أصداء

في حوار الحضارات هل إجتزنا الخطوة الأولى؟

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

الدين هي الكلمة الأولى والأكثر إستعمالا في حوار الأديان والحضارات،لذلك ينبغي الأتفاق على تعريف موحد لهذه الكلمة بين جميع المتحاورين أو المؤتمرين.

ناهيك عن وجوب الأتفاق التام بين أتباع الدين الواحد على تعريف تلك الكلمة،ولكن فيما يخصنا في الأسلام، لايوجد مفهوم محدد وثابت ومتفق عليه لمعنى كلمة الدين،بحيث لا يخرج القاريء بنتيجة حاسمة،مهما أبحر في المعاجم العربية سعيا للوصول الى مفهوم واضح وصريح.

يؤيد هذا الرأي، الشيخ د.يوسف القرضاوي في مقدمته لكتاب الدين والسياسة.

وينقل عن العلامة د. محمد عبدالله دراز،ثلاث إشتقاقات لكلمة الدين وكما يلي :

اولا:

تشتق الكلمة من فعل متعد بنفسه :( دان يدينه )،وهنا سيكون المعنى،مَلَكَهُ وحَكَمَهُ

وساسه، ودبره، وقهره، وحاسبه، وقضى في شأنه، وجازاه، وكافأه. فالدِّين في هذا الاستعمال يدور على معنى المُلك والتصرف بما هو من شأن الملوك؛ من السياسة والتدبير، والحكم والقهر، والمحاسبة والمجازاة. ومن ذلك: ( مَالِكِ يَوم الدين )،الفاتحة 4،أي يوم المحاسبة والمجازاة.

وفي الحديث: "الكَيِّسُ من دان نفسه، أي حَكَمَها وضَبَطَها. والديَّان الحَكَم القاضي.

ثانيا:

تشتق الكلمة من فعل متعد باللام أي ( دان له )،وهنا سيكون المعنى أطاعه،وخضع له.

فالدين هنا هو الخضوع والطاعة والعبادة والورع.وجملة الدين لله، يصح أن منها كلا المعنيين : الحكم لله، أو الخضوع لله.

وواضح أن هذا المعنى الثاني ملازم للأول ومطاوع له، (دانه، فدان له )،أي قهره على الطاعة، فخضع و أطاع.

ثالثا:

تشتق الكلمة من فعل متعدِ بالباء، ( دان به )

فأذا قلنا دان بالشيء كان المعنى أنه أتخذه دينا ومذهبا، أي إعتقده، أو إعتاده، أو تخلق بهِ والخلاصة إعتنقه.

ويخلص القرضاوي الى أن الذي يعنينا هما المعنيين الثاني والثالث..وبالأخص الثالث

فكلمة الدين التي تستخدم في تأريخ الأديان لها معنيان :

الأول يشير الى الحالة النفسية أي التدين.

والثاني يشير الى الحقيقة الخارجية أو الروايات المأثورة أو جملة المباديءالتي تدين بها أمة من الأمم، إعتقادا وعملا..وهذا هو المعنى المرجح والمستعمل حاليا..

لكن من جهة أخرى، لو تفحصنا إستعمال كلمة الدين في القرآن، فأننا نجد لها معاني عدة، مختلفة أحيانا، وكما في الأمثلة القليلة التالية :

أحيانا يراد بها الجزاء، مثل { مالك يوم الدين }، الفاتحة 4

وأحيانا يراد بها الطاعة، مثل {وأخلصوا دينهم لله }،النساء 164

وأحيانا يراد بها أصول الدين وعقائده،مثل :

{شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ }،الشورى 13

يقول القرضاوي : أن الدين كما جاءت به الرسل هو عبادة الله وحده وعدم الاشراك به والدليل:

{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ }،الأنبياء 25

وأوصى الله أنبيائه بالائتلاف والجماعة ونهاهم عن الفرقة بقوله :

{ أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا به } الشورى 13

لكن من جهة أخرى ليس مهما إختلاف الطرق والشرائع والمناهج :

{ لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا } المائدة 48

وقد يراد بكلمة الدين، كل الاديان على إختلافها كما في :

{ لكم دينكم ولي دينِ } الكافرون 6

وقد يراد بالكلمة،الأسلام فقط كما في:

{ أفغير دين الله يبغون؟} آل عمران 83

{إن الدين عند الله الأسلام } آل عمران 19

{ ومن يبتغ غير الأسلام دينا فلن يقبل منه } آل عمران 85

وبالنسبة للآية الأخيرة تشير بصراحة ووضوح أن الأديان الاخرى مرفوضة حتى السماوية منها (طبعا هي آية مدنية متأخرة في وقت قوة المسلمين ).

وقد أوردها أحد كبار المشايخ المتحدثين في المؤتمر.

