أصداء

لماذا يدير الخليج وجهه عن العراق؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

عرف العراق منذ أقدم العصور بأنه دولة ذات امتداد خليجي، بل كان يطلق على الخليج اسم البحر الأسفل أي أسفل بلاد الرافدين، وكانت سواحله الشرقية والغربية خاضعة على الدوام للسيطرة السياسية والحضارية لبلاد الرافدين حتى أن بعض مناطقه قد سميت بأسماء رافدينية، مثل مكان ( عمان الحالية ) وتلمون أو دلمون ( البحرين وساحل الإحساء ).. الخ، وقد شهد الخليج على الأرجح أول سفرة بحرية مدونة في التاريخ بعد أن خاض جلجامش مياهه بحثا عن مقر إقامة جده اوتو نبشتم، ثم أصبح الخليج جزءا من أقاليم الدولة الاكدية التي عدت أول إمبراطورية يشهدها التاريخ، لأنها شملت معظم أرجاء العالم المعروف آنذاك باستثناء مصر التي كان تعيش آنذاك عالمها الخاص، حيث أشارت النصوص المسمارية إلى وصول الملك الاكدي (نارام -سن) إلى منطقة مكان (عمان الحالية ) وضمها إلى مملكته، ثم استمرت الصلاة الحضارية والسياسية عبر مختلف الحقب التالية التي كان العراق خلالها احد أهم مراكز الحضارة في العالم، ولم ينعزل العراق أو تنقطع صلته بمناطق الخليج حتى أثناء الاضطرابات السياسية فقد كان يطلق على الخليج خلال العهد الأشوري والكلداني بالبحر الكلدي، ورغم السيطرة الفارسية التي استمرت بضع قرون فان الصلاة العراقية الخليجية لم تنقطع، وخير دليل على ذلك امتداد سيطرة المناذرة لتشمل معظم أرجاء هذه المنطقة إلى حدود عمان، ثم وبتحول العراق إلى مركز العمليات الشرقية للفتوح الإسلامية، أصبح الخليج خاضعا لإدارة أمراء العراق سواء في العهد الراشدي أو الأموي ثم لخلافة بغداد العباسية، أما العثمانيون فقد جاء اهتمامهم بالخليج انطلاقا من وجودهم في العراق وكان لوالي البصرة نفوذ اسمي وفعلي على بعض المناطق الخليجية، وبعد حصول العراق ودول الخليج على الاستقلال خلال القرن العشرين بدأت العلاقات العراقية - الخليجية تدخل مرحلة جديدة، فقد أصبح العراق عنصرا مهما من عناصر الاستقرار في المنطقة، وأصبح دوره محوريا من خلال خلق توازن بين ضفتي الخليج، حتى بدا الخلاف بالنزاع العراقي - الكويتي الذي تسبب بما تسبب به، ويبدوا أن دول الخليج قد أخذت تعمل على الابتعاد عن العراق وتأسيس دورها التاريخي الخاص منذ ذلك الوقت، وخير مثال على ذلك أبعاد العراق عن المؤسسات الخليجية الاقتصادية والسياسية والثقافية، وتأسيس مجلس التعاون بدون العراق، ثم الطرق على قضية الفروق الجغرافية والسكانية والحضارية بين الطرفين، وتعمد الإعلام الخليجي استثناء العراق عند ذكر مجموعة الدول الخليجية.

إنني هنا لا أريد أن انفي الفوارق الكبيرة بين المنطقين، ولا أحاول أن أدعو لضم العراق لمجموعة مجلس التعاون الخليجي وأي منظمة خليجية أخرى، وكذلك لا أسعى لتفنيد الحجج الخليجية فيما يتعلق بحاجة دول الخليج للابتعاد عن العراق نظرا للظروف غير المستقرة لهذا البلد، بل كل ما أسعى إليه هو إيضاح الحقائق التاريخية والثقافية بل وحتى السكانية فيما يتعلق بعلاقة العراق بالخليج، حتى ينظر الآخرون بايجابية إلى الدور التاريخي العراقي، ولعل أهم ما يمكن أن نذكره هنا هو أن الخليج ولد عراقيا، وان أقدم هوية له هي الهوية الرافدينية، أما العلاقة السكانية والثقافية فالأمر المعروف أن اللغة العربية ذات صلة قربى قوية باللغة العراقية المعروفة بالاكدية التي تعد الأخت الكبرى للغة العربية، وان الخط العربي الحالي مشتق من الخط النبطي سواء الانباري أو الحيري، وليس هذا فقط بل أن الدين الإسلامي واصل النبي محمد (ص) هو امتداد للديانة الإبراهيمية ولشخص النبي إبراهيم، اللذين هما من أصل عراقي سواء بالدلالة التاريخية أو الدينية.

