أصداء

الوضع الراهن في لبنان وآفاق المستقبل

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

رغم إنتهاء الانتخابات النيابية في لبنان و حسم الموقف لصالح کتلة 14 آذار، غير انه لايبدو هنالك في الافق ما يوحي بأن الوضع قد بات يسير وفق السياق الاعتيادي وان الامور ستعود الى خطها(الوطني اللبناني)بعيدا عن الظلال الداکنة للنفوذ الخارجي على المسارات السياسية، خصوصا وان هنالك حالة صمت و جمود غير عادي يلف الساحة اللبنانية بحيث تبدو معظم القوى و الکتل السياسية اللبنانية على إختلاف مشاربها و إتجاهاتها وکأنها في حالة إستراحة محارب و التأهب لجولة قادمة قد تکون ضروسا فيما لو إتخذت سياقات إقليمية مسارات لاتلائم دولا محددة.


ولئن تنفس العرب و من بعدهم العالم الصعداء بفوز کتلة 14 آذار، فإن ذلك الفوز لم يکن حاسما بالشکل الذي يجعل مسألة تشکيل الحکومة أمرا محسوما و مفروغا منه، وحتى ان قبول الطرف الآخر بالهزيمة و إقراره بها، لم يکن من شأنه أيضا إدخال البهجة الکاملة الى قلوب المنتصرين وقد يکون سبب ذلك ثمة هاجس أو توجس ما من إحتمالات سعي مفاجئ لقلب الطاولة و إعادة ترتيب الاوضاع من جديد و بصورة تخدم مصالح غير لبنانية.


ان الساحة اللبنانية التي يريد البعض أن تکون حديقة خلفية لدولة اقليمية وان تصير أحيانا حلبة جاهزة لتصفية حسابات او عملية مقايضات سياسية أمنية، ليست هنالك ثمة مؤشرات تدل على أن الشعب اللبناني بشکل عام، وقواه السياسية الملتزمة بخط وطني و قومي لن يسمحا إطلاقا بهکذا سيناريوهات و سوف تکون الصورة فيما لو سارت الامور بهذا المعنى، بغير الالوان القاتمة التي يحلم بها البعض بل وحتى انه من الوارد جدا ان تتمازج الالوان لتخرج أطيافا و الوان جديدة قد تحدد للصورة أبعادا و زوايا مختلفة تمام الاختلاف عن الذي قصده ذلك البعض.


واننا نرى ان إستقرار الوضع و إستتبابه في لبنان، من شأنه أن يلقي بتداعياته و آثاره الايجابية على الامنين العربي و الاقليمي سيما وان عدم إستقرار الاوضاع في لبنان خلال السنوات الماضية قد أثر و الى حد بعيد على الامن القومي العربي و هدد الاستقرار السياسي و الامني للمنطقة أکثر من مرة، وعليه فإن العرب مدعوون لإعطاء المزيد من الاهمية للملف اللبناني وعدم ترکه في منتصف الطريق وان تکثيف الحضور العربي في لبنان و تأکيده عبر إنعکاساته على مجمل الوضع العام في لبنان، هو امر ملح يخدم الصالحين اللبناني و العربي و يصب في نهاية الامر في صالح السلام و الاستقرار العالميين.


اننا في المجلس الاسلامي العربي في لبنان، نؤکد على ضرورة أن يکون هنالك حضور عربي فعال و مستمر على الساحة اللبنانية وان يتجه الاهتمام العربي وفق سياق إعتبار الملف اللبناني قضية عربية ذات اولوية قصوى وعدم السماح بأن يکون هنالك حضور دولي آخر فعال و مؤثر في لبنان بمستوى الحضور العربي الذي نرى فيه أيضا الضمانة الافضل و الاسلم لمستقبل الشعب اللبناني.

محمد علي الحسيني

الامين العام للمجلس الاسلامي العربي في لبنان.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
اننا ندعم ونؤيد موقف
د.محمد علي الموسوي -

فعلا ياسماحة آية السيد محمد علي الحسيني نؤيد وندعم موقفكم العربي .فإننا في لبنان نحتاج إلى الحضور العربي المستمر الفعال والداعم لبلدنا والذي فيه استقرار للبنان .

اننا ندعم ونؤيد موقف
د.محمد علي الموسوي -

فعلا ياسماحة آية السيد محمد علي الحسيني نؤيد وندعم موقفكم العربي .فإننا في لبنان نحتاج إلى الحضور العربي المستمر الفعال والداعم لبلدنا والذي فيه استقرار للبنان .

هكذا تكون القادة
ناصر النويس -

سماحة العلامة السيد محمد علي الحسيني الامين العام للمجلس الاسلامي العربي حقيقة هكذا تكون القادة والعلماء والكتاب والمصلحين .في كل كلمة تكتبها فيها صلاح لأمتنا وقوة لها .وموقفكم العروبي قلّ نظيره -وفقكم الله ونصركم- .

