أصداء

14 تموز والأحزان الأخرى

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يحتفل كثير من العراقيين ب 14 تموز ويعدونه عيداً وطنياً، وفجراً لعهد سعيد، ويحنون لعبد الكريم قاسم ويعدونه زعيما بناءً وعظيما، ويتحدثون عن نظافته،و الدينار والنصف الذي كان كل تركته المالية، غافلين أو متجاهلين لحقيقته،بينما يحزن عراقيون كثيرون في هذا اليوم وقد أدركوا أنه في الحقيقة ذكرى نكبة العراق وأهله التي بدأت قبل أكثر من نصف قرن ولم تنته حتى اليوم!

في هذا اليوم ينبغي التفكير الجاد والعميق لا خفة الشعارات والمظاهرات والهتافات. ولكن على ما يبدو هي عادة مأساوية متوارثة منذ أقدم العصور لدى العراقيين: فهم كثيراً ما فرحوا وهللوا لأيام كانت هي بداية نكباتهم وكوارثهم وخراب بيوتهم! وبكوا وغضبوا وربما حملوا السلاح وقتلوا بعضهم أو انتحروا لأيام هي بداية صلاحهم و خيرهم وأفراحهم، لو كانوا يعلمون ويقدرون!

كثيرون اليوم خرجوا من ذهول القداسة الثورية وأدركوا حقيقة ما حدث،وهم في ازدياد، ويشكلون الآن نواة الجماهير الحرة المستنيرة المتحمسة للديمقراطية ودولة المجتمع المدني، إذ لا يمكن أن يكون الإنسان حراً وديمقراطياً ومنخرطاً في عمل مدني أو ثقافي تنويري، وبنفس الوقت، يؤمن بالانقلابات العسكرية،أو حتى بالسماح للجيش أن يخرج عن واجبه الوطني المحدد له ليتدخل في شئون البلاد العليا ويفرض نهجه السياسي أو رأيه بمدافع الدبابات! مهما كانت دوافعه أو حسن نواياه، أو وقفت خلفه أحزاب وقوى تدعي أنها تمثل إرادة الشعب، بينما هي لا تعيش سوى أوهامها الخاصة!

إن جوهر وحقيقة ما حدث في 14 تموز 1958 هو تحطيم الدولة المدنية العراقية الحديثة بجزمة العسكر، وتمزيق الدستور الذي جهدت النخب العراقية لخمس سنوات لصياغته فجاء بشهادة كثير من فقهاء القانون المرموقين نصاً قانونيا راقياً ربما هو الأفضل من بين دساتير المنطقة! وتدمير السلطة القضائية في البلاد، بتعطيل المحاكم العليا، وشل محكمة التمييز، وإحلال المحاكم العسكرية، حيث بزغت ما سميت بمحكمة الشعب وهي ( المحكمة العسكرية العليا الخاصة) برئاسة فاضل عباس المهداوي، والمجلسين العرفيين الأول والثاني وكانا من أشرس المحاكم العسكرية،خاصة الأول الذي كان برئاسة شمس الدين عبد الله، وتعيين حاكما عسكرياً عاماً للبلاد ( أحمد صالح العبدي).

كانت الأحكام العرفية في العهد الملكي تعلن استثناءً اضطرارياً، ولكنها في عهد الانقلاب صارت هي القاعدة غير المبررة! فحلت المحاكمات الصورية بعيداً عن قانون أصول المرافعات الجزائية، وتفجرت البيوت والشوارع دماً تحت وقع الحبال والهراوات والرصاص. وجرت مطاردة آخر رائحة عطر تفوح من بذلة مدنية،وصار الخاكي وشبه الزيتوني منذ ذلك الحين ثوب الوطنية!

وهذه بالطبع نتيجة منطقية لعسكرة مجتمع ظل سادراً في انفعالاته الحادة،شارد اللب،مأخوذاً بالوعود والشعارات الخلابة، بينما فقد أهم سلطتين: التشريعية والقضائية،أما السلطة التنفيذية فقد صارت مع السلطتين السابقتين بيد رجل واحد هو قاسم يديرها ببزته العسكرية من ثكنته في وزارة الدفاع! ولكي يمنح نفسه الشرعية،بعيداً عن الدستور الناضج المتكامل الملغى،أوعز بصياغة دستور مؤقت، وقد ظل المحامي حسين جميل يفخر حتى آخر أيامه أنه صاغه بثلاثة أيام، وكان مكوناً من 15 مادة فقط لا غير!

لا أريد أن أبرئ العهد الملكي من سيئات كبرى أو صغرى، أو حتى جرائم وآثام، ولكن لا بد من الإشارة إلى أنه قام على ركام أربعمائة عام من الحكم العثماني المقيت، وفي مجتمع كانت نسبة الأمية فيه تصل إلى 99%،وإنه ورث النظام الإقطاعي ولم يصنعه،وورث الطائفية والعشائرية ولم يصنعها، وإنه ورث التخلف والجهل والفقر والمرض وبمستويات هائلة يصعب تصفيتها في فترة قصيرة،وإنه واجه فتوى متوارثة مسبقة لدى أئمة الشيعة،قادة أكثرية سكان البلاد، تقول أن كل حكم في غيبة المهدي المنتظر، باطل ويجب مقاطعته ومناهضته! وواجه فتاوى مشابهة من الشيوعيين بدفع من القطب الأحمر في الحرب الباردة!وأخرى من قادة السنة، ومن قادة الكرد، والتركمان،حتى لقد أعلن فيصل الأول يأسه من العراقيين أن يكونوا أمة أو شعباً متجانساً!

