أصداء

الحمل في الصين والمغص في تركيا

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

عيون العالم بالكامل متوجهة صوب إقليم "شينجيان" الصيني. سكان هذا الإقليم يطمحون الى الإسقلال عن الصين. ما هو "شينجيان" وماهي القضية هناك؟.

إن الإقليم عبارة عن منطقة تتمتع بأكثر من الحكم الذاتي. مساحتها يقارب ثلاث أضعاف مساحة العراق. القسم الأعظم من هذه المساحة هي عبارة عن صحارى وجبال نائية غير مأهولة. غنية بحقول البترول والغاز الطبيعي حسب المعايير الصينية.

موقعها إستراتيجي ولها حدود مع ثماني دول هي: روسيا، منغوليا، كازاخستان، قرغيزيستان، طاجيكيستان، أفغانسستان، باكستان، والهند. عدد السكان يقارب عشرين مليون نسمة ثمانية ملايين"40 %" منهم ينتمون الى شعب الأويغور{قبل إستلام الشيوعيين للحكم في 1949 كانت نسبتهم 90% من السكان}. هؤلاء يتكلمون لغة تركية ويدينون بالاسلام. مضطهدون لغوياً ودينياً وإجتماعياً وإقتصادياً.

الأويغور يطمحون الى دولة مستقلة بإسم" تركستان الشرقية". هناك أربع حركات تحرر سرية، تنعتها الصين بـ"الحركات الإرهابية" وتدّعي أن لها علاقات مع تنظيم القاعدة.

الدولة التركية والحكومة في وضع حرج لا تحسدان عليه الآن. لماذا؟. في الصحافة والمحطات التلفزيونية الخاصة في تركيا الكل يستعمل تسمية"تركستان الشرقية" بدلاً من التسمية الرسمية الصينية "شينجيان"، والتي تتمسك بها أجهزة الإعلام التركية الرسمية.

التيارات القومية في الحياة السياسية وأكثرية الشعب التركي يعلنون تضامنهم ويتقطعون ألماً على أخوتهم"حسب تعبير الشارع" في تركستان الشرقية لما يتعرضون له من إبادة على يد مستعمريهم الصينيين، بينما الدولة وخاصة العسكر"الذين لهم في كل عرس قرص" يتفرجون عن بعد وبـ"رصانة" على ما يجري. منظرهم تماماً يشبه منظر الطفل الذي "ملأ تحته" وعيونه تفتل وتدور ولكنه ساكت.

الحقائق مؤلمة بالنسبة للدولة التركية: عدد السكان في الصين أكثر من مليار، وعدد الأيغور هو ثماني ملايين. سكان تركيا عددهم 75 مليون والكرد لا يقلون عن 25 مليون نسمة فيها. في شينجيان إعتراف للأويغور بإستقلال ذاتي"ولو على الورق"، بينما الكرد في تركيا حتى هذه اللحظة يعتبرون أتراكاً في رسميات الدولة. سياسة التذويب في الصين بدأت في عام 1949 مع الحكم الشيوعي للبلاد، بينما سياسة التتريك بدأت في 1923مع تأسيس الجمهورية وبوسائل أشد همجية مما فعله الصينيون. الدولة التركية تدّعي بأن إعطاء الكرد بعض الحقوق سوف يخلق العدوى لتنتقل نفس المطاليب الى قوميات اللاز والشراكسة وبقية الأقليات العرقية الأخرى في تركيا وبذلك "ستتفكك الدولة". الصين لديها أيضاً التيبتيون والمنغولون والمنشوريون و......الخ.

حركات التحرر الأيغورية موجودة على نفس لائحة الإرهاب الأمريكية تماماً مثل حزب العمال الكردستاني.

اللائحة تطول....

بإختصار: كلما تعرض ويتعرض له الأويغور في الصين حدث للكرد في تركيا. وقد إختصرالمفكر التركي محمد آلتان{أخ الصحفي والروائي أحمد آلتان} القضية بكلمتين عندما قال: أكراد شينجيان.

السياسة الرسمية التركية لا تتجرأ من الإقتراب للقضية لأن الصينيين سيفضحون تركيا بالكرد، لاسيما وأن القضية هي على المستوى العالمي وتخص دولة عظمى. بعد أربعة أيام من الأحداث أعلنت تركيا اليوم عن موقفها الرسمي وطالبت بإلقاء القبض على مثيري الشغب وتقديمهم للعدالة. البيان لم يذكر كلمة "شعب الأويغور" أو "حقوقهم القومية" على الإطلاق.

الدولة التركية في "حيص بيص" قلبها مع أشقائها ولكن بيتها من"البللور" نتيجة عقلها المريض في إنكار هوية وحقوق الكرد ثمانية عقود.

