أصداء

إحتفالات مسلحة وارتداد لبناني

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

المشاهد الأخيرة للإحتفالات المسلحة بين طرفي رئاسة مجلس النواب ورئاسة الحكومة بما يمثلان من رئاسة لحركة أمل الشيعية وتيار المستقبل السني في بيروت والضاحية، والتي وصلت إلى مستوى الإشتباك بين الطرفين، لم تشكل ارتدادا إلى السابع من أيار عام 2008 ولا يمكنها تحقيق ذلك.

الإرتداد أعمق بكثير من مجرد عام واحد حدثت فيه "الحرب الأهلية المصغرة" وطبخت بعدها الأزمات اللبنانية بقدرة قادر؛ فأسقطت حكومة، وشكلت أخرى، وأوصلت رئيسا للجمهورية، ونظمت انتخابات، وألفت مجلسا نيابيا جديدا برئيس متجدد، وأسقطت حكومة أخرى، ليتسلم بعدها رئيس جديد لها مهمة التكليف.

كان عاما انقلابيا بالكامل أرخى سلما سياسيا انعكس على الشارع تهدئة رغم الكميات الكبيرة من الأسلحة تتوزع في معظم بيوت اللبنانيين من كافة الأطراف. لكن 7 أيار وما بعده ليس نموذجا يحتذى في معمعة الحكم اللبنانية، ولو أنه يبقى مفيدا لبعض الأطراف في تذكيرها به في حالات معينة.

أما الإرتداد الحقيقي الذي يشهده لبنان اليوم فيبنى على أساس عدد من النقاط أهمها:
- تفرد حزب الله بعديده وعدته بالبنية التحتية الشيعية، وحركة أمل عبر نبيه بري برئاسة مجلس النواب.
- وصول الحريري إلى رئاسة الحكومة والقبول الشعبي الذي يلاقيه بالإضافة إلى دعم بري بالذات له.
- تواجد رئيس للجمهورية، رغم أنه من مدرسة الرئيس السابق العماد إميل لحود نفسها، إلا أنه يبدي تمايزا عنه في عدد كثير من السياسات والإستراتيجيات، وصولا إلى حد التباين الكامل.
-تمثيل مسيحي خجول (ولو ظاهريا) في السياسة العامة للبلاد وغير مؤثر في القرارات الكبرى، ورضوخ للمسيحيين -بإرادتهم- لهذا المستوى من التمثيل.
-بناء الجيش اللبناني والقوى الأمنية، وتمكينها من فرض الأمن والسلم الأهلي على امتداد الأراضي اللبنانية.
-الدور الأميركي الدائم وخاصة في مرحلة الإنتقال من رئيس جمهوري إلى رئيس ديمقرطي، والمحاور الإقليمية المستمرة سورياً وسعودياً وإيرانياً.
-التهديدات الصهيونية واحتلال جزء من الأراضي اللبنانية.

أما عن الإرتداد فهو يعود بنا إلى عام 1992 حيث حكمت البلاد "ترويكا" شهيرة تألفت من الهراوي- بري- الحريري (الأب) بإدارة أميركية، ومحاور سعودية إيرانية، وبإشراف دائم من سوريا، وغياب التمثيل المسيحي قسرا، والتغاضي عن حزب الله في مواجهته للصهاينة.

"ترويكا" أطلقت يد رفيق الحريري في تحويل البلاد إلى ورشة مشاريع كبرى أدت إلى ما أدت إليه من هدر وفساد ودين عام يقف للمواطن اللبناني كالمطاوع للصلاة. و"ترويكا" تعود حاملة معها هذه المرة ويلات جديدة على اللبنانيين الأكثر فقرا.. أولئك الذين لا يجدون هذه المرة حتى من يمثلهم بعد غياب الأحزاب اليسارية، والحزب الشيوعي اللبناني بالذات، عن الساحة حتى بأول أيارها، واختراق الأحزاب للنقابات والإتحادات العمالية وتجيير روزناماتها المطلبية إلى شؤون أخرى.