ومع ذلك عمل رجال العهد الملكي جاهدين بنزاهة وإخلاص من أجل تقدم العراق وجعله يلحق بركب الحضارة، فكان مجلس الاعمار مثالاً للشفافية وبعد النظر إذ كرس جميع موارد النفط تقريباً للبناء المتوازن والضروري، وقد حله الانقلابيون اللاحقون وبددوا أموال النفط في القمع والحروب، ومن المفارقات أن المثقفين الذين حرضوا على العهد الملكي والعسكريين الذين قضوا عليه،خرجوا من مدارسه ومعاهده وبعثاته إلى الخارج!

ولكن يبقى جوهر القضية وأساسها : وجود الدولة المدنية العلمانية،وآلية الدستور والديمقراطية، لا كيفية ممارستهما في دولة ناشئة ما تزال فتية قليلة التجربة وكانت خاضعة للتطور بحكم تنامي حجم المثقفين في البلاد، وتراجع الأمية نسبياً، وحتمية زوال الأشخاص المربكين أو المعيقين لعملها آنذاك كنوري السعيد والوصي وغيرهما،وقد جرى تحطيمها بلا قرار شرعي، ولا وعي، ولا روية، ولا تحضير لبديل أرقى منها أو يساويها، وهذا ما لا يمكن توقعه من ضباط محدودي النظرة سياسياً وفكرياً وتتركز خبراتهم وثقافتهم في فنهم العسكري والقتالي!


كما لا أريد أن أمضي في تعداد الكوارث والنكبات التي تلاحقت بعد انهيار الدولة العراقية المدنية الحديثة، لا لأنها معروفة للجميع، ولا يستطيع أحد أن يغالط بها، بل لأنها نتيجة منطقية أيضاً، لدولة أضحت مشوهة بلا ركائز دستورية أو تشريعية أو قضائية وهي خليط من عسكر متنافر متصارع على السلطة، وشخصيات مدنية من أحزاب مختلفة متناحرة متقاتلة دموياً بعد أن تنكرت بما سمي بجبهة الاتحاد الوطني وشجعت العسكر على تحطيم الدولة العراقية وآلياتها الديمقراطية، بدلاً من نصحهم بالتزام ثكناتهم وواجباتهم وترك التغيير لهم يعملون عليه مع الشعب، ضمن الأطر الشرعية والسلمية. لكنهم في الواقع كانوا أيضاً متهالكين على السلطة يريدون أخذها بسلاح الضباط معتقدين أنهم سيسلمونها لهم، بينما هم انتزعوها مقامرين بدمائهم، وقد استهواهم بريقها، فكان أن وقع بينهم جميعاً عسكريين ومدنيين ما يقع بين أفراد كل عصابة نهب أو سطو أو اعتداء لا تمتلك قيماً أو مبادئ!

وليس صحيحاً أن هذا الانقلاب قد سقط بسبب التآمر عليه في انقلاب 63، لقد سقط انقلاب 14 تموز لأنه ولد ميتاً كثورة منذ لحظته الأولى،إذ كان في الاتجاه الخاطئ تماماً،وقد تعفنت جثته أكثر عندما استأثر رجاله بالسلطة وراحوا يتقاتلون عليها كغنيمة، و لم يسلموها للشعب،ويحتكموا للدستور الشرعي، فكان عنف 63 امتداداً لعنف 58 !

لو افترضنا أن العراقيين قد أفلحوا خلال سنوات،بعد نزف كل هذه الدماء البريئة، وكل هذه التضحيات والآلام،بإقامة دولة حديثة ديمقراطية علمانية، ثم ذات يوم ربما في 14 تموز 2020 أو أي يوم مشؤوم أبعد أو أقرب، يقوم مجموعة من الضباط والشرطة من هذه الجهة أو تلك، من هذه الطائفة أو تلك، من هذه القومية أو تلك، بالقيام بانقلاب عسكري يطيح بهذه الدولة ودستورها الجديد ويعيد البلاد والناس القهقرى إلى عهد الفوضى والدمار ومزاج العسكر وجزماتهم، ماذا يكون شعور العراقيين؟ ماذا يكون وضعهم؟ هل يستطيع أحد بعد ذلك أن يحلم بمستقبل جديد للعراق؟


