التفجيرات الطائفية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
رغم أن الإسلام جاء إلى العراق من جزيرة العرب، إلا إن معظم مذاهبه وفرقه نشأت في العراق، لاسيما بشكل خاص المذهبان اللذان يسودان العالم الإسلامي الآن المذهب الشيعي و المذهب السني، اللذان خاضا نزاعا مريرا للهيمنة على العالم الإسلامي دام عدة قرون، ابتداء من العهد الراشدي الذي شهد أحداث الثورة الطبقية ومصرع الخليفتين عثمان وعلي، مرورا بالعهدين الأموي والعباسي حيث الصراعات المختلفة المتوازية، وصولا إلى العصر الحديث الذي شهد قمة الصراعات الطائفية على الإطلاق بممثليها الرئيسيين الأتراك والإيرانيين، حيث كان العراق احد أهم ساحات هذا النزاع ومركزا لإلهامه، الأمر الذي جعل من الصراع الطائفي سمة من سمات الواقع العراقي، حيث لا يخلوا عهد من هذه العهود من تجاذبات هذا الصراع ومخاضه، وليس أدل على ذلك من استفحال وتطور العداء الطائفي الذي وصل إلى حدود خطيرة خلال الفترة الأخيرة، حيث حرك الاحتلال الأميركي للعراق صراعا طائفيا كبيرا لم تخف وتيرته حتى الآن، بعد أن كشف الصراع عن وجهه الطائفي الذي كان يستره، ليتحول إلى صراع مباشر ضحاياه السنة والشيعة معا.
إن ما يميز التفجيرات التي تحصل في العراق أنها تكاد تكون موجهة لمكون واحد، الأمر الذي يجعلها معبرة بشكل لا لبس فيه عن الهدف الماثل في أذهان فاعليها، ومما يبدو من العدد الكبير لهذه العمليات والأساليب المتبعة فيها و التفنن بالقتل، أن هدفها الأساس الإبادة، بحيث يتم الإجهاز على الطرف الأخر وقتل اكبر عدد منه، فرغم أننا لا نملك إحصائية دقيقة عن عدد التفجيرات التي شهدها العراق خلال السنوات القليلة السابقة، إلا أننا نستطيع أن نخمن أن عددها يربوا على عدة الالاف، وأنها خلفت مئات الالاف من الضحايا والأيتام والأرامل والمنكوبين، ولان هذه الأحداث واكبت الغزو الأميركي للعراق، فقد عدها البعض نوعا من المقاومة فيما عدها البعض الأخر نتيجة من نتائج الصراع بين القوى السياسية، وقد حاول الخطاب السياسي والإعلامي العراقي، التضليل على هذه الإعمال عندما قصرها بالجانب السياسي متوخيا استغلالها لأهداف سياسية، فالحقيقة التي لا يمكن لأحد أن يتجاهلها، هو أن معظم هذه التفجيرات مرتبطة بأهداف طائفية محضة، وليس هناك أي علاقة يمكن أن تربطها بمفهوم المقاومة الوطنية، فهذا النوع من المقاومة ( أي المقاومة الطائفية ) ليس غريبا عن العراق على الإطلاق، لان العراق كان مركزا لهذا النوع من المقاومة لعدة قرون، و مما يميز المقاومة الطائفية أنها لا تتوجه إلى المحتل قدر توجهها إلى الطائفة الأخرى انطلاقا من العامل الطائفي، حيث ازدهر هذا النوع من المقاومة خلال القرون الخمسة الماضية ( حقبة الصراع العثماني - الصفوي )، التي نتج عنها خسائر كبيرة لا يمكن حصرها، ففي حين ترحب إحدى الطوائف بالاحتلال الأجنبي الذي يماثل طائفتها، تمارس الطائفة الأخرى دور المقاومة ضده ليس بدافع وطني بل بدافع طائفي، وعادة ما يتجه القسم الأعظم من جهد المقاومة إلى الطائفة الأخرى، بعد أن يتم اتهامها بالعمالة وتجريدها من ولاءها الوطني.
