أصداء

جوته والشربيني خيارا التواصل والقطيعة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

انها المانيا جوته،او بالاحرى جوته المانيا.. تبزغ روحه وسط الازمة، فتحيل الحالة الصراعية الى حالة حوارية، جديرة بان نتوقف عندها ونتساءل: ايهما ابقى واصلح للاوروبين والعرب.. مناخ العداء والتحريض ام التسامح والتفاعل؟

بالتأكيد لا صلة مباشرة بين "ازمة مروة الشربيني" و مبادرة الحوار الثقافي الألماني - العربي " شبكة السينما العربية المستقلة " التي نظمها معهد جوته في القاهرة قبل ايام، والتوقيت، بالطبع، ليس مقصودا، لمواجهة التوتر الناتج عن تصعيد الاصوليين والانتهازيين في مصر وعواصم عربية واوروبية، لحدث لم يكن يستأهل كل هذه الضجة والتضخيم، لكننا اذا وضعنا الحدثين، الي جانب بعضهما البعض، ونظرنا بامعان سنخلص الى علاقة ترابطية او استنتاج غاية في الاهمية، وهو اننا ازاء توجهين او خيارين مطروحين طوال الوقت يجسدهما الحدثان المتتابعان.. خيار التعاون او الصراع بين ضفتي المتوسط.. خيار التواصل او القطيعة الثقافية.. خيار الانفتاح اوخيار الانغلاق.ويبقي علينا عربا واوروبيين ان نختار معا.. لمن ننتصر واي خيار ينبغي ان يكون له الغلبة؟.

واذا توقفنا عند الحدث الاخير، واردنا تصنيف ما جرى في " جوته القاهرة " على مدى ثلاثة ايام، ووضعه في سياقه الاشمل، فان مثل هذه الفعالية تمثل اهمية خاصة، وتتجاوز كونها مجرد عروض افلام عربية والمانية وحلقات نقاشية بين صناع السينما المستقلة والمهتمين بها، الى اعتبارها مبادرة ثقافية جادة وخطوة على طريق طويل نحو التفاهم والتواصل الحضاري، وتأكيد الخيار الافضل لشعوب تريد ان تتواصل لا تتقاتل، فالتوقيت بالمصادفة، جاء في وقت مناسب تماما، ليرسل رسالة الي كل دعاة الفكر المتطرف والنظرة الاحادية القاصرة التي تختزل العلاقات بين اوروبا والعالم العربي في حادث او حوادث مدانة وغير مقبولة لا هنا ولا هناك، هؤلاء الذين لا يرون في اوروبا الا وجها واحدا فقط استعماريا او عنصريا، رغم ان ثمة وجها اخر يمكننا تلمسه، اذا ابتعدنا عن هوس التعصب الذي يصيب الاعين بضعف الابصار.. اعني الوجه الحضاري المنفتح الراغب في التفاعل معنا، وخلق ارضية مشتركة تنطلق من الثقافة والفن _الذي برأيي _المدخل الصحيح لتواصل انساني حقيقي، بعيدا عن السياسة و الاقتصاد بوجهيهما المظلمين، وصراعاتهما التى لا تنتهي ومصالحهما المتغيرة باستمرار.

ثم انه يحسب لهذه الفعالية انها عرفت او اعادت تعريف العرب على العرب.. عرب المشرق بعرب المغرب، خاصة المبدعين من الشباب، وذكرتنا باننا في حاجة ملحة لان نتحاور ونتواصل، معا، كعرب ولا نترك الهوة تتسع، خاصة بين الاجيال الجديدة التي صارت بلا هوية واضحة، و صار الانتماء لمحيطها العربي من شعارات الماضي التي تحظي بسخرية محزنة، فضلا عن انها صارت تجد صعوبة في التفاعل مع بعضها البعض، و تلجأ الى لغة اجنبية لتكون وسيط التفاهم.

