حركة الكون في التاريخ عند عرب الجاهلية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تطرق الاخ الدكتور الفاضل رضا الخالصي في رده على ما نكتب في هذا الموضوع، الى حركة الكون في التاريخ باسلوب رفيع، وطلب مني التطرق الى هذه الحركة عند عرب الجاهلية، التي تشابهت افكارهم مع افكار الاغريق في نظريات الكون في التاريخ. وأستجابة لطلبة وفائدة القراء والمثقفين،سأحاول التطرق لما طلب مني على القدر والاستطاعة الذي يسعفني فيه الحظ من ارضائه وارضاء القراء الكرام فأقول:
ان ما وجدته في نظريات عرب الجاهلية في الحركة الدائمة للكون في التاريخ شيء يكاد يختلف عما طرحته الافكار الاغريقية،فهم أقرب الى الواقع الملموس حين تحدثوا عن ادخال مفهوم التاريخ في الحركة الكونية الدائمة.فقالوا ان حركة الكون وتعاقب الليل والنهار هو سبب الحياة والموت،متمثلة في البيت الشعري القديم الذي لم اعثر على قائله في الموسوعة العربية لعرب الجاهلية والذي يقول:
منع البقاء تصرف الشمس وطلوعها من حيث لا تمسي
وهي فكرة اخذوها من الحياة الصحراوية المتشابهة التي اوحت لهم بنتعاقب الليل والنهار ومنه استمدت فكرة الموت والحياة وحتى النهاية.ويبدو ان عرب الجاهلية احسوا بفكرة الزمن وحركته،لانها بنظرهم اقدم من فكرة التاريخ والاحساس به متمثلا بقول شاعرهم ابن العبادي:
من رأنا فليوطن نفسه انه موفٍ على قرب زوالِ
عصف الدهر بهم فأنقرضوا وكذلك الدهر حالا بعد حالِ
هنا نرى ان الفكر العربي القديم في الزمان يقوم على أتجاه واحد هو الحياة والموت ولا رجعة بعده.
وعند العراقيين القدماء، ابتداءً بحضارة السومرين،ان الموت هو نهاية كل انسان،وان الخلود غير ممكن الا للآلهة الوهمية عندهم،وسوف يلاقي الانسان حتفه مهما بلغ من قوة. وتقدم ملحمة كلكامش تأكيداً على ذلك.كما اعتقد العراقيون القدماء بوجود آله للموت أسمه اككاي، كما نعتقد اليوم بالمَلََك عزرائيل قابض الارواح وهو موجود منذ بداية وجود الخليقة. من هنا يبدولنا ان العراقيين القدماء آمنوا بالموت كنهاية حتمية لبني البشر، فحاولوا البحث عن الخلود الدنيوي،بعكس المصريين الذين آمنوا بالخلود الدنيوي والاخروي معاً،لذا احتوت مقابرهم على كل ما يخص الميت من متاع الدنيا،بعكس العراقيين الذين كان فكرهم فكرا علمانيا بعيدا عن التوجه الديني منذ القدم.( أنظر الدراسة البحثية الموثقة للدكتورة أزدهار العبيدي). ويبدو ان عرب الجاهلية قد سايروا العراقيين منهجهم في الحياة والموت.لذا فان التوجه الديني عندهم كان باهتاً منذ القدم.
لكن مجيء الاسلام قد غير هذا التوجه تماما،حين ادخل على الفكر العربي عمقاً بالغاً بالاحساس بالحياة والموت والبعث والحساب بعد الموت، يقول الحق:(الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم احسنُ عملا،الملك2).. ومن القرأن الكريم تعلم العرب كيف يفكرون بامور الدنيا تفكيراً منطقياً،فجعلوا للحياتين الدنيوية والاخروية مقاييس معينة للتعامل معهما،ومن هنا تولدت عندهم نظريات الخير والشر المرتبطة بالقيم المعنوية.