وقد تبادل سنة العراق وشيعته هذا التعاطي الطائفي الذي جعلهم مقاومين تارة ومهادنين تارة أخرى، ففي حين عد السنة الصفويين محتلين وتعاملوا معهم على هذا الأساس، اعتبرهم الشيعة محررين و ربما سارعوا لمساعدتهم استجابة لشعورهم الطائفي، ونفس الشيء يصح بالنسبة للسنة، الذين تعاطوا مع العثمانيين على أنهم محررين يتوجب مساعدتهم اتقاء لشر الطائفة الأخرى أو بغضا بهم، الأمر الذي يمكننا من خلاله أن نفسر استمرار الاحتلال العثماني وتواصله لعدة قرون.. هذا الاحتلال الذي حتمته أحوال العراق وظروفه المعقدة آنذاك، لاسيما بشكل خاص هيمنة العشائرية وسيادة الطائفية.
وبالتالي كان العامل الطائفي هو الفاعل الأكبر في الساحة العراقية خلال الفترة الماضية، بحيث يمكننا توصيف الواقع العراقي في تلك الفترة بأنه واقع طائفي وبامتياز، وربما لهذا السبب عجز العراق عن بناء مجتمع متماسك وتشييد دولته الحديثة رغم توفر الإمكانات اللازمة لذلك.
لذلك لا يمكننا أن نتجاهل هذا التاريخ الطائفي المرير ونقفز على معطياته، فالطائفية هي الداء الأخطر في الجسد العراقي والفاعل الأكبر فيه، وتجاهلها هو نوع من الفشل أو الاستسلام للموت، فإذا أردنا أن نبني مجتمعا سليما لابد أن نهتم بموضوع الطائفية وان نركز عليه تركيزا عاليا، فهذا هو السبيل الوحيد الذي يمكننا من خلاله تجنب أسوا أمراض الواقع العراقي بل وأخطرها على الإطلاق مرض الطائفية المقيت.
باسم محمد حبيب
التعليقات
الساكت عن الجريمة
عراقي -المستغرب ان لا احد في الوطن العربي يطالب بالثأر و القصاص من القتلة والجهات التي ترعاها و تمول تدعم هؤلاء المجرمين و لا احد دعا الى الخروج بمظاهرات استنكار لهذه الأعمال ألأجرامية الشنيعة و التي يقوم بها ناس موتورين و بأسم الدين مع العلم ان هذه الأعمال تحصد ارواح بالجملة وتتكرر يوميا و ليست حادثة فردية كالتي طالت المرحومة مروة و التي ثار بسببها المسلمين من رجال الدين او عامة الناس في الوطن العربي و طالبوا بالثأر و كأن الناس الذين يقتلون ليسوا مسلمين او ان القتل بين المسلمين لا يستدعي للثأر فالساكت عن الحق هو شيطان اخرس و قانونيا هو مشارك في الجريمة. انا اسأل رجال الدين المسلمين الذين ينادون بالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر هل هناك منكر اكبر من هذا و لماذا انتم ساكتون على هذه الجرائم هل لأن المقتولين هم من طائفة اخرى ام ان هذه الجرائم ليست من اولوياتكم
الساكت عن الجريمة
عراقي -المستغرب ان لا احد في الوطن العربي يطالب بالثأر و القصاص من القتلة والجهات التي ترعاها و تمول تدعم هؤلاء المجرمين و لا احد دعا الى الخروج بمظاهرات استنكار لهذه الأعمال ألأجرامية الشنيعة و التي يقوم بها ناس موتورين و بأسم الدين مع العلم ان هذه الأعمال تحصد ارواح بالجملة وتتكرر يوميا و ليست حادثة فردية كالتي طالت المرحومة مروة و التي ثار بسببها المسلمين من رجال الدين او عامة الناس في الوطن العربي و طالبوا بالثأر و كأن الناس الذين يقتلون ليسوا مسلمين او ان القتل بين المسلمين لا يستدعي للثأر فالساكت عن الحق هو شيطان اخرس و قانونيا هو مشارك في الجريمة. انا اسأل رجال الدين المسلمين الذين ينادون بالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر هل هناك منكر اكبر من هذا و لماذا انتم ساكتون على هذه الجرائم هل لأن المقتولين هم من طائفة اخرى ام ان هذه الجرائم ليست من اولوياتكم
مقالة رصينة .