مرحلة جديدة- قديمة سيكون من علاماتها توجيه الشعب اللبناني نحو الإلتهاء بأمور أخرى لتنفيس كبته وزخمه الطائفي وطاقاته الصراعية فيها. وفي هذا الحال سيتم إعادة فتح ملاعب كرة القدم أمام الجماهير وتأجيج الصراع مجددا بين الفرق يتشاتمون ما شاءوا. وستعود "بهجة" الوقوف أمام السفارات الأجنبية أغزر مما كان في السنوات القليلة الماضية. وستظهر مجموعات تواجه رفضا من كافة أطياف المجتمع اللبناني بتأثير دائم من زعمائه وقادته وسياسييه، كعصابات السرقة والقتل والإغتصاب، وتجار المخدرات، وعملاء الصهاينة، وجواسيس بعض الدول الأخرى، وكذلك كالجماعات التكفيرية المسلحة.

المرحلة الآن مرحلة تخدير متجدد يتنفسه السياسيون ويفرغون الشعب من طاقته عبر توجيه محدد.. تخدير يأمل كل من يدمنه ألاّ يقلق حزب الله ساعات نشوته.


عصام سحمراني
essamsahmarani@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مغامر وفقيه وفاشي
رولا الزين -

الاحتفالات المسلحة قام بها عناصر حركة أمل وحدهم وتلك ليست المرة الاولى التي يروعون بها المواطنين كافة بهذه الطريقة. أما مناصرو تيار المستقبل فاكتفوا بالعاب نارية وتوزيع الحلوى . ومقار الحزب القومي السوري في شارع الحمرا في بيروت هي مخازن اسلحة ولا علاقة لها البتة بمراكز حزبية تدير نقاشات حول مستقبل لبنان لان الحزب القومي السوري حزب فاشي استلهمه مؤسسه من الحركات النازية والفاشية بدليل طريقة اداء التحية و زوابع راياته والاهم من ذلك فكره الانقلابي الذي جربه في انقلابه الشهير على الدولة اللبنانية وضلوعه في اغتيال رياض الصلح رئيس الوزراء لبنان . والحركات اليسارية التي يعول عليها الكاتب لتحسين الاوضاع المعيشية للبنانيين قد انخرطت في دعم المنظمات الفلسطينيية اثناء وجودها العبثي في لبنان من 1965 حتى 1982 اكثر مما اعتنت بمصالح الفئات المحرومة والمستضعفة . وليس لدى الزوبعيين اي برنامج للاصلاح الاقتصادي وليسوا اكثر من مخلفات مخابراتية تركها الاحتلال سوري وراءه .والحركة الوطنية بقيادة المغامر- كمال جنبلاط ( وهو اعترف صراحة بان قياته للحركة الوطنية اثناء الحرب الاهلية اللبنانية كانت مغامرة تستحق ان تخاض) فيما اعترف محسن ابراهيم وهو دماغ اليسار اللبناني بان حركته حملت لبنان ما لا يحتمل .والحزب الهي هو من يمنع نزع سلاح الفلسطينيين خارج المخيمات في الناعمة وقوسيا وغيرها . والاهم من ذلك كله هو ان استمرار الحزب الالهي بالاحتفاظ بسلاحه خارج سلطة الجيش اللبناني وخارج القرار السياسي للحكومة اللبنانية في وقت اصبح فيه شعار تحرير مزارع شبعا بقوة السلاح امرا لا يبرره سكوت مدافع حسن نصر الله من عام التحرير 2000 حتى يوما هذا لا يبشر باي خير . وبلد فيه دويلة داخل الدولة وسلاح غير سلاح الجيش اللبناني لا يغري أي مستثمر محلي او عربي او عالمي بتوظيف ماله في لبنان .

أنا لم أفهم
أحمد توفيق -

حقيقة لم أفهم مغزى مقالك وهذا ليس قصوراً مني ولم أرى ما الهدف من وراءه؟ هل هو تشويه أم تخويف وبالطبع ليس فيه تحليل...