بهذا التوجه القرآني نظروا الى حياة الافراد والشعوب ومراحل النمو والنضج والانحدار الى الشيخوخة وحتى الفناء نظرة واقعية، وهوالموت الحتمي للنفس البشرية.وبالتدريج بدأت فكرة دائرة الحياة والموت تتوضح في اذهانهم حتى شملت الافراد والجماعات والدول ومراحل النشوء والارتقاء والتلاشي بالموت،حتى عبر بعض شعرائهم عن ذلك بقول شاعرهم شريف الرندي:
لكل شيء اذا ماتم نقصان فلا يغرُ بطيب العيش أنسانُ
هي الامور-كما شاهدتها- دول من سرهُ زمن ساءته ازمانُ
،ويبدو ان نظريات الكائن الحي التي تولدت في العقل العراقي والمصري القديم قد صبت في عقل الجاهلية الاولى فأصبحت اعتقادا لازما لها في نظرية الحياة والموت،وظلت نظريتهم تدور في فلك واحد كما كانت في نظرية المؤرخ الروماني توكيد الذي قال انه لا جديد في حوادث التاريخ.وان كل الاحداث مكررة في الحياة الانسانية وفي دائرة واحدة لا تختلف ابدا.
ولو نظرت في فلسفة الفرس والهنود ترى نفس الاتجاه عندهم حين أغتر عظماء الفرس بقوتهم وسلطانهم الى ان حان وقت الافول،فلم يعد لهم من قوة او سلطان. فكان الموت نهاية لهم.
وفي الحضارة الهدية اراء متشابهة لما عند العراقيين والاغريق القدماء،حين قامت فلسفتهم الحياتية على الدعوة الى الفضائل والتخلي عن الرذائل والوصول الى الكمال،ونادت بالسعادة الروحية والنفسية عن طريق السلوك الحسن وتصفية القلوب في الحياة الدنيا،لكن ما يعتقد فيه بالبعث والعودة ظل مبهماً عندهم،وهنا تشابهوا مع العراقيين القدماء تماماً.
لكننا نجد تشابها بين الحضارتين المصرية القديمة والصينية القديمة،فكلاهما سارا في مسار واحد من حيث الاعتقاد بالموت والحياة وعظمة الاباطرة والفراعنة،مع الاختلاف في البعث والحساب، والرباط المقدس عندهم. ويبدو ان الاكثر تشابها بين الحضارتين،ان المصرين والصينيين القدماء كانوا على خلق كريم وامانة وسجايا طيبة فيما عدا استبداد سادة البلدين بالحروب والهينة على الناس،ودكتاتورية الحاكم المطلقة، فلم تنفع معهم حتى نصائح الانبياء.يتجلى ذلك من المحاورة بين الفرعون وموسى،حين يطلب النبي موسى من فرعون الاعتدال في التصرف،فيرد عليه الفرعون مستهزئأ به، يقول الحق:( فقال له فرعون أني لأظُنكَ يا موسى مسحورا،الاسراء 101). فأنتهت حياة الفراعنة بالصورة المزرية كما جاءت في القرآن الكريم باغراقهم في بحر الظلمات.
ويبدو ان ابن خلدون قد استمد نظرياته في دورة العمران والكائن الحي المتجدد من نظريات القدماء دون تحديد،لكن ابن خلدون لم يحالفه النجاح في نظرية الكائن الحي الذي عده ينتهي بانتهاء الحضارة،فالكائن الحي متجدد من الاب الى الابناء في دورة الكون المستمرة.
وعلى الجملة فأن الجذور الحضارية لكل شعب ترسم الخطوط الرئيسية لتطوره السياسي والاجتماعي والفكري لما يلي من الاجيال والحقب التاريخية.
وخلاصة القول،اذا كان المصريون يعتقدون بالموت والحساب والبعث والحياة،فان العراقيين القدماء اعتقدوا بان الموت هو نهاية البشر،بعد ان تنفصل الروح عن الجسد،فالجسد يستقر في القبر والروح تنزل الى العالم السفلي،عالم الاموات والذي سموه اورالو وتبقى هناك الى الابد،ولم يعتقدوا بقيامة او رجعة او حساب.لذا فان الاهتمام بالحياة الدنيا عندهم هي الهدف،فغاب عن تفكيرهم االحساب والعودة،لذا اتجه التفكير العراقي نحو السعادة الحياتية،فانتج حضارة فاقت حضارات الاخرين،فمنهم ظهرت الكتابة والقلم والعربة التي يجرها الحصان والاسطرلاب وادوات الجراحة والتجميل.