أية سذاجة وأي ضيق أفق أن يقف البعض عند الدينار والنصف الذي وجدوه في جيب عبد الكريم قاسم دليلاً على عفته،كرمز لغشاء البكارة الشرقي، ويتجاهل أو لا يريد أن يدرك الانهيار التاريخي للعراق في الجريمة الكبرى التي ارتكبها قاسم وصحبه ممن يسمون أنفسهم بالضباط الأحرار بتحطيمهم كل ما بناه العراقيون الرواد خلال فترة الحكم الملكي من قوانين ومؤسسات،وكل ما شاع في البلد من ثقافة التسامح ونسيج اجتماعي وطني عام،ومن كل العلاقات الطيبة مع دول المنطقة والعالم؟

أعتقد إن أحد المؤشرات التي ستثبت أن ثمة دولة مدنية حديثة شرعية ديمقراطية قد قامت في العراق فعلاً هي حين ترد الاعتبار لرجال العهد الملكي الوطنيين الأحرار، وتعتذر لمن تبقى من عوائلهم وللشعب العراقي المدين لهم بالكثير، وتحاكم الضباط الذين قاموا بانقلاب 14 تموز 1958،فجريمتهم لا تسقط بالتقادم،أو بموت أصحابها. والمادة التي سيحالون بموجبها واضحة: خيانة قسمهم وواجبهم العسكري وتحطيم أهم وأخطر وأعز ما يبنيه شعب في وطنه : دولته المدنية وقانونه الأساسي! وبالطبع إن هذا يعني بلغة كافة قوانين العالم المتحضر:الإدانة بجريمة الخيانة العظمى. أما العقوبة فمن المعروف أن الانقلابيين عاقبوا أنفسهم بأنفسهم، والبعض كما قيل ندم وأدرك في ساعة الحقيقة، أنه قد دمر عهداً جميلاً! وإنه بحماقته وتهوره وضع وطنه وشعبه على طريق الآلام!

إبراهيم أحمد
ibrahimhit@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
صحوة متأخرة ؟
أبو ذكرى البغدادي -

من المعروف عن كاتب المقال أنه كان من الشيوعيين المنظمين والمتحمسين حتى نهايةالثمانيات من القرن الماضي و من المفترض أنه كان يحرص دائما على حضوراحنفالات ثورة 14 تموز بكل دقة ونظام و انضباط حزبي صارم مع إلقاء كلمات حماسية عن المناسبة !، فما حدا مما بدا ؟ وكيف حدثت كل هذه الصحوات والانتفاضات الفكرية والسياسية المتعاقبة و المفاجئة أيها الكاتب المحترم و أنت في سن الكهولة والشيخوخة الرصينة ؟..هذا من جهة و من جهة أخرى فمن يقرأ بعض قصائد معروف الرصافي عن أوضاع العهد الملكي في العراق آنذاك فسوف يجد نفس المهازل السياسية الحالية التي كانت تتحكم بالمشهد السيساسي حينذاك مع فارق واحد هوأن الملايين امن لعراقيين الفقراء كانوا يعملون عبيدا عن الإقطاع !..غريب أمر هذا الكاتب فقد كان شيوعيا و تنكر لشيوعيته و كان مدافعا عن الاحتلال وقد تنكر له فيما بعد ، بعد تقديم ; خدمة ثقافية لفترة من الوقت !..فمن أنت يا عزيزنا الكاتب ؟ وهل سترسو على موقف واحد في قادم الأيام والسنوات ؟ أليس من الأفضل أن تخلد إلى الصمت بعد كل هذا ؟ .

ما أروع طروحاتك ..
رعد الحافظ -

لولا خشيتي من حجب تعليقي لمدحتك بعبارة مبالغ بها..لكني أجزم أنها ليست كثيرة عليك ,أيها الكاتب الكبير.وكي لا أثير البعض ليهبوا ويصبوا غضبهم على الجميع , أقول يكفي قاسم وزمرته أنهم إخترعوا الدكتاتورية بشكلها الحديث في العراق من ..( لازعيم إلا كريم..الى رفع صورته على ياقة كل قميص لكل شخص وإلا تعرض لما لا يحمد عقباه ) ..صحيح كان الزعيم نظيف اليد كما أشار الاستاذ الكبير إبراهيم أحمد..لكن هل تكفي نظافة اليد لحكم دولة مثل العراق؟بكل تناقضاته وصخبه ؟ثم النقطة الاهم في المقال.. وهي أن الفترة الملكية لم تكن مثالية بالتأكيد ,لكنها كانت على الطريق الصحيج ولم تعط الفرصة الكافية بعد 4 قرون من الاحتلال العثماني البغيض..أهم ما في المقال بظني هي الحيادية وتحرر الكاتب اليساري والتقدمي من العقدة الماركسية التي تقول: أن الملكية من الامبريالية .. هذه الاخيرة .سر مشاكل الكون ..أليس كذلك؟؟ ألف تحية وشكر جزيل للكاتب الكبير

