أصداء

المعوقات السياسية في انتخابات اقليم كردستان 1-2

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تشهد كردستان يوم 25 تموز الحالي انتخابات برلمانية و رئاسية يتنافس اربعة متنافسين للفوز بأصوات الناخبين، مسعود ملا مصطفى البارزاني احد المتنافسين الاربعة، والبقية يمثلون مختلف تشعبات الطيف السياسي وحتى الاجتماعي في اقليم كردستان العراق، فيما يخلو هذا السباق الرئاسي في الاقليم من ترشح أي عنصر نسائي لهذا المنصب.

وقد كان لوجود الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا في العراق ساهم بالتاكيد في دخول مرشحين بارزين في العملية الانتخابية، وفتح المجال واسعا لإنتعاش حالة الديمقرطية والتعددية السياسية، حيث توصف هذه الانتخابات بالفريدة. فهي الأولى من حيث نشاط للقادة السياسيين واهتمام الناخبين من خلال إقبال قياسي ضمن ساحة تعج بالحراك السياسي في اقليم لايتجاوزعدد سكانه بضعة ملايين نسمة. كما أن انتخابات 2009 تأتي بعد اتفاق التحالف الاستراتيجي بين الحزبين الرئيسيين الذي مكن من تجاوز منطق المواجهة السياسية الذي دام في منتصف التسعينيات بين الحزبين الرئيسيين، وسهل الطريق أمام إعادة صياغة المشهد السياسي الكردستاني على أساس الحوار وبناء جسور الثقة بين مختلف الفاعلين السياسيين. وهو ما عبرت عنه مواقف الاحزاب الرئيسة من خلال التنازلات المتبادلة والحوارات الوطنية الهادفة، والتي كان هدفها إنقاذ مستقبل شعب مسالم وعدم الخوض في خلافات الماضي.

قطع اقليم كردستان اشواطا مهمة منذ انفصال الاقليم عن حكومة المركز في بغداد عام 1991 وحتى إقرار قانون الاحزاب من قبل برلمان كردستان في الاعوام الاخيرة في الذي سمح بالتعددية الحزبية في الاقليم، لكنه بالمقابل طرح العديد من التساؤلات في واقع سياسي يستند إلى بنية اجتماعية تقليدية، فمن حكم الحزب الواحد إلى وجود العشرات من الاحزاب السياسية اليوم، حيث تشهد الساحة السياسية الكردستانية نشاطا غير مسبوقا، وموجات من الجدالات السياسية بين مختلف المترشحين للانتخابات الرئاسية.
لكن أبرزعوائق العمل السياسي في اقليم كردستان يتمثل في المعوق الاجتماعي، حيث يتجذر النظام التقليدي، مما يحول بين الأفراد وبين الولاء الكامل لسلطات الدولة المختلفة.
وهذه الظاهرة تؤدي إلى تشتت الولاء وتضعف الأداء السياسي، وتخلق ثنائية على مستوى الشخصية السياسية. ورغم مضي نحو 18 من الزمن على ما يوصف بالتجربة التعددية، يجمع الاكراد العراقييون على أن التحالفات العشائرية أقوى تأثيرا من نظيراتها السياسية. وتنشط الظواهر السلبية في مثل هذه المواسم، حيث تعمد على إذكاء الانتماءات العشائرية والمناطقية وابرازالدور المحوري للزعامات العشائرية خاصة في الارياف والمناطق الصغيرة.

ويعتقد متابعون أن العشيرة لا تزال المحرك الأساسي للأحداث السياسية في اقليم كردستان، والفاعل في الصراعات الدائرة بين الأقطاب السياسية في الوقت الحاضر.أما الأحزاب الكردية فتبقى غالبا في واجهة الأحداث، وهي بمثابة الغطاء الخفي والأساسي للعشائر في صناعتها للأحداث. ويبقى تأثير العشائر متفاوتا بحسب وزنها، وامتدادها الجغرافي وحجمها. وتتشابه العشائر إلى حد بعيد مع جماعات الضغط القوية التي تصنع الحدث دون أن تتبناه، وتؤثر في القرار دون أن تعلن عن نفسها.