إذن ما الداعي إلى هذا التجاهل والنكران؟ أليس من الضروري الانتباه إلى مكانة العراق ودوره في استقرار المنطقة؟ أليس من مصلحة دول الخليج احترام مكانة العراق وقيمته الإقليمية؟ وضرورة مساعدته على تخطي الظروف التي يمر بها، حتى يساهم في تجنيب المنطقة مخاطر عدم الاستقرار، ثم لماذا تدير دول الخليج وجهها عن العراق؟ هل تعتقد أن بإمكانها النجاة من أهوال الظروف بمعزل عن عراق قوي؟ وهل تجد في الدور العراقي ما يخيفها؟.

إذا كان على دول الخليج أن تخشى من شيء فعليها أن تخشى من خطر ابتعاد العراق واحتمال تحالفه مع دول أخرى، أو ينظم إلى رابطة إقليمية أخرى في المنطقة أو محيطها، فبإمكان العراق وإيران مثلا الارتباط معا تحت أي مسمى كان، فيكون في هذا الأمر ما يخيف الخليج بحسب وجهة نظر دوله.

إذن على دول الخليج أن تتدارك موقفها وتعدل علاقتها مع العراق وان تبدأ ذلك من الآن، لان خروج العراق من أزماته بدون أن يكون لدول الخليج موقف ايجابي منه، ربما سيلقي بضلاله على علاقاتهما في المستقبل، وقد يؤدي إلى إنتاج سياسة عراقية فيها كثير من التقاطع مع ما تتطلبه حاجة دول الخليج وضروراتها.

باسم محمد حبيب

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
هذا هو الجواب
محمد الوادي -

خلاصة المقال تتحدد في تساؤل الكاتب حول الأسباب التي تدفع دول الخليج لإدارة وجهها عن العراق؟ والجواب يمكن لصاحب المقال العثور عليه في التعليقات والمقالات الطائفية التي يتحفنا بها العراقيون الموالون لنظام الملالي القائم حاليا في بغداد، والتي نقرأها يوميا في إيلاف. فجل مقالاتهم وتعليقاتهم شتم وذم وردح في العرب، بحيث لا ينعتونهم إلا بالأعراب، حتى أن لطام إيلاف أعرب في واحد من تعليقاته صراحة عن تفضيله للإسرائيلين عن العرب. حبذا لو أن الطائفيين العراقيين كانوا ينتقدون أنظمة الحكم في العالم العربي ويوجهون لها ما يشاؤون من لوم ونقد وحتى تجريح، لو كانوا يقومون بذلك، لاعتبرنا أنهم يمارسون حريتهم في النقد، وهذا حقهم الذي لا غبار عليه، غير أن هؤلاء يتوجهون في مقالاتهم وتعليقاتهم بالشتم والقذف للإنسان العربي عموما، ولثقافته ولقيمه، من حيث هو عربي، مفضلين عليه الأمريكي والفارسي والإسرائيلي، فكيف يمكن لدول الخليج أن لا تدير وجهها لعراق يتحكم فيه أناس بهذه العقلية الحاقدة والناقمة على العربي؟

المساهمه في التقسيم
فاضل عثمان -

لا يكتفي اخوتنا في الدم واللغة والدين بالابتعاد عن العراق فقط وانما يساهمون ومع كل الاسف ولانهم اخوتنا فشعورنا بالضيم والام اكبر, يساهمون في اضعاف هذا البلد بعدة طرق واخطرها على الاطلاق ترسيخ فكرة تقسيم العراق من خلال بناء علاقات عاى مستويات عديدة مع الانفصاليين الكراد وخاصةعلى المستوى الدبلوماسي بدلا ان يسعوا الى ترسيخ وحدة الارض العراقيةودولتها المركزية هذا الدعم الذي يصب في بناء العراق كاحدى الدول العربية القوية لكي يدافع عن عروبته بوجه كل من يحاول يحاول تفتيته تحت ذريعة الفدرالية المقيته او او يحاول ابعادة عن بعده القومي العربي واخيرا وليس اخر حتى يكون في المقدمةفي الدفاع عن مصالح الامة العربية

الى 2
roula alzain -

من بشر بتقسيم العراق هو عبد العزيز الحكيم . والعرب لايسعون لتقسيم العراق لانهم لا يمتلكون الفاعلية السياسيةالتي تتصورها ولان اللعب بالتقسيم من الممكن ان تنتقل عدواه الى بلدانهم . وهم اسقطوا ديونهم عن العراق وقتل لهم سفراء في العراق الجديد . انصحك بالتحرر من رهاب العرب الذي تحاول ايران زرعه في مخيلتكم .