14 تموز
عبد الرحمن سليمان -

الأستاذ الفاضل ابراهيم أحمد...تحية طيبة أتفق معكم في أن ثورة 14 تموز 58 والتي مازلنا نختلف حول تقييمها منذ أكثر من نصف قرن، ألغت فكرة المؤسسات الدستورية وسحبت منها الشرعية بلا وعي وأعطت تلك الشرعية للزعيم والقائد الملهم وبها مهدنا جميعا وساهمنا في الاعداد لصناعة الديكتاتورية وبأشكالها الأبشع فيما بعد،ولكن هذا هو نصف الحقيقة فقط ،أما نصفها الآخر والأهم فهو أن هذه الظاهرة لم تكن مقتصرة على التجربة العراقية وانما خضعت لها معظم دول المنطقة والداخلة في حقبة الجمهوريات حينها، والأمر حتما بحاجة الى دراسات متأنية وبعيدة عن العواطف التي تصر من يومها على الوقوف مع أو ضد هذه الثورة لأهداف سياسية بحتة لا علاقة لها بالبحث الأكاديمي الرصين . غير أن تلك الثورة لم تولد ميتة كما ورد في مقالكم ولكنها حملت مشروعا وطنيا مهما من أجل التقدم والتحديث والثورة الثقافية والأصلاح الزراعي وتصفية الأستعمار ولم يكن في حقيقته مشروعا كاذبا ومتهافتا كالمشاريع الوهمية التي جاءت بعدها ، ثم أن خيار النظام الجمهوري هو خيار انساني عام ويكفي رؤية العديد من دول العالم التي فضلته بعد أن كانت تحت ظل الممالك والسلطنات .من المؤكد اننا جميعا بحاجة للدراسة والتمعن أكثر في الملابسات الكثيرة التي أحاطت بتلك الثورة والتوصل الى رؤية منصفة وعادلة حولها .

بحاجة الى معجزة .
الحكيم البابلي . -

مقال تحليلي يضع النقاط فوق الحروف . ورغم التفسيرات المُقنعة في المقال ، فسيبقى بعض العراقيين على نفس أفكارهم القديمة في تأييد هذا الزعيم أو ذاك القائد ، ويعطونهم هالات من القدسية كما فعلوا بعد مقتل الزعيم قاسم في أدعائهم أنهم رأوا صورته في القمر !!، أو كما يحلم البعض من أن صدام القائد الضرورة لا زال حي يرزق وسيعود ليمزق أعداء البلاد !!. شعب العراق شعب عاطفي في كل شيئ ، وعندما تمتزج العاطفة بالجهل فالناتج سيكون مواداً متفجرة تحرق صاحبها قبل غيره . أنا واحد من الذين أحبوا وأحترموا الزعيم قاسم لكونه ورغم علاته أحسن وأرحم من الأخرين ، ولكن هذا ليس سبباً فعالاً لتصنيفه ووضعه في قائمة العظماء كما يتصور بعض الناس !. ويجب علينا التخلي والتجرد من عواطفنا الساذجة عندما يتعلق الأمر بالتقييم الحقيقي . وما ذكره السيد كاتب المقال حقائق يجب علينا الأعتراف بها وتصديقها إذا أردنا أن نبني على ضوء أخطاء وتجارب الماضي الذي كلفنا الكثير والكثير جداً . لم يكن في العراق بعد سقوط الحكم الملكي غير أقتتال قبائل سياسية وقومية ودينية ونفعية وحزبية ، دخلوا جميعاً في حروب طاحنة خسرها الجميع ولا يزال كل العراقيين يدفعون ثمن حماقاتها . لقد تحول العراق في الخمسين سنة الأخيرة الى ما يشبه الجحيم الذي ترهبنا وتخوفنا به الأديان السماوية ، وكم نحنُ اليوم بحاجة الى جنة أرضية توقف نزيفنا وتضمد جراحنا وتوفر لنا ولعوائلنا الأمان والخبز وتمسح الدمع من عيون أطفالنا وتقول لنا أن الدنيا لا زالت بخير وأن أبواب السعادة لا بد أن تُفتح مهما طال الزمن . تحياتي .

14 تموز
د.حسين الجبوري -

كارثة العراق الحديث هو يوم 14تموز الدموي والهمجي الذي اوقف الشرعية الدستورية والمدنية والحداثة الصاعدة في العراق ونهج العراق بعده نهج الدم والانقلابات والفوضى والحروب والقادة الاوحد وابو الثورات والضرورة