عراقي - كندا -أتفق مع الكاتب بشكل عام ولكن الذي زاد من حدة التوتر الطائفي بالسنين الآخيرة هو وجود القوات الامريكية بالعراق التي تشجع وتغذي هذا التناحر الطائفي ليس حبا بالشيعة أو السنة وإنما إمعانا بإضعاف العراق كدولة وشعب , والعامل الآخر هو تدخل الدول الإقليمية بأجهزة مخابراتها المتشعبة مستغلة ضعف العراق حاليا , ومن الطبيعي أن يحدث نوع من الإستقطاب بين الآحزاب والتيارات السياسية , فمنها من يؤيد إيران مثلا و منها سورية وبعضها الآخر يؤيد السعودية , ختاما لاحل يبدو بالافق إلا بتخلي قيادات الآحزاب خاصة التي بالحكم عن إمتيازاتها ومصالحها الحزبية أو الطائفية وجعل مصلحة الوطن والمواطن هي الآساس وهذا يبدو صعب المنال على الأقل بالوقت الحاضر .
مقالة رصينة .
عراقي - كندا -أتفق مع الكاتب بشكل عام ولكن الذي زاد من حدة التوتر الطائفي بالسنين الآخيرة هو وجود القوات الامريكية بالعراق التي تشجع وتغذي هذا التناحر الطائفي ليس حبا بالشيعة أو السنة وإنما إمعانا بإضعاف العراق كدولة وشعب , والعامل الآخر هو تدخل الدول الإقليمية بأجهزة مخابراتها المتشعبة مستغلة ضعف العراق حاليا , ومن الطبيعي أن يحدث نوع من الإستقطاب بين الآحزاب والتيارات السياسية , فمنها من يؤيد إيران مثلا و منها سورية وبعضها الآخر يؤيد السعودية , ختاما لاحل يبدو بالافق إلا بتخلي قيادات الآحزاب خاصة التي بالحكم عن إمتيازاتها ومصالحها الحزبية أو الطائفية وجعل مصلحة الوطن والمواطن هي الآساس وهذا يبدو صعب المنال على الأقل بالوقت الحاضر .
اعطهم ما يريدون
ابو العهد -بسم الله ان كان هذا ما يريدون ...إن كنا رجالا فلنعطهم ما يريدون ونعيد كرة المختار .... اياها ..
اعطهم ما يريدون
ابو العهد -بسم الله ان كان هذا ما يريدون ...إن كنا رجالا فلنعطهم ما يريدون ونعيد كرة المختار .... اياها ..
يا منصور امت..
ابواسحاق -هناك من لا ينفع معه إلا السيف، وأسلوب الردع معروف متفق عليه، فأدعو جميع الرجال الرجال الى الردع الردع، فكفانا قتلا واستباحة للحرمات، قامت الدنيا ولم تقعد لأن مجرم قذر قتل امرأة مسلمة التزمت بحجابها فرحلت شهيدة الى ربها إن شاء الله، أما هذه الالاف التي تقتّل وتهجر وتستباح حرماتها وينكل بها أشد التنكيل لم نجد أي رد فعل مناسب لهذه الجرائم ـ ومن الغباء أن ننتظر ـ كما هو الحال مع جرائم الجمل وصفين وعاشوراء و و و.. فلا والله لن يرعوا ولن يهدأ سعارهم حتى نسقيهم كأس المنية بذل وهوان، ولنا في اسلوب تعامل حزب الله مع الصهاينة عبرة، وهؤلاء ليسوا بأقل خساسة وجبنا من الصهاينة..فلا قرة أعين الجبناء..ويا منصور أمت ...
يا منصور امت..
