أصداء

خطأ نظرية الخميني.. رياضياً

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

في علم الرياضيات نجد أن النظريات العلمية التي تعالج مشاكل علمية معينة تتسارع في تطورها بطريقة دراماتيكية مذهلة حتى أنك لا تكاد تتعرف على آخر نظرية حديثة في موضوع بعينه حتى تجد أنها باتت قديمة، فقد ظهر ما هو أحدث منها.

والنظرية عادة ما تتكون من جزئيين أساسيين الأول يمثل المشكلة قيد الدراسة بكل معطياتها ومتغيراتها المتشابكة و مدى ارتباطها بالمكان والزمان،والجزء الثاني يتعلق بفك الاشتباك بين المعطيات المطروحة وتحليل النتائج وتقديم الحلول التي تعالج المشكلة.

ولأن الزمن في حالة تغير مستمر لا ينقطع لحيظة واحدة فيتغير بالتتابع المكان أي تتغير البيئة المادية (الغذاء، الصحة، الصناعة والتكنولوجيا..) كما تتغير البيئة غير المادية ( الأخلاق، العادات والتقاليد، والأيدلوجيات، الوعي الإنساني، الأفكار،...) الأمر الذي يحتم البحث عن نظريات جديدة تتفق مع المعطيات الجديدة وهكذا نجد أن نظرية تنسخ نظرية بشرط أن تلبي النظرية الأحدث المتطلبات والمعطيات الجديدة وتقدم الحلول المناسبة والأفضل. فإذا تغيرت المعطيات (given data) وظلت النظرية كما هي دون مراعاة للتغير الذي طرأ على المعطيات باتت نظرية خاطئة تقدم حلولاً خاطئة.

ففي حالة الخمينيةٌٌ ُوضعت معطيات النظرية ـ إبان حكم الشاه ـ تحت قيود الأيدلوجيات الأصولية فتحولت إلى معطيات غير صحيحة أدت في النهاية إلى حلول خاطئة وغير واقعية.

والمدقق في قراءة الأحداث الجارية الآن في إيران يجد أن الثورة الخومينية والتي تأست على مبادئ الأمام الخميني بدأت تنهار مثلها مثل الثورة البلشيفية والتي وضعت على أسس النظرية الشيوعية. إذ كانت المبادئ الظاهرية للنظريتين ترمي إلى السيطرة على المجتمع ومقدّراته لصالح أفراد المجتمع بالتساوي وكان القاسم المشترك بين النظريتين الخومينية والشيوعية هو "الشعب" بيد أن النظرية الخومينية اعتمدت على مصطلح"الشعب المؤمن" بينما النظرية الشيوعية اعتمدت على الشعب "غير المؤمن".

وبالطبع فقد سقطت النظريتان إذ كان الحكم للفرد وليس الشعب، وكلنا يعلم كيف حكم لينين ومن بعده ستالين وكيف أن الخمينية تعتمد على "قدسية " الإمام " الفقيه " وسماوية أقواله الحق وأحكامه العادلة في كل مناحي الحياة وبغض النظر عن رضا الشعب أو عدمه وخير دليل على ذلك ما يحدث الآن.

فالمسألة الإيرانية ليست مشكلة خاسر أو ناجح في الانتخابات أو وجود تزوير من عدمه.. كلا فالمشكلة ليست في كل ذلك وإنما في سقوط النظرية الخومينية سقوطاً مدوياً ولعلك تشاهد الآن ما كنا نشاهده أيام سقوط الشيوعية عندما كان يتسابق الشعب في التخلص من بطاقات عضوية الحزب الشيوعي ورميها في الشوارع وحرقها. وكما كان هكذا يكون فنجد الآن في شوارع طهران أن الشعب وفي تحدي غير مسبوق يقاوم ولاية الفقيه ومعارضاً للقيم والمبادئ التي قامت عليها ومن أجلها الثورة الخومينية وفي المقابل تجد السلطة الخومينية تقمع الشعب وتقتله فخرجت بذلك النظرية الخمينية من التاريخ منهزمة كما خرجت الشيوعية لأنها لم تأخذ في الاعتبار التغيرات التي حدثت في الوعي الاجتماعي الشعبي الإيراني ورغبة الإنسان في القرن الحالي في أن يكون إنسان كوني حر وليس أسير نظم شمولية رجعية.

إن أية مبادئ ونظريات وحلول لا توفر للإنسان مناخ الحرية الشاملة (حرية الرأي والتعبير، والاعتقاد، والتفكير،..) والكرامة والديمقراطية.. فإنها حتماً سوف تسقط مهما طال الزمن ومهما انتشرت بين الناس لأنك لن تستطيع أن تقف ضد الطبيعية وقوتها الساحرة في جعل الناس يجتهدون في جعل الحياة أفضل.