لنكن منصفين
عاطف العزي -

من يكتب فى أمور تأريخية يجب أن يكون ملما بكل جوانبها ولا يحكم عاطفته فيها، بل عليه أن يذكر ما لها وما عليها. من عاش تلك الفترة وكان صادقا، سيخبرك ان الغلبية العظمى من شعب العراق بكل قومياته وطوائفه ، كان يمقت الحكم الملكي خاصة بعد موت او مقتل الملك غازي ، حيث استولى على السلطة عبد الاله ونوري السعيد وباقى الجوقة التى تخرجت فى المدرسة العثمانية ورضخت رضوخا كاملا لبريطانيا وجعلت من الملكية البريطانية نموذجا لها مع الفارق المهم أن ملك أو ملكة بريطانيا يحكمون شكليا والبرلمان البريطاني المنتخب شعبيا هو الذى يشكل الحكومة ويعين رئيسها ويحاسبه ويسقطه اذا ما قام بعمل يتعارض مع مصلحة البلد. ان العالم كله يتقدم ولا يستثنى من ذلك حتى الدول الدكتاتورية ولكن التقدم فى البلدان الديموقراطية أسرع ، وصحيح ان العراق كان يتقدم فى العهد الملكي ولكن ببطء شديد ، وكان الأثرياء يزدادون ثراء والفقراء يزدادون فقرا. منذ حركة بكر صدقي ثم حركة الكيلانى فى نهاية الثلاثينات وبداية الأربعينات من القرن الماضى والعراق يرزح تحت أحكام عرفية فيما عدا فترات قصيرة . ثم عقدت معاهدة بورت سموث مع بريطانيا وانفجر الشارع العراقي وقتل المئات من المدنيين من قبل الشرطة وزج بالآلاف فى السجون ، ومنهم من عذبوا واعدموا وسمموا خفية . ثم قامت الثورة المصرية وأعلنوا اسقاط الملكية فتحمس لها العراقيون وبدأوا ينادون باسقاط الحكم الملكي علنا ومنهم من نادى بالوحدة مع مصر بتأثير من خطب جمال عبد الناصر وبوقه أحمد سعيد. وعقد العراق حلفا مع تركيا ثم أنشأ حلف بغداد الذى ضم العراق وايران وتركيا وبريطانيا (وأمريكا بصفة مراقب) وكان موجها ضد الاتحاد السوفييتى وجمال عبد الناصر . وثار الشارع العراقي ولم يهدأ حتى فجر 14 تموز 1958 حينما أعلن عن سقوط الملكية وقيام الجمهورية. ولا ينكر قيام أعمال منكرة مثل قتل العائلة المالكة وسحل جثث بعض السياسيين فى الشوارع ، ولكن الذين قاموا بها هم الغوغاء من الشعب العراقي الذين يغتنمون كل فرصة للنهب والسلب والقتل والتدمير (كما فعلوا فى نيسان 2003) ولم يكن باستطاعة الجيش ايقافهم . وبرزت فورا الخلافات ليس بين الضباط فقط بل بين كل الشعب العراقي ، فمنهم من أراد الوحدة مع مصر ومنهم من أراد (صداقة سوفييتية!!) ، وكان عبد السلام عارف من انصار الوحدة ولكنه عندما استلم الحكم لم يشأ التخلى عنه لأحد. تلك الانقسا

تعليق رقم 4
عادل إبراهيم -

الصحوة ليست متأخرة, بل إن دولارات العم سام والبطل المظفر بريمر حيث كان يعمل معه احد المسنشاريين قد عمت العيون والعقل والروبلات وتشهد بودابست ’ ويكفي الزعيم عبدالكريم قاسم مازال حياً في قلوب الفقراء والحس الوطني لا نوري السعيد الذي يحاول ساكني المنطقة الخضراء ان يسيروا على خطاه تودداً لديمقراطية السفارة الأمريكية

أنفصام الشخصيه
متابع -

المشكله ليس في الحكام بل بشعب لايعرف ماذا يريد و لا يعجبه العجب العجاب يحلل ويحرم على هوى مصلحته فترى لا يسلم كائن من يكون من نيرانه. انها مرض انفصام الشخصية وازدواجية المعايير التي نعيشها بداخلنا جميعا وبدون استثناء.

العسكر
كريم -

اخي ابراهيم العراق حكمه العسكر على مدى التاريخ ليس فقط بعد 14 تموز حيث ان رجالات السلطه عهد الملكيه ايضا كانو من العسكر لا بل حتى الملك و ابنائه اعطوا لانفسهم رتب عسكريه الجميع كانوا عسكر ما عدى رشيد القندرجي و القبنجي لم يكونا من رجال العسكر . والذي ميز قاسم عن البقيه هو كان دكتاتور عادل وهذا ما يحتاجه العراق حتى في هذا الزمان و قاسم تامرت عليه الرجعيه العربيه وبمساعدة الغرب انذاك حيث كانوا ظد العداله في الشرق الاوسط في تلك المرحله.

الاستاذ عاطف
رعد الحافظ -

لأن رأيك يهمني فأنا أتسائل أمامك:وماذا يعني التعاون مع الانكليز وإستشارتهم في كل شيء؟؟ألم يسبقونا بالحضارة والديمقراطية؟أليست شعارات القومجية والثورجية قلبتهم الى أعداء على طول الخط؟هل هم كذلك فعلا؟أرجوك أجب بحياديةثم نقطة ثانية تقول فيها ولم يهدأ الشعب .:إلا صبيحة 14 تموز ..وسؤالي : هل هدأ الشعب فعلا ؟ أم مازال هائجا مائجا مسحوقا منهوبا مأكولا مذموما؟ألم يكن التغيير التدريجي السلمي أفضل ؟ وكان ممكن ذلك وجميعنا نعلم ذلك والدليل تهاون نوري السعيد مع قادة الانقلاب بعد وصول تقارير كثيرة عن تحركاتهم قبل ساعة الصفر,,تحياتي لك