رولا العربية
فاضل عثمان -

انا لاابرئ الحكيم ولا ايران من محاولة تقسيم العراق وهذا ما تريدين سماعه وهذا الموقف السلبي من ايران بغض النظر من صحته او خطأه اصبح الان يمثل شهادة حسن سلوك(مع اني فعلا ضد تصرفات ايران في العراق)اما العرب فيما يخص الديون والسفراء وفاعليتهم السياسية فالمهتمين والعارفين بالعلاقات العراقية العربية يقولون غير ما تدعيه السيده العربية رولا

الخليج ست دول فقط
خليجي -

لا داعي لهذه الديباجه التاريخيه الطويله العريضه باختصار انتم لستم خليجيين يا اخي مع عتزازنا بالعراق ,حتى العادات و اللبس و الاصول غير, من الغريب فعلا ماتذكر . فحينما ياتي الامر على ذكرالاندماج في منظومه دول الخليج تقولون انتم خليجيين و امتداد لنا وحينما يحدث اي خلاف بينكم و بين الخليج تقولون انتم بدو جاءكم النفط على غفله فلا تعرفون شيئاوانتم من يبعث الانتحاريين وانتم صغار امام العراق نحن حضاره جلجامش و نبوخذ نصر و نحن من علمكم الكتابه و غيرها وليس الخلاف الاخير مع الكويت ببعيد مع اني لست كويتيا و ارجو ان لا ينكر الكاتب كلامي لان ما اقول هو مانشاهده كل يوم كتابه واعلام مرئي . اخي اذا كانت حضارتكم جلجامش و نبوخذ نصر فنحن حضارتنا الاسلام عي و اذا انتم علمتم الكتابه نحن من نزل عندنا (اقرأ) على يد جبريل عليه السلام . لديكم ازدواجيه غريبه فحددوا ولائكم وصفوا النوايا نحو الخليج قبل القول بانكم خليجيين وارجو النشر يا ايلاف .

تصحيح
صبحي -

تصحيح لمعلوماتك الاكديين قبائل مهاجرة من الجزيرة العربية حيث ان جزسرة العرب موطت الساميين والدليل الاخر ان المناذرة والغساسنة قبائل مهاجرة من الجزيرة العربية وهي التي حكمت العراق والشام ولو طالعت تاريخ الانبياء نجد النبي نوح عليه السلام من بين ابنائه الأربعة الذي انحصرت فيهم النبوة هو سام فاول نبي من ابناء سام هو 1-النبي هود عليه السلام وكان موطنه جنوب الجزيرة العربية في الأحقاف وقومه عاد 2- النبي الثاني من ذرية سام كان النبي صالح عليه السلام موطنه منطقة الحجر وتسمى الآن في السعودية ( مدائن صالح ) وقومه ثمود 3- النبي الثالث من ذرية سام هو ابراهيم عليه السلام وموطنه في اور الكلدانيين فمكان النبي هود في اليمن يدل ان موطن الساميين في جزيرة العرب ثانيا بالنسبة للعراق كان الساسانيين وعاصمتهم المدائن هي قرب بغداد الان ولو نظر ان غالب حكام العراق من الجزيرة و اخرهم الملك فيصل و العباسين والامويين والائمة من جزيرة العرب لكن العراق دائما كانت ارض الشقاق و النفاق كما قال سيدنا علي بن ابي طالب والعراق انتهى على ارض الواقع شعب مشرذم وفتن لم تتوقف منذ القرن الماضي الي اليوم والدماء تجري الي اليوم انتهى العراق و الله اعلم

No 2 and No3
Rizgar -

If you like or dislike Iraq will be divided, It is not YOU decide if OTHERS have right to own state or not, The Kurdish movement decide and not you, If Iraqi Genocide and brutal Arabization in 80 years couldn’t defeat South Kurdistan ,you can not defeat Kurdistan by wishes, unbelievable to dream of occupation in 2009 ??? Kurdistan been in 80 years a big cemetery for destitute Shea young Arabs , why you do not travel to Kurdistan and check all cemetery’s then think twice about occupation of Kurdistan, The occupation of South Kurdistan just was a disaster for Iraqi racist artificial state since 1925 (No one know exact when this brutal state created). Is it not enough with 24 Arab countries? you do not need to be Einstein to understand that Kurds have control over petrol, and the smell of petrol is very attractive, please read about Kuwait history in the last 15 years, then you will understand how attractive the smell of Kurdistan oil and Kurdistan flag.

