أصداء

السفير الامريكي ضيف في "دياربكر"!

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

قبل عدة أيام قام جيمس جيفري سعادة السفير الامريكي في انقرة يرافقه وفد رفيع المستوى يضم القنصل المقيم في أضنة، بزيارة الى مدينة آمد (دياربكر) كبرى المدن الكردية في المنطقة. السيد جيفري معروف عنه، أنه من أكثر الخبراء معرفة وإلماماً بالقضية الكردية في السلك الديبلوماسي للخارجية الامريكية. السيد السفير مرّ على المحافظ في جلسة مغلقة ومن ثم إتجه الى دار البلدية ليستقبله السيد أوصمان بايدمير رئيس بلدية آمد والذي ينتمي الى حزب المجتمع الديمقراطي، الحزب الكردي الذي إكتسح الإنتخابات المحلية في آذار الماضي.

السيد السفير قال أنه زار آمد قبل 25 عاماً وأنه الآن يشاهد تغييرات في التطور غير قابلة للمقارنة بتلك الفترة، وأكد على أن بلاده على إستعداد لدعم الإستقرار والنمو في المنطقة، ذلك الإستقرار المهم "للعالم كله" كما قال حرفياً. وأردف السفير قائلاً: أن امريكا تقف الى جانب تركيا ضد "الإرهاب" الذي لا يمكن القضاء عليه بالوسائل العسكرية والأمنية فقط مشدداً على أقوال الرئيس باراك أوباما في البرلمان التركي قبل شهرين تقريباً بل يجب أن تشمل التدابير المجالات الإقتصادية و"السياسية" والثقافية أيضاً، مذكراً بالفشل في العراق وأفغانستان، حيث كانت التدابير عسكرية حصراً.

وإستمر سعادة السفير في القول: إن "شمال العراق" قاصداً إقليم كردستان أصبح منطقة إستقرار معرباً في نفس الوقت عن إرتياحه للعلاقات التجارية الجيدة بين الإقليم وتركيا لما له من أثر بالغ على الإستقرار والنمو السائدين حالياً.

إلا أن أهم ما أدلى به السيد جيفري هو قوله: يجب تقديم الحكومة التركية الدعم لحزب المجتمع الديمقراطي في مساعيه لحل مشاكل المنطقة، وقال أيضاً إن أمريكا تتعامل مع الأحزاب الممثلة في البرلمان قاصداً به هذا الحزب الذي لديه كتلته البرلمانية في أنقرة.

السيد بايدمير إستقبل سعادة السفير مرحباً به باللغة الكردية "(Hucirc;n bi xecirc;r hatin)أي أهلاً وسهلاً بكم. وخلال الإستقبال الذي جرى أمام الصحفيين أكد السيد رئيس بلدية آمد على قول السفير أن الحل يجب أن يتناول التدابير غير العسكرية مضيفاً اليها الجوانب الحقوقية، قاصداً به التعديلات الد ستورية اللازمة. من الجدير بالذكر أن"مشاكل المنطقة" ومرادفاتها تعني في الأساس "القضية الكردية".

بعد ذلك إستمر الإجتماع بشكل مغلق بين الشخضيتين.
والتقى السيد السفير برؤساء غرف التجارة والصناعة وعدداً من رجال المال والأعمال في آمد على مأدبة الغداء التي أقامها بايدمير على شرف الضيف الكبير.
ماهي المعاني والنتائج التي من الممكن إستخلاصها من هذه الزيارة؟.
1ــ في العرف الديبلوماسي ليس من المعتاد أن يذهب السفراء الى مناطق النزاع، حيث يٌعتبر ذلك تدخلاً في الشؤون الداخلية للبلد، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالقضية الكردية وفي بلد مثل تركيا، التي تعتبر ذلك إنتقاصاّ من سيادتها على المستوى الشعبي، أكثر من الرسمي.

2ــ السفير لايمثل شخصه وأنما يمثل دولته وسياساته. هذا يعني أن أمريكا لاتزال معنية بالشأن الكردي وتسعى الى الوصول الى حل للقضية الكردية.

3ــ كلام السيد السفير أن الحل يهم "العالم كله" له أهمية كبيرة ويحمل في نفس الوقت أسئلة يصعب الجواب عليها؟. مثلاً: هل هناك مشاريع ذات طابع عالمي في المنطقة؟ {يمكن الرجوع الى مقالي السابق: المال..الذمم...والطاقة، حيث أن هناك مشاريع مد أنابيب للطاقة من آسيا الوسطى الى الغرب عبر الأراضي الكردية؟}.هل هناك خطط لعقد تحالفات جديدة في المنطقة يشمل تركيا والكرد عامةً؟. هل هناك مخطط لتشكيل سد متين مستقر وقوي إقتصادياً وديمقراطياً ضد الأصولية عامةً وايران بشكل خاص حيث أن ذلك يهم العالم الديمقراطي؟.