تعليق حاقد ساذج
سليم طاهر -

تعليق القارئين 1و7 يعطي صورة عن الذي لا يناقش موضوع المقال بل يهاجم الكاتب متخفياَ وراء اسم مستعار ،وهذا اسلوب يخلو من الشجاعة وليس في صالح المعلقين ،ولا ينم عن حب للعراق وأهله ولا حتى عن قيمة ،انصحهما بمناقشة القضايا التي طرحها الكاتب ويعلقا كالآخرين بموضوعية وشرف ،حقيقة الموضوع الأولى هي انفلات الغوغاء وما زال للغوغاء أحفاد يستعملون الكومبيوتر ،هذا ما يجعلني كعراقي أقلق على مصير العراق أن يريد الغوغاء أخذ السلطة فيه وإعادة نفس تاريخ ما بعد 14 تموز بكل ما فيه من دموية وتعسف وإلغاء للآخرين تحياتي للكاتب ولإيلاف !

الاستاذ رعد الحافظ
عاطف العزي -

شكرا جزيلا على تعليقك الثمين. وجوابا على سؤالك الأول فانى لم أتكلم عن التعان مع الانكليز واستشارتهم وانما ذكرت بأن السلطة آنذاك كانة راضخة رضوخا كاملا لبريطانيا. وهناك كما تعلم فرق كبير بين الاستشارة وبين الرضوخ. بريطانيا كانت تحارب الدولة العثمانية التى استعبدت العراقيين أربعة قرون، ولا سبيل الى المقارنة بين العثمانيين والانكليز فأنا شخصيا (ان كان ولا بد) أفضل الاستعمار البريطاني على العثماني ، وكما يقول المثل عدو عاقل خير من صديق جاهل. ولكن شعبنا الذى تعود على معارضة الحكام طيلة قرون طويلة استمر على المعارضة ، ولما قامت ثورة العشرين لم يجد الانكليز بدا من تشكيل حكومة صورية خاضعة لهم فجاؤا بالملك فيصل الأول ابن شريف مكة ووافق عليه العراقيون المنشقون لسبب واحد هو نسبه للرسول الكريم. وليس هناك من شك فى ان السياسيين آنذاك كان جلهم يتسابقون الى ارضاء بريطانيا ضمانا لبقائهم فى الحكم. وكان السبب الغير معلن لدخول القوات البريطانية الى العراق هو النفط (كما هو سبب دخول القوات الأمريكية الى العراق فى سنة2003) واشتروا نفط العراق بأبخس الأثمان وأقاموا فيه قواعدهم العسكرية. لقد عمت العراق فترة قصيرة من الهدوء بعد ثورة تموز وخرج الناس فى مظاهرات عارمة الى الشوارع تأييدا لها ، ورفع المتظاهرون شعارين متعارضين: الأول يدعو الى الوحدة الفورية مع مصر والآخر يدعو الى (اتحاد فيدرالي وصداقة سوفييتية) ، أي أن الصراع بدأ بين القوميين والشيوعيين . ولم يكن عبد الكريم قاسم يخشى الشيوعيين بقدر ما كان يخشى القوميين الذين كان يؤيدهم بعض ضباط الثورة برئاسة عبد السلام عارف. وكانت هناك معارضة اخرى شديدة من قبل الاقطاعيين وانصار الحكم الملكي ، وكان هناك البعثيون الذين يتحينون كل فرصة للاستيلاء على الحكم وبأي ثمن ، وأخيرا بعض علماء الدين الذين عارضوا قانون الأحوال الشخصية ، والعامل الأهم من كل هؤلاء كان شركات النفط العالمية التى ضربت مصالحها بقانون رقم 70 (على ما أذكر) وأخذت تضخ الأموال لكل من يعارض الحكم. فكيف يستطيع أي حاكم ان يحكم وسط كل هذه الفوضى والاضطرابات؟ أليس هذا شبيها بما يحصل حاليا فى العراق؟ أنا أيضا أفضل التغيير التدريجي السلمي ولكن قل لى بصراحة كيف كان يمكن تغيير حكم صدام تدريجيا؟ الا تذكر الهتاف من بعض العراقيين خفية: هلا بيك هلا يالجدتك حلا؟ الذى يعنى بوضوح انه سيأتى زمان يكون ح