ومن المفارقة أن تعميق الولاء العشائري والمناطقي في اقليم كردستان وتزايد الدور السياسي للعشيرة قد استفحل بعد قدوم ما يسمى بالمسلسل الانتخابي الكردستاني، حيث ترسخت الولاءات العشيرة لأسباب سياسية، واستخدمت العشيرة لجمع الولاء للنظام السياسي القائم. وإذا كانت هذه الولاءات في المجتمعات غير الحديثة تتركز على رابطة الدم، إلا أن عوامل أخرى مثل الادراك السياسي، وطبيعة النظام المسيطر قد تخفف من وطأة هذا الانتماء. وهو ما يتطلب مراجعة سياسية تضع العشيرة في إطارها الاجتماعي البحت بعيدا عن المعترك السياسي، وإلا فإن التجربة الكردستانية ستبقى تراوح مكانها، ولن تتجاوز عتبة الانطلاق.
واضافة الى المعوق السيسولوجي توجد المعوق الدستوري في الاقليم الذي يعكسه عدم التطبيق الصحيح لمبدأ الفصل بين السلطات، مما يضع سلطتي البرلمان و القضاء في الاقليم في وجه تأثيرات ضغوط السلطة التنفيذية، واريد ان اشير الى معوق سياسي بالغ الخطورة ايضا يتمثل في ضعف أداء المعارضة الكردية وعدم قدرتها على التوحد، وفشلها في طرح برنامج سياسي بديل وغياب التحالفات السياسية الإستراتيجية بين احزاب المعارضة والتي تعتبر عاملا في إضعاف النشاط السياسي الهادف إلى إدخال الإصلاح والغيير، إضافة إلى عقبة كبرى وهي الفساد الإداري والمالي التي لها تأثيرها المباشر وغير المباشر في ممارسة العمل السياسي على مختلف مستوياتها.

راوند رسول
dr.rawandrasul@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
العشائر
ازاد شورش -

خصص السيد الكاتب ثلاثة من اربعة فقرات في مقاله للتاكيد ان العشائرية هي المحرك الاول للسياسة في كردستان العراق. انا اعتقد ان السيد الكاتب يعطي موضوع العشائرية اكثر من حجمها ، ففي مركز محافظة السليمانية لا يوجد شيء اسمه عشائر وهذه احدى مميزات مدينة السليمانية منذ نشاتها حيث يسمى الفرد بالمهنة التي يمتهنها ، او الاسم الثلاثي . فها هو السيد برهم احمد صالح لا تجد في اسمه الارتباط العشائري ، وايضا السيد كوسرت رسول علي ( من مدينة كويسنجق)، اضافة الى العديد من الاسماء اللامعة في مجالات العلم والادب والسياسة. قد يكون الكلام صحيحا في المناطق الريفية البعيدة نسبيا من المدن، ولكن ليس بالثقل الذي يعرضه الكاتب. ان العشائرية لم تكن في يوم من الايام عاملا حاسما في العلاقات السياسية الكوردية. واعتقد ان السيد الكاتب بعيد عن المجتمع الكردي و غريب عن ثقافته.