ما أروع ما قال المهاتما (صاحب النفس العظيمة ) غاندي أن "الخطأ لا يصبح حقيقة بسبب تضاعف الانتشار، و لا تصبح الحقيقة خطأً لأن لا أحد يراها. الحقيقة تبقى كما هي.. فهي تعزز نفسها" وأن " عظمة أي أمة وتقدمها الأخلاقي يمكن الحكم عليه بالطريقة التي تعامل بها حيواناتهم.

إميل شكرالله

* أستاذ الرياضيات بالجامعات المصرية
shoukrala@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
معجزه الامام الخميني
عبدالعزيز آل الحسين -

لن تنجب البشريه شخصا مثل روح الله الخميني شكرا ايلاف

المنطق وعلم الاجتماع
احمد الفراتي -

لا ادري كيف يكون السيد الكاتب استاذا في الرياضيات وهو يدعي ان النظريات الرياضيه يمكن ان يعتريها الخطأ فالسيد الكاتب قد خلط بين نظريات علم الاجتماع والسياسه والاهوت وغيرها من العلوم التي تسمى بالعلوم الانسانيه التي تقبل نظريتها التخطئه في كثير من الاحيان وكذلم في بعض المجلات الفيزيائيه والكيمائيه عندما يتم تفسير بعض الظواهر من قبل علماء فياتي اخرون يفسرون تفسيرا اخرا يخطئ الاول كما في طبيعة الضوء وانتشاره والالوان ورؤيتها اما في الرياضيات فالامر مختلف لانها تقوم على عمليات حسابيه منطقيه لاتقبل التخطئه فالهندسه الاقليديه مثلا منذ ان وضعها اقليدس منذ الالاف السنيين لايستطيع الان وبعد الالاف السنيين ان ياتي من يدحضها لانها مقامة على بديهيات لاتقبل الشك مطلقا فارجوا من السيد الكاتب ان يفرق بين علم الرياضيات وعلم الاجتماع السياسي الذي ربما كان يعنيه او ان يخصص ويوضح انه يقصد بقوله الرياضيات هو استخدامه لنظريات علم المنطق في اثبات صحة او خطا نظرية اجتماعيه ما

الظواهر الفيزيقية
إلى الفراتي -

علم الاجتماع مبتي على نظريات ولكل علم نظرياته وكثير من النظريات يمكن أن تكون خاطئةلنأخذ مثلاً أول قانون للغازات للعالم رمبيرت بويل الذي قام بعمل علاقة بين حجم الغاز وضغطه، و اكتشف أن هناك علاقة عكسية بين الحجم و الضغط بتثبيت درجة حرارة الغاز وقبل ذلك كانت تدرس العلاقة دون الأخذ في الاعتبار ثبات درجة الحرارة. وكذلك الميكانيكا الكلاسيكية غيرتها واستبدلت بمبكانيكا الكم ونظريات النسبيةاينشتين، والأمر كذلك في علم السياسةفالنظم تتغير طبقاً للظروف المحيطة.

تعليق 1
يونس حنون -

نعم لم تنجب البشرية مثل الامام الخميني الا صدام حسين وهتلر وبوش وباقي سفاحي الشعوب

تعليق 1
يونس حنون -

رد مكرر

الى تعليق رقم واحد
ابن الاحواز -

انك تقول لن تنجب البشرية شخصا مثل الخميني الى ترى هذا كثيرا و الامة العربية لديها النبي الاكرم و الصحابة الكرام و الامة العظام و مع هذا تقول لن تنجب البشرية شخصا مثل الخميني الى ترى بانك تبالغ في ذلك و بانك مخدوع في شخصية الخميني قليلا و ما تراه اليوم في طهران و الشعوب التي ترزخ تحت الاحتلال الايراني خير دليل على هذا الكلام.هذه الشعوب التي سفك دمائهم الاحتلال الفارسي على مدى 84 عام الماضية و منها الاحواز العربية المحتلة.شكرا لايلاف و ارجوا النشر مع تحياتي لكم من ابناء الاحواز العربية

الخميني رجل القرن
شجون حسين -

الامام الخميني قدس سرة مثل الاسلام كلة حتي اصبح اسمه خالدا خلود الليل والنهار ويكفي فخرا للامام الخميني قدس سرة انة اعاد الي الاسلام دورة في الحياة واصبح قوة يحسب لها الف حساب

النظريات
معاوية -

لا تقلق يا سيد اميل من بعض الردود الخمينية .... فقد واجه العالم جاليليو قبلك بقرون موقفا اصعب بكثير مما أنت عليه الآن من قبل عمائم مشابهة لمجرد أنه قال الارض كروية وتدور أما بالنسبة للخميني سواء كان وحيد ....او ثنائي فهذا لا يغير شيئا في النظرية ..... وتطوراتها

الخميني محطم الأصنام
حيدر تركماني/كركوك -

الخميني باق في نفوسنا والخمينية نهجنا وطريقنا ولن تموت أبدا وستبقى الخمينية (جالسة) على قلوبكم إلى أن تسلم الراية المحمدية العلوية إلى الإمام المنتظر المهدي (عجل فرجه الشريف) فلا تدلو بدلوكم فيما تجهلون وشكرا لإيلاف.