غزوة أيار
رولا الزين -

والكاتب يجافي الحقيقة والموضوعية حين يتحدث عن حرب اهلية مصغرة . اين هم المقاتلون الذين اشتبك الحزب الالهي معهم ؟ هل كانوا في تلفزيون وجريدة المستقبل أو في بيت آل طبارة الذين قتل لهم ام وابنها الدكتور ؟؟؟ وهل من يرفع شعار هيهات منا الذلة يبيح لنفسه اذلال الآخرين ؟؟؟ وهل من الحكمة ان يدفع الشيخ نعيم قاسم بابنه في العدوان ليقتل في غزوة الجبل ؟؟؟ ما ذنب الصغار في حسابات عملاء الباسدران في لبنان؟؟؟؟ ولماذا لا يجرؤ الكاتب على الافصاح عن حقيقة انه لا تنمية ولا عمران ولا سياحة ولا صناعة مع وجود سلاح بيد حزب يأتمر باوامر الخارج .؟

رولا الزين
م.شهاب -

رولا الزين المتحمسة للكلام فقط تقول أن الحزب الالهي(بلا شك هو الهي لمن يفهم معنى الألوهية في النصر عندما يشاء ,ونحن رأينا المعجزة الالهية في تموز ويصعب عليكم أن تحلموا باكتشافها والغشاوية أسمك على العيون من أن ترى) أقول هل حزب الله يمنع نزع سلاح الفلسطينين أيتها العبقرية وهل لك تواصل مع الفلسطينين فأخبرك مراسلك لديهم بهذه الحقيقة.وهل مراسلك في عائشة بكار قال لك أن حزب الله شارك في المواجهة مع مليشيات المستقبل القاتلة لطلاب الجامعة العربية والمنفذة لمجزرة حلبا والتقنيص على العائدين من اعتصامات بيروت وقتلهم ومنهم أحمد محمود وعدنان شمص وغيرهما.وتريدين أن تحرفي الحق عن مساره بسادران وباسيج هم العدو الذي يقلق مضجعك (واسرائيل أمك الحنون)ولولاهم لأصبحت في موقع نايلة معوض أضاعوا عليك فرصة الوصولية والتسلق مثلما فعل عقاب صقر أيضا فأنتم مجموعة مرتزقة ثائرة على نفسها ثورة جوفاء لا تعرف الحق من الباطل ولا الصديق الصديق من العدو العدو كان الله في عونكم.

شهاب معتم
رولا الزين -

بل رأينا ...الملالي يوسوسون لوكيلهم في لبنان لاستدراج اسرائيل لتقتيل الاطفال والنساء والشيوخ وتدمير البيوت وحرق القرى والاشجار والبساتين وتهجير الاسر ووقوفها مهانة مهدورة الكرامة امام صرافي الدولارات الايرانية المطهرة ثمنا بخسا لمئات القرابين البشرية التي قدمها الفتى الباسدراني لاله الموت الساساني بعد ان قبل يده ولثم طرف جبته . وفتى الباسدران في لبنان هو من رسم خطا احمر امام دخول الجيش اللبناني لمخيم البارد وقتل الطيار سامر حنا وهدر كرامة عقيد جنوبي في الضاحية وهو نفسه من يمنع نزع السلاح الفلسطيني من معسكرات احمد جبريل وعصابته . ووكيل باسدران في لبنان هو من اجج النعرات المذهبية ( والا لما لم يحدث اي نزاع سني شيعي قبل الولادة .... للحزب الالهي ؟؟؟ ). . وعقاب صقر هو صقر يشرف لبنان والطائفة الشيعية والا كيف نال 49 الف صوتا في الانتخابات النيابية .والملتمون في عائشة بكار القادمون من زمن اعتصام الاراكيل وسط بيروت كانوا اجبن من ان يحسروا عن وجوههم. .