العالم السابع
خاليد /رحيماوا -

السبب في ظهور العشائرية من جديد واستفحالها في السنوات الاخيرة هي الغياب الكامل للمؤسسات القضائية والقانونية مما دعى بالافراد والعوائل الى الالتفاف حول العشيرة لغرض حماية انفسهم واموالهم وبهذه الحالة تسهل حالة شراء ذممهم من قبل الاحزاب المتسلطة فمثلا مسعود صرف خلال هذه السنوات امتيازات واموال ودعم لرؤساء العشائر لم يصرف واحد بالمائة من هذه الاموال على وزارة العدل والقضاء لانه يعلم ان العدالة لا تفيد مستقبله وسر بقاء سلطته وادامتها تكمن في تدجين المواطنين وجعلهم مجموعة من الافواه الجائعة تنتظر القائد الرمز او سه روك لكي تطعمهم وكذلك فعل طالباني ففي زيارته الانتخابية الاخيرة الى مناطق شارزور وحلبجة وبدل ان يوزع الكومبيوترات على الطلبه والاجهزة الطبية على المستشفيات والالعاب الجميلة على الاطفال والورود على المواطنات قام بتوزيع المسدسات على افراد العشائر الذين استقبلوه وكاءن ما لدينا من اسلحة وعتاد ومتفجرات لا تكفي وكاءن المجتمع بحاجة الى المزيد من السلاح لكي يفتك ببعضه اخيرا اقول ان النظام السياسي من يضع الاطر العامة لتوجهة المجتمعات البئيسة المسمات بالعالم الثالث لان الشعوب فيها لا حول لها ولا قوة وتقاد الى مراعيها متى ما اراد الرمز ذلك وتقاد الى المصالخ متى ما اراد الرمز ذلك والموضة الجديدة الماشية في بلدان الشرق الاوسط المتمثلة بالانتخابات ليست الا مسرحيات بائسة لان الديمقراطية تنمو عندما يكون الانسان حرا في داخل المجتمع وتخرج مشوها ومعوقا عندما يكون هذا الانسان مجرد ادات بيد الرمز او القائد او المخلص او الراعي .سلامي لايلاف الراقية

الى ازاد رقم ا
خليل وندي -

قبل ايام جلس دكتور برهم مع كبار رؤوساء عشائر الجاف والبرزاني مد عوم من العشائر والاقطاع ومعروفة والتلفزيونات وكوسرت لا علاقة له بالمدينة عشائر اهل اربيل يدعمونه مقابل المال الذي هو يصرف عليهم

الى خاليد
حمه شورجة -

ادعائك بعدم وجود نظام قضائي مردود جملة وتفصيلا.تتكلم عن شراء الذمم وفاتك ان اقل نسبة من البطالة هي في الاقليم وان المستوى المعاشي هو الاعلى قياسا بمدن العراق وان الخدمات المتوفرة هي الاحسن ولا يوجد وجه مقارنة ، اضافة الى الامان. فلماذا شراء الذمم. اما عن السلاح فهل نورتنا عن المعارك الجارية الان في الاقليم؟ ام انك تطلق الاكاذيب وكاننا نعيش في المريخ؟ ثم ما هذه العداوة للديمقراطية والانتخابات؟ ثم الا تعلم حقيقة ان حمل السلاح ممنوع في الاقليم؟ حبيبي انت تعبان وتحتاج الى القليل من الراحة ومراجعة طبيب نفساني اتمنى لك الشفاء من عقدك.

كتابات تعيسة
اسماعيل -

يبدو ان الكاتب روند رسول يغمض عينيه عن الحقائق ويتعمد تناسي الحالة البائسة والمزرية التي كانت عليها كوردستان في زمن الدكتاتور الزائل كما ان روند يغض الطرف عن الجرائم الفضيعة التي ارتكبت بحق الشعب الكوردي ناهيك عن انعدام البنية التحتية في الاقليم وانحسار كل اشكال التقدم، ان التقدم السياسي والعلمي والعمراني الهائل الذي شمل اقليم كوردستان منذ عام ١٩٩١ هو حقا مدعاة للفخر والاعتزاز. روند رسول لم يجد مبررا مقنعا واحدا وذا قيمة الا ان يصب جام حنقه على الاقليم فتشبث بموضوع العشائرية التى هي جزء من معظم الامم على وجه الارض، ويا ترى هل من الممكن لسطات الاقليم وبكل سهولة ان تتخلص من التقاليد العشائرية خلال عقدين من الزمن، عجيب امور غريب قضية!!!! ان كتابا مثل السيد روند تتملكهم دوما التعاسة والتشاؤم ولن يسعدهم حدث حتى لو وضعوا في جنات الدنيا.