وربما من الامورالمهمة التى نبهتنا اليها هذه الفعالية، ان حالة الحوار يجب ان تكون متعددة الدوائر، تبدأ بالذات وتنتهي بالاخر، لتكون مؤسسة على قواعد صلبة، تنهض على النقد الذاتي والوصول الى رؤي اكثر شمولية وانفتاحا وتحضرا، تمكننا من التلاقح الحضاري والاسهام في بناء النهضة الانسانية مع شركائنا الاوروبيين.
ولعل الافلام القصيرة الجزائرية المشاركة لمست، على نحو خاص، هذا الخيط واكدت على معاني متماهية مع الطرح الذي نسوقه، خاصة فيلم المخرجة صابرينا داروي " قالوا لي " الذي تطرق الى الصراع الذي يعيشه حاليا جيل الشباب في الجزائر، او بالاحرى ازمة الهوية.. بين الاوربة والانفتاح الواسع او التشدد والتمسك بالافكار التقليدية، ولقد عالجت المخرجة القضية بحساسية خاصة، وانتهت الى تأكيد معنى غاية في الاهمية وهو ضرورة المزاوجة بين الخيارين او الانتصار للاعتدال..لا الانحياز، تماما، لهذا التيار او ذاك، او ما يمكن اختصاره في عبارة " مركب النقيضين".

فيما ذهب، ببساطة، المخرج الجزائري مؤنس خمار في فيلمه " كما نحلة " الى انتقاد توجهات السياسات الغربية المتوجهة نحو الحرب والدمار والاحتلال خاصة في عهد الرئيس الامريكي السابق جورج بوش، مع رفع شعارات براقة وتعهدات لا تفي بيها للشعوب الفقيرة في العالم الثالث، بدلا من تسخير كل الطاقات لخدمة الانسانية، وتأكيده انه اذا كان ثمة رغبة في الحرب، فلتكن على الجوع والمرض الذي يمثل انتشاره بشكل ضخم وسقوط ضحايا بالملايين فريسة له، وصمة عارعلى جبين العالم المتقدم والانسانية جمعاء.

وليس بعيدا عن هذه الرؤية، سلسلة الافلام الالمانية المؤكدة للمشتركات الانسانية والهموم الجماعية في عالم اليوم، والتي تروج لقضية الحفاظ على البيئة بشكل ملفت وجذاب او التي تنتقد السياسات الرأسمالية التي تدمر الانسان من فرط استغلاله او التعاطي معه كشئ، حسبما تشير فلسفة ماركس في مواضع عدة واشارت اليها صراحة بعض الافلام، ما ينتقص من انسانيته واحساسه بقيمته في الحياة مثل " الحياة السرية" secret life او "غير معروف..غير معروف " unknown.. unknown.

وبدا الفيلم الاردني " الحذاء "، على بساطته، محرضا على التعاطف مع الفلسطينين وقضيتهم العادلة، خاصة اللاجئين الذين يعيشون حياة لا انسانية تحمل معاني الذل والعوز، ومنبها لنا ان القضية الفلسطينية التي يتنصل الكثيرون من دعمها حاليا، يجب ان نعطيها كعرب واوروبيين اهتماما اكبر واكثر جديا، بعيدا عن تأثيرات الدعاية الصهيونية وضغوطها التي تشوش على نصرة الحق والانتصار للانسانية الواجب على الشعوب الحرة.

وان كانت معظم الافلام متواضعة المستوى فنيا وفكريا، وبعضها كان صعبا في التلقي، نظرا لعائق اللغة خاصة الافلام المغربية الناطقة بلهجة محلية وترجمة فرنسية وهو ما يلفت الى اهمية مراجعة معايير الاختيار، فمع ذلك قدمت فرصة للجمهور العربي والاوروبي للتعرف على تجارب شابة متنوعة من اكثر من بلد عربي نادرا ما تتوافر، الى جانب اتجاهات سينمائية مختلفة سواء عربية او المانية، و الاهم من ذلك حالة الحوار والتفاعل الحضاري التي جاءت في وقتها الصحيح.

محمود عبد الرحيم
*كاتب صحفي مصري
Email:
mabdelreheem@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
i agree
meshmesh -

i agree definetly with the writer but i have to say that while we are searching the common points between us and the west , we don''t have to forget who we are although we are not perfect.

i agree
meshmesh -

i agree definetly with the writer but i have to say that while we are searching the common points between us and the west , we don''t have to forget who we are although we are not perfect.

كونوا بشرا او
الايلافي -

الحادث كان بشعا بدرجة كبيرة لقد قتلت امرأة حامل في مقر العدالة بسكين اصولي متعصب كاره للاجانب ومن حق اهلها وناسها التعبير عن غضبهم لا داعي لاستخدام القاموس الاصولي ضد كل من يعبر عن غضبه سلميا في مسيرة او مظاهرة او اعتصام هل دماؤنا ماء ودماء الاوربيين دماء مالم كيف تحكمون ؟!!

