القاعدة تعلن الجهاد دفاعا عن النقاب

سيكون العنوان أكثر دقة لو قرأ كالآتي: القاعدة تعلن حملة ارهابية انتقامية ضد من تسول له نفسه بالمس بالحجاب أو النقاب.

لماذا خلق الله الانسان برأس ووجه متميز؟
وجه الانسان ميزة فريدة ليعرف الناس بعضهم بعضا. ويتمكن الآخرون أن يعرفوا هذا الانسان او يتذكروه او يتعرفوا عليه. وجه الانسان يسهل عملية التواصل والاتصال والحديث والتفاهم فتغطيته هو الغاء لهذه الميزات وهذا نوع من الاضطهاد ضد المرأة.

النقاب يمنع الرؤيا الواضحة ويعيق حرية الحركة لأن الجسم المغلف ببطانية سوداء ثقيلة يفقد القدرة على المرونة والحركة. وهذا ايضا نوع من العقاب الجسدي ضد المرأة المظلومة اساسا سياسيا واجتماعيا واقتصاديا في المجتمعات الشوفينية الذكورية في العالمين العربي والاسلامي.
وفي الصيف ارتداء النقاب يرفع درجة الحرارة لدرجات غير مريحة قد تشكل خطرا على صحة المنقبة.

فاضلة عمار الوزيرة المسلمة في حكومة نيكولاس ساركوزي قالت مؤخرا: "النقاب هو كالتابوت. النقاب كفيل بقتل الحريات العامة هو دليل على الاستغلال السياسي للاسلام."

أما محافظ مدينة ليون الفرنسية أندريه غيرين وهو شيوعي وليس لديه اجندة دينية وصف النقاب "بالسجن المتنقل".

النقاب هو اللباس الذي فرضه الطالبان على النساء الافغانيات لكي لا يستمتع الرجال برؤية محاسنهن وانتشر هذا اللباس في الدول العربية والاسلامية بضغوط من الزوج او الأب وأحيانا من الأخ. وربما يتساءل المرء هل النقاب لحماية المرأة من أعين الرجل ومن غرائزه الافتراسية التي ستهيج جنسيا لمجرد رؤية كعب او ذراع. ام هو لحماية الرجل نفسه من الاغراءات ام لارضاء ذوي الافكار السلفية الطالبانية. ربما يحتوي الجواب كل هذه التساؤلات.

النفاق الذكوري
بلغت درجة الحرارة في بريطانيا اوائل شهر تموز الحالي 35 درجة مئوية وهذا غير عادي واستثنائي ولكن هذا لم يمنع مرتديات النقاب العربيات المغلفات ببطانيات سوداء من السير في عز الشوب. وترى المنقبة تمشي بثقل ملحوظ خلف زوجها الذي يمشي امامها مثل البودي غارد ويتمتختر كأنه حرر فلسطين او اباد الأمية واوقف المجازر في دارفور. وهذا السوبرمان يستطيع بنفس الوقت أن يبصبص على مفاتن الحسناوات الاوروبيات في اللباس الصيفي الخفيف الكاشف للمحاسن الجسدية. اليس هذا نفاقا بامتياز؟.

واذا سألت منقبة هل انتي مرتاحة داخل هذه الخيمة السوداء في اشد ايام السنة حرا. ستجيبك انها اختارته بمحض ارادتها لأنها لو قالت غير ذلك سيصب عليها جم غضب الفحل المهيمن والقوام على زوجته التي ينقصها العقل والدين كبقية النساء.

لماذا يعارض الاوربيون النقاب؟

كما قال الرئيس الفرنسي نيوكلاس ساركوزي النقاب يحقر المرأة وهو رمز للتمييز ضدها وتخفيض لمنزلتها واستعبادها. بكلام آخر نسمع ونقرأ من نشطاء الدين ان الاسلام عزز وكرم المرأة. ولكن من يكرروا هذه النغمة هم انفسهم يمارسوا التحقير والاذلال للمرأة. لنقبل ان الاسلام عزز وكرم المرأة فاذا لماذا يصر اسلاميون العصر على احتقارها واضطهادها.

لا يوجد اهتمام كبير في بريطانيا بمسألة تحقير واضطهاد المرأة ولكنهم يرفضوا النقاب لاسباب عملية اخرى. ومنها الآسباب الأمنية:

حيث تمكن صوماليون ارتكبوا جرائم في بريطانيا من الهرب من خلال المطار بارتداء النقاب ولم يعارضهم احد احتراما وخوفا من الاساءة للسيدة المسلمة. وهرب آخر متهم بالتخطيط لارتكاب أعمال ارهابية في البلد.( مصطفى جمعة ويوسف عبدالله وعثمان حسين ( 21.12. 2006 صحيفة الديلي تلغراف)

وثم قضية المدرسة عايشة عزمي التي تصر على لبس النقاب داخل الصف وامام التلاميذ الذين لم يفهموا ما تقوله بسبب غطاء الوجه. وخسرت قضيتها في المحكمة لأن التلاميذ يريدوا رؤية وجه يعرفوه ويعتادوا عليه ويتفاعلوا معه. (تقرير بي بي سي 15.10.2006)

ومؤخرا رفضت كلية سانت ماري الكاثوليكية في مدينة بلاك بيرن استقبال وفدا يتألف من 6 منقبات أتين من مدرسة اسلامية والسبب هو ان تلميذات الكلية سوف لا يعرفن من هن الزائرات ومن غير العملي استقبال 6 اجسام بشرية ملفلفة بغطاء اسود.( بي بي سي 30.6.09)

تهريب الاسلحة والمتفجرات في العراق بات امر روتيني حيث تخفي المنقبة السلاح تحت عباءتها ثم تنفذ المهمة بقتل اكبر عدد ممكن من المدنيين الابرياء باسم المقاومة الاسلامية. ارجع لأرشيفات الارهاب السلفي في العراق ضد المدنيين الابرياء.

سؤال للمنافقين والازدواجيين
لماذا نغضب على الاوربيين عندما يعارضوا الحجاب والنقاب. اذا جاء المسلمون للعيش في اوروبا او في بلاد الكفار الا يعني ذلك انهم يفضلوا الدولة الكافرة على الدولة الاسلامية التي تركوها وهربوا منها. وكيف نفسر عدم ذهابهم للسودان وافغانستان وليبيا والباكستان والصومال والجزائر ولكنهم يختاروا الدول الكافرة مثل ايطاليا وبريطانيا وفرنسا والنرويج والدنمارك.

هل تسمح الدول العربية والاسلامية للاوروبيات ان يتجولن في الشوارع ويذهبن الى العمل او الاماكن المقدسة وحتى في الشوارع التجارية في لباس صيفي مثل المايوه او التي شيرت والشورت. هل يسمح لأوروبي ان يحمل زجاجة بيرة كحولية ويشربها في الشارع في دبي او جدة او طهران دون ان يتعرض لعقاب قاسي مثل السجن او الجلد والتسفير. اذا لماذ نغضب اذا رفض الاوربيون النقاب؟.

تدخل القاعدة سيساعد معسكر رفض الحجاب
ونقطة اخيرة اعتقد واجزم ان القاعدة قدمت خدمة جليلة لمعسكر رفض الحجاب والنقاب. واساءت للنقاب والمنقبات وهذا التدخل الغبي سيزيد اصرار اوروبا على تحريم النقاب لأنه الآن اصبح النقاب في عقول الاوروبيين مرتبطا ارتباطا مباشرا عضويا وسياسيا بارهاب القاعدة. هل للغباء حدود؟

نهاد اسماعيل
اعلامي عربي - لندن