الى حمة شورجة
خاليد /رحيماوا -

سوف اصدق ادعائك بوجود نظام قضائي فعال في الاقليم لو ذكرت لي مسؤول واحد فقط تعرض للمسائلة القضائية بسبب اموائله الطائلة رغم ان احد المسؤولين في الادارة الامريكية السابقة ذكر ان مسعود وحده يملك ملياري دولار كاملاك خاصة غير الممتلكات الغير معروفة وكذك هناك الالاف من من كانوا لا يمتلكون 10 دنانير اصبحوا من اصحاب المليارات بفترة وجيزة لذلك يجب اتهامهم قضائيا تحت بند من اين لك هذا ولكن لا يوجد شخص واحد لحد الان سواء كان من القيادات او حتى اعضاء المكتبين السياسي للحزبين تعرض للمحاكمة وهذا دليل على عدم وجود محاكم اصلا ودعم الحزبين للمصالحات العشائرية دليل واضح على نهجهما المتخلف العائد للعصور الوسطى اما عن البطالة فهناك جهل وعدم فهم للبطالة فمثلا سكان اقليم كوردستان هم 17 بالمية من سكان العراق ولكنهم يشكلون 34 بالمية من جملة الموظفين الحكومين في العراق اي ان الحزبان وبسبب صراعهما المقيت على شراء الذمم كانوا يتنافسون على توظيف الالاف من مؤيديهم في الوظائف واكثر هذه الوظائف وهمية فتجد مثلا في دائرةزراعة كويسنجق اكثر من 2000 موظف بحيث حتى باحة الدائرة لا يتسع لهذا الكم الهائل حينما يحظرون لاستلام رواتبهم كل شهر ويغيبون طول باقي الشهر اي ان العملية برمتها هي بطالة مقنعة واهدار للمال العام اما عن سؤالك لماذا يستخدم السلاح في الاقليم ويبدو لي ان جنابك لا يوجد لديك اطلاع على الاخبار المتواردة فمثلا منظمة هيومان رايست ووتش تقول ان كوردستان العراق بالتحديد هي اكثر مكان بالعالم خطورة على النساء حيث ان الاقليم يحتل (بعون الله اولا ثم الحزبان)على الصدارة في قتل النساء وايضا اغتصابهن والختان شئ يندى له الجبين وكل هذا بفضل توفر السلاح الفتاك وعدم المسائلة لان المجرمين في كل الاحوال هم من اعضاء الحزبين او المتنفذين فيهما ختاما اقول ربما يكون كلامي ثقيلا عليك او ربما يؤذي مصالحك الشخصية واو يحاول ان يطرح ثقافة من اين لك هذا في داخل المجتمع وان هذا يشمل الجميع واظن ان هذا بالذات هو ما دعاك الى ان تتهمني بالمرض ولكن رغم هذا فان الشعب واعي هذه المرة وقرارنا لا رجعة فية ويد القانون ستصل الى الجميع بدون استثناء فالتغيير قادم (لقد جائكم الموت يا تاركي الصلاة).شكرا لحديقة الحرية ايلاف

النهم ما بعد المخاض
س . السندي -

مكرر

تذكر خاليد رقم6
ناظم -

تذكر بان الاقليم حديث جدا بعد الماسي والخراب, انك تشاهد ويشاهد الاعداء والاصدقاء مدى البناء والاعمار وكبف يغير ثوبه يوميا نحو الافاق الحضارية والتقدم في البناء التحتي والفوقي , وبناء الانسان الجديد بمفاهيم وثقاقة وتربية ديموقراطية انسانية عصرية ملائمة للزمن ياتي مع الوقت واصعب واعقدمما تفكر به بالعصا الساحرة. فالكردستاني عليه ان يكون نظرته ابعد من ذلك ولاينسى ابدا تلك الفواجع من ناباتم غازات سامة كيمياء انفال الخ سوف تبنون حياتكم افضل بكثير من حياة دول الجوار ,الحرية اثمن ما في الحياة.