14تموز ثورة
اسماعيل الجبوري -

14 تموز عام 1958 كانت ثورة شعبية حضيت بدعم ومباركة الاغلبية الساحقة من الشعب العراقي من العمال والفلاحين والكسبة والطلبة ومن الغالبية الساحقة من الطبقة الوسطى وبالذات النخبة المثقفة من المفكرين من امثال الدكتور وعالم الاجتماع علي الوردي والفنان الراحل جواد سليم صاحب تمثال الحرية في حديقة الامة وفائق حسن وعالم الانواء الجوية ورئيس جامعة بغداد عبدالجبار عبداللة والشاعر السياب والجواهري والبياتي ومظفر النواب والممثل والمخرج المبدع يوسف العاني الذي كان مفصول من عمله وآلاف من المبدعين من الاكاديمين والفتانين التشكيلين والادباء والشعراء وخيرة رجال العلم والفكر وكلهم على خطا والرفيق ابراهيم احمد وشلة من امثاله على صح.اتسائل مع الكاتب ابراهيم احمد الشيوعي السابق اي يستطيع ان يخبرني اي ديمقراطية ديمقراطية بالعالم فيها المعارضة بالآلاف بالسجون والمعتقلات واعدام قادتها لالشئ الا انهم كانوا يناضلون في سبيل تطبيق الدستور الذي كان موضوعا على الرف والغاء حكومات الطوارئ وتحسين الحياة المعاشية للشعب الذي ينخر فيه الفقر والجهل والمرض والاستبداد آنذاك وكان نضالهم سلميا . كيف يستقيم لنظام ديمقراطي ان يقوم باطلاق الرصاص على طلاب متظاهرين عزل من الجامعات وقتل العشرات منهم لمجرد مطاليب مهنية ونقابية وكيف تستقيم الديمقراطية بفك اضراب عمال النفط برميهم بالرصاص وقتل العشرات منهم لمجرد مطاليب لتحسين ظروفهم المعاشية وقمع انتفاظات الفلاحين لمرد معاناتهم من ظلم النظام الاقطاعي وكيف تم تهجير اليهود العراقين من العراق الى فلسطين والقائمة طويلة وكيف كان يعامل الشعب الكردي وهروب البارزاني الة الاتحاد السوفيتي السابق وكيف كان يسقط الجنسية عن الكثير من الوطنين العراقين . هل كان الشاعر الرصافي مخطي الذي وصف الانتخابات كالمزورة. نوري سعيد النظام الملكي وصدام النظام الجمهوري وهم مآسات الشعب العراقي منذ تاسيس الدولة العراقية وحتى يوم السقوط. نوري سعيد من جندرمة الامبراطورية العثمانية ومشبع بالقيم العصملية فلا يمكن ان يكون ديمقراطيا .14 تموز ثورة والعراقين يتذكرونها ويتذكرون زعيمها الشهيد عبدالكريم قاسم وهي الفترة الوحيدة التي يتحصر عليها العراقين الف تحية لذكرى 14 تموز ولزعيمها الخالد الشهيد عبدالكريم قاسم محبوب الفقراء

14تموز ثورة
اسماعيل الجبوري -

مكرر

المهم مستقبلنا
ابو فادي -

ادا كان علينا ان نقرأ ماضي العراق السياسي وكيفية تأثيره الايجابي او السلبي على الشعب العراقي فعلينا ان نستفيد منه الان من اجل تقدم عراقنا ومن اجل بناء دولة دستورية تضمن حقوقا ثابتة للانسان في كرامة العيش وتوفير مستوى صحي للجميع والاهتمام بالمستوى التعليمي والاهتمام بالاطفال ورعاية الامومة وتوفير الخدمات الاساسية وتطوير مناطق سكنانا وتجميلها وتغيير مناهج تعليم اولادنابما يخدم اسم العراق الموحد واني اعتقد باننا لن نصل الى هدا المستوى الى ادا استطعنا ان نفصل الدين عن الدولة من اجل ترسيخ قاعدة الدولة العلمانية التي توفر قدر كاف من الخقوق والحريات للجميع ضمن قوانين الدولة

محاسن الزعيم الأوحد
نبيل شلبي -

من محاسن الزعيم قاسم : مجزرة العائلة المالكة والمد الأحمر والتسبب في مجازر الموصل وكركوك وإسكان الملايين من الشروك والمعدان في بغداد وتغيير الديموغرافية فيها واعدام العديد من الضباط والعسكريين خصوصا من أهل الموصل وبالرغم من أنه لم يكن شيعيا إلا إنه كان واقعا تحت تأثير والدته فركع عند مهدي الحكيم وتجاهل أمجد الزهاوي ومهزلة محكمة المهداوي لا تخفى على أحد