اما معابدهم فكانت تختلف عن معابد المصرين التي وجدت لرعاية الفرعون وتمتعه بالحياة الدنيوية من رقص وغانيات،فقد كانت المعابد العراقية في غالبيتها دورا للقضاء وتعليم الكتابة والقراءة والحضانة للاطفال ولم ترتسم عليها علامات الفحش والتردي.وهذه ظاهرة علمانية تميزت حضارتهم فيها،فكان العلم والقلم والانسان هم الاساس وليس الالهة والملوك رغم مكانتهم المقدسة عندهم،ان ما خلفوه من مخلفات حضارية وكتب وسجلات وقوانين خير شاهد على ما نقول.
.
لذا من يعتقد انه بأمكانه تحويل المجتمع العراقي الى مجتمع ديني بحت على الطريقة المتزمتة فهو واهم،لان فكرهم يتناقض مع الفكر الديني المتزمنت منذ الازل.لكنهم عاصروا الدين وطبقوه بعصرنة حديثة تتلائم ومنطق النص الديني الرصين. ولا يزال غالبتة العراقيين يعتقدون بدورة التاريخ على الطريقة السومرية القديمة، وكلما أتموا الطواف فيها مرة بدأوا فيها من جديد. فكر علماني صرف تمتع بالانفتاحية وقراءة المجهول،لكن فكرهم ظل قلقاً مصابا بالحزن العميق فطبع عاداتهم وتقاليدهم وحتى اشعارهم واغانيهم به وبقي العراقي يثور دوماً لاتفه الاسباب، لما اصابهم من نوائب وغزوات وتدمير عبر العصور،ولا زالت تتكرر عليهم الى اليوم،وهذا هو قدرهم
.
ان من يتولى حكم العراق بعد قراءة التاريخ قراءة متأنية،سوف يجد شعبا قويا جسوراً ومضحياً ونابهاً،ملتصقاً بالارض والوطن يستطيع ان يحقق المستحيلات،لكن اين هم القادة الذين من هذا الطراز من البشراليوم.
ويبقى العرب منذ العصر الجاهلي من المساهمين في صنع الحضارة العالمية منذ القدم،اما ما ألصق بهم بالجهل والجاهلية فمرده الى الجهل بالدين على رأي المؤرخين بينما هم لا يختلفون عن الشعوب الاخرى،ولا نبالغ اذا ما قلنا كانوا على رأس المتقدمين.
والله يهدي الى كل رشاد،
د.عبد الجبار العبيدي
استاذ اكاديمي -الولايات المتحدة الامريكية
jabbarmansi@yahoo.com
التعليقات
العراقي ، قبل وبعد .
الحكيم البابلي . -مقال يستحق القراءة . أعجبتني الفقرة التي تتكلم عن علمانية العراقي المتوارثة رغم تدينه أحياناً ، وأتذكر أن أحد المثقفين العرب - وقد نسيت من هو - قال قبل سنين طويلة ، بأن المصريين عُرِفوا بالتدين ، والسوريين بالقومية ، أما العراقيين فلم يُعرفوا لا بالدين ولا بالقومية . طبعاً هذا الكلام ليس بقاعدة ، ولكن فيه الكثير من الصحة ، وكانت هذه من صفات أكثر العراقيين قبل أن يقوم كل الجيران بتصدير أنماط شخصياتهم لنا . وصحيح قولك بأن العراقي المتدين لم ولن يكون متزمتاً كبعض العرب الأخرين . أما التزمت الذي نراه اليوم فهو تزمت ظاهري يخفي خلفه غايات سياسية ونفعية مبيتة للأسف . تحياتي .
...................