كونوا بشرا او
الايلافي -

الحادث كان بشعا بدرجة كبيرة لقد قتلت امرأة حامل في مقر العدالة بسكين اصولي متعصب كاره للاجانب ومن حق اهلها وناسها التعبير عن غضبهم لا داعي لاستخدام القاموس الاصولي ضد كل من يعبر عن غضبه سلميا في مسيرة او مظاهرة او اعتصام هل دماؤنا ماء ودماء الاوربيين دماء مالم كيف تحكمون ؟!!

حتي ولو خلعت لباسك
محسوب العربي -

الاخ محرر المقاله .. بعيدا عن اسلوبك المقعر وسفسطات صغار اليساريين والليبراليين والتائهين في دنيا الله.. .. افترض معي أن الدم الذي تستهين به لامرأة اسرائلية أو امريكية مثلا قتلت في مصر .. ماالذي كان يحدث .. بلاش ده .. افترض ياسيدي أنها اختك أو بنتك .. ماذا كنت فاعلا قاتل الله صغار الليبراليين .. فالثعالب الصغيرة تفسد الكروم ..فالدم دم حتي ولو خلعت لباسك

حتي ولو خلعت لباسك
محسوب العربي -

الاخ محرر المقاله .. بعيدا عن اسلوبك المقعر وسفسطات صغار اليساريين والليبراليين والتائهين في دنيا الله.. .. افترض معي أن الدم الذي تستهين به لامرأة اسرائلية أو امريكية مثلا قتلت في مصر .. ماالذي كان يحدث .. بلاش ده .. افترض ياسيدي أنها اختك أو بنتك .. ماذا كنت فاعلا قاتل الله صغار الليبراليين .. فالثعالب الصغيرة تفسد الكروم ..فالدم دم حتي ولو خلعت لباسك

قضية اكبر من حجمها
فاهم -

مخالف لشروط النشر

قضية اكبر من حجمها
فاهم -

مخالف لشروط النشر

تسامح وغفران!!!
وفيق نعيم -

من الواقعات الموثقة انه حين (فتحت) قوات الغزو الاسلامي جنوب إسبانيا, وبعد ان إحتل (المقاتلين الشجعان) قرية من القرى, اخذوا يعيثون فيها فسادا, ودخلوا على عائلة قتل رجلها خلال المعارك, وبقيت زوجته الحامل مع طفليها (ذكر وإنثى) في الدار تحت رحمة ربهم, والبست الذكر ( لباسا انثويا وبعد ان كسرت قوات الغزو الباب سالوا تلك السيدة عن رجلها وتمتمت بانه قتل واخذت تطلق تلاوات تطلب من الله الانتقام لزوجها, حينها جن جنون المنتصرين, واخذوا يكيلون لها الركلات, ثم إنتبه احدهم الى الطفلين فحين خلعوا لباس الانثى وكشفوا عن عورتها اركنوها جانبن وحين خلعوا لباس الذكر وكشفوا عن عورته قطع رقبته مما حدى بامه الى ان تطلق اضافرها في وجهه ورقبته, فبقرو بطن تلك المراة الحامل التي لقيت حتفها في الحال وتمرغل جنينها الميت في التراب الذي غطاه دم الام,

تسامح وغفران!!!
وفيق نعيم -

من الواقعات الموثقة انه حين (فتحت) قوات الغزو الاسلامي جنوب إسبانيا, وبعد ان إحتل (المقاتلين الشجعان) قرية من القرى, اخذوا يعيثون فيها فسادا, ودخلوا على عائلة قتل رجلها خلال المعارك, وبقيت زوجته الحامل مع طفليها (ذكر وإنثى) في الدار تحت رحمة ربهم, والبست الذكر ( لباسا انثويا وبعد ان كسرت قوات الغزو الباب سالوا تلك السيدة عن رجلها وتمتمت بانه قتل واخذت تطلق تلاوات تطلب من الله الانتقام لزوجها, حينها جن جنون المنتصرين, واخذوا يكيلون لها الركلات, ثم إنتبه احدهم الى الطفلين فحين خلعوا لباس الانثى وكشفوا عن عورتها اركنوها جانبن وحين خلعوا لباس الذكر وكشفوا عن عورته قطع رقبته مما حدى بامه الى ان تطلق اضافرها في وجهه ورقبته, فبقرو بطن تلك المراة الحامل التي لقيت حتفها في الحال وتمرغل جنينها الميت في التراب الذي غطاه دم الام,