باب الملا و سامر الحارة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يقترب العد التنازلي لحلول شهر رمضان، ومعه تزداد حدة المنافسات في سوق عرض المسلسلات التلفزيونية و سباق الشهرة بين الفنانين، وفي هذا الخضم يتوق المشاهدين العرب لمشاهدة الجزء الرابع من المسلسل السوري باب الحارة الذي إزدادت التکهنات و تضاربت الاقاويل و التصريحات بشأن إبعاد الممثل الفلاني أو إجراء کذا تغيير من أجل التهيأة لإقصاء ممثل رئيسي عن دور اساسي له في المسلسل، لکن والحق يقال، مازالت غالبية المشاهدين العرب تتحرق لمشاهدة المسلسل و متابعة أحداثه(الکلاسيکية) بنمط يغلب عليه طابع المحافظة و التزمت الى حد ما.
المخرج السوري المتألق بسام الملا، الذي قدم أعمالا ناجحة عديدة و هو من الاسماء اللامعة في عالم الاخراج على الصعيد العربي و بات أشهر من نار على علم، يبدو ان طبيعة الانباء و التقارير المتضاربة بشأن المسلسل قد جعلته يبدو الى حد بصورة المخرج"المستبد"برأيه و انه وفي غمرة النجاح الطاغ لمسلسله لم يعد يأبه لهذا النجم أو ذاك ولاسيما فيما لو کانت هنالك ثمة من يعارضه أو له رأي مغاير له بخصوص المسلسل، وقد تفاجأت الاوساط الفنية و الجمهور العربي قبل مدة حين تناقلت الاوساط الخبرية نبأ إبعاد الممثل الرئيسي"سامر المصري"الذي يؤدي دور"عقيد حارة الضبع" وهو نبأ أثار موجة من السخط و الاستياء بين الجمهور العربي والذي تمت ملاحظته عن کثب من خلال الآراء المختلفة التي أدلى بها الناس من خلال مختلف القنوات الاعلامية ولايبدو ان هناك من يتفهم موقف الملا الذي قرر إبعاد المصري کعقوبة له لأنه:"استخدم الشخصية(العقيد أبو شهاب) دون حقوق قانونية، وتصرف بشکل غير أمين". والذي دفع قطاع عريض من جمهور هذا المسلسل المشهور عربيا الى المزيد من الامتعاض و التحامل على المخرج بسام الملا، هو أن إبعاده لسامر المصري قد جاء متعاقبا لعملية إبعاده من قبل ذلك للمثل عباس النوري(أبو عصام)من دون إعطاء أية مبررات أو مسوغات شافية لذلك، وهو"أي بسام الملا" وان إعطى ثمة مبرر لعملية تبديله لسامر المصري، غير أن ذلك الامر قد لايکون کافيا و مناسبا لوسط محافظ و متمسك بالوجوه التقليدية بصورة غير مألوفة وکان الاولى به أن يفکر أکثر من مرة قبل أن يتخذ هکذا قرار صارم لم يراعي فيه آراء و مشاعر الجمهور العربي صاحب الفضل الاساسي في شهرة المسلسل و ديمومته بهذه الصورة وان نظرة على مختلف المسلسلات المشهورة التي عرضت أو تعرض على الصعيد العالمي، تجعل للمثلين الذين يؤدون أدوارا رئيسية ثمة حرمة ليس بإمکان المخرج تجاوزها أو القفز عليها بسهولة وبعيدا عن المسلسلات، هنالك الفلم السينمائي الشهير"هاري بوتر"الذي تعرض دور السينما العالمية في الوقت الحاضر الجزء السادس منه والذي يقوم الممثل(دانييل رادکليف)بدور البطولة فيه الى جانب ممثلين آخرين، وطوال الاجزاء الستة للفلم، لم يقم مخرج الفلم بأي تغيير في الوجوه حرصا منه على عين المشاهد التي تعودت على الشخصيات المختلفة للفلم بتلك الوجوه، لکن باب الحارة الذي تجاوزت شهرته و نجاحه على مسلسل"عائلة الحاج متولي"المصري و صنفته شرکة"ميديا ميتري"ضمن أکثر عشرة مسلسلات مشاهدة على مستوى 80 بلدا حول العالم، يبدو أن النجاح الذي حققه قد تصور المخرج بسام الملا ان الفضل الکبير يعود له شخصيا من خلال عمليات مسح و إقصاء الشخصيات الرئيسية بسبب او بدون سبب ومن دون إعطاء أية أهمية أو إعتبار لمشاعر و احاسيس و موقف الجمهور و احتمالات تراجع شعبية العمل أو حتى إخفاقه و هبوطه الى مجرد عمل عادي.
وإذا ماکان المخرج بسام الملا بمثابة ربان سفينة"باب الحارة"، فإن الشخصيات الرئيسية و عقيد الحارة بشخص سامر المصري على وجه الخصوص، هو بمثابة اسطرلاب السفينة و شراعها ذلك أن إنشداد جمهور المشاهدين لادائه المميز قد أعطى المسلسلة زخما قويا و غير عاديا لديهم، و دفعهم الى المزيد من الانشداد للمسلسل و متابعته بشغف بالغ. وقد يکون من حق جمهور المشاهدين للمسلسل مقاضاة المخرج و محاسبته على الاستهانة بهم و منح نفسه حقا يکاد يکون مفرطا في الاستبدادية ولکن، على إفتراض حدوث مثل هذا الامر من جانب الجمهور، هل سيأخذ الملا بآراء و موقف و حکم الجمهور؟! ولنترك توقع موقف الملا من ذلك لمشاهدي المسلسل!
نزار جاف
التعليقات
لايجوز المقارنة
آيــاز -يا حبيبنا الكاتب لماذا تقارن بين مخرجين العرب والاجانب في هذه الحالة وكأنك تقارن بين الرئيس العربي وآخر أجنبي لان المخرج العربي مثل الرئيس العربي عقولهم لم يرتقي بعد ويلزمهم سنين طويلة لحتى يوصلوا مستوى الاجنبي برأي لايجوز المقارنة شو جاب لجاب