محلل -مخالف لشروط النشر
فكر جديد بحاجة للتعل
د. رضا الخالصي -من يحكمون الشعوب يجب ان يكونوا من العارفين بالفلسفة الحياتية وتاريخ تللك الشعوب،لان هذه المعرفة هي شرط النجاح والتقدم والسعادة لها.اما ان يحكم الشعب وخاصة في العراق من هب ودب،بمجرد أمتطى دبابة او جاء مع محتل اجنبي ودخل في قوقعة الابهة والفخامة والحرس ،تحيط به جموع المنافقين،فعمره قصير،لن يستطيع الوصول الى غايات النجاح،ومع الاسف ان كل حكام العراق الحاليين والسابقيين من هذا الطراز من البشر ،لذا ظل الفشل يلاحقهم دوما.شعب مثل شعب العراق اخترع الكتابة المسمارية والقلم والعربة وترك حضارة يتغنى بها العالمالى اليوم، ماهو الا خلاصة للفكر العالمي منذ القدم،فكيف ومنذ اكثر من سبعة الاف سنة وهو بهذالرقي الفكري الكبير،لا زال هذا الشعب اليوم يلفه الغموض والتخلف،لولا فشل حكامه في قيادته نحو العلم والمعرفة والتقدم.نخرج بنتيجة مما يكتبه هذا الكاتب المفكرالمبدع ان العراقيين سوف يبقون في صراع مع السلطة دوما،حاكم بعد حاكم ،لان الحاكم اليوم يتناقض مع فكرهم وتاريخهم وهذا هو قدرهم كما يقول الكاتب.نتمنى من القراء، قراءة هذه المقالات التي يكتبها الرجل بكل عناية والتعليق عليها فهي مقالات من نوع اخر غير ما يكتبه الاخرين.شكرا لهذا الفكر النير ولمن يقف معه تجاوبا ونشرا.
لماذا ياحكام بغداد؟
د.رفت مصطفى البغدادي -الكاتب دوما وفي كل كتاباته همه الاول وطنه العراق، رغم غربته وفقدان حقوقه فيه.وفي هذه المرة يتكلم عن النظرية العلمانية لدى العراقيين ،وكيف انها متأصلة فيهم منذ الزمان البعيد.كل الكتابات التي تنحو نحو التقدم والانفتاح تتجه نحو العلمانية اليوم،فأذاكان الشعب العراقي علمانيا بهذه الثبوتية التاريخية ،أفليس من حقه الطبيعي ان يتمسك بها ويطبقها كيفما يريد.ويبدو ان هذا التوجه لدى العراقيين هو سبب البلاء عليهم من الاخرين،فالعلمانية ليست بعيدة عن الدين لكنها متوازنة معه في التطبيق.ان الذين يتحدثون عن التقدم والقانون والنجاح في ادارة الدولة، لماذا يبتعدون عن المنبع الاصلي ليتوجهون نحو ايران المتزمتة او الاخرين ،ليتمشدقوا بفكرهم في الاصلاح.لامانع من اقامة علاقات مع الاخرين ولكن ليس على حساب مستقبل الشعب العراقي الذي ادخلوه اليوم في نفق الدين المتزمت الذي سوف لن يرى النور من بعده ابدا.انا مستغرب من المسئولين العراقيين الذين يحكمون اليوم ويعقدون المؤتمرات من اجل الكفاءات العراقية والتقدم العراقي ،لماذل ليس لديهم من امثال هؤلاء المفكرين ليرسموا لهم خطة التغيير.اما يستحي المالكي او الطالباني او السامرائي عندما يجلسون مع مسئولي الدول وشعبهم بهذا التردي بين ارملة نائحة وشيخ عجوز مقعد بائس فقير وام ثكلى وامرأة مرملة وايتام ملؤا الشوارع ولا جئين يدورون في الافاق يقتشون عن ملجىء لهم وهم بهذه الترافة يجولون ويصولون؟العلمانية عندكم مؤصلة ،اي الانفتاح الفكري لديكم موجود،المال والنفط عصب الحياة موجود ،الخبرة والكفاءة موجودة،أذن ما الذي تفتقدوه انتم في الوطن العراقي،غير الحمية والاخلاص في العمل وشرف المهنة .عجيب امركم الم تتعضوا بصدام والسابقين،الكل منكم يتجول في الافاق يستجدي سفارة او حكومة او تأييد،انتم فعلا تقرأون بالمقلوب ،فالبارحة قرأت تعليقا وفيه هوشيار زيباري يقرأ البرنامج بالمقلوب،احقا هذا هو وزير خارجية لدولة مثل العراق؟.فعلا انتم لا تستحقون حكم العراق ايها الطارئون.شكرا للجريدة للنشر.