هكذا تكون القادة
ناصر النويس -

سماحة العلامة السيد محمد علي الحسيني الامين العام للمجلس الاسلامي العربي حقيقة هكذا تكون القادة والعلماء والكتاب والمصلحين .في كل كلمة تكتبها فيها صلاح لأمتنا وقوة لها .وموقفكم العروبي قلّ نظيره -وفقكم الله ونصركم- .

الى أين
محمد الحاج حسن -

أكبر المتضررين من هذا الهدؤ هو هذا المستغرب له والذي يتمنى في قرارة نفسه اشعالها نارا لا تبقي ولا تذر بين 14 و8 (فرق تسد). وهو أيضا الذي يدعي الوطنية المدفوعة الثمن سلفا ليؤدي دورا ما وكأننا على خشبة المسرح...ألى أين أيها المتسلقون.فاذا كان رائد الفتنة الأول المتلون قد استدار 180 درجة وفهم اللعبة فما بالكم لا تتبعوه وقد كان قدوتكم سابقا ولا زال يردد بسذاجة: الى أين...

الى أين
محمد الحاج حسن -

أكبر المتضررين من هذا الهدؤ هو هذا المستغرب له والذي يتمنى في قرارة نفسه اشعالها نارا لا تبقي ولا تذر بين 14 و8 (فرق تسد). وهو أيضا الذي يدعي الوطنية المدفوعة الثمن سلفا ليؤدي دورا ما وكأننا على خشبة المسرح...ألى أين أيها المتسلقون.فاذا كان رائد الفتنة الأول المتلون قد استدار 180 درجة وفهم اللعبة فما بالكم لا تتبعوه وقد كان قدوتكم سابقا ولا زال يردد بسذاجة: الى أين...

ابتزاز بلا حدود
رامز -

هو الذي يمارسه الأسد وأولاده، في لبنان كما في فلسطين كما في العراق. قال الرئيس الفرنسي السابق شيراك إن لبنان لن يرتاح طالما بقي النظام الحالي في سورية. المشكلة في أن إسرائيل منحت وتمنح تأميناً على الحياة للأسد وأولاده، وتستميت وتجاهد في عواصم القرار خاصة في واشنطن لحمايتهم من أي خطر وابقائهم حيثما هم، لما يشكلون من ضمانة مقابلة لصون مصالح اسرائيل الاستراتيجية. لكن بموازاة هذا الواقع، يجب الدلالة على أنه لو لم يكن هناك عقول في لبنان منخرطة في ابتزاز الاسد واولاده التهديمي، ولاسباب تتراوح بين الانسياق (ولو عن صدق) وراء الشعارات التي يتاجر بها الاسد واولاده منذ عملية سطوهم على سورية، وبين المصالح المادية العادية التي تنمي وتغذي خيانة افراد لأوطانهم (وجميع بلدان العالم)، لو لا وجود هذه العقول، لكان الاسد واولاده بقوا عاجزين عن تنفيذ هذا الابتزاز الملازم لطبائعهم. ونفس الشيء يصح في موضوع غزة، والعراق. إن تجاهلنا هذا الواقع الهائل والمهول، ستبقى أجمل الكلامات ومنها كلام السيد كاتب المقال، مجرد أصداء متناثرة مع اهواء الرياح.

ابتزاز بلا حدود
رامز -

هو الذي يمارسه الأسد وأولاده، في لبنان كما في فلسطين كما في العراق. قال الرئيس الفرنسي السابق شيراك إن لبنان لن يرتاح طالما بقي النظام الحالي في سورية. المشكلة في أن إسرائيل منحت وتمنح تأميناً على الحياة للأسد وأولاده، وتستميت وتجاهد في عواصم القرار خاصة في واشنطن لحمايتهم من أي خطر وابقائهم حيثما هم، لما يشكلون من ضمانة مقابلة لصون مصالح اسرائيل الاستراتيجية. لكن بموازاة هذا الواقع، يجب الدلالة على أنه لو لم يكن هناك عقول في لبنان منخرطة في ابتزاز الاسد واولاده التهديمي، ولاسباب تتراوح بين الانسياق (ولو عن صدق) وراء الشعارات التي يتاجر بها الاسد واولاده منذ عملية سطوهم على سورية، وبين المصالح المادية العادية التي تنمي وتغذي خيانة افراد لأوطانهم (وجميع بلدان العالم)، لو لا وجود هذه العقول، لكان الاسد واولاده بقوا عاجزين عن تنفيذ هذا الابتزاز الملازم لطبائعهم. ونفس الشيء يصح في موضوع غزة، والعراق. إن تجاهلنا هذا الواقع الهائل والمهول، ستبقى أجمل الكلامات ومنها كلام السيد كاتب المقال، مجرد أصداء متناثرة مع اهواء الرياح.