ابواسحاق -هناك من لا ينفع معه إلا السيف، وأسلوب الردع معروف متفق عليه، فأدعو جميع الرجال الرجال الى الردع الردع، فكفانا قتلا واستباحة للحرمات، قامت الدنيا ولم تقعد لأن مجرم قذر قتل امرأة مسلمة التزمت بحجابها فرحلت شهيدة الى ربها إن شاء الله، أما هذه الالاف التي تقتّل وتهجر وتستباح حرماتها وينكل بها أشد التنكيل لم نجد أي رد فعل مناسب لهذه الجرائم ـ ومن الغباء أن ننتظر ـ كما هو الحال مع جرائم الجمل وصفين وعاشوراء و و و.. فلا والله لن يرعوا ولن يهدأ سعارهم حتى نسقيهم كأس المنية بذل وهوان، ولنا في اسلوب تعامل حزب الله مع الصهاينة عبرة، وهؤلاء ليسوا بأقل خساسة وجبنا من الصهاينة..فلا قرة أعين الجبناء..ويا منصور أمت ...
.... يحكي
ابواسحاق -اقتباس: ((المستغرب ان لا احد في الوطن العربي يطالب بالثأر و القصاص من القتلة والجهات التي ترعاها و تمول تدعم هؤلاء المجرمين و لا احد دعا الى الخروج ))أقول لك: وبدون أي اعتذار: ماذا انت ألا تقرأ ألم يصل الدش الى بيتكم ألم تدرس تأريخ ألم تدرس دين ما أنت ؟ّ!!!نعم، لقد وجدت شبه صورتك كثيرا في قصائد احمد مطر والنواب..قصاص تريد، واحتجاج تحب ان ترى ...ويحك ألم تسمع بالاحتفالات وزفاف الشهداء ألم تسع بالسرادق المنصوبة بانتظار خبر زفاف الشهيد !!!
.... يحكي
ابواسحاق -اقتباس: ((المستغرب ان لا احد في الوطن العربي يطالب بالثأر و القصاص من القتلة والجهات التي ترعاها و تمول تدعم هؤلاء المجرمين و لا احد دعا الى الخروج ))أقول لك: وبدون أي اعتذار: ماذا انت ألا تقرأ ألم يصل الدش الى بيتكم ألم تدرس تأريخ ألم تدرس دين ما أنت ؟ّ!!!نعم، لقد وجدت شبه صورتك كثيرا في قصائد احمد مطر والنواب..قصاص تريد، واحتجاج تحب ان ترى ...ويحك ألم تسمع بالاحتفالات وزفاف الشهداء ألم تسع بالسرادق المنصوبة بانتظار خبر زفاف الشهيد !!!
انهم يقتلون الشيعه
احمد الفراتي -لماذا ايها السيد الكاتب لاتكون اكثر وضوحا وقل انها حرب لابادة ىالشيعه فالتفجيرات الانتحاريه والمفخخات كلها تستهدف الشيعه وسط مباركة وفرح عربي بل ومشاركة مباشره وغير مباشره قلي بربك هل يوجد في العالم مثل هذه الصوره(انتحاري اردني يفجر نفسه في الحله وسط الشيعه ليقتل مائتين من الابرياء ثم يقوم اهله بالاردن عرسا له اسموه بعرس الدم فتقبوا التهاني والتبريكات ولم تحاسبهم الدوله الاردنيه ثم ان العرب بعد هذا يعتبرونه بطلا وشهيدا يترضون عنه) مصيبة والله
انهم يقتلون الشيعه
احمد الفراتي -لماذا ايها السيد الكاتب لاتكون اكثر وضوحا وقل انها حرب لابادة ىالشيعه فالتفجيرات الانتحاريه والمفخخات كلها تستهدف الشيعه وسط مباركة وفرح عربي بل ومشاركة مباشره وغير مباشره قلي بربك هل يوجد في العالم مثل هذه الصوره(انتحاري اردني يفجر نفسه في الحله وسط الشيعه ليقتل مائتين من الابرياء ثم يقوم اهله بالاردن عرسا له اسموه بعرس الدم فتقبوا التهاني والتبريكات ولم تحاسبهم الدوله الاردنيه ثم ان العرب بعد هذا يعتبرونه بطلا وشهيدا يترضون عنه) مصيبة والله