لكن القرضاوي لم يقبل هذا التفسير لهذه الآية في مؤتمر حوار الأديان، لأنه يناقض الغرض من ذلك المؤتمر فيقول:

(.. وقد ألزمني الواجب أن أرد على هذا الكلام الذي ينسف كل ماقيل في المؤتمر، بل جهود الحوار والتقارب بين الأديان والحضارات ) وأضاف :

(أن هذا الكلام يخالف صراحة ما جاء به القرآن، فالقرآن يعتبر أن هناك أديانا أخرى غير الإسلام، وإن كنا نعتبرها أديانا باطلة، ولكنها أديان يدين بها أصحابها ). إزاي يعني؟

ثم أضاف :

( فالدين يشمل ما هو حق مثل الذي بعث على محمد (ص)، وما هو باطل كالأديان التي جاء بنسخها والظهور عليها كما في قوله تعالى..هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله..التوبة 33،فالاديان الاخرى موجودة، لكن لم يعد لها أحقية بعد ظهور الأسلام. وأضاف أخيرا : إن مفهوم كلمة الدين ليس كمفهوم كلمة الاسلام كما يتصور الكثير من الكتاب المعاصرين، نعم يكونوا شيئا واحدا إذا أضفنا الدين الى الله أو الاسلام فنقول، دين الله أو دين الاسلام.لكن إذا ذكرت كلمة الدين مجردة من الاضافة أو الوصف، فهي أضيق مفهوما من كلمة الأسلام، لأن الدين في الحقيقة هو جزء من الأسلام)

ولا أدري إن كان هذا الكلام يسعد الحاضرين الآخرين من الأديان الأخرى؟

أم أن القرضاوي في محاولته لرأب الصدع الذي أحدثه الشيخ السابق قد زاد الطين بله؟

وبالنسبة للمراقب الحيادي، يستطيع التأكد،أنه برغم أهمية تلك المؤتمرات لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المختلفة، أو على الأقل لتخفيف الغلواء والتشدد والتزمت والرفض للآخر المخالف، لكنها لم تجتاز العتبة الأولى بعد، أي الأعتراف المتبادل بين الجميع.

فهل يعترف الجميع بالجميع،بأول كلمة في الحوار وهي أنهم يمثلون دين؟

لا جواب واضحاً .


رعد الحافظ

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
تهافت
!!!!!!! -

ماعلاقة العنوان بمحتوى المقال؟

ايلاف تتراجع
نوزاد -

ارجو ان لا يتم نشر هكذا مقالات لأنها تضر بإيلاف و سمعتها و هي تتراجع يوما من جراء ذلك

ما الجدوى ؟!.
الحكيم البابلي . -

العزيز رعد : أنت طرحتَ مواضيع كبيرة وشائكة في مقال واحد ، وإستشهدتَ بالأية كذا والفكرة الفلانية والنبي الفلاني ! ، والمشكلة المزمنة أن القراء لا يُفسح لهم المجال في تفنيد أو مناقشة أو نقد ( وبعمق ) أي شيئ ديني أو مقدس أو آلهي ، فهذه من محضورات وسائل الأعلام العربية والتي لا تريد أن ترتقي الى الشمولية العالمية في مسألة حرية الفكر وحرية النشر !!. وعليه ، فما فائدة طرح الأفكار الدينية ، مع حجب آراء القراء ؟!. وهذا أشبه ما يكون بوليمة ومائدة طعام تحوي كل ما لذ وطاب ، مع لوحة في وسط المائدة تقول حروفها الكبيرة ( الأكل ممنوع ) !!. أما عن المؤتمرات مع الأديان الأخرى فلا أعتقد بجدواها أبداً ، وأعتبرها مضيعة لوقت جميع الأطراف ، لأن علماء المسلمين ، وكعادتهم ، سيستشهدون بما يعتقدونه ( كلام الله ) ، وهو بالنسبة لهم حقائق ثابتة لا تقبل التبديل أو حتى النقاش !!. وهذا يقطع المواصلة ، ويلغي كل الأجتهادات والمحاولات من أجل حوار حضاري مُفيد . ويعود بالكل الى نقطة البداية ، بسبب الطريق المسدود ، والذي هو أصل المشكلة الجذري !. تحياتي .

رد على تعليق
رعد الحافظ -

الصديق العزيز الحكيم البابلي : ما أردت قوله هو أنه يتوجب علينا جميعا الاعتراف ببعضنا حتى نبدأ حوار معين , فذلك الاعتراف مهم خصوصا في مسألة شائكة مثل الدينفكيف سنقبل الجلوس والحوار مع ناس لا نعترف بهم أنهم يمثلون دينا , لان قسم من علمائنا يقولون الكلمة لا تنطبق على الاخرين بل فقط على الاسلام,أعتقد الفكرة واضحة وسهلة وبسيطة وهي دعوتي الدائمة ..إقبل بالاخرين حتى يقبلوا بك ويعيش الكل بسلام ومحبة وتعاون ,ولا أدري المعلق الاول , لماذا وجد صعوبة بربط العنوان بالمحتوى؟بينما الثاني لم يقرأ وهو لايعرف العربية جيدا وصب حقده ومضى , وأنا معك يا أخي البابليما الجدوى من الكلام مع العقول المتحجرة والمريضة ؟لكن المشكلة للذي يريد إيصال رسالة إنسانية لا يمكنه السكوت حتى لو كانت الغالبية..ولا بلاش ..تحياتي مجددا أخي