أعطيك فكرة
أبو عادل -

دعني أيها الكاتب الكريم أعطيك فكرة عن سبب بسيط لإبتعاد الخليجيين عن العراق حيث أني شخص لي علاقة مباشرة بالشعبين. الخليجيين شعب مسالمين و يحبون الهدوء و الأمان و خصوصا بعد الرخاء الذي جاء بعد إستخراج النفط و توزيع الثروة و إستفادة شعبه من هذا الرخاء. أما العراقيين فهو شعب عصبي قضى معظم عمره في الصراعات والثورات و القوميات و الحزبيات و البطوليات و التي نتج عنها الحروب و العداء و الإستقواء كل على الآخر. و ما توالا عليه من حكام يغلب على معظمهم نفس طبيعة البطوليات و غيرها. و اليوم تجد الشعب معظمه فقير و ناقم على الوضع و ما زاد الهم هم هو وجود مثل هذه الحكومة المهتمة بالسرقات و النهب من هذا البلد الذي خيراته كثيرة و متنوعة. تاركين هذا الشعب المسكين الغريق يضرب الأخماس بالأسداس. هذا غير إهتمامات الحكومة بإنشاء علاقات سواء إقتصادية أو سياسية مع بلدان فاشلة مثل إيران و غيرها. فكيف تتوقع من الخليجيين التقرب من العراق و هو بهذا الحال منذ الأزل. تغيير حال العراق و العراقيين و تغيير النفوس هو الذي سيقرب الخليجيين و العكس. علما بأن العراق ما المفروض أن لا يحتاج مساعدة أي شعب أو دولة للتحسين و التغيير.

عراقى
احمد -

نعم ياسيدى رقم 8 يجب على العراقيين ان يعتمدوا على دول لها شأن مثل ما قلت وبلتأكيد هاذه الدول ليست ايران ولا دول الخليج او الدول العربيه يجب على العراق ان يرمى ثقله الدبلوماسى على امريكا ودول الاتحاد الاوربى واسرائيل وكما قلت سيدى العراق لايجب ان يكون محتاجا لاى مساعده فهوه غنى والله الاغنى. تقولون علينا وتتقولون ما لم يقله احد لا من العجم ولا من غيرهم؟ الى ما يريدنه منريده وملازم هاى المنيه.والسلام

الى فاضل عثمان4
رولا الزين -

حسن ان اقريت بملء فمك بحججي الدامغة عن من يريد فعلا تقسيم العراق . أما زعمك المستجد ان موقف العروبيين سلبي تجاه ايران هو شهادة حسن سلوك لهم فالفتك الى ان معظم شعوب ايران اليوم تعارض نظامها الدكتاتوري المتوحش و تظاهرات الاصلاحيين دليل جلي على ذلك . واذا كانت ايران تستضعف عربها انفسهم فهل تتوقع منها ان تكن الخير لعرب العراق ؟؟ وماذا عن نهب نفط العراق من قبل ايران الا يضيرك؟؟ وماذا عن محاولات ايران فرض منتجاتها في اسواقكم ؟ وماذا عن العراقيين الشيعة الذين فروا الى ايران خلال الحرب واكتشفوا انهم غير مرحب بهم على ما توهموا ؟؟؟

العراق
fyd -

عزيزي الكاتبمع اعتزازي بطرحك,الا انني اود طرح بعض مايختلج بالنفس بخصوص موضوعك,مع اعتزازي بك وبالعراق:عزيزي,انتم العراقين عندكم مشكلة معنا نحن الخليجين,الذين نوصف من قبلكم بالأعراب(وهي صفة نفتخر بها)وبتخلفنا الحضاري والتعليمي(وهما صفتان لاتعيبنا),اتعلم لماذا,لأن حضارتنا هي حظارة النبي الأمي البدوي,وثقافتنا لاتدعو الى العنف والسب والتقليل من قيمة وتاريخ الأخرين,فابالله عليك,الى متى وانت تزعجوننا بحظارة بابل؟هل طبقتوا مفاهيم هذه الحضارة على انفسكم؟ من سمو وتواضع,وادراكا بأن هناك شعوبا اخرى لها تاريخ لايزل بجرة قلم ممن يدعون الثقافة؟اين انتم لما كنا لانجد سقيا ماء,او فردة تمرة حينما كنا نعاني من الجوع,لديكم الأنهار والبترول,و(الحظارة)فاالى اين اودت بكم كل هذه المعطيات؟لم تؤدي الا الى استصغارنا وتهميشنا.

كفاك تملقاً
أم علي -

مالك تستجدي العرب؟!.. بهذه الديباجة الطويلة العريضة.. وما الخليج وما قيمته أصلاً.. أم أن الملق بات جزء من شخصيتك؟!.. لكن مهلا لا تخف فأنت لا تساوي شيئاً في نظر من تتملق له، ناهيك عن الإنسان العراقي يا لوقي