
التعليقات
أبجديات التفاوض
Amir Baky -أهم شيئ لم يتطرق اليه أحد ما هى الحدود الجغرافية للدولة الفلسطينية؟ لا نتنياهو حددها و لا معارضيه من العرب تطرقوا لهذا الموضوع رغم أهميته. نحن ننساق وراء نتنياهو ولا نفكر بعقولنا. فما طرحه نتياهو هو أقصى حدود تفاوضه. فهو يعلم أن ما يقوله لن يتم بنسبة 100% على أرض الواقع و التفاوض. ويضع هذه الشروط ليصل لنسبة 75% من مطالبة ليعتبر نفسه منتصرا من هذا التفاوض. أم نحن فنصرخ و نتشنج عاطفيا و نضيع حقوقنا ونتهم غيرنا. فالتفاوض له أبجدياته والعرب لم يتعلموا هذه الأبجديات.
الخطوة القادمة
حسن محمد -كل الاحداث في العالم تؤكد بشكل قاطع ان قضية الشرق الاوسط هي اهم مفتاح لحل الكثير من مشكلات العالم فالمسلمين جميعا يعتبرون القدس مفتاح اي حل والعالم يدرك ان القوة والهيمنة الاسرائيلية وفرض الامر الواقع اعتمادا على السلاح الامريكي والرؤية التوراتية لن يحقق للعالم الهدوء ولن يوقف مد الراديكالية التي تجد في فضية الشعب الفلسطيني مبررا لابقاء التجييش على اشده وجمع المتطرفين في خندق واحد تحت مسميات هي ابعد ما تكون عن نصرة قضية فلسطين واعادة بعض الحق للشعب المظلوم لا احد يفهم كيف تضيع اسرائيل فرصة الانخراط في العالم الذي فرضت عليه بالقوة من ستين سنة باعادة بعض الحق وهو اراضي 67 كاملة غير منقوصة وايجاد حل للمستوطنات الكبيرة بعد ازالة الصغرى منها فالعرب جاورا منذ قرون سحيقة اليهود في كل مكان من بلادهم غير ذلك محض اوهام وقبض ريح وكل الذي سوف تحصل عليه اسرائيل هو عودة المقاومة بشكل اشد مما كانت وهذي المرة بمباركة الدول المحترمة والدول التي طالما حاولت اقناع العرب بان التفاوض مع المتطرفين اليهود سوف يؤدي لنتيجة عوضا عن سيل دماء الاطفال والنساء والشيوخ في الجانبين سبعون عاما من الظلم والقهر يعرف ذلك حتى اليهود الذين نذروا نفسهم للعدل ففالوا كلمة الحق في وجه الصهاينة ولكن لا حياة لمن تنادي . لن نقول ان الكرة في ملعب امريكا فهي ليست من جاء بها الى هذه الارض وان كانت اول من دعمها لتكون شرا مستطيرا على العالم باسره . لكن سنقول الكرة الان في يد الدول الاسلامية والعربية والدول المحبة للسلام لتعري عنصرية اسرائيل التي تفوقت على النازي بامتياز في تدمير غزة ودفن اطفالها احياء امام كل العالم الكرة في ملعب العرب والمسلمين ليخططوا للمقاومة الجديدة بكل الوسائل االديبلوماسية وغيرها . فااخر محتل على الارض يجب ان يرحل مجللا بالخزي والعار وسيبقى دم الشهداء الذين لا ذنب لهم سوى حب اوطانهم وتشبثهم بالموت على ارضها جريمتهم الوحيدة في عالم لا يعرف سوى القوة ومنطق الاقوياء .
تحليل منطقي
زكريا -تحية - شكرا للكاتب على التحليل المنطقي للموقف بين أمريكا و اسرائيل - أتوقع أن تبدأ عملية عض الأصابع و الضغط على نتنياهو و بدأت فعلا - فقد أخرت أمريكا تسليم طائرات أباشي لأسرائيل - و بالأمس الأربعاء أظهرت استطلاعات تدني التأييد لأسرائيل في المجتمع الأمريكي و هذا تحصير لما تحضره أمريكا من ضغوط - بالمقابل أمام نتنياهو خيارين اما القبول بما تريده أمريكا و يعيد تشكيل وزارته و اما الدعوة لانتخابات جديدة حيث سيفوز العمل أو كديما و على الأغلب كديما و سيتم الحل كما تريد أمريكا - و بكون نتنياهو و اليمين شربوا المقلب لكن هل سيحسن العرب التصرف و الفلسطينيون بشك خاص - زكريا