رد وشكر
رعد الحافظ -

أولا , أعتذر للكاتب الكبير الاستاذ إبراهيم أحمد كوننا إستغلينا مقالته كساحة لنقاش بعض ما يختلف عليه العراقييون وما أكثره , لكن عذرنا أنه يصب في نفس موضوع المقالة الرائعةوشكرا موصولا للكاتب المحترم الاستاذ عاطف العزي لتفضله بأجابتي بطريقة حضارية معروفه عنه وعن باقي المثقفين الكبار,وقبل أن أرد أقول أني لم أعاصر يوم الثورة فقد كنت بعمر أقل من عام ,والذي عرفته عن تفاصيل يومها الاول قرأته فيما بعد من كتاب محايدين منهم العلامة الوردي الذي أشار الى إسمه إستاذنا إسماعيل الجبوري كواحد من المؤيدين للحدث (كي لاأقول إنقلاب وأزعج البعض),وكذلك مما سمعته من المرحوم الوالد وأصدقاءه من خلال حديثهم عن الحياة اليومية ..قال شنشل وفعل البزاز ونصح الجواري وهكذا مع الآخرين..وما يخرج به المرء المحايد (مع صعوبة حياديتنا نحن العراقيين ,لكني أجهد لأكون ), هو أن نوري باشا كان داهية سياسية وفي نفس الوقت يحب العراق ويريد وضع قدمه على أول الطريق المؤدي الى التطور, وكان يسعى لذلك ,لكن ولنعترف قليلا بأن عامة الشعب ليست بمستوى تفكيره بينما المثقفين والشعراء الكبار الذين اورد بعض أسمائهم إستاذنا الجبوري فهم طبعا على العين والراس ,لكنهم كونهم خارج السلطة يرون عيوبها بعيون أخرى , هل ينكر أحد , رؤيتهم بطريقة الماركسية عموما , المعادية للغرب بريطانيا وأمريكا أولا ؟أقصد أن التغيير كان مطلوبا , لكن بتطوير الوضع الموجود ..لا ..بقلبه رأسا ً على عقب , وعودة الى أستاذنا العزي في رده الكريم ,الذي يحتاج كثير من النقاش الهاديء في كثير من النقاط , من كون فيصلا هو إبن شريف مكة الى قبول العراقيين به بسبب نسبه الى دخول الاميركان عام 2003 من أجل النفط , الى هل ينفع التغيير السلمي مع صدام ....وغير تلك النقاطوسأحاول الاتصال المباشر إن أمكن , لكني أقول طبعا صدام غير نوري سعيد , كيف لمنصف أن يشابه بين الرجلين ؟ لقد شعرت بخيبة كبيرة من تشبههم هكذا مباشرة, فهل كان صدام غير قاتل مأجور في بداية شبابه يستأجره الناس لقتل خصومهم كما فعل خاله اول الامر مع الشيخ سعدون ثم إستمر في قتله لمعاضيه الى آخر يوم في السلطة ودمر العراق وطنا وشعبا من خلال حروبه الرعناء وطموحاته المجنونه ؟ فهل يستحق نوري باشا مقارنته بهذا اللعين ؟تحياتي للجميع

تعليق على المقالة
خورشيد عزيز -

لماذا تقارن السيء باﻷسوأ يا عزيزى ابراهيم ؟ فى حقب زمنية وفى غفلة من التاريخ حكم العراق حكومات سيئة جدا بل اسوا مامن الحكومات . ولكن ﻻ يعنى هذا ان نبيض صفحة ما هى اسوا منها كحكام النظام الملكى المباد .اتفق مع احد اﻷخوة ان بعضا من اﻷنظمة الملكية جيدة كانظمة ملكية فى اوروبا حيث الملك فقط رمز لوحدة اﻷمة والوطن.... ﻻ يحكم, بل الشعب يحكم نفسة بنفسة عبر صناديق اﻷقتراع ,وعبر البرلمان . اما انظمة الحكم فى بلدان العالم الثالث فهى شىء اخر تماما . كثير من رجاﻻت الحكم الملكى لم يكونوا سيئين …. وانا احترمهم , وفى المقدمةمنهم الملك فيصل اﻷول . وغيرة كثيرون ….. اما الثنائى - عبد اﻻﻻْة ونورى سعيد -فشانهما شان اخر . ... .شاءت اﻷقدار ان يحكما العراق .حكما العراق بالحديد والنار . وكانا عبيدا للانكليز , ﻻ ينفذان امرا الا منهم …اتسائل من كان يقمع انتفاضات الفلا حين بالقتل الجماعى ؟ منها انتفاضة الفرات الا وسط عام 1932 ؟من قام نفذ المجزره الرهيبه للاشاريين فى سميل .؟ من سفك دماء العمال فى اضراباتهم ؟ . وكانوا يطالبون بمطاليب مهنية عمالية كتحديد ساعات العمل وزيادات بسيطة فى اجورهم وتحسين ظروف العمل ومطليب حتى ابسط من هذا ؟...... من سفك دماء عمال اج ثرى خدمة لشركات النفط الاجنبية ؟.. ومن قام بمجزرة كاور باغى فى كركوك ….؟ومن قمع اضراب عمال الميناء فى البصرة ؟... وغير هذا كثير … وماذا عن سفك دماء الشعب فى وثبة كانون سنة 1948 – ومجزرة الجسر والتى سماها الشعب ب جسر الشهداء ...وانتفاضات الشعب الوطنية الاخرى ؟... اما الا مية التى تتكلم عنها . كانوا هم ومن لف لفهم من الاقطاعيين يعتبرونها هبة من اللة, لانهم يريدون حكم شعب جاهل يسلم امرة اليهم … لماذا لم تتطرق الى مقتل الملك فيصل الاول ؟ وغازى الاول ومن كان وراء ذالك ؟. حتى الملوك لم يسلموا من ايديهم . اما دور العسكر فثورة تموز ليس من ادخل العسكر قى الشان السياسى .فدورالعسكرقديم قدم ما يسمى بالحكم الوطنى فى العراق .. فالنظام الملكى كان كل وجوهه من العسكريين . اولهم كانوا ممن يسمون ب (الضباط الشريفيين ) من امثال نورى سعيد , وجميل مدفعى ومولود مخلص وجعفر العسكرى وغيرهم كثير … ثم ماذا تقول عن انقلاب بكر صدقى وماذا عن العقدا ءالاربعة منذ انقلابهم على حكومة