أين العراق؟
د.خليل شاكر الزبيدي -إنني باحث متخصص في التاريخ الاسلامي وعليه صرفت جل اهتماماتي حتى نيفت على الستين ولكن هذا لايعني انني اهملت دراسة تاريخ العراق القديم ومصر القديمة بل على العكس كنت اطرح على نفس اسئلة منها:هل ان عراق اليوم هو نتاج ما بعد السيطرة العثمانية ام لا بد من الرجوع الى الجذور لفهم ما يحصل اليوم.وكنت اناقش زملائي ممن تخصص في التاريخ القديم مثل الدكتور سامي سعيد الاحمد الذي عمل معي بقسم التاريخ بجامعة الفاتح بليبياودكتور جابر خليل الذي ضمني واياه قسم التاريخ في جامعة الموصل ودكتور اكرم عبد كسار رئيس جامعة الحرة بلاهاي بهولنده.في جلساتنا نثير سؤالا واحداوهو:ما يجري في العراق هل هو نتاج الماضي السحيق كما نقلت لنا الاخبار بان الاسكندر المقدوني سأل احد الفلاسفة المصاحبين له في غزوه للعراق عن امكانية استبدال شعبه فكان الجواب ان للبيئة والمناخ دور مهم في تكوين طباع وعقلية الشعب العراقي.وطالما يتم الخلط بين عراق السومريين والباليين والاشوريين وعراق الدولة الاموية الذي كان يحكم بادارته من عمان غربا وحتى بلاد ما وراء النهر شرقا وعراق سايكس-بيكو.ان ما تناوله صديقي وابن محلتي،كرادة مريم،لهو موضوع جدير بالعناية ونحن بأمس الحاجة الى سبر اغوار الماضي للوصول الى فهم حقيقي لعقلية شعب اسمه شعب العراق
محاورة نافعة
د.قصي ككامل الاسعد -يبدو ان كتابات العبيدي الرائعة اصبحت للمتخصصين دون عامة الشعب،وهذا توجه لا نقبله من مؤرخ صديق وعزيز نذر نفسه لخدمة وطنه دون مردود.نحن نقول للاخ العبيدي ان كتاباتك اخذت تقتح الجروح القديمة والحديثة، والتي هي بحاجة من المؤرخين العراقيين للدخول بها ،لتكوين منهج تاريخي جديد يزيح من رؤوس العراقيين ما لحق بهم من عار السنين،كالفوضى والاعتداء وهو امر في غاية الاهمية في الدراسة والتحليل،ومن هنا اخاطب الدكتور ابراهين الحيدري في لندن ان يتجه نحو العراق مثل العبيدي وكذلك الاخ خليل الزبيدي لتكوين فكر جديد يقرأه الناس مغاير لما اعتادوا عليه عند العراقيين.للدكتور العبيدي قصب السبق فت تعديل المسار عن السمعة العراقية الصعبة قديما ونرجو من الاخرين المعاونة،كما نرجو من السيد المالكي ومستشاره مجيد ياسين ان يوجهوا اهتمامهم للمؤرخين الاخرين من العناية وفتح المجال لهم لكتابة تاريخ العراق من جديد، لا ان يغدقوا العطايا على المتلونين من امثال محمد الوادي والاخرين باعتراف مجيد ياسين كما نشرته ايلاف في مقالته عن الغمان والصداميين،فهل يسمع الاخ ياسين لينتبه للخطا الجسيم.الف شكر لمن يفتح الحوار وشكرا للجريدة لو ابقت المقال مفتوحا للاخرين.