على كل كردي ان يقف مع شعب الأويغور في محنته الأليمة هذه.

بنكي حاجو
طبيب كردي السويد
bengi.hajo@comhem.se

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
يا رب
gilani -

يا رب تفرج هم و كرب الايغور وتنصرهم على القوم الظالمين.وترمل نساء اعداءهم وتجوع كلابهم وترفع اسعار المازوت و السماد عليهم يا ارحم الراحمين

يا رب
gilani -

مكرر

شتان بين صين وتركيا
عراقي مو اصيل -

سيد بنكي حاجو انا زرت مقاطعة شنجيانغ في شمال غرب الصين قبل عشرة اعوام. واشهد انه تم بناء مركز جديد في العاصمة اورومتشي بجانب العاصمة القديمة التي يقطنها الاويغوريون بينما يملئ المركز الجديد قومية الهان الصينية ولم تقم الصين بطرد اي اويغوري كما يعمل العراق ضد الكرد في مدينة كركوك ولا استوطن اتراك اسيا الوسطى كما عملت تركيا في مدينة آمد، ولا حرمتهم من الجنسية كما تعمل سوريا مع كردها ولا تنعتهم بالكفار كما تعمل ايران الشيعية ضد كردها السنة، ولكن حفزت مواطنيها للاستيطان هنالك وبذلك حصل التغيير الديموغرافي وهنا مكمن القضية. ولكن في نفس الوقت اعطت الصين الاعتراف الكامل بالقومية الاويغورية، وحق الدراسة بلغتها ، كذلك رأيت صناعة سينمائية اوغورية وكما تعلم وجود صناعة وبلغتهم قبل عشرة سنين يدل على دخول اللغة في سوق العمل وبالتالي لا يخاف من انقراضه كما هو الحال مع اللغة الكردية. مختصر مفيد شتان بين تعامل تركيا الاسلامية الاوروبية الملزمة بمعايير كوبنهاغن مع الكورد داخل تركيا وخارج تركيا والصين مع الاويغور. علما بان الصين لم تعلن على لسان رئيس وزرائها بانها ضد الاوغوريون في اي بقعة في العالم بينما كلنا نعلم ان تركيا صرحت وبالنص ( انها ضد اي حق كردي حتى لو كان في المكسيك). بالمناسبة نسبة الاوغور الى نفوس الصين اقل من ستة بالالف (اي اقل من واحد في المئة) بينما يمثل الكورد في تركيا مئتين بالالف(اي عشرين في المئة) ، بكلام اخر ان نسبة الكرد مقارنة بالاوغور اكثر بثلاثة وثلاثين مرة فيما نرى ان العملة الصينية يكتب عليها باللغة اويغورية ، اين اللغة كردية على الليرة التركية؟ لذلك من المجحف مقارنة الصين بتركيا وشتان مستوى التعامل مع الاقليات القومية في البلدين

احصاءات
شصيشف -

يبدو ان السيد بنكي حاجو لديه احصاءات خاصة به حول عدد الاكراد في تركيا؟ ومعلق كردي اخر يقول بان عددهم 15 مليون نسمة او اكثر قليلا حسب نسبة 20 في المائة. وماذا عن مئات الالوف من الاكراد الذين دخلوا كركوك وطردوا العرب

الى المعلق 3
م.تالاتي -

شكرا لك على تعليقك الواقعي المنطقي والانساني.المضحك ان تركيا عبرت عن قلقها الشديد عما جرى هناك من قتل واعمال عنف تعرض له الايغوريين الذين ينطقون بالتركية، وانطلقت مظاهرات تركيةمؤيدة للا يغوريين.واذا ما عرفنا العنف الذي تمارسه الحكومات التركية منذ قيام الجمهورية وحتى اليوم تجاه الملايين من الكورد داخل حدود دولتها الكمالية التي لا تعترف بوجود الكورد وحقوقهم القومية وتعتبرهم اتراك الجبال وتمنعهم بالقوة من ابسط هذه الحقوق ونظرنا الى الاعتراف الحكومة الصينية بوجود الشعب الايغوري وحقوقه القومية وممارستها لها ضمن الحكم الذاتي المعترف به في الدستور الصيني عندها سيظهر لنا مدى النفاق في قلق الحكومة التركية على الايغوريين والعنصرية الشنيعة في سياستهم تجاه الكورد داخل وخارج تركيا.

المهزله
على الربيعى -

لايحق للتراك ولو بكلمه واحده التكلم عن حقوق الاخرين لانها اول من انتهك حقوق الناس فى الكره الارضيه هم العثمانيون فكفى سخافه وكذب وادعاء ياححكومة تركيا اين انتم من حقوق 20 مليون كردي واين انتم من 1000000 من شهيد ارمنى