4ــ زيارة سعادة السفير تعتبر زيارة الى الشعب الكردي. وزيارته للسيد بايدمير لها دلالة إستثنائية، ويكفي أن نشير الى الدعاوي القضائية المقامة ضد السيد بايدمير رئيس بلدية آمد/دياربكر في المحاكم التركية والتي تتهمه بالسعي للإنفضال عن تركيا، لنعرف مدى أهمية شخصية ودور بايدمير في المساعي المبذولة لإيجاد حل للقضية الكردية.

5ــ دعم أمريكا على لسان السيد السفير لحزب المجتمع الديمقراطي يعتبر أهم من كل ما ورد آنفاً. هل هناك من لا يعلم أن هذا الحزب هو في الواقع يٌمثل الفصيل السياسي والمدني لحزب العمال الكردستاني، والذي أصبح الممثل الشرعي والوحيد لكرد شمال كردستان، إنتخابياً ودستورياً، بعد إنتخابات آذار الماضي.


6ــ التركيز على العلاقات التجارية بين إقليم كردستان العراق وبين المنطقة التي تكلم منها سعادته قد يشير الى حل يشمل الكرد عامة وليس كرد تركيا فقط.

ـ7ـ أخيراً نصل الى النقطة التي نختلف فيها مع السيد السفير وهي إلصاق التهمة الظالمة "الإرهاب" بحزب العمال الكردستاني دون وجه حق. هل قامت حركة حزب العمال الكردستاني بإختطاف الطائرات؟. أو هل قتلت رهائناً؟ أو استخدمت الأسلحة بشكل عشوائي ضد اهداف مدنية تركية، او استعملت العنف المسلح في المدن التركية ياترى؟. إذا ما أردنا أن نكون أكثر دقةً فيجب القول أن عدم تورط الحزب في الإرهاب هو بالذات وضعه في هذه الخانة الظالمة، وإلا لكان الآن في مرتبة منظمة التحرير الفلسطينية وحركتي "حماس" و"حزب الله" ومدعواً من قبل الغرب الى طاولة مفاوضات السلام رسمياً.

كل ما حدث من عمليات إرهابية كان من أفعال الدولة السريّة التركية كما يظهر ذلك جلياً من سير المحاكمات الدائرة الآن أمام المحاكم، والذي هو موضوع الساعة في تركيا على مدى أربعة وعشرين ساعة. وفي نفس الوقت تميط هذه المحاكمات اللثام عن الصراع المميت على السلطة بين العسكر والقوى الديمقراطية في البلد.
حزب العمال الكردستاني هو حركة تحرير شعب تعرض للظلم وا لإنكار ثمانية عقود. نحن هنا ننطلق من الوقائع وليس من منطلق "أنصر أخاك ظالماً أومظلوماً" اياه.

بنكي حاجو
طبيب كردي السويد
Bengi.hajo@comhem.se

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ما حلت أمريكا مشكلة
أحمد نور -

ماحك ظهرك مثل ظفرك , المسالة الكردية قضية شائكة جدا في تركيا وخارجها ولعل الذين قسموا هذا الشعب بين أربع دول , أعني الأستعمار الغربي , كانوا على درجة كبيرة من الذكاء إذ كان هدفهم الأسمى هو الحيلولة دون تمتع المنطقة بالاسقرار وبالتالي سيادتهم لها بشكل أو يآخر , من هنا نستنتج أن أمريكا لا يمكن أن تقدم على حل مشكلة من هذا القبيل في المنطقة بل هي تصبو إلى تأجيج المشاكل الموجودة مسبقا ومحاولة خلق مشاكل جديدة , لذا فإن القضية فقط يمكن حلها إذا تحلى طرفي الصراع بالمسؤلية التاريخية التي يواجهونها ويمكن ذلك بنبذ العنف وزرع ثقافة السلام والمحبة عوضا عن ثقافة الحرب والكراهية والنظر إلى المستقبل بعين وفكر مجردين من الفكر القومي العنصري البغيض والهدي بدستور ديننا الغسلامي الحنيف . وشكرا

الاكراد والاتراك
الاكراد والاتراك -

ما لا يغرفه الناطقون بالعربية هو ان مدينة آمد (دياربكر)لم تكن كردية واصبحت كذلك بعد ان قام الاتراك والاكراد معا بابادةوقتل سكانها السريان الاشوريين الكلدان اعوام 1914 - 1919، لهذا ندعو الاكراد والاتراك الى الاعتراف بعملية الابادة لفتخ صفحة جديدة من العلاقان الاخوية. كما انه لا يوجد شيء اسمه كردستان في تركيا، فمظم الاراضي التي يحتلها الاكراد اليوم كانت بالامس سريانية اشورية او ارمنية. والسبب هو مساعدة الاتراك الاكراد في هذا الاحتلال.