دعوة صادقة للحاكمين
د. زكي قاسم الدليمي -حقيقة ان ما كتبه الاخ د.خليل الزبيدي اثار بي الشجن والالم لشعب اتهم دائما بالفوضوية والاعتداء واللامبالاة وقتل الاخرين والجهل بالقانون.نحن نطالب الاخ العبيدي مثلما طالبه الدكتور رضا الخالصي بالتوجه نحو تاريخ العراق من حيث التسمية والبيئة والعلاقات مع المجاورين.نطالبه بالتلميح عن المنجزات الحضارية ليقرأها شعب العراق المتآمر عليه اليوم من اسرائيل والعالم لتدميره وتدمير مستقبله،ونتوجهبالصدق والمطالبة لمن يحكم العراق اليوم ،لنقول له من لم يستطع ادارة العراق واعطائه حقة الطبيعي فعليه ان يتنحى عن حكمه ،فلم يعد هناك من متسع من الوقت للانقلابات والتبدلات عن طريق الامريكان وغيرهم.ابقوا في الحكم ان رغبتم لكن يجب ان تعدلوا وان تضموا الفكر العراقي الناضج عله يعدل المسار.لان ما تفعلوه هو ظلم كبير بحق الوطن والعراقيين.
ماذا تقولون غدا؟
رعد الكوازي -نعم استغربت كثيراً مما علق عليه مجيد ياسين وهو شخصية مقربةمن الصف الاول من السيد المالكي.ان يصرح بهذه الصراحة هو اي يقدم المالكي العطايا الى محمد الوادي،اقول هل عاد قانون اصدقاء الرئيس صدام حسين،واذا كان صدام يلام بالتبذير فهل انتم من حقكم التبذير لاموال العراقيين يا مجيد ياسين؟ العراقيون مفتحين باللبن كما يقولون ولم يبق احد من لا يعرف ما تفعلون،فماذا تقولون غدا للقانون؟هل نسيتم صدام وفاقه في قفص الاتهام؟انتم لا تفكرون بالمخلصين المحبين للوطن ،بل للمنافقين من امثال الوادي الذي يتسكع في سوريا اليوم ليعلن الثورة عليكم باموال العراقيين ،فهل هذا هو الحكم لائتلاف دولة القانون؟لم يبق امامكم الا الصدق والاعتدال فقد اصبحتم قريبين جدا من قفص الاتهام فماذا تقولون غدا للمستجوبين؟كتابات العبيدي بخصوص العراق اصبحت محط انظار المثقفين ،نرجو ان تكبر دائرتها من اجل الوطن والمواطنين.
العراق العلماني
سمير الاعظمي -المقال رائع و متوازن والردود وتعليقات السادة اكثر من رائعة و محترمة على غير ما تعودنا من هجوم المتزمتينن كان بودي الاضافة الى ان العلمانية فعليا وكما هي مطبقة في الدول الحرة والمتقدمة هي ببساطة ادارة الدولة من قبل خبراء في مجالهم واعطاء الحقوق للناس ايا كانوا بصرف النظر عن الدين او العرق وهو بالظبط ما يحتاجة العراق الكسيح حاليا
العلمانية هي القانون
احمد جاسم الناصري -المقال من وجهة نظري لا يقصد به الكاتب التاريخ او العلمانية ـبل يقصد المنهج الذي يجب ان يطبق في العراق اليوم ،بعد هذه الهجمة الشرسة من الحرامية العراقيين والمجاوريين،وكأن التغيير ما جاء الا لهم.الكاتب يدعو من يؤمنون بالقانون الى الكف عن مساندة الظالمين الذين لا هم لهم الا جيوبهم واموالهم الحرام.الكاتب يقصد ان القانون يجب لن يطبق على كل من خان وسرق وعلى المسؤولين الكبار عدم مناصرة حرامية العصر كما في وزير التجارة والاخرين.نعم حكم علماني يسنده الاكفاء والمخلصين لا خريجي مدارس التزوير وسوق مريدي،حكم علماني لا تكرروا فيه الاخطاء فقد وصلنا الى اللا معقول ،واليوم تريدون ترشيح السفراء من المتخلفين والجهلة واللا اختصاص لان هذا اخو هذا وابن عم فلان،يا مالكي اين انت سائر اما تخاف القانون غدا؟وامامك صدام والاخرين؟شكرا لايلاف للنشر