الى رعد الحافظ .
الحكيم البابلي . -

أخي رعد : أفهم مقاصدك ، وأعرف أي إنسان أنت . يعجبني من الناس من له فكر حر ويستعمله ، ومن يملك المعرفة المقرونة بالحجة ، ومن له ضمير إنساني شمولي ، وأقترح عليك إهمال تعليق من تعتقد انه يدور في حلقة مفرغة . يقول الأمام على : ( أن طريق الحق موحشٌ لقلة سالكيه ) . ومع هذا فهو أجمل الطرق لأننا نجد في تعرجاته إنسانيتنا . تحياتي .

الجلوس مع الاراء
عوفي -

الجلوس مع الاراء المختلفة وتقبل افكارهم ومناقشتها ليس بالحرام او العيب وانا ارا من المنطقي ان نجلس مع جميع من يحملو اديان مختلفة وكل انسان حر في اختيار دينه لان الله اعطاه العقل هذا المخلوق من مخلوقات الله ويستطيع ان يميز به الغلط من الصح

رداً على الكاتب
!!!!!!! -

مكرر

إلى البابلي والحافظ
محمد الوادي -

لماذا لا تتفقان على موعد وتجلسان معا في مقهى وتتحاوران فيما بينكما، وتتبادلان المدح والإطراء وتصبحان صديقين، وتريحان القراء من هذه اللغة التي يجامل بها كل منكما الآخر . للقارئ اهتمامات عديدة، وأكيد ليس من بينها الاطلاع على عبارات إعجاب كل واحد منكما بصاحبه. فهذه نرجسية يمكن أن تنمو وتتطور لتتحول إن أسعفتها السلطة إلى ديكتاتورية لا تختلف في أي شيء عن ديكتاتورية حبيبكما صدام حسين.

الى محمد الوادي .
الحكيم البابلي . -

ما أعمق المثل العربي الذي يقول ( لو ذات سوارٍ لطمتني ) ، إذهب وأبحث عن معناه في قواميس اللغة ، يا من لا لغة له غير الشتيمة !. وهل إحترام وحب الناس لبعضهم يغيضك لهذه الدرجة المتطرفة التي أخرجتك عن أطوارك ، وأفقدتك إتزانك ؟!. أنت أحق بالأشفاق من أي شيئ آخر ، وأعتقدك تنتقم من نقدي للغتك العرجاء قبل أيام في واحدة من تعليقاتي حول مقالاتك العنصرية المحنطة ، رغم أني صغتها بأسلوب مهذب !. أما عن قولك بأن صدام حبيبنا !، فأقول لك بأنني مغترب منذ 35 سنة بسسب صدام ، وما هي إلا تُهمة جاهزة تستعملونها بطريقة عشوائية ضد كل من لا تعجبه غوغائيتكم . ويأبى الأناء إلا أن ينضح بما فيه !!;وسلامٌ على أهل الحق أينما كانوا وأينما وجدوا ; .

الى المعلق 8
رعد الحافظ -

وما يضيرك من الاحترام المتبادل حتى لو كان مجاملة , وهو في حالتنا ليس كذلك ؟أليس ذلك أفضل من التناحر والتكفير والقتل ؟ثم من أجبرك على إضاعة وقتك في الاطلاع على حوارنا الذي نظنه مفيدا ومتمدنا لخدمة رسالتنا وهي ان يقبل الكل بالكل ويحترمه ولا يصادر رأيهأم أنك تخشى نفاذ الحبر من كوكل ؟ثم لماذا أنت تستعمل إسم الكاتب المحترم محمد الوادي ؟ ألا يمكنك إضافة اسم للتفريق؟ثم كيف أوصلك ذكائك الخارق بأننا نحب الطاغية صدام ؟ حاجات محيرة فعلا

الى المعلق 8
رعد الحافظ -

مكرر

الى المعلق 8
رعد الحافظ -

مكرر

الى الصديق البابلي
رعد الحافظ -

أخي العزيز هذا المعلق رقم 8 ليس الكاتب الصديق محمد الوادي ,كنت أعرف ذلك ومع ذلك سألته بنفسي للتأكد التام فنفى الرجل طبعا وذكر بأن كثيرين يستخدمون هذا الاسم وأنه لم يعلق أبدا على اي موضوع ونصحني بتجاهل هؤلاء المرضىأرجو منك ارسال بريدك الخاص على ايميلي التاليabusaif57@yahoo.com